أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - وهم الزمن














المزيد.....

وهم الزمن


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 16:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما نكون سعداء لا نشعر بمرور الوقت فيعدو بسرعة البرق وكانه حلم ، وعنما نكون محزونين ضجرين نشعر وكأن الوقت ثقيل لا يمر ،، معظمنا دون استثناء مر بهذه التجربة الشعورية ..
اليوم ، أمس ، غدا ، بعد قليل ، عبارات لا نكف عن استخدامها للتعبير عن شعورنا ومفهومنا للزمن الذي هو بالنسبة لنا ترتيب الأحداث تماما كما نرتب أوراقنا في ملفاتنا المكتبية حتى لا تختلط علينا الأمور ، فهذا حدث قبل هذا وهذا سيحدث بعد ذاك بالترتيب وبالتواريخ والأرقام ..
لكن ماذا لو كنا لا نملك ساعات أو أي أجهزة تقيس الوقت أو الزمن ؟؟
ماذا لو لم يكن لدينا شيء اسمه تقويم سنوي ؟
قديما كان الانسان يستدل على الزمن بأمور مثل شروق الشمس وغروبها وهذا ما اعتاد أجدادنا أن يفعلوه لكن ماذا لو لم نكن في مكان نستطيع فيه استقبال ضوء النهار ورؤية القمر مثلا ؟
ماذا لو أن هناك شخص كفيف لا يبصر شمنا أو قمرنا لكنه يشعر بالزمن كما نشعر بها تماما !
يبدو هذا دليلا على أن الشعور بالزمن أمر خاص بنا نحن البشر لأكثر من كونه خارجا عنا فنحن نمتلك ذلك الشعور بالزمن وتغيره .
لكن أعود واقول ماذا لو كان حدسنا أو حواسنا تخوننا كعادتها في كثير من الاحيان ، أي أننا مخدوعون مثلا بهذا الشعور ؟ فنحن نرى الألوان كما تعكسها عيوننا لنا لا كحقيقتها بالضرورة .
وحسب نظرية النسبية فإن سرعة الضوء الصادر من الشمس يستغرق ثمان دقائق كي يصل الينا ، وعلى هذا فإن كل شيء نراه أو ننظر الى حاضره هو في الواقع صورته في الماضي قبل 8 دقائق ثم ماذا لو أضفنا حسب النظرية العلمية المؤكدة حقيقة أن للحركة تأثير على الزمن أيضا ..
ماذا يعني هذا ؟؟
يعني كلما زادت سرعتنا تباطأ الزمن واذا ما استطعنا الحركة بسرعة الضوء التي هي أقسى سرعة في الكون سيتوقف الزمن تماما !
وهذه هي نسبية الزمن المربكة للغاية فالزمن قد يمر أسرع عند واحد منه عند الآخر وقد تمر لحظة عندي لم تمر عليك بعد !!
ومن هنا أصبحنا ومجتمع العلماء ندرك ونعلم ونؤمن بنسبية الزمن ، ليس على مستوى ادراكنا فحسب بل على المستوى الفيزيائي، وكلنا يعلم اليوم أن الزمن والمكان يتحدان في شبكة واحدة اسمها الزمكان ، فاذا كان المكان والزمان يشكلان شبكة واحدة معا فلماذا الاختلاف بينهما ؟
لماذا نستطيع أن نتحرك في المكان حيث نشاء بكل حرية ولا نستطيع أن نعود بالزمن لحظة واحدة فقط ؟
لماذا لا نستطيع أن نتحرك في الزمان كما نتحرك في المكان ؟
أن يكون أمامنا الماضي والحاضر والمستقبل ونحن ننتقل من هذا الى ذاك بحرية ؟
طبعا العلماء وجدوا الاجابة التي قد لا تخطر على بالنا ،، إنه قانون فيزيائي يقول أن كل ما يحدث في الكون من تغيرات يمر في اتجاه واحد ..
ولأننا لا نستطيع أن نعود باللحظة الى الخلف فنعمد الى تذكرها على أنها من الماضي لنرتب الاحداث وهي طريقتنا في اكتساب المعلومات ولربط سبب بنتيجة مثلا ، وهذا ما يفعله عقلنا البشري الذي يشبه الذكاء الاصطناعي ..
والكون كله بنجومه ومجراته مثلنا تماما يسير هو أيضا في اتجاه واحد وهو التمدد والتوسع ، ونحن سجناء هذا التتابع من اللحظة الى التالية .
والى أن نجد طريقة للتحايل على هذا القانون الفيزيائي لنعود الى الماضي او نسافر الى المستقبل لو سمحت النظريات العلمية بذلك سأكتفي مجبرة على أن تقبل حقيقة أن اللحظة التي بدأت فيه هذا المقال لن تعود .
سنبقى الى ذلك الحين نقلق بشأن الزمن لأن مرور الوقت يعني اقتراب الموت حتى وإن كان وهما .
وعقولنا هي حدودنا التي لا نستطيع الخروج منها لكننا أصبحنا نعلم على الأقل أنها تخدعنا لسبب أو لآخر..
لا أعلم لماذا يذكرني الموضوع بكلمات أغنية الفنان مدحت صالح ..
رافضك يا زماني..
يا أواني..
يا مكاني ..
انا عايز أعيش في كوكب ثاني



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تتزين النساء ويتأنق الرجال بوحشية
- أكتب..
- حياة واحدة لا تكفي !
- النجدة .. قبل فوات الأوان
- الانسان بلا حلم ذكرى إنسان
- جرحي النازف -قصة ليست قصيرة
- فيروس الطلاق
- كن أنانيا بما يكفي
- ثرثة فلسفية
- اين نحن من انسانيتنا؟
- الحب حقيقة ام وهم؟
- شوكولاته بالحليب - قصة قصيرة
- شوكولاته بالحليب- قصة قصيرة
- شعر
- الانوثة سؤ حظ
- أسدنا وأسدهم
- التعويض بالطلاق والزواج
- حين تتكلم العطور !
- إعترافات ديكتاتور !
- شيخوخة الروح


المزيد.....




- حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد ف ...
- -حماقة-.. أسلوب رد إيران على تهديد ترامب بـ-قتل- خامنئي يشعل ...
- روسيا.. اكتشاف فريد من نوعه لآثار أسنان ثدييات قديمة على عظا ...
- القهوة والسكر.. كيف تؤثر إضافاتك على فوائد مشروبك المفضل؟
- تأثير كبت البكاء على صحة الرجال
- نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
- علماء: انبعاثات البلازما من أقوى توهجين شمسيين في يونيو لن ت ...
- مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب ...
- وزير مصري سابق يكشف عن خطوات استباقية اتخذتها مصر لتفادي تدا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع عسكرية -حساسة- تابعة للحرس الثو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - وهم الزمن