أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان بديع - حياة واحدة لا تكفي !














المزيد.....

حياة واحدة لا تكفي !


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 20 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


مع انتهاء فعاليات معرض الكتاب الذي نستقبله ونودعه كل عام ، ومع اتهامنا الدائم بأننا مجتمعات لا تقرأ حسب الدراسات والإحصائيات ..خطر لي أن أسال، الى أي مدى تبدو الحياة طبيعية دون قراءة ؟ وهل القراءة ضرورة حقا أم رفاهية ؟ وما الفرق في نوعية الحياة لدى انسان يقرأ وآخر لا يفعل ؟
نسبة كبيرة من الشعوب العربية تعيش ، تأكل ، تتوالد ، تشيخ وتموت ، دون أن تشعر أن هناك ما كان يمكن للقراءة أن تضيفه الى حياتها ؟
نحن أكثر الكائنات على هذا الكوكب ذكاء وتميزا بل وتكاثرا ، ترى ما النكهة التي يمكن للقراءة أن تضيفه على طبق حياتنا؟
الاجابة في الأغلب عند أولئك القلة منا التي تدمن القراءة ، أولئك الذين يتذوقون الفكرة والحبكة والنص والصورة ، أولئك الذين يشعرون بالفرق بين ما كانوا عليه وما أصبحوا علية بعد قراءة كتاب جذاب ومهم في آن ؟
واذا كان العقاد قد قال أنه يقرأ لأن عنده حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيه !
فهو على حق لأن الحياة قصيرة جدا ولا تكفي لاستخلاص الحكمة والعبرة إلا من خلال تجاربنا وليس ما نتعلمه في نظمنا التعليمية ، وتجاربنا هذه حتما سندفع ثمنها من وقتنا وطاقتنا بل وصحتنا لاحقا ..
إنه اذن السر الكامن وراء رغبة المثقفين العميقة بالقراءة ووقوعهم في غرام هذا المسمى (كتابا) ، وكأنها يتلهفون الى الخلود وغرف المزيد من طبق الحياة بنهم الجائع الذي لا يشبع والطامع الذي لا يقنع.
في الحقيقة نحن نقرأ لا لنحشو عقولنا بمزيد من المعلومات فهي متوفرة على أية حال على رفوف الكتب وفي صفحات البحث الالكترونية متى شئنا وجدناها، لكننا نقرأ لأن لدينا ما يكفي من الفضول لنتجول في عقول الآخرين ونعيش تجاربهم التي عاشوها في زمننا أو في أزمان أخرى ، ونجد إجابات ربما لأسئلة قد طرحوها فيما بين السطور .. بل ونتطفل على بعض مشاعرهم وأفكارهم وهواجسهم الانسانية التي نتشارك فيها كبشر نحمل ذات الجينات والطبيعة الانسانية .
بالقراءة نعيش اكثر من حياة ، نحن عشاق الكتب أو أصحاب الأقلام نقرأ لنشعر بأننا أحياء فبالقراءة ندرك هذا الفارق بين الأحياء والأموات ، الفرق بين من يحيا الحياة التي أرادها له الآخرون ومن يحيا حياته الخاصة الفريدة .
القارئ النهم هو القارئ الذي يعاني الهرش في عقله والجوع والعطش في روحه والضجيج في أفكاره التي تتوالد وتكرج كمسبحة انفرطت للتو لتأخذه معها الى عالم الحرية والتحرر من القولبة والبرمجة التي نتعرض لها صغارا أبرياء وفارغين.
القارئ الحقيقي هو ذاك الذي يبحث عن الحقيقة المطلقة في بطن كتاب وبجدية بالغة ، يقرأ للمتعة وليس للترف ، هذا القارئ سيرتاد معرض الكتاب متذوقا وباحثا عن الجديد وليس متنزها أو باحثا عن كتاب الطبخ ليأكل أو التنجيم ليتسلى ، أو في أسوأ الأحوال ليشتري بثمن الكتاب الذي لا يهتم لأمره فنجان قهوة من المقهى المجاور ويعود مالئا معدته لا عقله ، ثم نسأل ببساطه .. لماذا لا نقرأ ؟
ترى لماذا ؟؟؟



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجدة .. قبل فوات الأوان
- الانسان بلا حلم ذكرى إنسان
- جرحي النازف -قصة ليست قصيرة
- فيروس الطلاق
- كن أنانيا بما يكفي
- ثرثة فلسفية
- اين نحن من انسانيتنا؟
- الحب حقيقة ام وهم؟
- شوكولاته بالحليب - قصة قصيرة
- شوكولاته بالحليب- قصة قصيرة
- شعر
- الانوثة سؤ حظ
- أسدنا وأسدهم
- التعويض بالطلاق والزواج
- حين تتكلم العطور !
- إعترافات ديكتاتور !
- شيخوخة الروح
- المرأة مخلوق فضائحي
- مواصفات الشريك
- أهرب ولا تعتذر


المزيد.....




- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...
- -شر البلاد من لا صديق بها-.. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة ...
- غانا تسترجع آثارا منهوبة منذ الحقبة الاستعمارية
- سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق
- مصر.. وضع الفنان محمد صبحي وإصدار السيسي توجيها مباشرا عن صح ...
- مصر: أهرامات الجيزة تحتضن نسخة عملاقة من عمل تجهيزي ضخم للفن ...
- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان بديع - حياة واحدة لا تكفي !