أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المساعدة و المقترحات - حميد طولست - معضلة الانتخابات7














المزيد.....

معضلة الانتخابات7


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2021 / 1 / 1 - 12:47
المحور: المساعدة و المقترحات
    


إن الترشح مسؤولية ومعارك و تضحيات، وليس عبثا سياسيا، ولا قدرات مالية لفلان أو فتلان، ولا هو مجرد علاقات اجتماعية، و روابط أسرية، كما أنه ليس تدينا ولحى وحجاب وطيب ومسواك ، فالمسألة أكبر من ذلك بكثير، فهو أمانة واستقامة ودربة سياسية وشخوص نزهاء مخلصين، لا يخشون في محاربة الفساد والمفسدين لومة لائم.
ولا شك أن شعبا كريما كالمغرب، قدم العديد من التضحيات، والكثير من النضالات، لخليق بأن يحظى بمرشحين في مستوى تضحياته ونضالاته، معروفون بمواقفهم السياسية الثابتة، حزبيون كانوا بانتماءاتهم المتينة أو مستقلون وطنيون خاضوا معارك وكفاحات نضالية حقيقية من أجل الحريات العامة ومكافحة الفساد وتحقيق دولة الحق والقانون، أقوياء بوطنيتهم، يتحملون مواقفهم بكل شجاعة وجرأة، يجتهدون لحل معضلات البلاد و التخفيف من معاناة العباد، بنضال صادق مستميت ، و أجندات واضحة المعالم، وبرامج محسوبة المرامي تؤسس لتجربة سياسية حقيقية، تجلب الرخاء والنماء ، وتكرس المكتسبات ، بكل الطرق السلمية والمشروعة طبعا .
بعيدا عن ظاهرة ترشح من هب ودب لتسيير الشأن العام ، الذي يبقى أمرها مثيرا للاستغراب ، وتتناسل حوله الأسئلة الحرجة ، وتتدفق التساؤلات المقلقة حول أسباب هذا التدافع المدهش ، وذاك التهافت الغريب ، الذي بلغ حد الاقتتال بين مترشحين مجهولي الهوية والتاريخ ، باهتي الانتماء ، لا رصيد نضالي أو سياسي أو اجتماعي لهم، و لا يحملون أدنى زاد من الثقافة أو المعرفة السياسية، والذين لا هم لهم إلا السعي ليكونوا منتخبين ،على حساب مآسي المصوتين الذين ليسوا عندهم سوى أرقاما في لوائح انتخابية ، يدفعهم إلى ذلك ما ترسخ في الوعي الاجتمعي للمجتمع عامته من أفكار تؤكدها وقائع الإنتخابات المشاهدة ، وواقعها المعاش ،الذي يوحي بأن الترشيح للانتخابات يرفع من قيمة الفرد، وينتقل بالكثيرين من أحوال البؤس والحاجة، إلى حوالات السعة، أو السوبر تروة ، وفي أحيان كثيرة إلى الميجا غنى، ما أسال لعاب الكثير ممن لا شغل لهم ولا مشغلة – ولا أقصد هنا عملة الشواهد العليا المعطلين الذين من بينهم الكثير ممن يستحقون تلك المقاعد – بغزارة للترشح لمجالس سايبة في عمومها ، وبدون رقيب ولا حسيب، ولا تتطلب شواهد عليا، ولا كفاءات خاصة ، ولا حتى معرفة بالسياسة ودهاليزها ، ويكفي لأي راغب في ولوجها ، أن يوفر قدرا من المال ويحصل على تزكية من أي حزب كان -وهي متوفرة في كل مكان ولها سماسرتها وتباع في كل مكان ،حتى في المقاهي- ثم يملأ الدنيا بزعيق الشعارات الهلامية الرنانة والمدغدغة لمشاعر الناس وأمانيهم البسيطة وأحلامهم البعيدة عن واقع الحال والأحوال ، وها هو في مجلس - قروي أو حضري أو في قبة البرلمان -يمثل مواطنين لا يعرفونه ولا يعرفهم ، والذين سرعان ما يخيب آمالهم ، كسابقيه الذين تنطبق عليهم المقولة الشهيرة "صام المصلي لأمر كان يطلبه فلما انقضى الأمر لا صلى ولاصام" ، الذين غيروا محال سكناهم بأخرى جديدة تليق بمقاماتهم الجديدة التي وصلوا إليها على أكتاف ناخبيهم ، الذين كانوا سبب تبدل أحوالهم وتخلي اغلبيتهم عن "البشكليطة" التي كانت "تهز رجليهم" واستبدلوها بــ"الجيم"، المشوحة لمؤخرة "المرسيديس ، أو البي إم ، أو الأودي " وغيرها من أنواع السيارات الفارهة التي ما كان أحدهم يجرؤ حتى على الحلم بالوقوف بجانبها ، فبالأحرى امتطاءها ، و"التفرشخ" بها في واقع مزيف ، يستحث أكثريتهم على المزيد من الانخراط في الحروب والصراعات السياسوية وألآعيب التعدي على الممتلكات العامة سرقة ونهباً واغتصاباً، لأجل المزيد من الكسب القذر ، الذي أنسى عالبيتهم الفقر والحاجة التي ولدوا وترعرعوا فيها، وحول عدد منهم إلى كوارث اجتماعية لا ترعوي عن النهب والسلب والانتقام من مصلحة المجتمع الذي كانوا جزءاً منه.
ولتّأكد من أن قولي ليس افتراء ولا تجنيا ، فما على من يشك في ذلك ، إلا أن يقوم بجولة قصيرة في أي دائرة انتخابية لأي حي من أحياء مدن الوطن وقراه ، ويسأل ساكنتها عن أي مرشح من مرشحيها ، فلا شك ستصدمه الإجابات غير المهذبة في غالبيتها ، الصادرة عن حالة الغضب التي تعصف بالناس عند سماعهم السؤال عن منتخبيهم ، ويدفع بأشدهم إتزانا وحلما وتسامحا وكضما للنرفزة والثورة والهياج ،للإجابة بما قد يخرج عن اللباقة ، كقول بعضهم :"إلى لقيتي ذاك " لكع بن لكع" عطينا منو طريف" وغيره كثير اخجل من ذكره ..
هوامش
لكع بن لكع هو: اللئيم ابن اللئيم، أو هو: رديء النسب والحسب، وقيل: من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق. قاله في تحفة الأحوذي، وقال في النهاية: اللكع عند العرب العبد، ثم استعمل في الحمق والذم.



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة الإنتخابات!6
- قراءة في التحية ب -السلام على من اتبع الهدى- !!
- التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير
- معضلة الانتخابات5
- التَّرحم مجاملة اجتماعية وليس عقيدة أو عبادة !
- معضلة الانتخابات!4
- معضلة الإنتخابات !3
- الوطنية لا تحتاج إلى دروس ، بل إلى أحاسيس صادقة !
- معضلة الإنتخابات !2
- معضلة الإنتخابات!
- كما لو كان ذلك قدراً مقدراً على حينا الشعبي !.
- سمو الإيديولوجية الإسلاموية على الوطنية !
- الأمل يضعف ولا يموت .
- لتطبيع بين السرية والعلن !
- ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ !
- وزراء لا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة .
- ماذا أقول في تأبين المجاهد الكبير والوطني الصادق عبد الرزاق ...
- أجمل كائن في العالم لن يعطي أكثر مما لديه !
- عندما تسمو الأيديولوجية على مصلحة الوطن ؟ !.
- المرأة المغربية في يومها الوطني .


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- نداء الى الرفيق شادي الشماوي / الصوت الشيوعي
- أسئلة وأجوبة متعلقة باليات العمل والنشر في الحوار المتمدن. / الحوار المتمدن
- الإسلام والمحرفون الكلم / صلاح كمال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المساعدة و المقترحات - حميد طولست - معضلة الانتخابات7