أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - حلم في زمن كورونا!














المزيد.....

حلم في زمن كورونا!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 06:39
المحور: الادب والفن
    


بعد انتهائي من التزود بغالبية الأغراض الضرورية التي جئت لإقتنائها من مركز التسوق الممتاز القريب من سكني ، والذي عرفت جنباته رغم حالة الطوارئ الصحية ازدحاما كبيرا ، انتقلت مباشرة إلى قسم التوابل لجلب ما نحن في حاجة إليه منها، ، ورغم ما تتسبب لي فيه روائحها القوية من عطس شديد ومتواصل ، تشممتها ،استحضارا لنصائح زوجتي، للتأكد من جودتها ، فتسربت بعض من ذراتها إلى داخل خياشهمي ، وانتابتني عطسات متواصلة ، أججت نوبة من السعال الجاد ، أرهبت المتسوقين من حولي المصابين برهاب كورونا ، وأيقظت في نفوسهم الخوف الوسواسي من جرثومته ، الذي زرعته فيهم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وحتى المكتوبة ، بزخم حملاتها التوعوية ، التي استولت وصلاتها على معظم منشورات مواقع التواصل الاجتماعي ، وغالبية برامج القنوات التلفزية الأرضية والفضائية ، التي أصابت الناس بالاضطرابات النفسية الشديدة التي عجلت بارتباكهم ، فهاجوا وماجوا ، واستفحلت بينهم هستيريا الأقنعة والكمامات وتعقيم الأيدي بالكحول ، بحثا عن مخرج لرعبهم مما يمكن أن تشكله عطستي من موت قريب.
وما كدات محاولة تنجح في كبح جموح الغاضبين بسلامتي من كرونا ،وإفهام المرعوبين أن سبب عطسي هو من فرط حساسيتي من مسحوق "الإبزار" الذي دخل أنفي دون إرادتي ،خرج من بين الجموع المدعورة ، قوم يطالبون برجمي، متخذين من ضعف وعي بعض المتسوقين وجهل بعضهم الآخر مركبا لتضليلهم ، لبغاية خبيثة في نفوسهم ، لم أتمكن من التوصل إلى معرفتها حتى بعد نجاتي منهم وممن تجندوا وراءهم في كتائب لمطاردتي بالأدعية كعتاد حربي ، وتسييج المكان من حولي بصناديق الخضر وعلب السلع ، حماية لأنفسهم من خطر مصابي الوهمي ، ما حولني بسرعة البرق ، أنا السليم المعافى ، لمُطارد داخل نطاق الحيز العام للمتجر وأمام زواره ، لا أستدرُّ عطفا، ممن احتاروا في أمري ، ولم يستطيعوا ترجيح رأي على آخر، لم يعرفوا إلى أي جانب يميلون في قضية عطستي ، ولا شفقة ممن غاب عقلهم بعيدا في متاهات سيناريهات نزع حالة الصحة والعافية عني ، وإلزمني -وكل من يحط مثلي في ذات الموقف - على تقديم الأدلة والشهادات الرسمية والمُصادق عليها ، التي تثبت سلامتي وصحتي وعافيتي ونشاطي .
لم أكن أتخيل أن يأتي علي يوم أغدو فيه كطرفة بن العبد الذي نبذته قبيلته ،وأصبح كالجمل الأجرب الذي يُطلى "بالزفت"، ويُفصل عن الإبل المعافاة حتى لا ينقل لها العدوى ، والذي نجح في وصف حالته تلك، بقزله:
إلى أن تحامتني العشيرةُ كلُّها.... وأُفردتُ إفرادَ البعيرِ المُعبَّدِ.
الوضع المحرج الذي لم يخلصني منه إلا تدخل موظفي السوق الذين أعلنوا على الملأ سلامتي من جرثومة كورونا ، بعد أن قاسوا درجة حرارتي بميزانهم الإلكتروني.
كم أحمد الله كثيرا على أن ذلك لم يكن إلا حلما قصيرا صحوت منه بصداعٍ خفيف ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض من تداعيات كورونا!
- كورونا والإعجاز العلمي في القرآن - !
- الحجر الثقافي والفكري بدل الحجر الصحي.
- معركتنا ليست ضد الوباء، بل ضد الجهل و الغباء !
- التآزر والتضامن واجب مفروض في الأزمات بنص الدستور
- الظروف العصيبة أكبر محرض على المبادرات التطوعية التبرعية الإ ...
- كورونا بين أسئلة بقال الحومة وأجوبته !!
- الفواجع والمآسي أكبر محرض على الابداعات الساخرة
- كورونا واحتقار ذكاء المغاربة !!
- لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك -.
- المشروع الملكي -انطلاقة- وفتوى التحريم !!
- المجتمع الجامد مسؤول عن الإرهاب.
- نعم للتضامن مع فلسطين لا للإساءة لغيرها من البلدان !
- الأرقام ابلغ من أي لغة في العالم
- أغاية الدين أن تحرموا البهجة والحبور وحبّ الحياة ،يا أمة ؟
- خرجة ديماغوجية لن تصنع تنمية ولن تحل مشاكل اجتماعية !
- ماذا وراء الإنقلاب المفاجئ عن التريبورتور؟؟؟
- من تداعيات تدوينة شباط الأخيرة !
- تدوبنة شباط غير بريئة في عمقها ، ولا عابرة في مفعولها !
- قانون المالية وموقف البرلمنيين من ضرائبه المجحفة؟ !


المزيد.....




- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - حلم في زمن كورونا!