أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ...بين فيدرالية العراق وفيدرالية ألمانيا















المزيد.....

...بين فيدرالية العراق وفيدرالية ألمانيا


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6739 - 2020 / 11 / 21 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أكثر من مناسبة أكدت على أن العلاقة بين السلطة الاتحادية وسلطة إقليم كردستان هي علاقة غير صحية، ولست في هذه المقالة بصدد تشخيص مَن مِن الطرفين يتحمل مسؤولية هذه العلاقة السقيمة، وإن كنت بالتأكيد أحمّل مسؤولية ذلك كلا الطرفين، دون تحديد نسبة مسؤولية كل منهما إلى مسؤولية الآخر، أو ما إذا كانا متساويين في ذلك.
تسمية الأجزاء الفيدرالية في الدول الاتحادية اختلفت كثيرا، فهناك من سماها بـ(البلدان الاتحادية) كما في ألمانيا وغيرها، أو (البلدان) فقط، أو (الأقاليم)، أو (المناطق)، أو (المقاطعات)، أو (الكانتونات)، أو (الدول الاتحادية) كما في الولايات المتحدة الأمريكية ودول اتحادية أخرى غيرها، والتي ترجمت إلى العربية بـ(الولايات المتحدة) بدلا من (الدول المتحدة) „United States“.
أستطيع أن أقول أني عايشت كل مراحل جمهورية ألمانيا الاتحادية منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية. صحيح إني من مواليد أواخر 1944، وإن تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية بعد سقوط النازية كان عام 1949، حيث كنت طفلا لا أعرف شيئا عن ألمانيا، لكني عندما قدمت شابا عام 1993 إلى ألمانيا كان ما زال كونراد آدناور هو المستشار الاتحادي، والذي كان هو أول مستشار منذ 1949، ومن هنا أقول إني عايشت كل المرحل. وكنت دائما حريصا على متابعة أخبار ألمانيا، حتى أثناء انقطاعي عنها من عام 1972 حتى عام 1980 التي قضيتها في العراق قبل أن أضطر للهجرة ثانية إلى ألمانيا.
عبر كل هذه المراحل وعبر كل المستشارين، من آدناور، أيرهاد، كيزنگر، برانت، شمت، كول، شرويدر، ميركل، خمسة منهم من الاتحاد المسيحي الديمقراطي، وثلاثة منهم من الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي)، وكذلك عبر الرؤساء من الرئيس الثاني لـُـِبكه حتى الرئيس الحالي شتاينماير.
الأقاليم الفيدرالية في ألمانيا تسمى بالبلدان الاتحادية، وكان هناك أحد عشر بلدا اتحاديا قبل سقوط الجدار وتوحيد الشقين الغربي والشرقي لألمانيا في الثالث من أكتوبر لعام 1990، وبعد التوحيد أضيف إلى البلدان الاتحادية خمسة بلدان اتحادية لألمانيا الشرقية، تسمى عادة بـ(البلدان الاتحادية الجديدة)، فأصبح عدد البلدان الاتحادية لألمانيا ستة عشر.
كانت في البداية ثلاثة أحزاب ديمقراطية، الحزبان الكبيران، المسيحي الديمقراطي والديمقراطي الاجتماعي (أو الاشتراكي باختلاف الترجمة لكلمة زوتسال Sozial بالإنگيلزي Social)، وهناك الحزب الديمقراطي الحر (الليبراليون) الذي كان يأتلف مع الحزب الفائز من الحزبين المذكورين لتشكيل الحكومة الاتحادية، ثم مع الوقت أصبحت الأحزاب الديمقراطية الألمانية خمسة، بعدما أضيف حزب الخضر، ولاحقا بعد إعادة توحيد ألمانيا حزب اليسار. فكانت بعد ذلك حكومة ائتلافية بين الديمقراطي والاجتماعي والخضر، وتارة بين الحزبين الكبيرين، كما هو الحال الآن، وهذا يسمى بالائتلاف الكبير، وتارة بين المسيحي الديمقراطي والليبراليين. أما في البلدان الاتحادية الستة عشر، فتجد كل ألوان الائتلافات الثنائية والثلاثية لتشكيل الحكومات المحلية التي تسمى بحكومات البلدان الاتحادية. فوجدنا حتى الآن رؤساء للبلدان الاتحادية (الأقاليم) من أكثر من حزب، فمنهم من الديمقراطي المسيحي، ومنهم من الديمقراطي الاجتماعي، ومنهم من الخضر، أو من حزب اليسار، أو المسيحي الاجتماعي في باڤاريا.
بعد هذه المقدمة الضرورية، أقول لم أسمع يوما عن خلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة من حكومات البلدان الاتحادية المسماة عندنا بالأقاليم، والتي ليس لدينا منها حتى الآن إلا إقليم واحد هو كردستان، ولم أشهد زيارة للمستشار أو المستشارة، الذي هو رئيس الحكومة الاتحادية، لبلد من البلدان الاتحادية، فيستقبله رئيس أو رئيسة حكومة ذلك البلد الاتحادي برفع العلم الاتحادي وعلم البلد الاتحادي (الإقليم) مع پروتوكولات تشبه پروتوكولات استقبال رئيس الحكومة المضيفة لرئيس حكومة أجنبية، ومنها فرش السجادة الحمراء، كما يجري في العراق.
