أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف ستالين - ستالين: مزيفو التاريخ (المذكرة التاريخية لعام 1948) – الجزء الأخير / ترجمة عزالدين الحديدي















المزيد.....



ستالين: مزيفو التاريخ (المذكرة التاريخية لعام 1948) – الجزء الأخير / ترجمة عزالدين الحديدي


جوزيف ستالين

الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 8 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(المذكرة التاريخية لعام 1948 الصادرة عن مكتب الإعلام السوفيتي لدى مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي تحت إشراف ج. ستالين وف. مولوتوف.)

IV - تكوين الجبهة "الشرقية" * العدوان الألماني على الاتحاد السوفيتي * التحالف المناهض للهتلريين. * مشكلة الالتزامات فيما بين الحلفاء.

عند التوقيع على ميثاق عدم الاعتداء السوفيتي الألماني في أغسطس 1939، لم يكن لدى الاتحاد السوفيتي أي شك في أن هتلر سيهاجم الاتحاد السوفيتي عاجلاً أم آجلاً. نشأ هذا اليقين لدى الاتحاد السوفيتي من خلال المبادئ السياسية والعسكرية الأساسية التي كان يستلهم منها الهتلريون. تم تأكيد هذه القناعة من خلال النشاط العملي للحكومة الهتلرية طوال فترة ما قبل الحرب.

هذا هو السبب في أن المهمة الأولى للحكومة السوفيتية كانت إنشاء جبهة "شرقية" ضد العدوان الهتلري، وإنشاء خط دفاع على الحدود الغربية للأراضي البيلاروسية والأوكرانية، وتنظيم بهذه الطريقة حاجزًا لعرقلة تقدم الجيوش الألمانية إلى الشرق. كان هذا يتطلب توحيد روسيا البيضاء وأوكرانيا السوفيتيتين مع بيلاروسيا وأوكرانيا الغربيتين التي استولت عليهما بولندا -النبلاء في عام 1920، وتحقيق تقدم القوات السوفيتية هناك. كان من الضروري أن التحلي بيقظة شديدة لأن القوات البولندية سيئة التجهيز تبين أنها ضعيفة، وكانت القيادة البولندية والحكومة قد هربتا بالفعل وقوات هتلر، التي لم تكن تواجه عقبات جدية، يمكن أن تحتل الأراضي البيلاروسية والأوكرانية قبل وصول القوات السوفيتية.

في 17 سبتمبر 1939، بأمر من الحكومة السوفيتية، عبرت القوات السوفيتية الحدود السوفيتية البولندية لما قبل الحرب، واحتلت بيلاروسيا الغربية وأوكرانيا الغربية وبدأت في تنظيم الدفاع على طول الخط الغربي للأراضي الأوكرانية والبيلاروسية. كان هذا في جوهره هو الخط المعروف في التاريخ باسم خط "Curzon" الذي تم وضعه في مؤتمر الحلفاء في فرساي.

بعد بضعة أيام، وقعت الحكومة السوفيتية اتفاقيات مساعدة متبادلة مع دول البلطيق، والتي نصت على تجميع حاميات للجيش السوفيتي على أراضي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وتنظيم قواعد جوية سوفيتية وإنشاء قواعد بحرية.
وهكذا تشكل أساس الجبهة "الشرقية".

لم يكن من الصعب فهم أن تشكيل جبهة "شرقية" ليس مجرد مساهمة مهمة في عمل تنظيم أمن الاتحاد السوفيتي، بل كان أيضًا مساهمة جادة في القضية المشتركة للدول المسالمة الذين قادوا النضال ضد العدوان الهتلري. ومع ذلك، ردت الغالبية العظمى من الدوائر الأنجلو-فرانكو-أمريكية بحملة بغيضة مناهضة للسوفييت ضد هذا الإجراء من قبل الحكومة السوفيتية، واصفة إياه بالعدوان.

لكن، كان هناك سياسيون بعيدو النظر بما يكفي لفهم معنى السياسة السوفيتية والاعتراف بصحة إنشاء جبهة "شرقية". ومن بين هؤلاء وفي مقدمتهم، السيد تشرشل، وزير البحرية آنذاك الذي قال، بعد عدة تصريحات غير ودية ضد الاتحاد السوفيتي، في خطابه الإذاعي في 1 أكتوبر 1939:
"ومع ذلك، فمن الواضح تمامًا أنه كان على الروس أن ينظموا الحراسة على هذا الخط، من أجل تأمين بلادهم من التهديد النازي. على كل حال هذا الخط قد وجد بالفعل كما أن إنشاء جبهة شرقية أصبح منذ الآن أمرا واقعا ولا تجرؤ ألمانيا النازية الآن على الهجوم على هذه الجبهة. عندما تم استدعاء السيد فون ريبنتروب إلى موسكو الأسبوع الماضي، كان ذلك بهدف اطلاعه على حقيقة – أو حمله على قبول حقيقة - أنه سيتعين على النازيين التخلي كليًا وفوريًا عن أطماعهم في دول البلطيق وأوكرانيا."

في حين كان الوضع مرضيًا إلى حد ما بخصوص أمن الاتحاد السوفيتي على حدوده الغربية البعيدة جدًا عن موسكو ومينسك وكييف، لا يمكن قول الشيء نفسه عن الحدود الشمالية للاتحاد السوفيتي. هناك، بالكاد على بعد 20 ميلاً من لينينغراد، كانت القوات الفنلندية موجودة وكانت غالبية القيادة تميل إلى ألمانيا الهتلرية. كانت الحكومة السوفيتية تدرك تمامًا أن العناصر الفاشية في الدوائر الحاكمة لفنلندا، والمرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالهتلريين والتي كان نفوذها كبيرًا في الجيش الفنلندي، كانت تهدف إلى الاستيلاء على لينينغراد. لا يمكن أن نعتبر من قبيل الأمر العابر زيارة رئيس الأركان العامة للجيش الهتلري، هالدر Halder، إلى فنلندا في صيف عام 1939 لإعطاء تعليمات لكبار قادة الجيش الفنلندي. كان من المؤكد أن الدوائر الحاكمة الفنلندية كانت متحالفة مع الهتلريين وأنهم أرادوا جعل فنلندا مخزن سلاح لعدوان ألمانيا الهتلرية على الاتحاد السوفيتي.
لذلك، لا عجب في أن كل المحاولات التي قام بها الاتحاد السوفيتي لإيجاد أرضية مشتركة مع الحكومة الفنلندية من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، لم تنجح.
رفضت حكومة فنلندا، تباعا، جميع المقترحات الودية للحكومة السوفيتية الهادفة إلى ضمان أمن الاتحاد السوفياتي. وعلى وجه الخصوص أمن لينينغراد، على الرغم من موافقة الاتحاد السوفيتي على تلبية رغبات فنلندا المتعلقة بالمصالح المشروعة لهذه الأخيرة.
رفضت الحكومة الفنلندية الاقتراح الذي قدمه الاتحاد السوفيتي بخصوص تراجع الحدود الفنلندية في كاريليا Carélie إلى بضع عشرات من الكيلومترات، على الرغم من أن الحكومة السوفيتية وافقت مقابل ذلك على التنازل لفنلندا عن ضعف حجم كاريليا السوفيتية.
رفضت الحكومة الفنلندية أيضًا اقتراح الاتحاد السوفيتي فيما يتعلق بإبرام ميثاق المساعدة المتبادلة، مما يثبت أن أمن الاتحاد السوفيتي من الجانب الفنلندي لم يكن مضمونا.
من خلال هذه الأعمال العدائية وغيرها من هذا القبيل، ومن خلال استفزازاتها على الحدود السوفيتية الفنلندية، أطلقت فنلندا العنان للحرب مع الاتحاد السوفيتي.

