أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - في وداع الرفيق اشتي














المزيد.....

في وداع الرفيق اشتي


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 9 - 04:36
المحور: الادب والفن
    


وداعاً رفيقي أشتي

7-3-2021 خلد رفيقي إلى الراحة من عناءالحياة وصخبها غامضاً عينيه الجميلتين إلى الأبد

أول مرة التقي بك في مقر الفوج الثالث للحزب الشيوعي العراقي بوادي الخيول خلف "بامرني" في أرياف دهوك، كان ذلك في عام 1985 ، كنتُ قادماً بصحبة رفيقنا أبو شهاب المحقق في مفرزة سريعة وكنتَ قادماً مع سريتك المقاتلة في أستراحة بالمقر لأيام، ليلتها أنفردنا بحديث مطول وحوار جميل عن الحياة والنضال والأدب، وهمّ الكتابة، أخبرتني بأنك تكتب يوميات وقصة، كنا في ريعان الفتوة والحماس والحلم، توطدت علاقتنا في زياراتي المتكررة للفوج الثالث، وكنتَ وقتها متمرداً ساخطاً على كل شيء، تسخر من الوجود وتردد أمامي
- رفيق أبو الطيب هذا العالم ما بيه عدالة وكله عبارة عن قندره ولصقت القندره بكل شيء مما كان يثير في تلك الأجواء الرفاقية الحميمة المزيد من الضحك والبهجة في ليالي الجبل الموحشة.
وتوطدت العلاقة الرفاقية والثقافية في خضم سنوات النضال حتى الأنفال والتشرد بين دول الجوار بعد عودة الجيش العراقي زمن الدكتاتور من جبهات الحرب نهاية 1988 واحتلال كل قطعة من الأراضي التي كنا نجوب فيها.
هنا لابد أن أشير إلى أنا وأنت مع خمسة رفاق صدرت لنا مجموعة قصصية مشتركة وكان نصك جميلا لكنك لم تستمر في كتابة هذا الجنس الأدبي إذ شغلتك السياسة مثل العديد من المبدعين الرفاق.
وتشاء الصدف بعد تشتتنا في المنافي وبقاع الأرض أن يكون مستقرنا في الدنمارك الذي جدد اللقاءات في المناسبات الثقافية التي دأبنا على حضورها في شكل ثابت، وفي أول أيام تأسيس البيت العراقي في الدنمارك 1992، كنتَ حاضراً في أول نشاط أقيم بعد التأسيس في أمسية لي قرأت فيها نصين قصصين، وكنت محاوراً ذكياً وعميقا، ومنذ ذلك التاريخ لم تغب عن نشاط قط إلا في حالة السفر، وكنا نتناوب في المداخلات التي كانت تشاكس المحاضر أو الكاتب لما بها من نقد واضح لا مجاملة فيه.
واستمر الحضور في كل ندوة، واستمرت اللقاءات في مهام منظمة الأنصار ومؤتمراتها وكنت متفانياً في عملك في اللجنة القيادية للمنظمة محتملا عسف الرفاق والأعداء صبوراً أكثر من جمل، وقلت لك يوماً:
- اشتي معقولة تتحمل كل هذا!
فقلت لي بصوت خافت:
- سلام كلهم رفاقنا، تعذبوا، وكافحوا، وهذه خلافات في الرأي وكلامهم المسيء في حالة غضب يروح لمن يهدءون.
انقطعنا بسبب الوباء
لكننا كنا نتحاور باستمرار من خلال الفيسبوك
وكنت تبدي ملاحظاتك حول ما اكتبه، وكنت أسمعك وأعزك وآخذ بملاحظاتك،
اتصلت بي يوما وطلبت مني بإلحاح حذف مقال لي يغمز لشخص من وسطنا اتصل به شاكياً
حذفته على الفور
والكثير من الحوارات التي تتعلق بالمواقف والكتابة والحياة
وفي السنوات الأخيرة كتبتَ الكثير من النصوص عن شخصيات مناضلة وشعبية في الرفاعي وكردستان وبغداد وفي الأمكنة التي تنقلت بها
وأتأمل لا بل أدعو إلى تجميعها وإصدارها في كتاب
اشتي الجميل الوديع الطيب
وداعًا
——————————
الصور من بعض الندوات التي كنا نداوم على حضورها والمساهمة فيها.

