أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد طولست - مصطلحات التكاتف والتعاضد ، في زمن كورونا !














المزيد.....

مصطلحات التكاتف والتعاضد ، في زمن كورونا !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 13 - 10:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من العبارات المؤججة لمشاعر التصافي والتساند والمواساة ، التي غزت لغة التخاطب في مجمل الأقطار والشعوب ، والمغرب من بينها ، في زمن كورونا ، عبارات التعايش والتكاتف والتعاضد والتآزر والتسامح، والتعاون والمساعدة - التي ظن أنها نُسيّت أو تجوهلت في العلاقات الاجتماعية ، في ظل الانشغال بأمور الحياة اليومية- التي أجبرنا التباعد الاجتماعي والحجر الصحي ، على استرجاع مترادفاتها الدّالة على التلاحم الاجتماعي ، وإستحضار اشتقاقاتها النابعة عن الرؤية الإنسانية للرحمة والتعاطف والتضامن التطوعي ، كمسؤولية دينية وأخلاقية وواجب وطني مفروض دستوريا ، يعميق جذور الإخاء وقيم الإيثار والعطاء والتضحية والتعاون بين الناس ويزرع الأمل في النفوس ويدفع بها نحو التحرر من أنانياتها المزمنة ، وتكسبها مناعة طبيعية تنزع بها ، من السلوكيات المشحونة بمستويات عالية من الفردانية ، التي تنامت تصاعديا في العقود الأخيرة ، وصارت قوانين ثقافات ، يستنفرها الجانب الحيواني الكامن في النفس البشرية ، الذي يستثيره حُبّ الذات ، ويؤججه تضخُّم الأنا ، واستطابة المغانم ، والتَّهافت على المكاسب ، والهرولة لحصد الريع ؛ لتنتقل بها إلى دوائر التعاقد الاجتماعي الإنساني المطبوع بثقافة التسامح والإعتدال والانفتاح الغريزي ، التي طمستها ثقافة الشخصنة والفردنة التي أصبحت داءَ للعصر بإمتياز ، يصيب كل ممارسات البشر وقيمهم الجوهرية الضرورية لبناء الإنسان ، ككائن اجتماعي ميال غريزيا لأن يكون عنصرا بنيويا في بيئة توافقية ، سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران أو مع المنظومة المجتمعية التي لا يزيدها الغلو في تفضيل الذات -المرتبط بمفاهيم العولمة والسوق الحرة -إلا تأزما هوياتيا ، يكرس الْمَيْز والاختلاف المسيء لمنهج الوسطية الدينة الإسلامي التي يتحلى بها أي مسلم ، والتي ليست مجرد توفيق بين الإفراط والتفريط ، بقدر ما هي مواقف أخلاقية وسلوكية ومنهج فكري مبني على الاعتدال والاستقامة والاستواء وغيرها من دلالات الوسطية العادلة ، التي هي من أهمّ الصفات التي أرادها الله لعبده مصداقا لقوله سبحانه وتعالى:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا" الأمر الذي تؤكده الحكمة الشائعة أو الحديث :"خير الأمور أوسطها" أي أفضلها وأنفعها للناس في كل أمور حياتهم الخاصة والعامة المتعلق بالتعامل الإنساني فيما بينهم ، والذي لن يستقيم في حال بقيت تلك مصطلحات التصافي والوئام والتساند والتعاضد ، حبرا على الورق ، كما يقال ، ولا يرجى منها غير إبقاءها حية في الأذهان ، كتراث فكري والثقافي ، دون أن تحويل لفعل مؤثرة في قراءة الحاضر والتخطيط للمستقبل وترتيب أولوياته ، والبحث له عن نموذج نظام اجتماعي أفضل من النظام الاجتماعي الكارثي القائم قبل كورونا ، والذي لم يستطع تحقيق أي تغيير أو إصلاح ، ولم يقدر على إنجاز أي نجاح أو تميز أو إبداع ، يخرج الناس من دائرة الفقر والتبعية والتخلف والتجهيل اللامرئي والمهندس له من طرف الذين لا يراعون حقوق الناس ، ولا يقيمون للمصلحة العامة أي وزن ، فعلا كان تدفق تلك المصطلحات بهذه الغزارة من أجل إعادة احياء قيم الإيثار والتضامن والتعاون على أرض الواقع ا ؟ أم كان لمجرد تأثيث اللغة وتزويق الكلام؟
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دواعي معاداة الإعلام الرقمي !
- مشروع قانون 22.20 قتل للإعلام في زمن كورونا
- سلوك نقابي نموذجي يستحق التنويه..
- عيد شغل افتراضي ، في زمن الكورونا !
- العبادات بين المظاهر والجوهر في زمن كورونا؟؟
- الطقوس الدينية في زمن كورونا!
- ثقافة التعاضد والتعاطف والمؤازرة في زمن كورونا
- الكمامات الطبية في زمن كورونا !
- نواميس الكوارث الطبيعية وزمن كورونا !
- التواصل والعمل والتعليم عن بعد،في زمن كورونا !
- حتى لا نُختزل إلى اللاشيء ، في زمن كورونا
- القرصنة وقطع الطرق في زمن كورونا !!
- -الكَلَخ ُ-الفكري في زمن كورونا!!
- تجربة مغادرة البيت في زمن كورونا !
- الف تحية وتقدير لملائكة الرحمة في زمن الكورونا.
- حلم في زمن كورونا!
- بعض من تداعيات كورونا!
- كورونا والإعجاز العلمي في القرآن - !
- الحجر الثقافي والفكري بدل الحجر الصحي.
- معركتنا ليست ضد الوباء، بل ضد الجهل و الغباء !


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد طولست - مصطلحات التكاتف والتعاضد ، في زمن كورونا !