أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بثينة تروس - نوال السعداوي! رؤية شجاعة للجنس والدين















المزيد.....

نوال السعداوي! رؤية شجاعة للجنس والدين


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 03:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد انتقلت الي حيث الرفقة العلوية الآمنة دكتورة نوال السعداوي في يوم يليق بعظمة منافحتها من أجل المرأة، عيد الأم، فتبعتها بركاتهن لمرقدها يجملنه سلاماً، وستظل باقية في العوالم النسوية الباحثة عن الحرية والحب والكرامة، تعلقنا بها كلفاً منذ كنا صبايا في مجتمع ذكوري للرجال فيه مطلق الحريات، بسند عرفي وديني يتمظهر شيوخه بلحاهم وايديهم القابضة على موروث الكتب الصفراء المعنعنة الوصايا، جل همهم كيف لهم حفظ (البيضة من الحجر والإنتاية من الضكر)، وبحداثة سننا كنا نرقب باحات وامزجة نسوية مجاورة طائعة بذكاء لتلك المنظومة خوف تجريم النوايا (واللاتي تخافون نشوزهن، فعظوهن، واهجروهن في المضاجع، وأضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) تقيم حفلات الختان للبنات وتشرف علي المآدب واصوات الزغاريد، وزواج اليافعات، يجتهدن في ان يجعلن عوالمهن، ساحره مشتهاة بطقوس الزواج، وتعليم الرقص، والحناء والزينة، وابخرة الصندل وكل الذي تجوده صنع ايديهن في خلق خصوصية ساحره، تستر اوجاع شراسة قوانين الأحوال الشخصية والنظم السياسية المجحفة، متشافيات بكل ما من سبيله التداوي للعلل النفسية بين الكبت وفض الكبت في عالم المحظورات الجنسية والمجتمعية، لقد سبرت نوال السعداوي أغوار هذه الأودية جميعها بمبضع المداوي الخبير بمكامن الأدواء وقلم سحري مبين، شرحت كل عوالمهن بالغوص في أعماق مشاعرهن ، وحرضتهن علي ثورة العقول، وحظينا في جيلنا بمتعة العلاقة الحميمة مع الكتاب، فتفتقت أخيلة وعينا برصد ما حولنا بدقة، لكن اخذت بتلابيب دهشتنا مدرسة نوال السعداوي نقراها ما بين السر والجهر تجلسنا علي نورالابهار، وتحملنا تحت طي جناح بساطها الذي نسجته بالمواجهة، والصدق، والتحدي، وشطط الثورة وعنفوانها، فتصدم حداثة سننا وعدم تجربتنا، تارة تسلحنا بجرأة اقتحام المعارك واخري تطوف بنا لتحيدنا لنصرة جنسنا فنشهد نسيجنا عارياً دون زيف، تجيب علي ما يجري في ادمغتنا اليافعة التي تحارب الافكار بعضها بعضًا، ما بين الحلال والحرام، وثقافة التعرف علي الرغبة والجسد، والمسكوت عنه في تربية البنات، وسطوة النفوذ الأبوي والمجتمعي، ناقدة مكامن الضعف لموقع المرأة في الإسلام، او بالأحرى في أحكام الشريعة الإسلامية! ومن عبارتها في مطابقة الحديث النبوي (عفوا تعف نسائكم) مقولتها (بدلاً من ترقيع غشاء البكارة في اجساد النساء، اليس من الافضل تغيير مفهوم الشرف في عقول الرجال؟) اقتحمت بأدوات المعرفة العلمية تابوهات التقاليد التي صفدت بأغلالها المرأة، وعلى الصعيد الاخر واجهت المثقفين والأكاديمية التي لم تقدرها قدرها (لا أهتم بالنقاد الأكاديميين أو الناس الذين يكتبون مقالات نقدية. لا هم ولا الحكومة سبق وأن قدروني بشكل كاف) 2015 فرانس -برست، وبصدقها كتبت مشخصة علاقة تلك الشريحة مع المرأة (يتشدقون بالدفاع عن النساء المقهورات، يكتبون عن حق المرأة، يتنافسون على اقامة علاقات مع المرأة المستقلة الحرة، بشرط (الا تكون زوجة لأحدهم)..
قاومت تصورات المجتمع الذكوري وتوهم ان الدين (حليف للرجال) دون النساء اللاتي نصيبهم الاستضعاف حتى في دار الآخرة (تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ)! حرضت واستفزت السعداوي وعينا بان لنا شراكة معهم في الله! بادراكه سبحانه تعالي عن الظلم وهو العادل، خلخلت ركائز الفكر القديم في ثوابتنا، عارضت التعدد في الزواج وعدم المساواة في الميراث، فسعينا جداً نحو الأفكار التي طرحت حلول للتعارض البادئ بين واقع المرأة المعاصرة والفهم الديني السلفي للمرأة ومن داخل الدين نفسه، بحسب ما طرحه الأستاذ محمود محمد طه في الفكرة الجمهورية.
