القفلة الانزياحية في القصة القصيرة جدا ( تحول) للكاتبة نبأ حسن الشمري قراءة تحليلية

طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 22:31
المحور: الادب والفن
    

تحول
في زريبة الحيوانات الهادئة ... استيقظ أحد الحمير مرعوبا وقال لبقية الحمير المستفهمين عن سبب ذعره:
- لقد حلمت بأني صرت انسانا!.

تَحَوَّلَ: (فعل)
تحوَّلَ / تحوَّلَ إلى / تحوَّلَ عن يتحوَّل ، تحوُّلاً ، فهو مُتحوِّل ، والمفعول مُتحوَّل إليه
تحوُّل يحدث في دورة حياة بعض الحشرات التي يمرّ نموّها بأربعة أطوار.

(تحول ) جاء العنوان نكرة ولعل دلالته تبقى مؤجلة لحين الدخول الى العتبات الاخرى للنص
"القصة أو الحكاية على ألسنة الحيوان، جنس أدبيٌ ذائع في آداب العالم. تُعزى فيه الأفعال والأقوال الى الحيوانات ، قناعاً يشفّ عمّا وراءه، ورمزاً يومئ إلى المرموز إليه، وتنطوي هذه الحكايات على غايات أخلاقية ودروس اجتماعية"
فهذا (ابن المقفع ت 142 هـ) يخطو بالحكاية على لسان الحيوان خطوة واسعة
استخدمت الكاتبة سبيلٌ مأمون، يسلكه حكماء السياسة ونُقّادها، وأرباب الإصلاح الاجتماعي والأخلاقي، اضافة إلى المتعة الفنيّة، والقيمة الجمالية.
اهتم العرب بهذا الفن، واتّخاذهم له سبيلاً للعبرة والموعظة الأخلاقية، وكان يُروى شفاهاً حتى عصر التدوين، تحول هذا الفنّ القصصي من مرحلة الشفاهية الشعبية عند العرب، إلى الأدب المدوّن الكتابي في أول خطوة من نوعها في تاريخ الأدب العربي القديم عامّة، والإبداع القصصي خاصّة
فكرة القصة
بأسلوب سردي مكثف ارادت الكاتبة ايصال رسالة موحية الى المتلقي عن حال التردي الخلقي للإنسان وتحول المعقول الى اللامعقول والنظام الى فوضى ،حتى ان بعضهم وصل من التدني الى ما دون مستوى الحيوان كما وصفهم القرآن الكريم بقوله تعالى( ان هم كالأنعام او أضل سبيلا) الفرقان 44
. وكما في الابيات الشهيرة لأمير الشعراء أحمد شوقي «إنمـا الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».. ، تؤكد أن التمسك بالأخلاق سبب بقاء واستقرار الدول وتقدمها وازدهارها، فـالأمم تضعف إذا ما تراجعت فيها الأخـلاق وتهاوت القيم والمبادئ الراسخة. الانتهاك والخراب الحاصل في البيئة النفسية والاجتماعية للفرد
التدهور الأخلاقي له نتائج وخيمة على مستقبل الوطن تتمثل في انتشار الكذب والخداع وعدم الانتماء الوطني كما أنه يتسبب في عرقلة مسيرة التنمية والبناء، وغيرها من السلبيات.
انتهت القصة بقفلة انزياحيه مدهشة ناقدة ساخرة
(لقد حلمت بأني صرت انسانا!.)
كل التوفيق والسداد للكاتبة نبأ الشمري وعسى ان اكون قد وفقت بقراءتي التحليلية
(من كتابي تنوع القفلة في القصة القصيرة جدا) مقاربة نقدية

#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل