أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - ماذا يعني أن تكون عاديا ؟














المزيد.....

ماذا يعني أن تكون عاديا ؟


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 12:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


غالبا ما نصف الأشياء أو الأشخاص بأنهم عاديون ونقصد بذلك تجريدهم من صفات التميز أو الشذوذ أو التطرف أو الاختلاف عن غيرهم ، لكن الحقيقة أن تكون عاديا يعني أن تكون تقليديا للغاية ..
أن تكون عاديا يعني أن تكون بلا قناعات راسخة أو فلسفة حياة ، أن تكون عاديا يعني أن تفتقر الى التمرد والخيال أو الفضول، يعني أن تكون غير مكترث ليس إلا .
لا اهتمام أو وقت أو قدرة لديك على التفكير والتأمل ، وبالتالي عدم لا قدرة متوقعة على تقييم الأفعال والمواقف ..
تؤكد (إن أرندت) الفيلسوفة التي تولت مهمة تغطية محاكمات جرائم الهولوكوست بعد أن قابلت مجرما كانت تعتقد أنه لابد أن يكون شريرا ومعتلا ليستطيع أن يرتكب أبشع الجرائم ، فوجدته شخصا عاديا ، أن المجرمون الذين يرتكبون المجازر هم في الأغلب يرتكبون الشرور لانعدام اكتراثهم وغياب الفكر عن عقلهم ، أي أنهم أشخاص عاديون وتقليديون تماما ، وأضافت عبارة واصفة المجرم بأنه (يفتقد القدرة على التوقف والتفكير )!
إذا كان هذا صحيحا فهل هناك ما هو أبشع من أن تكون شخصا غير قادر على التفكير والتأمل أو التحليق بالخيال سعيا وراء فكرة ما أو ابتكار أو حلم ما أو محاولة التمرد على واقع وضعتك فيه أقدارك في أسوأ الأحوال.
في فيلم أجنبي يصور قصة واقعية لسفاح أطفال علق في ذاكرتي المشهد الأخير الذي سألت فيه أم أحد الأطفال الضحايا الذين قتلهم في المحكمة بعد صدور الحكم (لماذا؟)
فأجابها بابتسامة استخفاف وعدم اكتراث وكأنه لم يفكر للحظة بهذه اللماذا ؟
قائلا (فقط هكذا فعلت )
ألا يبدو من خلال هذه الإجابة شخصا لا يفكر أو يتوقف لحظة للتفكير
ألا يبدو شخصا عاديا حتى التفاهة ؟
ألا يبدو إنسانا خطرا ذاك الذي يخلو من أي فكرة أو أيدولوجية معينة ؟
في لحظة تأمل يبدو لي أن الأشخاص الأشرار هم غير القادرين على التفكير السليم ، يعني في للحظة التي يجتمع فيها الغباء مع عدم الاكتراث ينتج شخصا شريرا بامتياز .
في وقت نعاني فيه من كثرة التفكير أو التفكير الزائد يبدو القلق والتوتر نعمة لا تقدر بثمن ، فأن تكون شخصا لديه فكر يتأجج باستمرار وبالتالي إرادة وأخيرا موقف يتفرد به ويتحمل مسؤوليته ، يعني أنك تواجه نفسك بأخطائك وتحاسبها ، تجتر ذكرياتك وتوثقها لتخرج منها بعبرة وحكمة ما .
أن تفكر كثيرا يعني أنك أبعد ما تكون لأن تصبح عاديا ولست مرشحا على الاطلاق لتكون مشروع مجرم ، إن غياب التفكير يعني غياب الضمير فهما توأمان لا ينفصلان .
ففي غياب الفكرة أو العقيدة أو الفلسفة تغيب البوصلة ولا يمكن التبوء بما سيكون عليه حالنا كأشخاص عاديون لا يمارسون رياضة التفكير على الاطلاق .
تقول المفكرة والفيلسوفة حنه آرنت (أغلب الشر في العالم ليس نتيجة النوايا الخبيثة بقدر ما هو نتيجة انعدام التفكير) ! فهل هي محقة؟
على أية حال يبدو أن وليم شكسبير أيضا يتفق معها حين قال (أن التفكير هو ما يضفي على الأشياء صفة الخير أو الشر).
.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن نفسك وكفى
- انتبه ، إنه ينصت اليك !
- هل حضارتنا على وشك الانتحار؟
- أهلا كورونا
- مذكرات قطة
- مذكرات قطة -قصة قصيرة
- ليست مؤامرة أو مجرد صدفة
- الم الحياة يفوق متعتها بكثير
- ترى هل من عودة الى الوراء ؟
- (الماسك) في زمن الكورونا
- كلنا مشروع مجرم
- فيروس كورونا .. معذور
- الأمومة .. غريزة أم قرار؟
- عزيزي القارئ ..في أي سن نضجت؟
- وهم الزمن
- حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية
- أكتب..
- حياة واحدة لا تكفي !
- النجدة .. قبل فوات الأوان
- الانسان بلا حلم ذكرى إنسان


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - ماذا يعني أن تكون عاديا ؟