أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - موضع التساؤل وانفتاح الدلالات للنسق الداخلي لقصيدة(نكوص) للشاعر كامل الديليمي مقاربة نقدية















المزيد.....

موضع التساؤل وانفتاح الدلالات للنسق الداخلي لقصيدة(نكوص) للشاعر كامل الديليمي مقاربة نقدية


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6837 - 2021 / 3 / 11 - 02:08
المحور: الادب والفن
    


قبل الدخول الى عالم النص لابد في النظر والتحليل والتأويل لعتبته النصية الاولى وليس بمقدوري ان اتجاوزها وذلك لفرط حضورها البنائي والجمالي والسيميائي، وهو نصا موازيا للنص الاصلي (المتن) ذلك العنوان الجميل اللافت الذي هو بمثابة الطٌّعُم الذي يوقع القارئ في حبائله 1 الذي جاء بعنون (نكوص) والنكوص هو التراجع عما كان عليه ، نكص عن الأمر : أحجم وامتنع نكص عن تحمل المسؤولية، والنكوص ايضاً الرجوعُ إِلى وراء وهو القَهْقَرَى ، ومن خلال تلك العنونة التأبيرية الموحية والمكثفة التي تشكلت تشكلا سردي ودرامي ملمحة لمناخات القصيدة، ذات المعنى المقصود الذي يكشف عن غائيته في القصيدة الذي يدفع المتلقي نحو الادراك والتصور وفق ذائقته الجمالية .
ابدع في اختيار العنوان بما له من دلالة حضورية وواقعية مؤثرة، حيث ينفتح متن النص في القصيدة على بنية استهلال بفعل من افعال المقاربة والرجاء وهي تدل على قرب وقوع الخبر ، استهلال ذات دلالات موحية لصورة حزينة تعبر عن ألم ووجد ، حالة نفسية تعبر عن نكوص وتراجع بما يخص سيكولوجية الشاعر او ممن يعيش معه على ارض الوطن من حيث ارتباطه بالواقع الاجتماعي ، فمهما حاولت بعض المناهج النقدية عزل النص عن سياقه الاجتماعي لم تستطع فقد اثبت الواقع ان النص لا يمكن عزله عن المجتمع والبيئة فبقدر ما يكون الاهتمام بالبنية اللغوية يكون الاهتمام بسياقه الاجتماعي الخارجي 2 :
كدت لها أنتصر
تلك المرآة
أرتني كل عيوبي
استطاع الشاعر بهذا الاستهلال توظيف الجمالية في شعره توظيفا يشد انتباه القارئ ويجعله على توافق مع نصه الشعري الذي يبعد عنه الرتابة والملل
استخدم الشاعر اسلوب التكرار3 نراه جليا في فعل المقاربة (كدت) كما في:
كدت لها أنتصر/ كدت احتضنها بحرارة / كدت أكلمها لكن لسان القول / كدت أقبلها لو كان الفجر له ملمح
اسهم التكرار بإبراز فاعلية الحدث وتعميق الصورة البلاغية ويعبر عن أقصى حالات الانفعال العاطفي في نفس الشاعر كما في المفارقة اللفظية التالي:
احتضنها بحرارة / أقبلها لو كان الفجر له ملمح.
حاول الشاعر أن يلفت انتباه المتلقي بطبيعة واهمية الصورة في البناء الشعري لقصيدته من خلا تراكم الافعال التي اضفت الطابع الحركي للصورة بما ينطوي عليه الفعل من قوة يكاد هذا الطابع الحركي هو الغالب والذي يعطي قيمة دلالية وجمالية للنص كما في :
كدت / أرتني / احب / تعكس / تزين / ترتجز/ يجلد / يفترشون / يبيعون / يجلس / يتصيد / يشق /
استطاع الشاعر عبر منولوج داخلي اتخذ من المرآة رمزا في نبش ذاكرة الزمان بطريقة (فلاش باك) وبهاجس سردي محافظا على لغته الشعرية يقوم على الماضي يضفي عليه طابع الانفعال الداخلي العميق ، تدور فيه مجموعة من الدوال والمفردات التي أحسن الشاعر في استخدامها كما في نصه:
تلك المرآة
أرتني كل عيوبي
أولها أعشق بيتي...
المزروع بخاصرة الصحراء
لوحاتي التي أكل العمر عليها
صورتي الشمسية التي فقدت بريقها
وقائمة الحروب التي ودعت
خنادقها المترعة بالأرواح
واحب أوسمتي
وهي تعكس لون دمي
وتزين ما تبقى من جلد حائط النسيان
استطاع الشاعر ان يضع بصمته كشاعر تجديدي من خلال الايقاع الداخلي وتوظيف لغة الانزياح خروجا عن المألوف من أنسنه الاشياء والامكنة والمفارقة اللفظية والتي يسهم بنائها في تشعب الدلالات وانفتاحها ، ينقل عن (غوته) ان ( المفارقة هي ذرة الملح التي تجعل الطبق شهيا ، عليه ان يدرك ان بعض اطباق الحلوى ستفسدها ذرة الملح هذه يتجلى ذلك في المفردات التالية:
بخاصرة الصحراء/ أكل العمر عليها / خنادقها المترعة بالأرواح / حائط النسيان أوسمتي هرمت / يشق قميص الموت
جسد لنا الشاعر بلغة شعرية جميلة الذي يتجلى عشقه للوطن بكل تفاصيله وحالة النكوص معبرا عن شكواه وجع الوطن وماحل به من فواجع وما خلفتها الحروب والطائفية من خراب حرمان ، فقد العدالة ، الفقر ، الفساد ، والويلات والفوضى مترامية الاطراف يعيشها البلد ، تجلى ذلك في :
تلك المرآة كل صباح تقرأ
على مسامعي بيانات الحروب
وترتجز بصوت مشروخ...
" نموت ويحيا الوطن"
عشنا ومات الوطن...
والأرصفة لم تعد تحتمل الخطى
والحدائق بلا عشاق
وفي نصه :
" كم أكره طلعتها الصفراء
كدت احتضنها بحرارة...
تلك المرآة كل صباح تقرأ
على مسامعي بيانات الحروب
وترتجز بصوت مشروخ...
" نموت ويحيا الوطن"
عشنا ومات الوطن...

أحسن الناص في قصيدته التجديدية من خلال حواره الداخلي المضمر وتشكيلها الدرامي في بناء نصه وانفتاحه الدلالي.
نكوص!

......
كدت لها أنتصر
تلك المرآة
أرتني كل عيوبي
أولها أعشق بيتي...
المزروع بخاصرة الصحراء
لوحاته التي أكل العمر عليها
صورتي الشمسية التي فقدت بريقها
وقائمة الحروب التي ودعت
خنادقها المترعة بالأرواح
واحب أوسمتي
وهي تعكس لون دمي
وتزين ما تبقى من جلد حائط النسيان
أوسمتي هرمت... سخفت... حتى بأن الخوف على خديها
كم أكره طلعتها الصفراء
كدت احتضنها بحرارة...
تلك المرآة كل صباح تقرأ
على مسامعي بيانات الحروب
وترتجز بصوت مشروخ...
" نموت ويحيا الوطن"
عشنا ومات الوطن...
والأرصفة لم تعد تحتمل الخطى
والحدائق بلا عشاق
يجلدها الخريف والخرف
والعصافير ألسنتها حداد
لم يعد لبائع العلكة ما يقايض به
فالصوف اكلته المواقد
العطارون الرؤساء... الوزراء... الخلفاء
في كل مكان
يفترشون الوطن... خرائطه
ويبيعون...
كدت أكلمها لكن لسان القول
كثوب بنياب جراء
والعسس ذئاب جائعة
أسماء تتبع أسماء
حتى ظلي كاد ينازعني
مد لذاكرتي... كف رياء
خذ... فلعمرك لا شيء بمخبأتي
غير بطاقة ميلاد كاذبة
وروايات عن ألف مقدس
أو "رهبر"
يجلس خلف حبالي الصوتية
يتصيد أنباء
خذ لا شيء بمخبأتي... غير هتافات تافهة...
وتراتيل تهز بعجمتها الأسماع
ونصف هويه
عين داستها الأفيال
والراء أغار الأعراب عليها
والباء على فمها دار ذباب الكون
وياء عرجاء!!!
كدت أقبلها لو كان الفجر له ملمح
تلك المرآة تريني وجه أبي
وهو يشق قميص الموت ويسألني
عن خاتمه الفضي
عكازته... مهرته البيضاء
عن الجيران أفاعيهم وعقاربهم
وأنا أطرق خجلا....
ياه... أبتي الأوطان حفاة
وأنا... من غير حذاء ...!!!

