أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - من تكون أيها الإنسان؟














المزيد.....

من تكون أيها الإنسان؟


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 10:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




هل لدينا إرادة حرة أم نتوهم ذلك؟
السبب في طرح سؤآل قديم جديد هو إختراع شريحة (نيورولينك العصبية) التي تشبك مخ الإنسان مع الكمبيوتر، لينهي الأخير (الكمبيوتر) إرادتنا الحرة التي مارسناها على مدى القرون الماضية؟ ثم ماذا عن قراراتنا الحرة؟ وعقائدنا القائمة في جوهرها عليها؟ وهل نضحي بحرية إرادتنا إذا كانت موجودة بحجة التقدم التكنولوجي؟
في تجربة تم تطبيقها على البشر خلصوا الى أن المخ يأخذ عن الإنسان قراراته قبل أن يكون واعي بها ويتهيأ له بأنه من أتخذ القرار!
إذن لنكرر السؤآل، هل لدينا إرادة حرة أصلا؟ الواقع يقول بأن أعضائنا تعمل باسقلالية عن إرادتنا فالقلب والكلى وباقي الأعضاء تعمل وحدها دون وعي أو إرادة منا.. أما المشاعر مثل الحب والكره والمتعة والخوف الخ.. فهي أيضا تعمل من خلال موصلات عصبية في المخ ، وردات فعل الجسد تأتي بأمر من الدماغ لذا لا تحسب على أنها قرارات حرة بل مبرجة به بطريقة غريزية مثل الخوف من شىء ما قد يؤذينا ، فالبيئة والذكريات مثلا من قامت بعملية برمجة المخ على هذا الخوف ،والعقل الباطن من خزن صورة لنموذج الشخص الذي يعجبنا لنقع في غرامه لاحقا معتقدين أننا من قرر ذلك! حتى عندما نحب أطفالنا ونحميهم فذلك يحدث فوق إرادتنا أيضا ذلك أنهم يمثلون جيناتنا التي نحاول الحفاظ عليها لنعمر بها الأرض وهي ردة فعل المخ لضمان بقائك وتمرير جيناتك بشكل سليم..
لكن لا تيأس عزيزي القارءى .. لا زال لدينا إرادة حرة في اختيار أذواقنا على الأقل كأن نطرب لأغنية ما أو نفضل طعام ما، ألن تسألني إن كان هذا صحيح أيضا؟وهل هي إرادة حرة هي الأخرى؟
العلم أيضا يجيب بأن تفاعل المخ مع موسيقى معينة أو أكلة معينة هو شىء يحدث اتوماتيكيا حيث الاستماع إلى الموسيقى أو أكل الشوكولاته يفعل مناطق تختص بالنشوة والمكافأة التي تنشط عندما تكون في حالة متعة، فحسب العلماء فإن تفضيلاتنا الموسيقية أو الغذائية محفورة بعمق في تكويننا البيولوجي وهي مسبقة البرمجة في المخ لذا حتى الأطفال يحبون ويفضلون بعضها، ليس لدينا عليها سيطرة، والبيئة بالإضافة الى الذاكرة يلعبون دور كبير مكمل في هذه البرمجة، إذ أن طعام أو موسيقى ما قد يكون لها ذكرى معينة تجعلنا نحبها أو نكرهها!
ماذا بقي إذن؟ بقي التعلم والممارسات التي نقوم بها بإرادة نظنها حرة.. فنحن حتما نكون في قمة وعينا وإرادتنا الحرة لنقوم بكل شىء له علاقة بالتعلم أو الممارسة كقيادة سيارة أو كتابة مقالي هذا مثلا؟
والحقيقة ليس كل ما نفعله يحتاج وعينا ، إنما يحدث ذلك لفترة معينة فقط، فمثلا تستطيع أن تقود سيارتك الى العمل يوميا بشكل اوتوماتيكي وأنت تفكر بشىء آخر تماما! فمخ الإنسان عبارة عن نظامين ، الأول أوتوماتيكي غريزي يتصرف دون تفكير بناء على برمجته السابقة وآخر متحكم واعي وهو ما نستخدمه في المرحلة الأولى لتعلم عمل ما نمارسه ثم بعد ذلك نعود لنعتمد في قراراتنا على النظام الأول الغريزي..
من تكون أيها الإنسان؟وهل تبقى لك أي إرادة حرة؟ وهل تستحق أن نحكم على أفعالك ونضعك في السجن إذا ما ارتكبت جريمة مثلا ؟
إليكم الجواب ، ليست لدينا إرادة حرة لكن وعينا بهذا هو أصل الأخلاق التي تطورت مع الإنسان البدائي إلى إنسان اليوم ، فالوعي هو من يعطينا مقياس للحكم على أفعالنا كانت جيدة أم سيئة ..والإنسان لا يقوم بخيارات لا يستطيع فهمها أو تبريرها كالحيوان ، إنما وعيه هذا ما يجعل خياراته أوسع وقدرة مخ الإنسان بالشبكة العصبية المعقدة فيه تمنحه قدرة على تحليل ما يحدث على الأقل، فنستطيع أن نمتنع عن الطعام رغم الجوع بسبب الصيام أوالريجيم مثلا، ونعرف تماما لماذا حاولنا التمرد على إرادتنا المحتلة لسبب ما!
هذه القدرة المذهلة تمنحنا خيار تحليل الأوامر الدماغية والمشاعر لتصنيفها لاحقا في خانة الخير أو الشر ، بل وعدم الانصياع لها إذا شئنا ..
هل قلت شئنا؟ نعم يبدو هذا ما تبقى لدينا من مشيئة في الحياة، الممانعة.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة، اجرت الحوار: بيان بدل
بانوراما فنية بمناسبة الثامن من اذار - مارس يوم المرأة العالمي من اعمال وتصميم الفنانة نسرين شابا


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوال السعداوي الكاتبة الملعونة بين النساء
- ماذا يفعل اللطف والعطاء فينا؟
- حملة (رفق) تحية شكر وتقدير للقائمين عليها
- الأبد هو الآن فلا تؤجله
- الأبد هو الآن فلا تؤجلوه
- فأر التجارب جندي مجهول
- من المرعب ألا تشعر بأنك على قيد الحياة
- مشهد البجعة الحزينة
- أنا والنوم وأينشتاين
- -أنا مش أنا-
- الاحتفاء بالحياة والموت
- مستقبل أحفادنا الفيس بوكيون
- نظرية الحب الكيميائي
- صراع العقل والقلب
- فيروسات السلوك والمشاعر
- فكرت في أن أفعلها وأطالب
- نحن ونظرية الفراشة
- نحن ومرايانا
- لنتحدث عن العنصرية
- ماذا يعني أن تكون عاديا ؟


المزيد.....




- رئيس هيئة الانتخابات في تركيا يعلن فوز أردوغان في جولة الإعا ...
- كليتشدار أوغلو منافس أردوغان يتعهد بمواصلة النضال حتى تكون ه ...
- الدفاع الروسية تعرض عمل منظومة -فاغوت- المضادة للدبابات أثنا ...
- بعد إعلان -فوز إردوغان-.. الليرة التركية تتراجع إلى مستوى قي ...
- الهيئة العليا للانتخابات تعلن فوز أردوغان بولاية رئاسية جديد ...
- -سأتصل بمكارثي-.. بايدن يؤكد زوال العقبات أمام إقرار رفع سقف ...
- وزير الخارجية النمساوي: يجب النظر في قضية القرم بمعزل عن انض ...
- الرئيس الإماراتي ونائباه يهنئون أردوغان بمناسبة إعادة انتخاب ...
- بايدن يتوصل لاتفاق مبدئي مع الجمهوريين حول رفع سقف الدين
- مئات الآلاف يتدفقون إلى القصر الرئاسي في أنقرة بانتظار خطاب ...


المزيد.....

- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش
- الابتزاز كجريمة الكترونية ، الأسباب والحلول (Extortion as an ... / سعيد زيوش
- ‫-;-الميل الى التخريب الذاتي: مع تقنيات الاسترخاء ، اب ... / هيثم الفقى
- إدارة الضغط النفسي وكيفية التغلب عليه بأبسط الطرق الفعالة: م ... / هيثم الفقى
- من الرمز والعنف إلى ممارسة العنف الرمزي قراءة في الوظيفة ال ... / علي أسعد وطفة
- مأزق كانط الأخلاقي / علي أسعد وطفة
- المرتكزات السوسيولوجية للظواهر السيكولوجية عند فيكوتسكي: هل ... / علي أسعد وطفة
- الوليمة الطوطمية في سيكولوجية فرويد: الأساس الرمزي الأوديبي ... / علي أسعد وطفة
- نظرية الوصم (الجذور التاريخية والافتراضات النظرية) / هاني جرجس عياد
- الماركسية والتفكيكية - نظرة على أطياف ماركس - كيت سوبر ( الن ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - من تكون أيها الإنسان؟