أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/3














المزيد.....

العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/3


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 9 - 16:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية الواقعية:
ومن المصطلحات التي أميل إلى استعمالها، لتوضيح أي علمانية ينبغي أن نعتمدها، علاوة على كونها علمانية ديمقراطية، فهي علمانية واقعية، وأقصد بالواقعية أنها تأخذ واقع المجتمع الذي تدعو فيه إلى العلمانية بنظر الاعتبار، لكن دون أن يعني ذلك أنها تستسلم للواقع، بما في ذلك الاستسلام لما تشخص خطأه أو ضرره، بل تعمل على تصحيح ما ترى وجوب تصحيحه فيه، مع اجتناب استخدام أساليب الاصطدام الحاد مع المجتمع.
وهنا أريد أن أورد على سبيل الافتراض مثالا صريحا، ليس للعراق، أو لدول المنطقة المشابهة ظروفها الاجتماعية لظروف المجتمع العراقي، أي ذات الأكثرية المسلمة، بل لنأخذ الدول العلمانية الغربية، والتي إذا وصلت إلى هذا النوع من الفهم للعلمانية، ستحذو حذوها ربما لاحقا مجتمعاتنا، كما أحتمل. حتى الآن نجد هذه الدول العلمانية الغربية الديمقراطية تحرص حرصا شديدا على احترام الحريات الدينية لكل الأديان. نقول لنفترض، وهذا يمثل افتراضا نظريا محضا، إن مجتمعات هذه الدول، كما وصلت في مرحلة إلى رفض العنصرية والعنف والتمييز، لو افترضنا إن الأكثرية لمجتمعاتها اعتمدت ثقافة، ترى إن الكتب المقدسة للأديان الثلاثة، مع احترام إيمان المؤمنين بها وبإلهيتها، فيها الكثير مما يتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان، ومع مبادئ الحداثة، والحريات والحقوق المثبتة في دساتيرها، كما يذهب ناقدو الدين، ولعله عندها ستشرع بعض هذه الدول قوانين تمنع نشر النصوص الدينية لهذه الكتب التي ترى الأكثرية أنها تتقاطع مع مبدأ المساواة، لاسيما بين المرأة والرجل، ومع السلام، ونبذ العنف، وإدانة الرق، ومع مبادئ الديمقراطية، إذا ثبت هذا التعارض؛ عندها ربما ستشرع هذه الدول عندئذ قانونا، إما بمنع تداول الكتب المقدسة المذكورة، مع الإبقاء على حرية امتلاكها من الأفراد، وإما سيسمح القانون فقط لنشر الأجزاء من تلك الكتب، التي لا تتعارض مع مبادئ الديمقراطية والحريات والمساواة ومواثيق حقوق الإنسان. فإنها الآن تدافع بقوة عن الحرية الدينية، وترفض رفضا باتا أي قدر من التضييق عليها، ربما ليس لقناعتها أنها لا تتعارض مع كل ما ذكر، ولكن لأنها تعتمد العلمانية الواقعية، التي أشرت إليها، ذلك لأن هناك ما هو أهم، ألا هو السلم الأهلي وحرية الاعتقاد.
حرية الاتجاهات الفكرية من القضايا الميتافيزيقية
الاتجاهات الفكرية في القضايا الميتافيزيقية التي عددتها إيجابا وسلبا، إثباتا ونفيا، إذا اعترض أحد من الدينيين على اعتماد العلمانية حرية اعتمادها والتعبير عنها، فهي موجودة في كل المجتمعات، حتى في ظل الدولة الدينية، أو الدولة المحافظة، كالدول ذات الأكثرية المسلمة، لكنها تكون مقموعة، إما من قبل الدولة، أو من قبل المجتمع، أو من قبل المؤسسات الدينية، وبذلك يفترض بالنسبة للمؤمنين بالدين والحريصين عليه وعلى الحفاظ عليه، أن تكون هذه الاتجاهات الفكرية الممنوعة أكثر خطورة على الدين، لكون الممنوع والمقموع يمكن أن ينمو بحماس أكثر بالسر، وبالتالي يحصل على تعاطف، ورغبة بتعرف الناس على هذا الممنوع المتداول بالسر انطلاقا من حب الاطلاع، وبذلك يزداد مريدوه، أكثر مما لو كان يملك الحرية، وينطلق في فضاء رحب، ثم يعمل من يشاء من المؤمنين الدينيين على دحضه، بمواجهة الفكر بالفكر، والدليل بالدليل، إذا كانوا واثقين من متانة أدلة عقيدتهم، خاصة وإنه قد أصبح في عصر المعلوماتية الألكترونية من الصعوبة جدا حجب الفكر بكل اتجاهاته عن الناس.
ثم علمانيتنا الليبرالية المدافعة عن الحريات، هي المدافعة أيضا عن الحرية الدينية كما بينت، فهي إذن علمانية متصالحة مع الدين، بينما من الدين ما هو غير متصالح مع العلمانية، ومنه ما هو متصالح طوعا أو اضطرارا، إما لتجميل صورة الدين، وإما لعدم إمكان منع الفكر المغاير. وإذا قيل إن من العلمانية ما هو غير متصالح مع الدين أيضا، نقول تلك هي العلمانية غير المتصالحة كذلك مع مبادئ الديمقراطية، والتي هي بكل تأكيد ليست علمانيتنا التي ندعو إليها، كما إن تلك العلمانية الراديكالية غير متصالحة أيضا مع الليبرالية، لأنها غالبا ما تكون علمانية راديكالية، غير واقعية وغير ديمقراطية، قامعة للحريات، بما في ذلك قامعة للحريات السياسية، حتى للقوى العلمانية المعارضة للقوى الحاكمة أو ذات النفوذ أو المخالفة لها في متبنياتها الفكرية.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/2
- العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/1
- مخالفة القانون 372 للدستور
- حزب كركوكي عراقي عابر للقوميات
- المواطنة وما يترتب عليها 2/2
- المواطنة وما يترتب عليها 1/2
- السياسة والأخلاق
- ...بين فيدرالية العراق وفيدرالية ألمانيا
- بين فيدرالية العراق وفيدرالية ألمانيا
- شباب ثورة تشرين واختبار الانتخابات
- لماذا الانتخابات الأمريكية غير ديمقراطية
- كيف يتحول الداعية الإسلامي إلى داعية إلى العلمانية؟
- الثورة نوعا وكما والكاظمي بين الأمل واليأس
- مناقشتي لما يشاع عن العلمانية والعلمانيين 2/2
- مناقشتي لما يشاع عن العلمانية والعلمانيين 2/1
- المرجعية ولقاؤها ببلاسخارت ومسيرتها في الفقه السياسي
- لا النظام الرئاسي ولا الدوائر المتعددة يؤديان إلى التغيير
- قانون العقوبات العراقي لا يساوي بين الجنسين
- العراق بين اليأس والأمل
- أيها الميليشياويون المرجعية قد حرمت الميليشات


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - العلمانية واللادينية مواطن الالتقاء والافتراق 3/3