الجميع يعرف نتائج الحرب السوفيتية الفنلندية. تم دفع حدود الاتحاد السوفيتي في الشمال الغربي، وخاصة في منطقة لينينغراد إلى الأمام، وتدعم أمن الاتحاد السوفيتي. لعب هذا دورًا مهمًا في الدفاع عن الاتحاد السوفيتي ضد العدوان الهتلر، بقدر ما اضطرت ألمانيا الهتلرية وشركاؤها الفنلنديون لشن هجومهم في شمال غرب الاتحاد السوفيتي، ليس من أمام لينينغراد نفسها، ولكن من خط يبعد حوالي 150 كيلومترًا إلى الشمال الغربي.
قال مولوتوف في خطابه أمام جلسة مجلس السوفيات الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في 29 مارس :
" رغم سحق الاتحاد السوفيتي للجيش الفنلندي ورغم أنه كان لديه الحرية الكاملة في احتلال فنلندا بالكامل، إلا أنه لم يفعل ذلك ولم يطالب بأي مساهمة كتعويض عن نفقات الحرب، كما كانت ستقوم بذلك أية قوة أخرى. لقد اكتفى بالحد الأدنى من حاجته.
"في اتفاقية السلام لم نحدد لأنفسنا أي هدف آخر سوى ضمان أمن لينينغراد ومورمانسك وطريق مورمانسك."

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن جميع سياسات الدوائر الحاكمة الفنلندية تجاه الاتحاد السوفيتي تصب لصالح ألمانيا الهتلرية، فإن القادة الأنجلو-فرنسيين في عصبة الأمم انحازوا على الفور إلى الحكومة الفنلندية، ووصفوا الاتحاد السوفيتي بـــ"المعتدي". وبالتالي كانوا قد وافقوا ودعموا بصورة علنية الحرب التي بدأها الحكام الفنلنديون ضد الاتحاد السوفيتي. إن عصبة الأمم، التي فقدت مصداقيتها من خلال التسامح مع المعتدين اليابانيين والإيطاليين والألمان وتشجيعهم، صوتت بطاعة كاملة، بناءً على أوامر القادة الأنجلو-فرنسيين، على قرار موجه ضد الاتحاد السوفيتي وأعلنت بتبجح "اقصاء" اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية.
أكثر من ذلك، قدمت إنجلترا وفرنسا أكبر المساعدة للجيش الفنلندي في الحرب التي شنها الرجعيون الفنلنديون ضد الاتحاد السوفيتي، وحثت الدوائر الحاكمة الأنجلو-فرنسية الحكومة الفنلندية مرارًا وتكرارًا على مواصلة الحرب.
قام الحكام الأنجلو-فرنسيون بتزويد فنلندا بالأسلحة بشكل ممنهج، وكانوا يستعدون بقوة لإرسال فرقة قوامها 100.000 رجل إلى فنلندا.
وفقًا لتصريح تشامبرلين أمام مجلس العموم، في 19 مارس 1940، بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب، زودت إنجلترا فنلندا بـ 101 طائرة وأكثر من 200 بندقية ومئات الآلاف من القذائف وقنابل الطائرات والألغام المضادة للدبابات. في نفس الوقت أعلن دالادييه Daladier لمجلس النواب أن فرنسا سلمت إلى فنلندا 175 طائرة، وحوالي 500 مدفع، وأكثر من 5000 رشاش، ومليون طلقة مدفعية وقنابل يدوية ومواد حربية أخرى.
يمكن للمرء أن يكون فكرة كاملة عن خطط الحكومتين البريطانية والفرنسية في ذلك الوقت من خلال المذكرة التي قدمها الإنجليز إلى السويديين في 2 مارس 1940، والتي ورد فيها، من بين أشياء أخرى:
"تدرك حكومات الحلفاء أن الوضع العسكري في فنلندا أصبح يائسًا. بعد دراسة متأنية لجميع الاحتمالات، توصلوا إلى استنتاج مفاده أن الطريقة الوحيدة لتقديم مساعدة فعالة لفنلندا هي إرسال قوات من الحلفاء ، وهم مستعدون لإرسال هذه القوات استجابة لطلب فنلندي. [37] "
في ذلك الوقت ، كما قال تشامبرلين للبرلمان الإنجليزي في 19 مارس:
"كانت الاستعدادات لإرسال قوات الدعم تتم بأقصى قدر من الحرص، وكان جيش الدعم على استعداد للمغادرة في أوائل مارس ... قبل شهرين من الموعد الذي حدده المارشال مانرهايم."
وأضاف تشامبرلين أن قوام هذه القوات يبلغ 100 ألف رجل.

في الوقت نفسه، كانت الحكومة الفرنسية تعد أيضًا قوة دعم قوامها 50.000 رجل، كوحدة أولى يتم توجيهها إلى فنلندا عبر نارفيك.
كانت الحكومات الأنجلو-فرنسية تبذل كل هذا النشاط العسكري في حين لم تبذل أي نشاط ضد ألمانيا الهتلرية، زمن الحرب "المهزلة" الدائرة.
لكن الدعم العسكري لفنلندا ضد الاتحاد السوفيتي كان مجرد جزء من خطة أكبر بكثير للإمبرياليين الأنجلو-فرنسيين.

نعثر في "الكتاب الأبيض" المذكور أعلاه الصادر عن وزارة الخارجية السويدية على وثيقة من تأليف وزير الخارجية السويدي، جونتر Gunter جاء فيها:
"إن إرسال هذه المجموعة من الفرق العسكرية كان جزءا من الخطة العامة للعدوان على الاتحاد السوفيتي"،
و : "ستدخل [هذه الخطة] حيز التنفيذ ضد باكو اعتبارًا من 15 مارس، وحتى قبل ذلك عبر فنلندا." [38]
إليكم العبارات التي يتحدث بها هنري دي كيريليس عن هذه الخطة في كتابه "ديغول، الديكتاتور" :
"وفقًا لهذه الخطة، التي لخص السيد بول رينود [39] خطوطها العامة لي في رسالة موجزة احتفظت بها، فإن قوة دعم مدرعة ستهبط في فنلندا عبر النرويج وستؤدي سريعا إلى زعزعة جحافل روسيا غير المنظمة وتسير نحو لينينغراد. [40] "
تم وضع هذه الخطة في فرنسا من قبل ديغول والجنرال ويغان، الذي كان يقود آنذاك جيش سوريا والذي تبجح قائلا "انه مع القليل من التعزيزات ومئتي طائرة، سوف يستولي على القوقاز ويتغلغل في روسيا مثل مثل التغلغل في الزبدة."
يعرف الجميع أيضًا خطة العمليات العسكرية الأنجلو-فرنسية ضد الاتحاد السوفيتي التي وضعها الجنرال جاميلين Gamelin في عام 1940، والتي تم فيها إيلاء اهتمام خاص لقصف باكو وباتومي.
إن استعدادات الحكام الأنجلو-فرنسيين للهجوم على الاتحاد السوفيتي قد تم تكثيفها إلى الأقصى. وكانت هيئة الأركان العامة في إنجلترا وفرنسا تعمل بجد لتطوير الخطط لهذا الهجوم. وهكذا، بدلاً من شن الحرب على ألمانيا الهتلرية، أراد هؤلاء السادة بدء الحرب على الاتحاد السوفيتي.
لكن هذه الخطط لم تتحقق. فقد وقع في ذلك الوقت سحق فنلندا من قبل القوات السوفيتية وأجبرت على الاستسلام على الرغم من كل الجهود التي بذلتها إنجلترا وفرنسا لمنع ذلك.
وتم التوقيع على معاهدة السلام السوفيتية الفنلندية في 12 مارس 1940.

وهكذا تم تحسين الدفاع عن الاتحاد السوفيتي ضد عدوان هتلر في الشمال أيضًا، في منطقة لينينغراد، حيث تم نقل خط الدفاع على بعد 150 كيلومترًا شمال لينينغراد، إلى، وبما في ذلك، فيبورغ Vyborg.
لكن هذا لا يعني بعد أن الجبهة "الشرقية"، من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، قد تشكلت بالكامل. فقد تم إبرام اتفاقيات مع دول البلطيق، ولكن لم يكن هناك حتى ذلك الوقت أي قوات سوفيتية يمكنها مسك الدفاع. صحيح أيضا أن مولدافيا وبوكوفينا رسميًا متحدتين مع الاتحاد السوفيتي، ولكن هناك أيضًا، لم تكن هناك أي قوات سوفيتية قادرة على الدفاع. وفي منتصف يونيو 1940، دخلت القوات السوفيتية لاتفيا وإستونيا وليتوانيا. وفي 27 يونيو من نفس العام، دخلت القوات السوفيتية بوكوفينا ومولدافيا، اللتين انتزعتهما رومانيا من الاتحاد السوفيتي بعد ثورة أكتوبر.
وبذلك اكتمل تشكيل الجبهة "الشرقية" ضد عدوان هتلر من بحر البلطيق إلى البحر الأسود.

لم تدرك الدوائر الحاكمة الأنجلو-فرنسية، التي استمرت في معاملة الاتحاد السوفيتي كمعتدي لأنه شكل جبهة "شرقية"، على ما يبدو أن ظهور هذه الجبهة كان يعني نقطة تحول جذرية في تطور الحرب ضد الاستبداد الهتلري، لصالح انتصار الديمقراطية. لم يفهموا أن الأمر لا يتعلق بمسألة المس أو عدم المس بالحقوق الوطنية لفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، ولكن يتعلق بتنظيم الانتصار على النازيين، لمنع تحول هذه البلدان إلى مستعمرات خاضعة تمامًا لألمانيا الهتلرية.
لم يفهموا أن الأمر يتعلق بوضع حاجز أمام القوات الألمانية في جميع المناطق حيث كان ذلك ممكنًا، لتنظيم دفاع قوي ثم شن هجوم مضاد والتغلب على الجيوش الهتلرية وبالتالي خلق إمكانية التنمية الحرة لهذه البلدان.
لم يفهموا أنه لا توجد وسيلة أخرى لضمان الانتصار على عدوان هتلر.

هل تصرفت الحكومة البريطانية بشكل جيد في إيواء قواتها أثناء الحرب في مصر رغم احتجاج المصريين بل رغم مقاومة بعض العناصر في مصر؟ نعم بالتأكيد! لقد كانت وسيلة مهمة للغاية لقطع الطريق أمام عدوان هتلر على قناة السويس، وللحفاظ على مصر من الهجمات الهتلرية، وتنظيم النصر على هتلر وبالتالي منع تحول مصر إلى مستعمرة هتلرية.

هل قامت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بعمل جيد عندما أنزلت قواتها في الدار البيضاء، رغم احتجاجات المغاربة والمقاومة المسلحة المباشرة من حكومة بيتان في فرنسا التي كانت سلطتها تمتد إلى المغرب؟ نعم بالتأكيد! كانت هذه وسيلة مهمة للغاية لإنشاء قاعدة لإحباط العدوان الألماني في المنطقة المجاورة مباشرة لأوروبا الغربية، لتنظيم النصر على قوات هتلر وبالتالي خلق إمكانية تحرير فرنسا من نير الاستعمار الهتلري.

ولكن يجب أن يقال الشيء نفسه عن تصرفات الحكومة السوفيتية التي نظمت، في صيف عام 1940 جبهة "شرقية" ضد العدوان الهتلري، وقامت بتجميع قواتها في أقصى غرب لينينغراد وموسكو وكييف. كانت تلك هي الطريقة الوحيدة لمنع القوات الألمانية من التقدم دون عوائق نحو الشرق، ولبناء دفاع قوي من أجل المضي في هجوم مضاد لسحق الجيش الهتلري بالتعاون مع الحلفاء، وبالتالي منع جيش هتلر من تحويل الدول المسالمة في أوروبا، بما في ذلك فنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، إلى مستعمرات هتلرية.
ولكن يستنتج من ذلك أن تشامبرلين ودالادييه والوفد المرافق لهم، الذين وصفوا سياسة الحكومة السوفيتية هذه بأنها عدوان والذين نظموا اقصاء الاتحاد السوفيتي من عصبة الأمم قد تصرفوا كأعداء للديمقراطية أو كأغبياء.
ويترتب على ذلك أيضًا أن مشوهي ومزيفي التاريخ، الذين يقومون اليوم بعملهم بالتنسيق مع السادة بيفن وبيدولت Bevin et Bidault ويصفون تشكيل الجبهة "الشرقية" ضد هتلر بالعدوان، هم بالمثل أعداء للديمقراطية أو مجانين.

ماذا كان سيحدث لو أن الاتحاد السوفياتي لم يكن قد أنشأ قبل عدوان ألمانيا الجبهة "الشرقية"، التي نقلت غربًا الحدود السابقة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وإذا لم تتبع هذه الجبهة الخط. فيبورغ - كاوناس - بيلوستوك - بريست - لفوف، وتمركزت على طول حدود لينينغراد - نارفا - مينسك - كييف القديمة؟
كان من شأن ذلك أن يسمح لقوات هتلر بكسب مساحة تمتد لمئات الكيلومترات، الأمر الذي كان من شأنه أن يقرب الجبهة الألمانية بمقدار 200-300 كيلومتر من لينينغراد - موسكو - مينسك - كييف، مما كان سيعجل بالتقدم الألماني نحو عمق الاتحاد السوفيتي وتسريع سقوط كييف وأوكرانيا، ولأسفر عن الاستيلاء على موسكو من قبل الألمان والاستيلاء على لينينغراد من قبل القوات الموحدة للألمان والفنلنديين؛ وكان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية سيجبر على البقاء في موقف دفاعي لفترة أطول، مما كان سيسمح للألمان بالاستغناء عن حوالي خمسين فرقة في الشرق بهدف إنزالهم في الجزر البريطانية واستغلالهم لتعزيز الجبهة الألمانية الإيطالية في منطقة مصر. ولكان من المحتمل جدًا أن تضطر الحكومة البريطانية إلى المنفى في كندا، وأن يتم إخضاع مصر وقناة السويس لسيطرة هتلر.
لكن ذلك لم يكن كل شيء. كان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية سيضطر إلى نقل جزء كبير من قواته من حدود منشوريا إلى الجبهة "الشرقية" من أجل تعزيز دفاعها، الأمر الذي كان سيمكن اليابانيين من تحرير ما يصل إلى 30 فرقة في منشوريا وتوجيههم ضد الصين والفلبين وجنوب شرق آسيا بشكل عام، وفي النهاية ضد القوات الأمريكية في الشرق الأقصى.
كل ذلك كان من شأنه أن يطيل أمد الحرب لمدة عامين على الأقل، وكانت الحرب العالمية الثانية ستنتهي، ليس في عام 1945، ولكن في عام 1947 أو حتى بعد ذلك بقليل.
كان ذلك هو الوضع بالنسبة للجبهة "الشرقية".

في الأثناء، كانت الأحداث في الغرب تأخذ مجراها. في أبريل 940 ، احتل الألمان الدنمارك والنرويج وفي منتصف شهر مايو غزت القوات الألمانية هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ. وفي 21 مايو، وصل الألمان إلى "المانش" الإنجليزية وعزلوا الحلفاء في فلاندرز. وفي نهاية مايو أخلت القوات الإنجليزية دونكيرك وغادرت فرنسا وتوجهت إلى إنجلترا. في منتصف يونيو، سقطت باريس، وفي 22 يونيو، استسلمت فرنسا لألمانيا.
وهكذا داس هتلر بالأقدام على جميع إعلانات عدم الاعتداء، مهما كانت، الموقعة مع فرنسا وإنجلترا.
لقد كان ذلك فشلًا ذريعا لسياسة التنكر للأمن الجماعي، ولسياسة عزل الاتحاد السوفيتي.
أصبح واضحًا أنه من خلال عزل الاتحاد السوفيتي، دمرت فرنسا وإنجلترا الجبهة الموحدة للشعوب المحبة للحرية، وبذلك وجدت نفسها ضعيفة ومعزولة.
في 1 مارس 1941، احتل الألمان بلغاريا.
في 5 أبريل، أعلن الاتحاد السوفيتي توقيع معاهدة عدم اعتداء مع يوغوسلافيا.
في 22 يونيو من نفس العام، هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفيتي.
دخلت إيطاليا ورومانيا والمجر وفنلندا في حرب مع الاتحاد السوفيتي إلى جانب ألمانيا.
بدأ الاتحاد السوفيتي حرب التحرير ضد ألمانيا الهتلرية.
كان رد فعل الأوساط المختلفة في أوروبا وأمريكا على هذا الحدث مختلفًا.
الشعوب التي استعبدها هتلر تنفست بحرية أكبر، على يقين من أن هتلر سوف يكسر رقبته بين الجبهتين، "الغربية" و "الشرقية".
شعرت الدوائر الحاكمة في فرنسا بفرح شديد، حيث لم يكن لديهم شك في أن "روسيا ستهزم" في فترة زمنية قصيرة جدًا.
قال السيد ترومان، العضو البارز في مجلس الشيوخ الأمريكي، والرئيس الحالي للولايات المتحدة، في أعقاب العدوان الألماني على الاتحاد السوفيتي :
"إذا رأينا أن ألمانيا لها اليد العليا، فسيتعين علينا مساعدة روسيا، وإذا كانت الاحتمالات إلى جانب روسيا، فسيتعين علينا مساعدة ألمانيا، حتى يقتلوا أكبر قدر ممكن. [41] "
صدر بيان مماثل في بريطانيا عام 1941، من قبل مور-برابازون Moore-Brabazon، وزير صناعة الطيران آنذاك، الذي أعلن أن أفضل نتيجة للصراع على الجبهة "الشرقية" بالنسبة لبريطانيا العظمى، سيكون الاستنزاف المتبادل لألمانيا ولاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، مما سيسمح لإنجلترا بتأمين مركز مهيمن.
وعبرت هذه التصريحات، بلا شك، عن موقف الدوائر الرجعية في الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى.

لكن الغالبية العظمى من الشعبين الإنجليزي والأمريكي تعاطفت مع الاتحاد السوفيتي. وطالبت بعمل مشترك مع الاتحاد السوفيتي من أجل شن النضال بنجاح ضد ألمانيا الهتلرية.
يبدو أن تصريح رئيس الوزراء البريطاني، السيد تشرشل، بتاريخ 22 يونيو 1941، عكس هذه الحالة الذهنية عندما قال:
"الخطر الذي يتهدد روسيا خطر علينا وعلى الولايات المتحدة، كما أن قضية كل روسي يكافح من أجل أرضه ومنزله هي قضية الشعوب الحرة والدول الحرة في أي جزء من العالم. "
نفس الموقف تجاه اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تم تبنيه من قبل حكومة روزفلت في الولايات المتحدة.
وضع هذا حجر الأساس للتحالف الأنجلو-سوفيتي-أمريكي ضد ألمانيا الهتلرية.

كان التحالف المناهض لهتلر قد حدد لنفسه هدف القضاء التام على النظام الهتلري وتحرير الأمم التي استعبدتها ألمانيا الهتلرية. وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية وفي النظام الاقتصادي لمختلف الدول المتحالفة، أصبح التحالف الأنجلو-سوفييتي-أمريكي تحالفًا قويًا للشعوب التي وحدت جهودها في النضال التحريري ضد الهتلرية.
بالطبع، في ذلك الوقت أيضًا، أثناء الحرب، كانت هناك خلافات في الرأي بين الحلفاء حول بعض المسائل. يعلم الجميع، على سبيل المثال، مدى أهمية الاختلافات حول مسائل أساسية مثل فتح الجبهة الثانية، والتزامات الحلفاء، وواجبهم الأخلاقي المتبادل.

من خلال استحضار هذه الاختلافات، يسعى مزيفو التاريخ والمفترون من جميع الأنواع إلى "إثبات"، ضد البديهيات، أن الاتحاد السوفيتي لم يكن ولا يمكن أن يكون حليفًا قويًا ومخلصًا في الكفاح ضد العدوان الهتلري. لكن وبما أن وقائع النضال المشترك ضد ألمانيا الهتلرية وسلوك الاتحاد السوفيتي خلال هذا النضال يفند مثل هذه الاتهامات، فقد تحولوا إلى الماضي، إلى فترة ما قبل الحرب، زاعمين أنه خلال "المحادثات" مع هتلر في برلين، في عام 1940 ، تصرف ممثلو الاتحاد السوفيتي بشكل عدائي وليس كحلفاء. وأكدوا أنه خلال "محادثات برلين"، تم فحص واعتماد "خطط تقسيم أوصال أوروبا" العدائية، والمطالبات الإقليمية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية "جنوب الاتحاد السوفيتي في اتجاه المحيط الهندي"، و"خطط" تتعلق بتركيا وإيران وبلغاريا و"مشاكل" أخرى. ويستخدم المفترون لهذا الغرض تقارير السفراء الألمان والمسؤولين الهتلريين الآخرين، والملاحظات من جميع الأنواع، والمسودات الألمانية و"وثائق" أخرى مماثلة.

ما الذي حدث بالفعل في برلين؟ يجب أن يقال إن ما يسمى بـ "محادثات برلين" في عام 1940 كانت في الواقع مجرد زيارة قام بها ف. مولوتوف، ردًا على زيارتين قام بهما ريبنتروب إلى موسكو. المحادثات التي جرت تتعلق بشكل رئيسي بالعلاقات السوفيتية الألمانية. كان هتلر يحاول جعل هذا أساسًا لاتفاقية بعيدة المدى بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي. على العكس من ذلك، استخدم الاتحاد السوفيتي هذه المحادثات لاستطلاع، واختبار المواقف الألمانية، دون أن يكون لديه أي نية لإبرام أي اتفاق على الإطلاق مع الألمان. خلال هذه المحادثات، اعتقد هتلر أن الاتحاد السوفييتي يجب أن يحصل على منفذ في الخليج الفارسي، من خلال احتلال غرب إيران وحقول النفط البريطانية هناك. ثم قال إن ألمانيا يمكن أن تساعد الاتحاد السوفيتي لتلبية الطلبات السوفيتية في تركيا، والذهاب إلى حد تعديل معاهدة مونترو حول المضائق Détroits. ودون مراعاة لأي مصلحة إيرانية، دافع بعناية عن مصالح تركيا، التي كان ينظر إليها بوضوح على أنها حليفه الحالي أو على الأقل في المستقبل. أما بالنسبة لدول البلقان وتركيا، فقد كان هتلر يعتبرها ضمن مناطق نفوذ ألمانيا وإيطاليا.

استخلصت الحكومة السوفيتية الاستنتاجات التالية من هذه المحادثات: ألمانيا ليست مرتبطة ولا تنوي الارتباط بإيران. ألمانيا ليست مرتبطة ولا تنوي الارتباط بإنجلترا. وبالتالي قد يكون لدى الاتحاد السوفيتي في شخص إنجلترا حليف أكيد ضد ألمانيا الهترلية. دول البلقان، إما تم شراؤها بالفعل وتحويلها إلى قواعد لألمانيا (بلغاريا، رومانيا، والمجر)، أو مستعبدة، مثل تشيكوسلوفاكيا، أو بصدد الإخضاع، مثل اليونان. يوغوسلافيا هي الدولة البلقانية الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها كحليف مستقبلي للمعسكر المناهض لهتلر. تركيا هي من الآن، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بألمانيا الهتلرية، أو أنها تنوي الارتباط بها.
بعد استخلاص هذه النتائج المفيدة، لم تستأنف الحكومة السوفيتية أبدا المحادثات حول المسائل المشار إليها، على الرغم من رسائل التذكير المتكررة من روبنتروب Ribbentrop.
كما يمكن للجميع أن يرى، كان ذلك استطلاعًا لمواقف الحكومة الهتلرية من قبل الحكومة السوفيتية، استطلاعا لم يؤدي ولا يمكن أن يؤدي إلى أي اتفاق على الإطلاق.
هل مثل هذا الاستطلاع لمواقف العدو من قبل الدول المسالمة جائز؟ نعم بكل تأكيد. هذا ليس مسموحًا به فحسب، بل يكون في بعض الأحيان ضرورة سياسية مباشرة. يشترط فقط أن يتم إجراء الاستطلاع بمعرفة الحلفاء وموافقتهم وأن يتم لفت انتباههم إلى النتيجة. لكن الاتحاد السوفيتي لم يكن لديه أي حلفاء في ذلك الوقت، فقد كان معزولاً وللأسف لم يتمكن من مشاركة نتائج الاستطلاع معهم.

