الغوغاء قادمون!

احمد جمعة
روائي
(A.juma)

الحوار المتمدن-العدد: 6826 - 2021 / 2 / 27 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اعتبره أيها القارئ فيلم هوليودي...
ماذا يحدث لو انقلبت الموازين وجاء الغوغاء إلى السلطة وحكموا العالم العربي بحسب الأجندة التي تتحكم في الشارع اليوم وخاصة وسط حالة الغوغاء المسيطرة الآن على المشاعر المتأججة، ماذا سيحدث لو أن الغوغائية العربية أمسكت بزمام الأمور في الدول العربية ؟
هي الآن موجودة في الرؤوس وتنتظر الفرصة ...
سؤال خطر ببالي مؤخراً مع موجة تغييب العقل وهيمنة المشاعر مع غطرسة خطابات رنانة، وأفكار غيبية، وترهات تملأ وسائل التواصل... إنها تتحكم في نمط العقل إن وجد مع ما ينتج عن هذه الحالة من خسائر مادية ومعنوية واضطراب في الوجود والمصير الذي كلما تقدم العالم خطوة كلما تأخرنا مئة خطوة وبالتالي أصبحنا ندين للتخلف أكثر مما ندين لأنفسنا على الحال الذي وصلنا إليه.
منذ بداية التغيير التي حاولت أن تجاري موجة التغييرات نستكشف كم النتائج والتداعيات التي حدثت هنا وهناك وجميعها جرَّت الويلات علينا خلال السنوات الأخيرة مما سبب هذا التضخم ليس فقط الاقتصادي والسياسي والثقافي... وإنما الأسوأ منه وهو التضخم العقلي!! الذي يسبب العمى.. ولذلك رأينا كيف أصيبت السياسات العربية بالخرف نتيجة ضغط الدم السياسي الناتج عن عدم الرؤية الواضحة وإغفال الأسباب الحقيقية المرتبطة دائماً بالعاطفة المتقدة واللعب بلغة الخطابة الرنانة لخداع اكبر حشد من الشارع.
ما زلنا نرضخ لضغوط الشارع والغوغاء والاستسلام للكثير من الأفكار التي تصب في تجميد النشاط الفكري الحقيقي والانكفاء على الذات العاطفية التي هي سبب كل التلف في العقل والموضوع والتي لم تسلم منه لا النخب السياسية ولا نواب الشعب في البرلمان ولا المسئولين
كل هذه النتائج ومن قبلها الحالة السياسية في كل دولة عربية تدفع للشعور بأن ثمة قادم مجهول لا نعرف كنهه يحمل خلفه المجهول في الاقتصاد والمال والمجهول في الأحداث والتوقعات.. ثمة خطة عشوائية عفوية من شانها أن تغير الواقع وهذا هو مفترق الطريق الذي لم تفكر فيه الأنظمة ولا الشعوب في ظل حالة الغوغاء السائدة الآن.

#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل