أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - كيف يتحول الداعية الإسلامي إلى داعية إلى العلمانية؟














المزيد.....

كيف يتحول الداعية الإسلامي إلى داعية إلى العلمانية؟


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 20:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف يتحول الداعية الإسلامي إلى داعية إلى العلمانية
أرسل إلي زميل لي في مشروع «تجمع دولة المواطنة»، وهو إعلامي، وعضو في لجنة الإعلام لمشروع التجمع، منشورا لشخصية عراقية، وهو من المثقفين الماركسيين المستقلين، وهو ناقد للحزب الشيوعي وينفي عنه علمانيته بل يعتبره «حزبا مدنيا وطنيا في أحسن الحالات».
المنشور يتناولني، كما يتناول الإعلامي الناجح سعدون محسن ضمد، بالنقد، وليس هناك من شخص محصن أو من فكرة محصنة من النقد. لكن نقده لم يكن موضوعيا، ولاحتمال وقوعه في دائرة التسقيط السياسي، ليس بالضرورة من حيث الدافع، بل ربما من حيث النتيجة، وذلك ليس لشخصي بشكل خاص، بل لعله لمشروع تجمع دولة المواطنة، والذي أنا أحرص عليه من حرصي على شخص ضياء الشكرجي. وهنا لا بد من القول إن التسقيط كدافع للكاتب، فهذا ما لا أستطيع أن أبت فيه، وأما من حيث النتيجة، فإني لا أحتمل أن تؤدي مثل هذه المقالات إلى تسقيط مشروع رائد كمشروع تجمع دولة المواطنة.
لن أتناول كل ما جاء في المنشور المشار إليه تحت عنوان «الحوار الكاذب بين العلمانية والدين»، بل سأتناول المقطع الذي أجد أهمية في تناوله. وقبل هذا أود أن أشير بأني لم أكن لأرد على المنشور، وإنما جاء ذلك، لكونه يمس مشروعنا الذي يمهد لتأسيس كيان سياسي علماني ديمقراطي ليبرالي يعتمد المواطنة والعدالة الاجتماعية، اخترنا له اسم تجمع دولة المواطنة.
المقطع الذي أود الاقتصار على مناقشته بإيجاز هو الآتي
«لماذا يقبل (علماني) مثلي، ولنقل علماني فطري مثل نوري السعيد، عاش حياته بلا إسراف في هذه أو تلك، أن يقبل بعضو سابق في حزب الدعوة مثل ضياء الشكرجي أو رجل دين ومعمم سابق، مع احترامي الشديد وحبي له، مثل سعدون محسن ضمد، بأن يبيّضوا ما فعلته (الأحزاب الدينية) بدعوى الحوار بين العلمانية والدين.»
أترك الدفاع عن الصديق الإعلامي المبدع والمحبوب سعدون محسن ضمد له، إذا أراد أن يرد، ولا أظنه سيهتم بذلك. لكني أقول من أين جاء هذا المثقف الناشط المعروف بأني أقوم بـ «تبييض ما فعلته (الأحزاب الدينية) بدعوى الحوار بين العلمانية والدين»؟ فلست أنا الذي يقدم برنامج الحوار بين العلمانية والدين على العراقية، بل هو إعلامينا الراقي سعدون محسن ضمد، وهو بالتأكيد ليس بصدد تبييض أحزاب الإسلام السياسي، بل بالعكس بصدد دحض دعواها أن العلمانية كفر وإلحاد. أما بالنسبة لي، فهل إدانتي لأحزاب الإسلام السياسي الشيعية منذ 2006 حتى يومنا هذا، هو تبييض لها؟ وأنا الذي لم أدع مناسبة إلا وبينت مدى مسؤوليتها عن تدمير للعراق، الذي طالما وصفته بالجريمة التاريخية العظمى، كما وبينت في كل فرص أوتيت لي طوال الأربعة عشر عاما الماضية تناقضها مع مبادئ الديمقراطية، وسرقتها للمال العام، وأخيرا مشاركتها في قتل ثوار تشرين.
