أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - (الماسك) في زمن الكورونا














المزيد.....

(الماسك) في زمن الكورونا


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 03:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ بداية انتشار فيروس كورونا تحولت الأقنعة أو القناع الى جزء أساسي من الحياة اليومية حتى بات يجازف من يخرج بدونها بحياته أوربما بالنبذ في مجتمعات!

بهذا يكون قد أعاد هذا الفيروس للقناع مجده بقدرة قادر حتى تسلل الى منصات الموضة ومواقع التسوق التي أصبحت تعرضه بتصاميم وألوان وأشكال مختلفة ..
وأعترف أنه حتى وقت قريب كان القناع الطبي يذكرني بمغني البوب الأمريكي الراحل مايكل جاكسون وهو النجم الشهير وأول من قام باتباع اجراءات غريبة ربما بشكل متعمد بنية استفزاز وسائل الإعلام ولفت أنظار الجمهور، حتى أن حارسة الشخصي كان قد صرح بأن النجم العالمي الراحل كان يرتدي أقنعة طبية ويضع أشرطة لاصقة حول أنفه وفمه لإثارة الشكوك حوله اذ كان يعتقد أن سحره سيخفت في حال توقف عن كونه (لغزا) في نظر الجمهور ..
ومن أروقة المستشفيات الى لجؤ النجوم اليه باعتباره لغزا محيرا وجاذبية خاصة يصبح لهذا القناع غايات وأهداف أخرى تتجاوز الضرورة الطبية والوقائية بل وأبعادا تزينية وفلسفية أيضا، أما كيف ؟

فإن القناع أو (الماسك) عرفه الإنسان القديم مبكرا واستخدمه لغايات تتعلق بالمعتقدات والأساطير ثم فيما بعد لغايات تنكرية تزينية بحته فالأقنعة فن شعبي موغل في القدم بدأ بسيطا خاليا من الزخرفة والتنميق ثم تطور ليصبح عملا فنيا متكاملا .. كيف لا وقد كان القناع وفق المفاهيم والدلالات الشعبية هو شكل من أشكال التمويه أو التزييف غير أنه في حقيقة الأمر هو وسيلة من وسائل إذابة الفرد في الجماعة إلا أن الأمر اختلف وتبدل في العصور اللاحقة .
تبدل حين استخدم في العصور الوسطى وما بعدها في أوروبا بهدف التمويه والتنكر والتخفي لاخفاء ملامح الإنسان الحقيقة لهدف سواء عاطفي أو انتقامي أو سياسي .. الخ
لكننا اليوم وبعد أن كان القناع حتى وقت قريب متوفر في الصيدليات والأسواق على شكل ماسكات خاصة بتجميل المرأة وبعد أن كان يغطي كامل الوجه سواء للتجميل أو للحفلات التنكرية فقد أطل علينا مؤخرا بلوك جديد مكتفيا بتغطية الأنف والفم تمشيا مع الظروف الراهنة بل وفرض نفسه بقوة سواء للضرورة أم للترفيه ولفت الأنظار على منصات الموضة ووجوه الفنانيين والمشاهير ..
فهل يصبح يوما ما أحد اكسسواراتنا تماما كالنظارة الشمسية في زمن ما بعد الكورونا ؟
زمن قد يتحول فيه الهوس بالمرض العالمي الى موضة وثقافة !
الحقيقة أن الأمر لم يعد مجرد فرضية أو تخمين بعد أن أختار الحاضرين المهتمين بالأزياء في باريس هذا الأسبوع حماية أنفسهم بأناقة مع أقنعة (شانيل) المزدوجة ! غير عابئين بدلالاته أو تاريخة ، في حين وضعت فتيات أقنعة واقية مطابقة لألبستهن من ماركات عالمية خلال أسبوع الموضة في لندن .
ترى هل كان يخطر لأحدنا أو للطبيب الفرنسي بول برجر أول من استخدمه نهايات القرن التاسع عشر ان القناع الطبي او(الماسك) سيصبح يوما ما أغلى من الذهب والألماس في بعض الدول أو أن مصممي الأزياء سيبتكرون مجموعة من الأقنعة المبهجة مستوحاة من الخوف العالمي من تفشي الوباء،غير عابئين بما يوحي به من مصائب، لا أظن . فقط لأن لنا نحن البشر قدرة غريبة على التحايل على أزماتنا ببراعة وخير دليل على ذلك ،الكم الهائل من النكت حول فيروس كورونا رغم المزاج العام الذي لا يوحي بأي مساحة للضحك.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا مشروع مجرم
- فيروس كورونا .. معذور
- الأمومة .. غريزة أم قرار؟
- عزيزي القارئ ..في أي سن نضجت؟
- وهم الزمن
- حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية
- أكتب..
- حياة واحدة لا تكفي !
- النجدة .. قبل فوات الأوان
- الانسان بلا حلم ذكرى إنسان
- جرحي النازف -قصة ليست قصيرة
- فيروس الطلاق
- كن أنانيا بما يكفي
- ثرثة فلسفية
- اين نحن من انسانيتنا؟
- الحب حقيقة ام وهم؟
- شوكولاته بالحليب - قصة قصيرة
- شوكولاته بالحليب- قصة قصيرة
- شعر
- الانوثة سؤ حظ


المزيد.....




- قصي خولي في أول تجاربه بالدراما التركية المعربة مع ديمة قندل ...
- هل يمكن أن تستهدف إيران منشآت النفط في الخليج إذا تعرضت لهجو ...
- كيف يبدو مستقبل علاقة دول الخليج مع إيران؟ علي الشهابي يجيب ...
- -حزب الله- يقصف قاعدتين إسرائيليتين في الجليل والجولان السور ...
- أوباما يلقي بثقله لدعم حملة هاريس
- -ميتا- تكشف عن أداة ذكاء اصطناعي تنتج مقاطع صوت وصورة
- جونسون: عثرنا على جهاز تنصت في حمام مكتبي بعد زيارة نتنياهو ...
- حسن نصر الله.. هل دفن جثمان الأمين العام لحزب الله سرا؟
- هاشم صفي الدين.. أنباء عن استهداف إسرائيل للخليفة المحتمل لن ...
- أسعد درغام في بلا قيود: رفضنا منذ البداية جبهة الإسناد ووحدة ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - (الماسك) في زمن الكورونا