هنا أضع كلمة كتبها الرفيق اشتي قبل عامين في رثاء الرفيق "أبو بهيجة"
وكأن أشتي يرثي نفسه
كلمة فيها من الوفاء والمرارة ما يجعلها تشعل الدم وتمرد القلب:

(لواعج الفراق الابدي

ئاشتي

أيً الأحزان أكثر إيلاما من حزن الفراق؟
واية لحظات أصعب وأنت ترى وتتأكد من هذا الذي تقف عند رأسه سوف يغادر إلى عالم أخر؟
إلى عالم حالك في ظلامه،
سيما وأنت لا تملك مسوغا يجعلك تؤمن أن تلتقي معه ثانية،
كم هي سافلة لحظات الوداع هذه؟
تحاول عبثا أن تخفي اختناقك بالدمع،
فتهرب إلى ادعاءك الشجاعة وخبرتك في التحمل،
وأنت تعرف من أنك تكذب على الصدق في روحك،
تفتعل الابتسامة وتروي حوادث تثير الضحك،
هو واثق من افتعالك تلك اللعبة،
يضحك معك ويستلم زمام رواية الاحداث،
وكأنه يريد أن يخفف عنك وزر افتعال حديثك،
تمازحه وكأنك تستعيد معه أياما عشتموها،
يصحح لك بعض أحداثها وكأنه يقول لك هي لا تشغلني ولكنني اساعدك لكي تخدع نفسك في التحمل،
تفتعل ابتسامة أخرى من أجل صورة جماعية،
ربما هو يقول مع نفسه سوف تنشرها عندما أرحل، ولكنه يبتسم بكل الصدق الذي يحمله ،
تقبله في جبينه،
وأنت تختزن في روحك كل هذا الحزن،
يزداد الامر حزنا حين يدخل (اسامة كوكب حمزه) وكأنه يحمل كل شجن اباه وحزنه، فتبدو جفون عينيه منقعة بالدمع،
تهرب ثانية من الغرفة لأنك لا تستطيع رؤية الدمع في عيون الأخرين،
من أين تأتيك طاقة التحمل وأنت تعرف من أنه سوف يرحل،
تدعي عبثا أن تتركونه يرتاح(الحقيقة ان تتخفف من الحزن الذي ضاق به صدرك)،
تدخل كافتيريا المشفى هناك بهيجة وأمها وأخوها،
حين تنظر بهيجة تلك الطفلة التي تحب العراق والعراقيين،
وجنتاها محمرة من الدمع،
تهرب منها ومن عناقها لك،
في باب المشفى،
تقف اخت ابو بهيجة ومعها هوبي وابا دنيا، تسمع شهقة بكاء ابو دنيا،
وهنا تدعي الشجاعة،
اية شجاعة وتحمل كاذب،
ربما الدمع يريحك بعض الوقت،
ولكن ألم الفراق أكبر من كل دموع الكون،
ومثلما تعودنا رفيقي العزيز ابو بهيجة،
سأشرب هذي الليلة كل قنية النبيذ الذي تعشق،
رغم أنك في غيبوبة الفراق الأن،
ورغم قناعتي من أننا لم نلتق ثانية،
لأن هذا الاله الذي يتحدثون عنه لا يجعلنا نلتقي ثانية.)



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادب السيرة في النص الروائي العراقي
- تأملات شخصية الشيوعي العراقي -1-
- يوميات ثورة تشرين العراقية 2019
- قصة قصيدة غرگان
- الشاعر عريان السيد خلف
- الكائن الأيديولوجي -2-
- الكائن الايديولوجي
- قضية الناشر والباحث المختتطف مازن لطيف
- حول أدب السيرة العراقي
- لشخصية في الرواية والزمن الروائي
- أتحاد الأدباء العراقي قليلا من المستحة قليلا من الضمير
- ثورة أكتوبر -تشرين- العراقية 2019 وحلم حياتي القديم
- زينب عواد محمود..عراقية شجاعة مكافحة وفنانة عفوية
- أنهم يقتلون خيرة شباب العراق
- نوستولوجيا -1- رفيق يطوف معي في الساحات
- الثورة العراقية تشرين 2019 رسالة إلى صديقي الروائي المصري -س ...
- مثل مدمن مخدرات
- أصدقائي التشكيليون وثورة تشرين العراقية الكبرى 2019
- حوار سلام إبراهيم: حلم مضاد للخراب والقبح
- الأحتلال الإيراني الخفي للعراق وفوز الفريق العراقي ورمزه


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - في وداع الرفيق اشتي