ثبت إن التجربة الفيدرالية في العراق فيما يتعلق الأمر بكردستان حصرا، قد فشلت فشلا ذريعا، كما ثبت إن الانفصال بقطع النظر عن موقفنا منه غير ممكن التحقيق، وإن كان هو حق من حقوق الكرد.
ما الحل إذن؟ قبل كل شيء أقول لا يمكن أن نقترح حلا، إلا بعد إجراء إصلاح جذري وشامل للعملية السياسية والأحزاب السياسية، على صعيد السلطة الاتحادية، وعلى صعيد سلطة إقليم كردستان، وعلى صعيد الحكومات المحلية في المحافظات، لتكون لدينا أولا أحزاب ديمقراطية بديمقراطية حقيقية، غير فاسدة وغير دينية وغير غارقة في النزعة القومية، وغير طائفية أو منغلقة على طائفة، شيعية أو سنية. عندها يجب إعادة صياغة العلاقة بين السلطة الاتحادية وسلطة إقليم كردستان، مع الحيلولة دون تكرار التجربة عند تشكيل أقاليم أخرى. فبالنسبة للعلاقة مع إقليم كردستان حصرا، لا بد أن نملك شجاعة دراسة الخيار الكونفدرالي، لكن بشكل منصف للطرفين، للإقليم من جهة، ومن جهة أخرى لبقية العراق، أي عراق ما هو خارج إقليم كردستان، بأقاليمه التي ستتشكل، والتي يجب أن يجري تشكيلها وفق شروط صحيحة، وبتوفير المناخ المناسب، وكما ذكرنا آنفا، بعد انتهاء دور الأحزاب التي مارست تسييس الدين والطائفية السياسية والفساد المالي والعنف والإداري والولاء لدولة أجنبية، وإلا فتشكيل الأقاليم مع بقاء هذه الأحزاب واحتمال هيمنتها على سلطات الأقاليم، فضرره عشرات أضعاف ما يرتجى من نفع عبر تفعيل النظام الفيدرالي.
بعدما كتبت هذه المقالة قبل أربعة أيام في 17/11/2020 حصل حوار بيني وبين صديقي أستاذ العلوم السياسية الدكتور الناصر دريد، وقد عاش سنوات طويلة في كردستان، وهو معروف بمناصرته للقضية الكردية، ولم أكن قد أطلعته على مقالتي هذه، فنبه إلى نقطة مهة، وهي إن الكونفدرالية لا تكون إلا بين دولتين، ولذا أقول أنا إن هذا الخيار أصبح متأخرا، إذ كان يجب طرحه برأيي بعد 2003، لأن كردستان كانت منفصلة عن المركز لاثنتي عشرة سنة. واتفقنا أن نتعاون في محاولة صياغة الفيدرالية المناسبة لحالتنا في العراق. في كل الأحوال لا خيار إذن لنا إلا واحد من اثنين؛ إما تبقى كردستان إقليما فيدراليا داخل جمهورية العراق الاتحادية، مع تصحيح تطبيق الفيدرالية؛ هذا التطبيق المشوه حتى الآن، لكن أيضا بحيث لا تبقى كردستان الإقليم الوحيد، وإما يذهب الكرد إلى الاستقلال. وبما إن الاستقلال كما يعرف الكرد أنفسهم مستحيل التحقيق، رغم إنه حق مشروع، لا يبقى أمامنا إلا تصحيح التطبيق للفيدرالية. كما طرح الصديق دريد نقطة مهمة جدا، وهي أن نعرف أولا ما هو موقف شعب كردستان من الحزبين المهيمنين على سلطة الإقليم، واللذين لا يقلان سوءً عن الأحزاب التي ثار أهالي محافظات الوسط والجنوب ضدها. ونفس الشيء يقال لشعب المحافظات المحررة. وأنا قلت في مقالتي لا إعادة صياغة العلاقة بين المركز والإقليم من جهة، ولا تفعيل الفيدرالية وتشكيل بقية الأقاليم من جهة أخرى، ممكنان إلا بإنهاء دور الأحزاب المسؤولة عما حل بالعراق، الشيعسلاموية الولائية منها، والسنية، والكردية.
21/11/2020



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين فيدرالية العراق وفيدرالية ألمانيا
- شباب ثورة تشرين واختبار الانتخابات
- لماذا الانتخابات الأمريكية غير ديمقراطية
- كيف يتحول الداعية الإسلامي إلى داعية إلى العلمانية؟
- الثورة نوعا وكما والكاظمي بين الأمل واليأس
- مناقشتي لما يشاع عن العلمانية والعلمانيين 2/2
- مناقشتي لما يشاع عن العلمانية والعلمانيين 2/1
- المرجعية ولقاؤها ببلاسخارت ومسيرتها في الفقه السياسي
- لا النظام الرئاسي ولا الدوائر المتعددة يؤديان إلى التغيير
- قانون العقوبات العراقي لا يساوي بين الجنسين
- العراق بين اليأس والأمل
- أيها الميليشياويون المرجعية قد حرمت الميليشات
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ...بين فيدرالية العراق وفيدرالية ألمانيا