أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدبولى - الحق لا ينتصر أبدا ، فى الشرق الأوسط














المزيد.....

الحق لا ينتصر أبدا ، فى الشرق الأوسط


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 24 - 08:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من المؤسف القول بما يشبه اليقين أن مسألة إنتصار الحق ليست قانونا ملزما فى عالم السياسة العربية والشرق أوسطية،
بل أن شواهد التاريخ القريب والبعيد تشى بما هو أقسى على النفس من تلك الحقيقة المرة،وكم من مرة تصور اللاعبون فيها بأن الحق منتصر لمنطقيته وشمسه الساطعة ، لكن الأمور على الأرض لم تنتهى بعدها كما تشتهى الأنفس الطيبة ؟
وإذا كان بعض الأقذار أو الجهلاء يتندرون أحيانا كثيرة على عبارة " الله حى عباس جاى" ويسخرون منها ؟ إلا أنها كواقعة تاريخية مصرية حقيقية تمثل دليلا إضافيا على انتصار القهر والذل على العزة والكرامة فى هذه المنطقة ؟
فعباس المشار إليه فى العبارة الشهيرة هو عباس حلمي الذى حكم مصر عام 1892 و الذى جاء خديويا على مصر في ٨ يناير ١٨٩٢، بعد وفاة والده الخديو توفيق، وكان عباس هذا هو آخر خديو وحاكم عادل لمصر والسودان، فقد كان حكمه قريبا متناغما متحدا مع تطلعات شعبه من المصريين، فقاوم معهم الاحتلال البريطانى، وإتخذ موقفا عمليا بعد عام واحد من توليه السلطة، وأصدر قرارا بإقالة حكومة مصطفى فهمى باشا، التي كانت تعمل على تنفيذ رغبات سلطات الاحتلال الإنجليزى، مما تسبب له فى أزمة كبرى مع قوات الإحتلال نتيجة لذلك القرار رغم إنه زاد من شعبيته الداخلية ، كما كان من مواقفه العظيمة المنكرة للذات هو دعمه بشكل معلن لكل تحركات الزعيم مصطفى كامل ضد الإحتلال ، بل وساهم فى منحه لقب باشا ، وعندما وقعت حادثة دنشواى في ١٩٠٦، ساهم فى طرد اللورد كرومر من خدمته في مصر في ١٢ إبريل ١٩٠٧، ثم أصدر بعدها عفوا عن مسجونى محاكمة دنشواى من الفلاحين المصريين ، وكان رافضا وبشدة الموافقة على مد إمتياز قناة السويس ، لكن مع الأسف وفى يوم ٢٥ مايو من عام 1914 قام شاب مصرى يدعى محمود مظهر( غير معلوم الدوافع طبعا) بإطلاق الرصاص عليه فى مدينة( إسطنبول بتركيا ) مما تسبب فى إصابته بإصابات جسيمة ، وانتهز الإنجليز فرصة بقائه بالخارج لتلقى العلاج فخلعوه في سبتمبر ١٩١٤، ونصبوا عمه حسين كامل سلطاناً على مصر بدلاً منه، وفرضوا الحماية على مصر، وظل الشعب المصرى لفترة طويلة من ١٩١٤ إلى ١٩٣١، كلما تعرض لأذى الاحتلال يخرج للشوارع يهتف ضد الاستعمار قائلا: «الله حى عباس جى» لكن مع ذلك لم يعد عباس أبدا ، ولم ترد له كرامته حتى بعد أن توفى في ديسمبر ١٩٤٤؟

وفى عام 1952 قامت ثورة 23 يوليو ضد الظلم والاستعباد والقهر ، وتصور الشعب المصرى ان عباس قد عاد فى صورة زعيم مصرى آخر محبوب ، وبدأت الثورة تعيد بناء مصر ، فأقامت مشروعات إستراتيجية و صناعية عملاقة ، وأصدرت قرارات هامة تصب بالفعل فى مصالح الجماهير ، كما بزغ نجم مصر عاليا فى سماء السياسة العالمية ، لكن ومع قدوم عام 1956 كنا قد تلقينا أولى ضربات الإستعمار ، ومع ذلك تغلبنا عليها ونهضنا واستكملنا البناء رغم اى ملاحظات على حالة الحريات وقتها ، وكادت مصر أن تصبح دولة إقليمية كبرى ، فإستؤنفت المؤامرة مرة أخرى وتعرضنا لضربة قاتلة عام 1967 ، تلاها نكوصا وتراجعا عن كل مشروعاتنا التى أنجزناها فى مرحلة ماقبل الحرب ، وانتهت التراجيديا المؤلمة بتطبيع كامل مع اسرائيل والتخلى عن القضية الفلسطينية بل ومهاجمة رموزها وقواها المقاومة، وتدعيم وترسيخ المزاعم الإسرائيلية على حساب الحقوق التاريخية الثابتة والموثقة للشعب الفلسطينى المقهور الذى تعتبر قضيته من الأمثلة التاريخية على سقوط الحق فى هذه المنطقة المكلومة ؟

