أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - مشهد البجعة الحزينة














المزيد.....

مشهد البجعة الحزينة


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 6794 - 2021 / 1 / 21 - 11:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا يعني أن يكون هناك بجعة حزينة ؟؟
يا إلهي .. هل قلت بجعة؟
نعم مجرد بجعة، كانت تجلس في حالة حداد على بجعة أخرى دهستها قضبان القطار ، استدعى الأمر تدخل رجال الإطفاء من الشرطة في ألمانيا لإزاحتها بعد أن كانت استقرت على خط السكك الحديدة عالية السرعة ،ما تسبب في أزمة في حركة القطارات ومنعها من المرور بين منطقتي كاسل وموتنغن بحسب ما أوردت صحيفة (ذا غارديان)..
تقول باربرا جيه كينغ، أستاذة الأنثروبولوجيا المتقاعدة بجامعة ويليام وماري البحثية بولاية فيرجينيا، ومؤلفة كتاب "كيف تحزن الحيوانات لفراق أقرانها": "إن الحب والحزن ليسا حكرا على البشر، بل إن الكثير من الحيوانات تعتريها هذه المشاعر".
لفت نظري الخبر .. ((بجعة حزينة)) ، ترى هل يحق لها أن تحزن هي الأخرى ؟
في معظم مجتمعاتنا نعتبر الخبر سخيفا لا يستدعي الاهتمام ، فنحن أهل الحروب والمجاعات والأوبئة وحقوق الإنسان المترهلة قبل الحيوان، إلا أنه رغم كل ما فعلنا بأنفسنا وبهذا الكوكب، فما زال هناك مساحة لبجعة تعيش في عالمها الصغير جدا وتحزن مثلنا تماما بل وتقرر أن تعلن حدادها بطريقتها الخاصة.
الموضوع يجرني جرا الى المقارنة ، فمراعاة مشاعر الحيوانات واحترام حقها في الحياة مفقود ، بل أن مشهد قطة دهستها سيارة أو كلب جائع في الشارع يبدو طبيعيا للغاية ، أما مشهد ذبح الدجاج والخرفان أمام بعضهم البعض بشكل جماعي فهو أمر مفروغ منه ولا يستحق مجرد شبهة التأمل والتفكير!
أحد الجزارين صرح في تحقيق صحفي يتعلق بالموضوع بأن "الحيوان لما يخاف عضلاته تتيبس وده بيخلى لون اللحمة غامق وطعمها حامض"!"
وأضاف "إذا هاجت الأضحية سخن جسمها ما يسمح بتكوين أحماض ضارة داخل اللحم تضر الإنسان عند الأكل"
في الحقيقة وحسب الدراسات تُعد الخراف على قدر مدهش من الذكاء، وتتمتع بذاكرة وقدرات إدراكية مذهلة، إذ يمكنها أن تقيم صداقات، وتساند بعضها بعضا في المعارك، وتحزن عندما يؤخذ أقرانها للذبح.
اقول هذا لأني أؤمن أن "الراحمون يرحمهم الله" ، وعالمنا قاسي وقاتم بما فيه الكفاية فلا ينقصه أبدا أن نتجاهل مشاعر وآلام هذه الكائنات بحجة أننا الأولى بالإهتمام والرحمة، نعم، إذا أدركنا مدى عمق المشاعر التي تنتاب الحيوانات قد نتساءل عن جدوى وجود حدائق الحيوان والمذابح اللإنسانية حول العالم وقد نعيد النظر في هذه الأنظمة، فهذه الحيوانات تشعر مثلنا بالحزن لفقدان المقربين والأحبة، وهذا يكفي للتأمل على أقل تقدير .. لن أتردد في إبداء إعجابي بالمشهد ،، مشهد البجعة الحزينة التي هرع لها رجال الإطفاء في ألمانيا! مشهد نشعر معه بجمالية الحياة عندما تأخذ الطابع الإنساني .



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والنوم وأينشتاين
- -أنا مش أنا-
- الاحتفاء بالحياة والموت
- مستقبل أحفادنا الفيس بوكيون
- نظرية الحب الكيميائي
- صراع العقل والقلب
- فيروسات السلوك والمشاعر
- فكرت في أن أفعلها وأطالب
- نحن ونظرية الفراشة
- نحن ومرايانا
- لنتحدث عن العنصرية
- ماذا يعني أن تكون عاديا ؟
- كن نفسك وكفى
- انتبه ، إنه ينصت اليك !
- هل حضارتنا على وشك الانتحار؟
- أهلا كورونا
- مذكرات قطة
- مذكرات قطة -قصة قصيرة
- ليست مؤامرة أو مجرد صدفة
- الم الحياة يفوق متعتها بكثير


المزيد.....




- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...
- محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عس ...
- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - مشهد البجعة الحزينة