كتبت السعداوي في 6 2فبراير 2007 (طوال عمري اتلقى تهديدات من الجماعات المتطرفة، وهذا ليس جديدا بالنسبة لي، فقد سبق أن وضعوا أسمي على قوائم الموتى في الثمانينيات والتسعينيات، وقبل 3 سنوات اخضعت لمحاكمة في قضية ردة وكفر، حينما طلبوا التفريق بيني وبين زوجي د. شريف حتاتة (1988). وفي يناير الماضي صادروا خمسة كتب لي في معرض القاهرة الدولي للكتاب..) ومن ضمن تلك الكتب كتابها (الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة) وبسببه قام رجال الدين من الازهر بتكفيرها واخراجها من الملة، في مواصلة لمحاكم التفتيش الديني في العصور الوسطي، اذ ان تلك المؤسسات الدينية توقف بها الفهم في آيات الوصاية، وتجهل آيات الحرية والاسماح في القرآن ( وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ) ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰٓ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِۦ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ) صدق الله العظيم
ولم تكن تكتب د. نوال السعداوي لتسلي المراهقات وتفتح شهية الاطلاع علي المستور وانما اسست للمصادمة الفكرية بمدرسة خاصة تحملت تبعات مسئوليتها بشجاعة، وعلي ضوئها حدثت تغييرات حقيقية طالبت بتعديل قوانين الاحوال الشخصية وحرضت المجتمع النسوي بالنهوض من أجل إلحاق نسب الطفل لامه وقد كان، ووافق مجلس الشورى المصري بالأغلبية على القانون بعد استعراض رأي الشرع الذي أعلنه د.اسماعيل الدفتار عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ود.حمدي زقزوق وزير الأوقاف في عام 2008 (ومنح قانون الطفل الجديد للمرأة الحق في القيام بنفسها بتسجيل مولودها في مكتب الصحة ونسبته إلى أب مجهول، والذي يبقى عليه في وقت لاحق الإقرار بذلك أو نفيه، ورفع سن زواج الفتاة إلى 18 عاما، وإجراء فحص طبي قبل الزواج، وتجريم ختان الإناث). وبالطبع كعادة الفقهاء في التجريم لنوايا المرأة لخصوا ذلك الحق في انه يدعو لمشروعية الزنا وابناء الحرام، بالرغم من ان محاكم الاحوال الشخصية في جميع البلدان الاسلامية تعج باطفال تخلي عنهم آبائهم السفهاء لعدم المسئولية وعدم الاخلاق والدين.
لم تهاب مولودة الريف المصري د. نوال السعداوي أمزجة الرأي العام الذي يجعل من أعراف المجتمعات سيفاً مسلطاً ضد التحاور حول حقوق المرأة، وانما جهدت لتحريك الثوابت من روافد المسلمات نقدت ارتداء الحاجب، وردت بذكاء على المحجبة التي عللت حجابها بمنع فتنة الرجل، بقولها (اذن المشكلة ليست في المرأة بل في عقل الرجل) ودعت (بسخرية) كل الرجال إلى تغطية أعينهم.) وفي دعوتها للمرأة الانسان التي تعني بعقلها كانت صارخة التوجه ليس في قاموسها علل النفاق الاجتماعي كتبت (الراقصة تري نفسها سلعة جنسية تريد ان تعرضها وتتاجر بها والمنقبة ايضاً تري في نفسها سلعة جنسية لكن لا تريد ان تعرضها، فتخفيها عن الانظار، المرأة الحقيقة تري نفسها انسان طبيعي لاتعرض ولا تخبئ نفسها بل تتصرف كانسان)..
كانت محاربة يتفق الناس حول آرائها السياسية ويختلفون، دخولها السجن لمعارضتها الرئيس السادات كان مولد كتابها (مذكراتي في سجن النساء )1982 ولم تغيب عن ثورة الربيع العربي، وتعتقد (ان مصر في وضع أفضل من دون وجود الأصوليين الإسلاميين في السلطة) لقد كتبت ما يربو على الخمسين كتاباً تمت ترجمتها لثلاثين لغة، وبرحيلها فقدت النساء فارسة حقوق المرأة الشجاعة التي تحملت مسئولية افكارها واقوالها وافعالها.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها جناية الأخوان المسلمين!
- يوم المرأة! الهوس الديني يعوق حقوقهن
- إزالة التمكين والإخوان المجرمين!
- حمدوك! أكلت يوم أكل الثور الأبيض
- عودة (رامبو) وضعف القضاء!
- الإنتقالية بين أحزاب وأفندية!
- النساء ومواجهة (العهر السياسي)!
- حمدوك: من يهن يسهل الهوان عليه !!
- المناهج وتحرش رجل دين بلا أدب ولا دين!
- في يومهن! يا جبريل عليك بالسلام!
- كمالا..ماتركتي للفقهاء علي النساء سلطان!!
- علام يكبر الأخوان المسلمون أيها القضاة؟
- التطهير السياسي الباب للديموقراطية!
- وزارة التربية بين التعليم والتمكين!
- ( تسقط بس) كرامة وليس إزعاج عام!
- سلام حمدوك ولا شريعة ( الخال)
- (شالوم).. يا قحت وحكومة!
- ديموقراطية الإمام!
- هُن وآليات وليس (وليات)
- د. أكرم فرحة شعب لم تكتمل


المزيد.....




- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بثينة تروس - نوال السعداوي! رؤية شجاعة للجنس والدين