و فى عام 1979 انتصرت الثورة الايرانية ، واندحرت اكبر امبراطورية موالية للاستعمار الغربى بمنطقة الشرق الأوسط ، وتم طرد السفارة الاسرائيلية من طهران وتحويلها إلى مقر لسفارة دولة فلسطين ، وبدأ الشعب الإيرانى يستعد للبناء والحرية، لكن الأمر لم يستقر ،ففى عام 1980 وبعد عام واحد على انتصار الثورة وفى خضم معاركها الداخلية مع انصار الثورة المضادة ، تجمعت كل قوى الشر العربية والدولية وقررت شن حربا ضد إيران الثورة ؟ وكان رأس الحربة فى تلك الحرب الموجهة ضد إيران هى دولة العراق ، واستمرت الحرب الظالمة حوالى ثمانى سنوات ،استشهد فيها من الأبرياء ما يقارب من المليونين غير نشر الخراب والدمار فى البلدين ، ورغم سلامة الموقف الإيرانى وعدالة مطالبه ، إلا أن الأمور إنتهت كما لا تشتهى السفن ، فقبلت القيادة الايرانية بإيقاف الحرب بقرار من الامام الخمينى وبدون عقاب واضح ضد المجرمين الذين أشعلوها،وبلا أى تعويض عن الدمار والخراب الذى حل بإيران وشعبها ، وقد وصف الخومينى قبول قرار وقف إطلاق النار عام 1988 بأنه يشعر وكأنه قد تجرع السم"

و على عكس كل تلك الخبرات التاريخية جاء عام 2011 مبشرا ومبهجا ،حيث انتصرت العديد من ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا واليمن ونجحت فى الإطاحة بأنظمة الحكم العميلة ، وامتدت عجلة التغيير لتبدو وكأنها ستطال سورية و المغرب والجزائر والسودان ودول أخرى ، وأن المنطقة ستشهد عهدا جديدا تسود فيه قيم الحرية والعدالة ، لكن الرياح أبت كالعادة إلا أن تأتى بما لا نشتهى ونأمل، أو نرجو ، وبما لا يساند قيم الحرية والعدالة والتغيير ؟ فكما ذهب الخديوى المظلوم عباس بلا عودة ،وكما نالت سخرية أسافل القوم من سيرته، إندحرت كذلك الثورات العربية،وباتت رمزا للفوضى والخراب، وطورد قادتها أو قتلوا ، أو هربوا بلا عودة ،
وتجرعت قوى الثورات العربية السم الناقع الذى فاق وزاد تأثيره على فظاعة ما تجرعه الإمام الخمينى عندما أضطر للإذعان لضربات الخونة والقتلة والمرتدين !!



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمات أحمد فؤاد ، وأبكار السقاف!
- مفاوضات عبدالشكور السودانى !
- زمالكاوى على ما تفرج !!
- المراهَقَة الإسلاموفوبياوية !
- ستيفن هوكينج
- الفنان الراحل محمد حمام
- أولويات النضال !
- كوارث زماهلاوية
- ليفربول والإسماعيلى والزمالك!
- تسييس كرة القدم !
- الملعب المعوج !!
- شكرا للرب !!
- منذ خمس سنوات!!
- العنوان الجديد !!
- تزييف مقصود !!
- إقفش أعداء التنمية !!
- كرة القدم وأفينة الشعوب!
- شتان الفارق !!
- إنهاء الإنقسام السياسى فى مصر !
- وصايا مواطن ناجح وسعيد!!


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدبولى - الحق لا ينتصر أبدا ، فى الشرق الأوسط