المصادر
1- جميل حمداوي ،السيميلوجيا بين النظرية والتطبيق، الوراق للطباعة والنشر ، عمان ، الاردن ،ط1 .
2- سيسيولوجيا النص تاريخ المنهج واجراءاته ، رسالة ماجستير الباحثة نعيمة بولكعيبات ، الجزائر، جامعة الحاج لخضير، باتنه، كلية الآداب ،قسم اللغة العربية،2011.
3- الخصائص الاسلوبية (رسالة ماجستير)، فوزية بنت محمد بت ابراهيم، كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية / المملكة العربية السعودية.
4- جمالية التلقي والتأثير، الباحث اعداد الطالب خالد وهاب ، اطروحة دكتوراه، الجزائر جامعة محمد بوضياف، كلية الآداب ، قسم اللغة والادب العربي، 2016 .



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- الإبدالات الايقاعية في قصيدة (سرُّ عطرِكْ) للشاعر طه الزرباط ...
- أثر السياقات الخارجية على البنية النسقية لنص ( انها تجري من ...
- سحر الأمكنة وجماليات الابداع في (أنامل الأمكنة ) للشاعر عادل ...
- الاستغراق الشعري في توظيف المثل (القشة التي قصمت ظهر البعير ...
- ثنائية الشعر والفلسفة في (صحيفة المتلمّس) للشاعر عبد الامير ...
- الهاجس السردي وجمالية اللغة في (أحزان صائغ الطين) -للشاعر جب ...
- المفارقة اللفظية في قصيدة (عقوق) للشاعر مالك المسلماوي
- خصائص الاسلوبية في (سحائب بن) للشاعرة هبة محمد سعيد قراءة تح ...
- إضاءة في (نظرية التحليل والارتقاء مدرسة النقد التجديدية للدك ...
- اللغة التعبيرية في(بيني والرصاصة حلبة للرقص) للشاعر ابراهيم ...
- التجريد في(وأُصفّف الموت في أهدابي) للشاعر أنمار كامل حسين ق ...
- القفلة التناصية في قصة (شرعية) للقاص حسام عبد الامير الطفيلي
- القفلة الانزياحية في القصة القصيرة جدا ( تحول) للكاتبة نبأ ح ...
- السردية التعبيرية في قصيدة -كف من وطن- للشاعر طه الزرباطي قر ...
- الغرائبية في- تلة الطبائع- قصيدة حسين جار الله قراءة تحليلية
- تنوع القفلة في القصة القصيرة جدا مقاربة نقدية
- رمز الشر في الديانات القديمة الحلقة 3
- تَجَذُّرِ رَمْز الشّر في الكَوْنِ الحلقة 2
- رمز الشر في تاريخ الاديان الإنسانية الحلقة 1


المزيد.....




- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - موضع التساؤل وانفتاح الدلالات للنسق الداخلي لقصيدة(نكوص) للشاعر كامل الديليمي مقاربة نقدية