وتجدر الإشارة إلى أن استطلاعًا مشابهًا لمواقف ألمانيا الهتلرية، وإن كان مشبوهًا إلى حد ما، تم إجراؤه من قبل ممثلي إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية حتى أثناء الحرب، أي بعد تنظيم التحالف المناهض للهتلرية بين إنكلترا والولايات المتحدة الأمريكية- اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. يتضح هذا الأمر من الوثائق التي استولت عليها القوات السوفيتية في ألمانيا.
تظهر هذه الوثائق أنه في خريف عام 1941، وكذلك في عامي 1942 و 1943، جرت محادثات في لشبونة وسويسرا، دون علم الاتحاد السوفيتي، بين ممثلي إنجلترا وألمانيا، ثم بين ممثلي الولايات المتحدة و ألمانيا.
تصف إحدى هذه الوثائق، المرفقة بتقرير فايزساكر Weizsäcker، وزير الدولة للشؤون الخارجية في ألمانيا، التقدم المحرز في هذه المحادثات في لشبونة في سبتمبر 1941. ويبدو من هذه الوثيقة أن مقابلة جرت في 13 سبتمبر بين نجل اللورد بيفربروك Beaverbrook ، أيتكين، ضابط في الجيش الإنجليزي، أصبح فيما بعد عضوًا في البرلمان البريطاني، ممثلا عن إنجلترا ، والمجري غوستاف فون كوفيرعن ألمانيا، بناءً على تعليمات وزير الخارجية الألماني، حسب رسالة كراويل Krauel، القنصل العام لألمانيا في جنيف، إلى فايزساكر، وزير الدولة للشؤون الخارجية في ألمانيا.
خلال هذه المحادثات طرح آيتكين السؤال مباشرة:
"ألا يمكننا الاستفادة من الشتاء والربيع المقبلين لكي نتباحث في الكواليس حول احتمالات السلام؟ "
وهناك وثائق أخرى تتعلق بالمحادثات التي جرت في سويسرا بين ممثلي حكومتي الولايات المتحدة وألمانيا، في فبراير 1943. قاد هذه المفاوضات ألين دالاس Allen Dulles (شقيق جون فوستر دالاس)، المندوب الخاص لحكومة الولايات المتحدة. ظهر ألين دالاس تحت الاسم المستعار « Bull » تم تكليفه بـ "مهمة مباشرة" وبصلاحيات ممنوحة من البيت الأبيض. كان شريكه من الجانب الألماني، الأمير م. هوهنلوه M. Hohenlohe، المقرب من الدوائر الحاكمة لألمانيا الهتلرية وقد عمل كممثل لهتلر تحت الاسم المستعار "بولس". الوثيقة التي تحتوي على رواية هذه المحادثات تمتلكها مصالح الاستخبارات الهتلرية.
كما يتضح من هذه الوثيقة، تم تناول أسئلة مهمة خلال المقابلة، فيما يتعلق بالنمسا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا ورومانيا والمجر، وقبل كل شيءمسألة توقيع السلام مع ألمانيا.
خلال هذه المقابلة ، أعلن أ.دلس « Bull » :
"إن أمما مثل ألمانيا يجب ألا يتم إهانتها بالبؤس والظلم ودفعها إلى تجارب يائسة وبطولية. يجب أن تظل الدولة الألمانية عامل نظام وردع. لا يمكن أن يقع تقاسمها أو فصل النمسا عنها. [42] "
فيما يتعلق ببولندا، أعلن دالاس (Bull)
"... أن إنشاء طوق صحي ضد البلشفية والسلافية يجب أن يتم دعمه من خلال توسع بولندا في الشرق، والحفاظ على رومانيا وعلى مجر قوي. [43] "
ثم تشير الوثيقة إلى ما يلي:
"يتفق بول بشكل أو بآخر على تنظيم أوروبا في شكل دول ومنظمات صناعية تمتد على مساحات لشاسعة، ويفترض أن قيام ألمانيا الكبرى على أساس فدرالي (على غرار الولايات المتحدة)، مع انضمام كونفدرالية دانوبية Danubienne ، سيكون أفضل ضمان للنظام والنهضة لأوروبا الوسطى والشرقية. [44] "
كما قال دالاس (Bull) إنه يتفهم تمامًا طموحات الصناعة الألمانية في لعب دور مهيمن في أوروبا.

لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن البريطانيين والأمريكيين أجروا هذا الاستطلاع بدون علم ودون موافقة حليفهم الاتحاد السوفيتي، وأنه لم يتم إبلاغ الحكومة السوفيتية بأي شيء، ولو بصفة لاحقة، عن نتائج هذا الاستطلاع.
قد يعني ذلك أن حكومتي الولايات المتحدة وإنجلترا حاولتا، في هذه الحالة، الشروع في المحادثات مع هتلر من أجل سلام منفصل.
من الواضح أن مثل هذا الموقف لحكومتي إنجلترا والولايات المتحدة لا يمكن إلا أن يُنظر إليه على أنه انتهاك لأبسط المتطلبات المتعلقة بواجبات والتزامات الحلفاء.
ويترتب على ذلك أن مزيفي التاريخ يريدون باتهام الاتحاد السوفيتي "بقلة النزاهة" أن يلقوا بذنبهم على الآخرين.
لا يمكن أن يكون هناك شك في أن هذه الوثائق معروفة لمزوري التاريخ وغيرهم من المفترين، وأنهم إذ أخفوها عن الرأي العام، وتجاهلوها في حملة الافتراء على الاتحاد السوفيتي، فذلك لأنهم يخشون الحقيقة التاريخية مثل خشيتهم الطاعون.

أما الاختلافات في الرأي حول مسألة فتح الجبهة الثانية، فهي تعكس طرقًا مختلفة لفهم الالتزامات المتبادلة للحلفاء. إذ يرى المواطنون السوفييت أنه عندما يجد الحليف نفسه في موقف صعب، يجب مساعدته بأي وسيلة ممكنة، ولا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه رفيق طريق مؤقت، بل كصديق، يفرح بنجاحاته، ويبتهج عندما يصبح أقوى.
لم يكن ممثلو البريطانيين والأمريكيين من هذا الرأي، بل إنهم يصفون هذه الأخلاق بالسذاجة. إنهم ينطلقون من وجهة النظر القائلة بأن الحليف القوي أمر خطير، وأنه ليس من مصلحتهم أن يصبح هذا الحليف أقوى، وأنه من الأفضل أن تكون حليفًا ضعيفًا على أن تكون حليفًا قويًا، وأنه إذا أصبح الحليف أقوى. يجب اتخاذ إجراءات لإضعافه.
يعلم الجميع أنه من خلال البيان الأنجلو-سوفيتي ، وكذلك من خلال البيان السوفيتي الأمريكي الصادر في يونيو 1942، تعهد الأنجلو أمريكيون بفتح جبهة ثانية في أوروبا منذ عام 1942. كان ذلك وعدًا رسميًا، قسمًا، إذا شئنا، كان يجب الوفاء به في الموعد المحدد من أجل تخفيف العبء على قوات الاتحاد السوفيتي التي تحملت، في المرحلة الأولى من الحرب، العبء الكامل للتصدي للفاشية الألمانية. لكن يعلم الجميع أيضًا أن هذا الوعد لم يتم الوفاء به في عام 1942 ولا في عام 1943، على الرغم من إعلان الحكومة السوفيتية مرارًا وتكرارًا أن الاتحاد السوفيتي سيتضرر من تأجيل الجبهة الثانية.
لم تكن سياسة تأجيل الجبهة الثانية عرضية بأي حال من الأحوال. كانت مستوحاة من أهداف الدوائر الرجعية في إنجلترا والولايات المتحدة، والتي سعت في الحرب ضد ألمانيا إلى تحقيق أهدافها الخاصة، والتي لم يكن لها أي شيء مشترك مع أهداف النضال التحريري ضد الفاشية الألمانية.
لم يكن في مخططاتهم سحق الفاشية الألمانية بالكامل. منطلقين من أهداف أنانية بحتة، كان لديهم بالتأكيد مصلحة في إضعاف قوة ألمانيا، وقبل كل شيء، في الإطاحة بألمانيا كمنافس خطير في السوق العالمية. لكن لم يكن بأي حال من الأحوال في نيتهم تحرير ألمانيا والبلدان الأخرى من هيمنة القوى الرجعية، التي تحمل معها دائمًا العدوان الإمبريالي والفاشية، ولا أيضا إجراء إصلاحات ديمقراطية جذرية.
من ناحية أخرى، كانوا يراهنون على إضعاف الاتحاد السوفيتي، وقد حسبوا أن الاتحاد السوفيتي سوف ينزف جميع دمائه وأنه في نهاية حرب مرهقة، سيخسر لفترة طويلة دوره كقوة عظيمة وقوية. و أنه بعد الحرب، سيقع تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى.
من الطبيعي أن الاتحاد السوفيتي لا يستطيع أن يعتبر مثل هذا الموقف عاديا تجاه حليف.

إن السياسة التي مارسها الاتحاد السوفيتي في العلاقات مع الحلفاء هي على النقيض من هذه السياسة. ما يميزها هو أنها تفي دائمًا بطريقة مخلصة ومتسقة بالالتزامات التي تم التعهد بها، أنها مستعدة دائمًا لتقديم المساعدة الأخوية لحليفها. خلال الحرب الأخيرة، قدم الاتحاد السوفيتي أمثلة على هذا الموقف كحليف حقيقي تجاه الدول الأخرى الرفيقة في السلاح في النضال ضد العدو المشترك.
إليك أحد هذه الأمثلة:
يعلم الجميع أنه في نهاية ديسمبر 1944، شنت قوات هتلر هجومًا على الجبهة "الغربية" في منطقة أردين Ardennes، واخترقت الجبهة ووضعت القوات الأنجلو أمريكية في موقف صعب. وقد أكد الحلفاء أن الألمان أرادوا، بالهجوم في اتجاه لييج، سحق الجيش الأمريكي الأول، والوصول إلى Anvers، وعزل الجيش الأمريكي التاسع، والجيش الثاني الإنجليزي، والجيش الكندي الأول وإلحاق خسارة شبيهة بــ Dunkirk جديد بالحلفاء ومن ثمة القضاء على أي قدرة لبريطانيا العظمى لمواصلة المعركة.
وفي 6 يناير 1945، وجه تشرشل في تلك الظروف الرسالة التالية إلى ج. ستالين:
" إن معارك مؤلمة للغاية تدور في الغرب ويمكن للقيادة العليا أن تضطر في أي وقت لاتخاذ قرارات خطيرة. أنت تعرف بنفسك من تجربتك الخاصة كم هو الأمر مقلق، عندما يتعين عليك الدفاع عن جبهة واسعة جدًا، بعد أن تكون قد خسرت المبادرة مؤقتًا. لدى الجنرال أيزنهاور أكبر رغبة ويشعر بالحاجة إلى معرفة الخطوط الأساسية لما تقترح القيام به، لأن هذا طبعا سيكون له تأثير على جميع القرارات المهمة سواء من جانبه أو من جانبنا. وفقًا للبلاغ الذي ورد، كان مبعوثنا، المارشال في سلاح الجو Tedder، ما يزال في القاهرة حتى الليلة الماضية حيث تأخر سفره بسبب الأحوال الجوية. كانت رحلته طويلة جدًا، ليس بسبب خطأك وإذا لم يصل إليك بعد، فسأكون ممتنًا لو سمحت بإخباري إذا كان بإمكاننا الاعتماد على هجوم روسي كبير على جبهة فيستولا أو أو في مكان آخر قريبا منها، خلال شهر يناير، أو أي معلومات أخرى قد ترغب في تقديمها. لن أنقل هذه المعلومات السرية للغاية إلى أي شخص باستثناء المشير بروك والجنرال أيزنهاور، وبشرط المحافظة على سريتها التامة. أنا أعتبر هذه القضية ملحة. "
في 7 يناير 1945 ، وجه ج. ستالين الرد التالي إلى ونستون تشرشل:
"تلقيت رسالتك بتاريخ 6 كانون الثاني (يناير) 1945 مساء يوم 7 كانون الثاني (يناير) 1945. وللأسف، لم يصل المارشال في سلاح الجو تيدر Tedder إلى موسكو بعد. من المهم جدًا استخدام تفوقنا في المدفعية والقوات الجوية ضد الألمان. وهذا يتطلب طقسًا صافيا للطيران وعدم وجود ضباب منخفض يمنع المدفعية من إطلاق نيران دقيقة. نحن نستعد للهجوم، لكن الطقس لا يناسب الآن. ومع ذلك، أخذا في الاعتبار وضع حلفائنا على الجبهة الغربية، قررت هيئة أركان قيادتنا العليا استكمال الاستعدادات بوتيرة أسرع، و شن عمليات هجومية كبيرة، بغض النظر عن الظروف الجوية، ضد الألمان على طول الجبهة الوسطى وذلك في النصف الثاني من شهر يناير على أبعد تقدير. يمكنك أن تكون على يقين من أننا سنبذل قصارى جهدنا لمساعدة قوات الحلفاء المجيدة. "
وفي رده على ج. ستالين، كتب تشرشل في 9 يناير:
"أنا ممتن جدًا لرسالتك المؤثرة. لقد أرسلتها إلى الجنرال أيزنهاور للاطلاع عليها وحده. أتمنى أن يتوج عملك النبيل بالنجاح الكامل! "

وهكذا، حرصًا على مساعدة قوات الحلفاء في الغرب في أسرع وقت ممكن، قررت القيادة العليا للقوات السوفيتية تقديم موعد الهجوم ضد الألمان على الجبهة السوفيتية الألمانية من 20 إلى 12 يناير. وفي 12 يناير بدأ هجوم كبير من قبل القوات السوفيتية على جبهة واسعة، من بحر البلطيق إلى الكاربات Carpathes. دخلت في العمليات 150 فرقة سوفييتية، مسلحة بكمية كبيرة من المدفعية والقوات الجوية، واخترقت الجبهة الألمانية ودفعت القوات الألمانية إلى الوراء مئات الكيلومترات.
وفي 12 يناير على الجبهة الغربية، أوقفت القوات الألمانية، بما في ذلك الجيوش المدرعة الخامسة والسادسة التي كانت تستعد للهجوم مرة أخرى، هجومها. وفي غضون 5 إلى 6 أيام تم سحبها من الجبهة ونقلها إلى الشرق ضد القوات السوفييتية التي كانت تتقدم. وهكذا تم إحباط هجوم القوات الألمانية في الغرب.

في 17 يناير 1945، كتب وينستون تشرشل إلى ج. ستالين:
"أنا ممتن جدًا لرسالتك ويسعدني أن المارشال Flight Marshal Tedder قد ترك عندك هذا الانطباع الإيجابي.
بالنيابة عن حكومة جلالة الملك ومن كل روحي، أود أن أعرب عن امتناننا وتهانينا لكم بمناسبة الهجوم الضخم الذي بدأتم به على الجبهة الشرقية.
"أنت الآن، بلا شك، على دراية بخطط الجنرال أيزنهاور وأنت تعرف إلى أي مدى تعطل تحقيقها واضطربت بسبب هجوم روندستيدت. أنا مقتنع بأن القتال سيخاض دون انقطاع على جبهتنا بأكملها. لقد بدأت اليوم مجموعة الجيش البريطاني الحادي والعشرين، بقيادة المارشال مونتغمري Montgomery، الهجوم في المنطقة الواقعة جنوب رورموند."
في أمره للقوات السوفيتية بتاريخ فبراير 1945، قال ج. ستالين عن هجوم القوات السوفيتية:
"في يناير من هذا العام، وجه الجيش الأحمر ضربة قوية غير مسبوقة للعدو عبر الجبهة، من بحر البلطيق إلى الكاربات. لقد حطم على طول 1200 كيلومتر نظام الدفاع القوي الذي استغرق الألمان عدة سنوات لبنائه. دفع الجيش الأحمر، في سياق هجومه، من خلال أعماله السريعة والماهرة، العدو إلى الخلف بعيدًا إلى الغرب.
"إن نجاح هجومنا الشتوي أدى قبل كل شيء إلى فشل الهجوم الشتوي الذي شنه الألمان في الغرب، والذي كان يهدف إلى الاستيلاء على بلجيكا والألزاس، وسمح لجيوش حلفائنا بالانتقال بدورهم إلى العمليات الهجومية ضد الألمان في الغرب بالتوازي مع العمليات الهجومية للجيش الأحمر في الشرق. "
هكذا تصرف ج. ستالين.
تلك هي الطريقة التي يتصرف بها الحلفاء الحقيقيون في صراع مشترك.

تلك هي الحقائق.
إن مزيفي التاريخ والمفترين يسمون مزبفين ومفترين لأنهم تحديدا لا يحترمون الحقائق. إنهم يفضلون اللجوء إلى التشويه والافتراء. لكن ليس هناك شك في أن هؤلاء السادة سيضطرون في النهاية إلى الاعتراف بهذه الحقيقة المعروفة وهي أن تشويهاتهم وافتراءاتهم تمر، لكن الحقائق باقية.

المكتب الإعلامي السوفيتي.

ترجمة عزالدين بن عثمان الحديدي – مارس 2021

[37] ملاحظة البعثة البريطانية بتاريخ 2 مارس 1940 ، الكتاب الأبيض لوزارة الخارجية السويدية ، ستوكولم ، 1947 ، ص. 120.
[38] ملاحظات من جونتر Gunter لمذكرة 2 مارس 1940. الكتاب الأبيض لوزارة الخارجية السويدية. ستوكوهلم ، ص. 119.
[39] الذي كان عضوا في الحكومة الفرنسية.
[40] هنري دي كيريليس، ديغول ديكتاتور، ص. 363-364 ، Éditions Beauchemin ، مونتريال، 1945.
[41] نيويورك تايمز ، 24 يونيو 1941.
[42] "مقابلة بولس والسيد بول" « L’entretien Pauls-Mr Bull » (وثائق أرشيفية ألمانية).
[43] المصدر نفسه.
[44] المصدر نفسه.



#جوزيف_ستالين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزيفو التاريخ (المذكرة التاريخية لعام 1948) – الجزء 3 / ترجم ...
- مزيفو التاريخ (المذكرة التاريخية لعام 1948) – الجزء 2 / ترجم ...
- مزيفو التاريخ (المذكرة التاريخية لعام 1948) – الجزء 1 / ترجم ...
- الدولة الاشتراكية والديمقراطية البرجوازية – ترجمة عزالدين ال ...
- حول موضوع السلاح الذري – ترجمة عزالدين بن عثمان الحديدي
- ضد البيروقراطية والانعزال عن الجماهير – ترجمة عزالدين بن عثم ...
- ضد الانحراف القومي في السياسة الخارجية للدولة السوفيتية - تر ...
- لا تنسوا الشرق - ترجمة عليه اخرس
- حول مسودة دستور اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية
- تكتيكنا إزاء الانتفاضة المسلّحة - ترجمة عزالدين بن عثمان الح ...
- كلمة الرفيق ستالين في حفل استقبال العاملات الطليعيات من المز ...
- من أعمال المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي _خطاب الرفيق ستالي ...
- عاش الأول من أيار- مايو !
- حول اليوم العالمي للنساء - ترجمة عزالدين بن عثمان الحديدي
- الذكرى الرابعة والعشرون لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى - ترج ...
- تروتسكية أم لينينية ؟ - ترجمة عزالدين بن عثمان الحديدي
- حول الانتخابات في الاتحاد السوفيتي والانتخابات في الديمقراطي ...
- فوضوية أم اشتراكية ؟الجزء الثاني النظريه الماديه - ترجمه :مع ...
- فوضوية أم اشتراكية ؟الجزء الاول-المنهج الجدلي - ترجمه :معز ا ...
- حول موضوع الاستراتيجيه والتكتيك للشيوعيين الروس - ترجمه: علي ...


المزيد.....




- تشييع جثمان شاب فلسطيني قتله الجيش الإسرائيلي في الضفة الغرب ...
- أطعمة مزودة بنكّهات مدخنة متهمة بالتسبب بـ-السمية الجينية-
- صافرات الإنذار تدوي في سيدروت بعد هجوم صاروخي لـ-القسام- على ...
- -حزب الله-: استهدفنا انتشارا لجنود الجيش الإسرائيلي ‏بصواريخ ...
- مقتل فلسطيني في مخيم بلاطة بنابلس
- بالفيديو.. طائرة مسيّرة تابعة لكتائب -القسام- تسقط قذيفة على ...
- رويترز: مقتدى الصدر يستعد للعودة للحياة السياسية
- -حماس- تدين تصريحات لبايدن زعم فيها أن إنهاء حرب غزة مرهون ب ...
- المنامة.. تواصل التحضيرات للقمة العربية
- -القسام- تفجر منزلا مفخخا بجنود إسرائيليين هربوا إليه في عمل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف ستالين - ستالين: مزيفو التاريخ (المذكرة التاريخية لعام 1948) – الجزء الأخير / ترجمة عزالدين الحديدي