ثم عن أي عضوية لي في حزب الدعوة يتكلم صاحب المنشور؟ فهل تركت يا ترى الآن أو عن وقت قريب هذا الحزب، الذي هو من أسوأ أحزاب الطبقة السياسية لما بعد 2003 حتى تجري الإشارة إلى ذلك؟ وأنا الذي كنت قد بدأت رحلة افتراقي عن الحزب فكريا وسياسيا منذ 1993، ذلك بدعوتي إلى الديمقراطية غير المشروطة حتى بشرط الإسلام، ونقدي ورفضي لمبدأ ولاية الفقيه، ثم واصلت افتراقي عن هذا الحزب فكريا وسياسيا بدرجة أكبر في أول تجربة برلمانية إبان الجمعية الوطنية للمرحلة الانتقالية وكتابة الدستور، حيث كنت متقاطعا معه ومع كل الأحزاب الشيعسلاموية. صحيح لم أتوج هذا الافتراق وأعلنه رسميا إلا في مطلع 2006، عندما نشرت استقالتي، ثم كتبت حلقات تحت عنوان «قصتي مع الدعوة منذ انتمائي حتى استقالتي». ونحن اليوم أيها الكاتب المحترم في عام 2020، فلماذا يتذكر البعض الآن ويذكّر غيره بأني كنت عضوا في حزب الدعوة؟ قد يكون ذلك من البعض، وحتما ليس من الكل، من أجل تسقيط مشروع تجمع دولة المواطنة، لاقترانه باسمي، كوني أنا من أطلق المشروع ابتداءً، وذلك بعدما بدأوا يرون بشائر نجاحه.
وأخيرا أحب أن أذكر بعبارة كتبتها على غلاف كتابي «ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي» الصادر عام 2013، وهي «بالتأكيد كنت أتمتع بقدر كاف من التخلف يؤهلني لأكون عضوا في حزب إسلامي»، لأنني أحسست بغربتي في أجواء هذا الحزب متأخرا.
ثم أحب أن أشير إلى أن هناك ظاهرة لدى الكثيرين لدينا، خاصة المتأدلجين، سواء كانوا إسلاميين أو يساريين أو غير ذلك، وهو إن الثبات هو الأصل عندهم والقاعدة، ولذا هم ضد كل الذين يحصل لديهم تحول فكري أو سياسي أو ديني، لأنهم صدفة في بداية الوقت الذي نبتت لحاهم فيه، اقتنعوا أن يكونوا علمانيين أو إسلاميين، قوميين أو يساريين، محافظين أو ليبراليين، ولم يحصل لديهم أي تحول، ومع فرض أنهم صدفة قد تبنوا الاتجاه الفكري أو السياسي الصحيح، مع إن صحة كل صحيح نسبية، وثبتوا عليه، لا يمكن اعتبار الثبات والجمود هو الأصل، والتحول مدانا أو بدوافع مصالح ذاتية كما يتهمون المتحولين، وكأن الثبات عندهم مكرمة والتحول منقصة، ولا أعني بهذا كاتب المنشور، لكنه لا يبعد أن يكون بدرجة أو أخرى من هذا النوع.
وملاحظة أخيرة، ألا هي إن من يفترض به أنه يتبنى فكرا علمانيا أو تقدميا، ألا يلجأ إلى أسلوب التسقيط لدعاة الدولة العلمانية، أو لنقل الدولة المدنية، عندما يختلف معهم، وربما يكون بعض الاختلاف ليس إلا لحساسية شخصية، ويغفل عن إن هذا التسقيط لا يفرح له إلا من يناهضهم من قوى الطبقة السياسية التي دمرت العراق. فغدا، وعندما تفرض حتمية التاريخ قوانينها، وينتصر العلمانيون، يمكن أن يتنافسوا فيما بينهم، وينتقد بعضهم بعضا، وإلا فلي شخصيا الكثير من أسباب النقد لبعض أصدقائنا، والقوى السياسية الصديقة، التي أجد المشتركات بيننا، وحساسية المرحلة الراهنة، تضعني أما الواجب الأخلاقي بتجميد النقد حتى يحين حينه.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة نوعا وكما والكاظمي بين الأمل واليأس
- مناقشتي لما يشاع عن العلمانية والعلمانيين 2/2
- مناقشتي لما يشاع عن العلمانية والعلمانيين 2/1
- المرجعية ولقاؤها ببلاسخارت ومسيرتها في الفقه السياسي
- لا النظام الرئاسي ولا الدوائر المتعددة يؤديان إلى التغيير
- قانون العقوبات العراقي لا يساوي بين الجنسين
- العراق بين اليأس والأمل
- أيها الميليشياويون المرجعية قد حرمت الميليشات
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعل ...
- مع أسئلة الإعلامي أمير عبد حول العلمانية 7/7
- مع أسئلة الإعلامي أمير عبد حول العلمانية 6/7
- مع أسئلة الإعلامي أمير عبد حول العلمانية 5/7
- مع أسئلة الإعلامي أمير عبد حول العلمانية 4/7


المزيد.....




- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - كيف يتحول الداعية الإسلامي إلى داعية إلى العلمانية؟