|
|
الصحة أولى أم التعليم؟ !!
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 18:48
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لن يكون سهلا الإختيار بين التعليم عن بعد أو عن قرب الذي فرضه وزيرة التعليم على آباء وأمهات المتعلمين ، بل يكاد يكون مستحيلاً في ظل ما تعيشه البلاد مع أحوال تصعب السيطرة عليها جائحة خطيرة ككورونا ، وما تدعيه وزارة التربية والتعليم ، من اتخاذها لجميع الاحتياطات اللازمة لمواجهة احتمالية انتقال العدوى بين المتمدرسين ، في حال فضّل الآباء - للأسباب التي لا تخفى على أحد ، وحتى السيد الوزير- خيار التعليم الحضوري التفاعلي الذي لا يمكن التنبؤ معه بما يمكن أن يواجهه التلاميذ غير المهيئين لمجابهة مخاطره الوبائية التي من الممكن ان تقود إلى المزيد من الإصابات ، بسبب الاختلاط الحتمي الذي تفرضه طبيعة فضاءات المدرسة ، التي ليست مجرد مكان يتم فيه تعلم المهارات الأكاديمية والعلمية كما يُظن ، بقدرما هي وبحق مجتمع مصغر يتفاعل فيه التلاميذ ويؤثر بعضهم في البعض الآخر، الأمر الذي لا يضمن إلتزامهم بقواعد وتعليمات الوقاية من العدوى ، من وضع الكمامة ، واحترام التباعد، والعمل بعكسها ، كنوع من التحدي والانكار والمباهاة الذي هو عنوان مرحلة المراهقة -بحكم معرفتنا بالطلبة الذين يفكر أغلبهم وخاصة في المرحلة الاعدادية بطريقة "كل ممنوع عنهم مرغوب" - وحتى إذا ما طبقت المدرسة تلك لتعليمات بحذافرها داخل المدرسة ، فمن يضمن احترام المسافة بين التلاميذ عند الخروج منها وفي الطريق ما بينها وبين البيت ، حيث أن احتمالية انتقال العدوى كبيرة جدا، مع مدارس غير مهيأة ، ووزارة شبه فاقدة للامكانيات البشرية والمعدات والكوادر الطبية والتربوية التي تمكنها من مواجه مثل هذه الطوارئ المضاعفة لقلق وتوتر الآباء والأمهات بكفاءة عالية، دون إضطر وزيرها لإلزام "لحويط القصير" المعلم على تنظيف وتعقيم القسم والمقاعد التي من المفروض أن تهئأ قبل حضور المعلم الطلبة، وكأن المعلم يملك القوة والقدرة الكافية على القيام بعملية التدريس –مهمته الأساسية – تنظيف وتعقيم القسم والمقاعد ، الأمر الذي أعتقد انه تجنٍ سافر في حق المعلم ، ودليل قاطع على أن وزارة التربية والتعليم لا تملك الكادر الوظيفي الكافي لتنظيف وتعقيم الأقسام والمقاعد ، يفنذ حكاية :ثأننا مستعدون لبدء العام الدراسي في ظل كورونا"، ويبقيها حكاية تفتقر إلى الدقة. فرجاء يا من تفتخرون برأسمالنا البشري ، أن تتدبروا مقولة: "للصحة أولوية على التعليم" قبل أن تقدموا على فتح المدارس وتخضعوا أبناءنا لهذه المجازفة الخطيرة التي نستطيع الاستغناء عنها-وخاصة في المدن الكبير ، بحلول أخرى أكثر ضماناً وأمناً من الإختيارين المطروحين.
#حميد_طولست (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموت ديال الضحك !
-
ليس المشكل في اختيار نمط التعليم، بل في التعليم نفسه !
-
الإنعطافة الجديد في الصراع العربي الإسرائيلي !
-
في زمن كورونا لا نحصد إلا ما زرعنا قبلها !.
-
وداعا المرحوم مولاي أدريس لمراني...
-
لصوص ليلة العيد- والمسؤولية الأخلاقية/التشريعية !
-
الغاء تسمية شارع الجولان ،عبث برموز الوطن واستهانة بمقدساته
-
الخير في الكريم طبيعة ، وفي البخيل دفيعة !
-
أسئلة ساد الإعتقاد بأن أجوبتها معروفة !
-
التفاعل التخاطبي بين الحوار وبين المماحكة؟
-
ذو الأصل الطيب شريف حتى في عداوته .
-
التأقلم من أجل استكمال الحياة ،في زمن كورونا.
-
التغول السقوط الأخلاقي والإنحطاط القيمي في زمن كورونا.
-
ليس بالمقارنة تتميز الأشياء !!
-
العظماء لا يفنون وموتهم حياة لأممهم ..
-
مسميات أوبئة خزنتها الذاكرة الجماعية للمغاربة !
-
-سعودة وشرقنة وأخونة وفلسطنة- الشوارع في زمن كورونا!؟
-
لماذا ننسى رجالات بلدننا ؟
-
مصطلحات التكاتف والتعاضد ، في زمن كورونا !
-
دواعي معاداة الإعلام الرقمي !
المزيد.....
-
التهديدات العسكرية الأمريكية لفنزويلا وخفاياها الحقيقية
-
I Was One of the First People to Say “Don’t Run, Joe.” Now I
...
-
Work in 2050 – Three German Scenarios
-
Absurdity in the Coverage of the Trump Administration’s Gaza
...
-
The Return of the “Turk”: Identity, Memory, and the Politics
...
-
Chicaneries, Contradictions, Justifications
-
The Canadian Dream Is Dead — But Co-ops Can Revive It
-
فشل مؤتمر قمة الأطراف COP30المرتقب
-
في تبييض أحمد الشرع
-
نحن بحاجة إلى الاشتراكية لإنقاذ الديمقراطية
المزيد.....
-
ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا
...
/ بن حلمي حاليم
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|