همس الرذاذ / قصة قصيرة

محمد الطيب بدور

الحوار المتمدن-العدد: 6830 - 2021 / 3 / 3 - 15:15
المحور: الادب والفن
    

نقر المطر على نافذة القطار بدا له كنقر الحياة على قلوب المتعبين ...تطويه المسافات و يتسرب الوقت كالماء و يغور في مناطقه المعتمة.
أخرج من حقيبته الصغيرة دفترا و قلما و تردد لبعض الوقت و قد علت أساريره موجة حزن قبل أن تنساب الحروف متدفقة ..فمنذ أيام أعاد قراءة روايته الوحيدة ...وجد صعوبة كبيرة في تصديرها باهداء يليق بعمل ظنه الدفق الوحيد الذي سكب بين طياته همومه و هموم الآخرين ...فرحه و صراخ شخصياته وسكينته التي لا تدوم طويلا ....ولكن خاصة روحه المتناثرة على ورق أبيض .و اليوم يجد ضالته في سفره الطويل و يتحين طقوس تشييد آخر حجر لقصره الزاخر بشخصياته ...كأنه يضع آخر لمسات مسرحية يشاهد منها المتفرجون الأقنعة و المساحيق و لكنه أيضا سيورطهم في نصه ...هم مورطون معه في سفره و رجفة قلمه ..متناثرون حوله و معه...و لا شيء يحصنه من سهم الكتابة ...سهم طائش أيقظه من مغازلة المنعرجات ...فافراغ القلم يستوجب تفريغ المعاناة ... و لقرائه و شخصياته و من التواء القطار في الرذاذ الماطريرزح بثقله على صدره فكتب :
أكتب لمصفاة الوعي و أنتم تمررون أناملكم على انحناءات الحروف و تلامسون الورق بطقوس الشغف لقراءة أنفسكم ستسلكون طريقا آخر ...ربما ستذهبون بعيدا لتكونوا القلم ذاته ...ربما الورقة المبسوطة تحت يدي..قبل أن تطير بها الأجنحة المنكسرة ....قبل أن تكون الألامبالاة هي القاعدة ...

#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات