أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حميد طولست - تعددية حزبية مفرطة بدون رهانات سياسية !














المزيد.....

تعددية حزبية مفرطة بدون رهانات سياسية !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6824 - 2021 / 2 / 25 - 00:20
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


من المسلمات أن التعددية المفرطة في الاحزاب لا تؤسس للديمقرطية في أي بلد من عالمنا ، رغم أن مسار أي ديمقراطية من ديمقراطيات الدنيا ، لا يستقيم ولا يتقوى ولا يتقدم إلا بوجود تلك الأحزاب وخاصة منها الجدية القوية ذات أصل تاريخي ومصداقية مرجعية المكتسبة من رهاناتها السياسية الملتزمة بمبادئ المجتمع الذي أنجبها باستقلالية ، وباحترامها لثقافته ، واهتمامها بكافة قضاياه وطموحاته واحتيجاته وجميع حقوقه السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المقررة في الدستور وفي المواثيق الدولية ، ووضعها حيز التنفيذ تشريعا ورقابة ومحاسبة ؛
فهل توجد على أرض الواقع السياسي لبلادنا مثل هذا النوع من الأحزاب الملتزمة بحماية المجتمع الذي تعمل على تأطيره ، والمنتصرة لحقوق أفراده وحرياتهم الشخصية والجماعية ، والميسرة للسبل المتيحة لإطلاق طاقاتهم الإنتاجية والإبداعية المؤدية إلى تنمية ظروفهم وأحوال وطنهم؟
وهل ستكون تعض أحزابنا - التي ليست غالبيتها غير هيئات قيادية لمقاولات سياسية تقتسم الريع السياسي - على موعد في زمن ما مثل تلك المؤسسات السياسية القوية التي تحفز المواطن، بل تفرض عليه المحافظة على إرث مؤسسيها واحترامها وتقديرها وتقبلها والتواصل معها والإلتزام ببرنامجها وتطبيق قوانينها ثم تدعيم مواقفها، دون التفكير في "قلب الفيسة" عنها أبدا ؟..
فحسب المقولة الشهيرة المؤكدة على أن الحقائقة لاتحمل دائما في طياتها ما يسُر ويُرِيح ، واحيانا كثيرة ما تكون جحيما عل الواقف عليها وتلزمه بالهروب مما تحمله من مصداقية مخيفة ومنطق ومعقولية مرعبة ، كالمنطق والمعقولية التي تتضمنهما الأسئلة السالفة الذكر والتي يستحيل معها الرد عليها بالإيجاب ، أو بتأكيد إمكانية حدوث ذلك ، سواء في المدى القريب أو البعيد، وسياسيا يصعب العثور على حزب من أي اتجاه أو أيديولوجية بقي محافظا على ارث مؤسسيه ، ولم تستبدل استخلافات وانقلابات قياداته، اصل عقيدته و جوهره ،سلبا أو ايجابا ،في ظل اغماض الهيآت القيادية للعديد من الأحزاب -يمينية كانت أو يسارية أو دينية- لعيونهم عما تعانيه أحزابهم مع الكثير من الأمراض والعيوب البنيوية ، وممارستهم التهرب من مسؤولية معالجتها وواجب تصحيحها ، ليس عجزاً منهم على فعل ذلك ، ولكن لغاية في نفس "اليعاقبة" المستفيدين من وضع تلك الأحزاب الذي لا يريدون لاختلالاتها تغييرا ، والتي يكتفون بتعليقها على مشاجب واهية وغير منطقية ، رغم وفرة التشريعات والقوانين القادرة على معالجة وتصحيح مسارها وخاصة إذا كان المستحوذون على زمام تلك الأحزاب من الفقراء "لمكردين" الذين ليست جرأةُ الدفاع عن الحقيقة ، ولا يختارون السَّيْرَ عكس التَّيارات السائدة كَي لا يخونوا صَوْتَ ضمائرهم وناخبيهم ، والذين كلهم تحفز ولهفة على تحسين أوضاعهم الإجتماعية والمادية ، بالمراهنة على الغنائم مخلصهم الوحيد مما كانوا عليه من حال الخصاص والفقر والاملاق ، على حساب الوطن الذي حولوا مصالحه لقرابين تُنحر على عتبات معابد الانتهازية وإشباع الرغبات المكبوتة،
فكيف راد من هؤلاء أن يحافظوا على ارث أحزاب بناها مؤسسوها الصالحين المتطلعين إلى الإصلاح على الدعوة للثقوى والزهد في المال ، والتضحية بالأرواح في سبيل حرية الأوطان وانعتاقها ، دون زجر أو تعزير، ونحن نعلم أن الساسة الصالحين والمصلحين لا يولدون من رحم امنيات واحلام من يحاربون الفضائل وينتهجون الرذائل ، ويلون أعناق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتحويل الكثير منها إلى بديهيات يهرولون خلفها على مدار الساعة ، الا ما رحم ربك؟ وذلك لأن الأحزاب كالبشر مشاؤون بطبيعتهم نحو المصالح والمكاسب -مع إختلاف النسبة والدرجة طبعا- و قليل منها لها جرأةُ الدفاع عن الحقيقة، وفي النادر ما يختار بعضها السَّيْرَ عكس التَّيارات السائدة كَي لا يخونوا ضمائرهم والناخبين الذين صوتوا لها ، وما غالبية وعود الاصلاح والعدل والبناء والتعيمر حال الوصول للحكم ، فليست سوى عرقوبيات ، فضح الواقع كذبها ، وكشف الزمان زيفها ، واثبتت الملابسات عكس زعم وادعاءات قادتها ، وفي الختام لا أخفيكم سرا أني لا أفهم ما قيمة الأحزاب وما أهميتها إذا لم تكون وسيلة ديناميكية تتحدى السلطة إذا فسدت وتدافع بحزم عن البلد ضدها من أجل تحقيق عيش أفضل للمحرومين.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذمة الناقص شهادة بالكامل.
- لا يفل الحقد والكراهية إلا الحب، فلماذا لا نحتفل به وقد دعا ...
- معضلة الانتخابات9
- فاس لا تئن من الفقر والجوع فقط !
- ليس بالتفاؤل وحده تتحقق الأماني !
- ما هو الإنسان إن لم يكن سؤالاً؟.
- معضلة الانتخابات8
- بمناسبة السنة الأمازيغية ID N USGGAS !!
- رجل العام .
- التكريم ظاهرة حضارية .
- معضلة الانتخابات7
- معضلة الإنتخابات!6
- قراءة في التحية ب -السلام على من اتبع الهدى- !!
- التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير
- معضلة الانتخابات5
- التَّرحم مجاملة اجتماعية وليس عقيدة أو عبادة !
- معضلة الانتخابات!4
- معضلة الإنتخابات !3
- الوطنية لا تحتاج إلى دروس ، بل إلى أحاسيس صادقة !
- معضلة الإنتخابات !2


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حميد طولست - تعددية حزبية مفرطة بدون رهانات سياسية !