أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - الشعب والطاغية ... إرادتان متضادتان














المزيد.....

الشعب والطاغية ... إرادتان متضادتان


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6830 - 2021 / 3 / 3 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعب والطاغية .... إرادتنان متضادتان
ثلاثون عام مضت على الانتفاضة //// الجزء الثاني
ناس تعلقت أمالها بمنى القدوم وشروق الأبناء، فكانوا يتجرعون السم صبراً . وكان أنتظارهم الواهن هو النقلة المجاز للتحقيق، قلقهم هو من يواطن أبشع الأرتكابات، وكان لمفردة ( لعل ) الأثر الفاعل في صنع التصور.
حين تمر الأيام ثقيلة، والآمال تتبخر كضوء نيزك أنقض وأنعدم فلا أثر بعد عين . أحلام كأنها لمحة ضوء في كبد السماء، لكن الأزمة هي واقعهم المريع، من كل نأمة أو إشارة من رئيسهم ولازمة قادمه . كانوا يعيشون في حرارة من عيش كسول وحيرة في نفس خذول.
أنقضى زمن التأوهات والمرهون بالمنازلات التي تحصد مناجلها الرؤوس وولائمها أشلاء أجساد في مهب الريح . يتجشؤن المرارة . واخرون من الناس في حلوقهم شجى يتناولون الموت على جرعات، ويتجرعون السم على أنتظار مأمول في نهاية هذا الدهليز المعتم، وكلما مرت الدقائق فاجعة تلاحقها نكبة . إذ لم ينقطع صوت الحرب في معسكر قائدهم، سواء في وادي جبهات القتال أو الأودية الأخرى، تقابله قذائف وما تغنم من حصاد . حبال المشانق وساحات الإعدام في كل معسكرات الحكومة . هكذا المئات تجثو فوق الآلاف، مشرحة جثث على أديم الأرض، المطرز بأعضائهم وأحشائهم بأبشع ما أستطاعت الرسوم أن تجسد مجزرة على أرض الواقع.
على هذا الأديم المغلف بالدخان المزروع بالأشلاء، الغارق بالدماء، كان هنا وطن مجروح امتلكه صدام . وطن لسان حاله ببغاء، إذا قال القائد كررت الببغاوات : لقد قال العراق
حاكم أستبد حتى رسم زخارف الحياة بأبشع صورها، واسترق زخارفها الجميلة فأشبع منها جسداً ونفساً ومادة وشهوة . نفس مريضة فأطلق حبيسها في سلوك ندر مثيله, ففرش جناحيه عالياً وحلق في أثر لا تحدًه مسافة أو قياس، لابد أنه لم يخضع لموازيين تضبط أنفلاته، لقد طغى عليه الضجر من الممارسات الشاملة حتى شبع منها فيلجأ إلى الحروب. الناس تعتاش التسول، وهو يمنح كل زائر لبلده من دول لا ناقة لها ولا جمل ولا حلّ ولا ربط في ميدان السياسة وهيئة الأمم، يحملون مئات الملايين من الدولارات بسخاء القائد.
دون شك إن ركوب المتع يولد متعا أخرى لقد أشبع نفسه بكل ما أوتيت نفس من شبق الاستعلاء والأحتواء، من لذة الجنس إلى قارونية المال، حيث سجل عقاراً اسمه العراق بأرضه وماءه وزرعه وموارده وناسه، حيازة وتملكاً . وليس من بدَ القول، أن هذا الرجل كانت الدنيا هدفه، والخروج عن المعتاد ديدنه، ولكنه إذ أشبعت رغباته من أمتلاك زينتها، ساقته نفسه إلى هوى غرز في صباه، ونمى في رجولته وهي الدماء . فمثلما ساقته هذه الرغبة نحو القتل، ساق شعبه إلى المحرقة، وساقه الشعب بغباء إلى تنامي عظمته وزهوه، حتى طفحت طائفة منتهزي الفرص لتقف في انتظار فرصة الحياة . قوافل تعلن الولاء فسلكت هوى الرياح تنشد المغنم . وصدحت الأصوات، وغنًت كل نشازاتها، وركّبت قوافي الشعراء على إيقاع طبول الزماريين، وأضحى التكرار بأسمه بسملة بل أضحت البسملة جزء من ترتيلة اسمه . ناس تنشد العافية بحبائل التملق فأتخمها، وآخرون المناصب فأعطاها وأقصاها، وأخرى الحياة الكريمة فأنهاها . جوقة إعتزلت الحياة الكريمة والوجود الفاعل والمنتج، لكنهم فكروا بهوى القائد، وبكنه ما يبغيه وما يتودد إليه .
ازدهرت المقابر وأنتعشت بل فاضت جيوب الدفانين . أما الملاهي فكانت في موسم حجها العظيم، وإن أهل الملاهي يحيُون هذه الالتفاتة الكريمة في إرتياد النخب الحكومية وأولادهم وأصدقائهم إلى الصالات، وإنهم على أتم الاستعداد بجذب ما تشتهيه الأنفس من النساء من الكعوب واللعوب والشوادن والعواتق والعوانس والطوالق والزهور قسرا او سدا لحاجة وليس للرغبة المحضة . واذ اطعنت الشعب سهام الهزيمة والمذله على ايدي الحلفاء، انفجر البركان .



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليلا من الحياء ...سادتنا الامراء
- أهو .. عرس عند الغجر ؟
- النجف .. حاضرة الكبار.. هل اغتنموك الصغار ؟
- الحرب ... أكو ... ماكو ؟
- لعل مقصدكم شريف ... لكن الواقع أنزع جلباب عفته .
- الرجوع للحصار ... أخر المشوار
- جوع كلبك .. يتبعك
- بايدن .... هل سيثبت - الترامبيه-
- الشيعة ... هم اللصوص دون غيرهم .
- السيد الكاظمي ... هل تدغدغ سرًة السماء ؟
- التطبيع .. إفتحوا مغاليق خزائنكم .
- السيد رئيس الوزراء .. المقدمات توحي الى الانهيار .
- الكاظمي .. إبحث عن لاعبين .. يكرهون الهزيمة
- كنتم وما زلتم ... تمرغون أنف الطغاة .
- الكاظمي .. كنت مربكا . لم تمسك خيوط اللعبة .
- الى أين المسير أيها الشباب .. إدركوا سفينتكم ؟
- لنؤسس حزب الشعب .. دون الفوضى .
- الحكومة والشعب .. في متاهة
- للظالم جولة ... وللمظلوم صولة
- إرجعوا لنا هويتنا ... ان إستطعتم


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - الشعب والطاغية ... إرادتان متضادتان