أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - نحن ومرايانا














المزيد.....

نحن ومرايانا


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 01:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما بين المرأة والمرآة فرق الهمزة وهما رفيقتان حميمتان ، ومع ذلك فإن مخترع المرايا رجل ولا أحد يدري ما إذا كان رجلا وسيما أم لا ، كما لا أحد يعلم إذا ما كان بريق المرايا المتلألئ كسطح الماء هو السبب في اشتهار مدينة فينيسيا العائمة على سطح الماء بصناعتها .

لكن قبل فينيسيا كان للمرآة تاريخها المتجذر في القدم وهو ما كشفت النقاب عنه أقدم مرآة تم اكتشافها وكانت عبارة عن شظية كبيرة من الصخر المتحجر مصقولة ولامعة تعود الى أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد .

المهم أن المرآة في النهاية هي انعكاس لصورتنا وإذا لم تكن من النوع الرديء فهي لا تقول إلا الحقيقة ..لكن إذا كانت هذه الحقيقة تحتاج الى شجاعة فهل يعكس تعلق المرأة بمرآتها شجاعة ما في مواجهة الحقيقة أم أن السبب يعود الى اعتماد الرجل على مواصفات رجولية أخرى لا علاقة لها بالمظهر ؟

سواء كان هذا أو ذاك فإن أحدث الدراسات تؤكد على أن الرجال باتوا يستغرقون وقتا أطول من النساء أمام المرأة استعدادا للخروج ، وأن هذا المشهد الذي كان نادرا منذ سنوات أصبح عاديا جدا، إلا أن الرجال عادة ما لا يعترفون بهذه العلاقة مع المرايا رغم أنهم يسترقون النظر اليها في الأماكن العامة ربما خوفا من اتهامهم بالتشبه بالنساء أو اعتمادهم على مظهرهم الجذاب بدل المواقف الرجولية في تقديم أنفسهم.

إن النظر الى المرآة سلوك واحد لدى الرجل والمرأة لكنه ليس كذلك من حيث التجاوب والهدف إذ غالبا ما تكون نظرة الرجل إيجابية وواقعية فيما يتعلق بنظرته الى نفسه أما المرأة فإنها تبحث عن الكمال المستحيل وبالتالي تبقى قلقه على مظهرها ذلك القلق الذي يصل حد الهوس والوسواس القهري وربما وصلت الى تلك المرحلة التي تخاطب فيها مرآتها قائلة : مرآتي .. يا مرآتي !

لكن هذه المرآة الخبيثة لا تعكس صورتنا بجمالها وقبحها فقط انما تعكس شخصينا أيضا دون أن ندري ..

فمن ينظر الى المرآة ويبتسم أو يقلد الآخرين بمرح هو شخصية مرحة محبة للحياة أما من يطيل النظر الى المرآة مركزا في تأمل عينيه فهو صاحب شخصية تأمليه تحمل في أعماقها أسئلة كثيرة أما إذا كنت تشيح بنظرك عن المرايا اذا ما صادفتها فأنت صاحب شخصية رافضة وغير اجتماعية لكن المتشائم يرى في المرآة كل شيء عدا نفسه ولا يصدق أبدا أنها يمكن أن تكون جميلة لكن إذا كنت من الشخصيات الحالمة حينها ستفكر في الماضي والحاضر والمتقبل معا وكأنك أمام شاشة سحرية لأحلامك وأمانيك

لكن ماذا لو كنت من عشاق المرايا ممن لا يستطيعون منع أنفسهم من النظر الى المرايا؟

إذا كنت من هؤلاء فلا تقلق فأنت لست سوى شخصية حساسة جدا تحافظ على مظهرها فنانة محبة للألوان والديكور .

لكن يؤرقني السؤال متى يمكن أن تكذب المرآة وتزور الحقيقة عملا بالمثل القائل (القرد في عين أمه غزال) ؟

بلى هي تفعلها ، صدقوني ..

واذا لم تكن المرايا أيضا تكذب فمن الذي يقنع الأمهات بأن أبنائهم ليسوا قرودا بل غزلانا شاردة؟

ترى هل هي مرآة القلب ؟

تلك التي تجعل الحبيب يرانا في أجمل صورة حتى لو كذبته كل مرايا العالم ؟

انتبهوا من مرآة القلب ، فلربما خذلتكم بحقائق أخرى غير تلك التي ترونها في مراياكم وتبتسمون .



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتحدث عن العنصرية
- ماذا يعني أن تكون عاديا ؟
- كن نفسك وكفى
- انتبه ، إنه ينصت اليك !
- هل حضارتنا على وشك الانتحار؟
- أهلا كورونا
- مذكرات قطة
- مذكرات قطة -قصة قصيرة
- ليست مؤامرة أو مجرد صدفة
- الم الحياة يفوق متعتها بكثير
- ترى هل من عودة الى الوراء ؟
- (الماسك) في زمن الكورونا
- كلنا مشروع مجرم
- فيروس كورونا .. معذور
- الأمومة .. غريزة أم قرار؟
- عزيزي القارئ ..في أي سن نضجت؟
- وهم الزمن
- حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية
- أكتب..
- حياة واحدة لا تكفي !


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - نحن ومرايانا