أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ !














المزيد.....

ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 9 - 14:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


توطئة: من المسلمات البسيطة أن الصراع البشري لم يكن في زمن من الأزمان صراعا من أجل نشر الدين ، وإنما كان تنافسا من خلاله للهيمنة على سيادة الأمم وخيراتها، وكم هو مؤلم جدا ومحزن كثيرا أن نتصفح ما أنتجته الصراعات التي ظاهرها ديني وباطنها المكر والاحتيال السياسي ،من خير لأممهم على مدى قرون، فلا نجد غير الخراب والدمار والفضائح المناقظة لما جاء به أنبياء الله ورسله من أخلاق وقيم تنفع في البناء والتقدم والإرتقاء .
ومما يؤسف له حقاً أن يستمر هذا النوع من الصراع الذي قاده رجال الدين وشيوخه ودعاته وفقهائه خلال الأزمان الغابرة المهووسة بفكرة "نحن وهم" بكل ما تحمل من العدائيات غير المبررة إتجاه الآخر، وكل مفهومياتها السائدة في موروثات مدارس النقل والتقليد ومذاهب السلفية المتشددة التي كانت وراء جل ما عرفه مؤخرا عالم في القرن الواحد والعشرين ، من أحداث الصراعات غير عادية ولا بريئة ،التي أثرت في النفوس البسيطة، وأصابت الأرواح المسالمة باليأس، وأوقعت غالبيتها في فخّ الانسياق وراء الديماغوجية الدينية القائمة على تصنيف الناس على أساس ديني ،مسلم او كافر ، وتقيم أمورهم بميزان واحد ، عدو أو صديق ، وإيهام المتدينين بأن هناك مؤامرة تحاك ضد دينهم ونبيهم - الذي له رب يحميه- وأن الكون كله يريد ان يفتنهم عن دينهم ، لتشيع الفاحشه بينهم ، ويتفشي الشذوذ والرذيلة في أوساطهم ، وغير ذلك من الأفكار غير المنطقية واللاعقلانية التي ترسخت في العقل المسلم ، وحرضت العديد من المسلمين على الانقلاب على رصيدهم من الأدب واللباقة والإحترام ، ودفعت بالكثيرين منهم للتمرد على ما إتصفوا به من عقل وتعقل واتزان ، وتلبية دعوات الخروج للدود عن حمى الإسلام وحماية نبي الله صلى الله عليه وسلم ، الدعوة التي جند الإسلام السياسي كل إمكانياته الإعلامية وتنظيماته الدينية والحزبية لإيهام البسطاء بأنها من أجل الدفاع عن مصالح المسلمين وحرياتهم السياسية والدينية التي هي في خطر ، بينما حقيقته الأمر ليست إلا مبررات مزيفة لجلب الدعم للمشروع التوسعي الإردوغاني ، والانخراط –دون وعي منهم-في حرب تجارية بالوكالة عنه ضد فرنسا بصفة عامة ، لمواقفها المناهضة للسياسة التوسعية لتركيا ، وللانتقام من ماكرون على وجه الخصوص، الذي يشكل حجرة عثرة أمام أحلام استرجاع اردغان لأمجاد الإمبراطورية العثمانية .
لذا وجب ألا تثني ، لا الهجمة "الماكرونية" على التطرف الإسلامي ، ولا استغلال الإسلام السياسي الأردغاني لتصريحات ماكرون– التي لا تتعلق بالحرب على الإسلام كما يروج الإسلامويون لذلك وإنما هي حرب ضد تفشي عقائد التكفير وثقافة الكراهية في صفوف الجالية المسلمة بفرنسا- أي غيور على دينه ووطنه عن التنبه للمغزى الحقيقي والمباشر لحملة الرئيس التركي على نظيره الفرنسي غير المسبوقة في العرف الدبلوماسي، والتفطن إلى أنها ليست إلا لعبة سياسية قديمة جدد استعمالها اردغان لتعزيز شعبيته في الداخل وتوسيع رقعة نفوذه في الخارج ، والتي انخرط فيها –مع الأسف- من ألبسوا الطمع رداء الطموح والمشروعية باسم المقدس من إسلاميي المغرب الذين لم تكفيهم حماسة عمليات الشحن الأيديولوجي الممنهج والتهيئة لمقاطعة المنتجات الفرنسية ، فعززوها بالدعوة إلى استبدالها بالمنتوجات التركية ، إنقاذا للاقتصاد التركي المهدد بالانهيار ، وكأن الاقتصاد المغربي "مطفرو" ، أو أن الصناعة الوطنية لا تنتج ما يلبي حاجة المواطنين المغاربة.
وهذا لا يعني أني ضد الدفاع عن القضايا العادلة، وأرفض مواجهة أي نوع من الميز العنصري الديني أو العرقي أو المذهبي، بالشجب والتنديد والمجابهة والإنتقاد والفضح ، وخاصة إذا تعلق بدني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، لكني ضد التزييف والتجييش الديني، والتفنُن في إثارة الفتن والفوضى المرتكز على النعرات التي تحركها مؤامرة تفتيت الشرق الأوسط، وادعوا إلى تحري الحقيقة في الدفاع عن القضايا العادلة ، وعدم الثقة في القنوات والتنظيمات التي أشعلت الحروب في كل مكان من اجل مصالها السياسوية المغلفة بالدين السياسي، والتي عرابها النخب المصابة بأمراض سلوكية مروعة، أبرزها التضخم المرعب للأنا، والنرجسية الفادحة، والتعالي والجبروت المبني على خزعبلات وسخافات الخيالات السرابية المستحضرة من أوهام "الخلافة" الوهمية، المدثرة بالوعظية الحربائية المبطنة للرغبات الإستحواذية الفادحة على الكراسي.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزراء لا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة .
- ماذا أقول في تأبين المجاهد الكبير والوطني الصادق عبد الرزاق ...
- أجمل كائن في العالم لن يعطي أكثر مما لديه !
- عندما تسمو الأيديولوجية على مصلحة الوطن ؟ !.
- المرأة المغربية في يومها الوطني .
- غباء أم استراتيجية ممنهجة؟ !!
- 6 اكتوبر اليوم العالمي للحمار ..
- أئمة المتأسلمين و الفضائح الجنسية !
- وحتى يؤتي الدعم أكله بإذن الله ..!
- صورة محفورة في الذاكارة !
- الدراجة الهوائية في زمن كورونا !
- عيد ميلاد في زمن كورونا !
- انتشار الفكر الظلامي ليس محض صدفة !!
- مقت الإزدواجية !!
- الذكريات تنتفظ مع خفوت الأصوات !
- الصحة أولى أم التعليم؟ !!
- الموت ديال الضحك !
- ليس المشكل في اختيار نمط التعليم، بل في التعليم نفسه !
- الإنعطافة الجديد في الصراع العربي الإسرائيلي !
- في زمن كورونا لا نحصد إلا ما زرعنا قبلها !.


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ !