أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - حميد طولست - بعض من تداعيات كورونا!














المزيد.....

بعض من تداعيات كورونا!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 12:58
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


بعض من تداعيات كورونا !.

أعتقد شخصيا أن ما يعيشه العالم من ظروف استثنائية صعبة وحرجة مع وباء “كورونا” ، الذي لا حد لمعاناة البشر مع دماره الذي لا تتوقف رزاياه ولا تعد ضحاياه ، و تعذرت معه إقامة الجنائز والافراح والحفلات ودارسة الأبناء وصلاة المساجد ، ومنعت المصافحة والتقبيل والاحضان وصلة الرحم والزيارات العائلية، وفرضت تقاليد وسلوكيات غريبة دخيلة على ثقافتنا المجتمعية ، أسفرت عن عن تشابك مجتمعي عالمي لا حدود له ينم عن مرحلة مفصلية بين نهاية زمن وبداية آخر ، ستفضي إلى ظهور أولويات جديدة وتغييرات مجتمعية عميقة ، ستؤدي إلى إعادة تشكيل ثوابت مجتمعية جديدة مؤسسة على "القوة" القادرة على احتواء الأزمة ، بدل الإيمان الكنسي، الذي كان متحكما في أوروبا قبل أن يضربها الطاعونُ الكبير في القرن الرابع في عشر الذي أودى بثلث سكانها وأدّى إلى تغييرات جوهريّة -كما هو حال كل الأوبئة الكبير- في مكانة السلطتين الرئسيتين ، الكنيسة والسياسية ، في أممها السياسيّة التي ودفع بأنظمتها التي ثبت عجزها عن إنقاذ أرواح مواطنيها خلال أوماتها، إلى مراجعات جذريّة ، ساهمت في نشوء ثقافة وقيم مجتمعية مستحدثة ، كانت من نتائجتها المباشرة ولادة نواة الدولة الحديثة المتبنية لروح القوة الفعّالة في حماية أرواح مواطنيها ..
ولاشك أن نفس الأمر سيحصل بالنسبة لغالبية البلاد العربية والإسلامية ، التي ستشهد مجتمعاتها ،بعد أنتهاء كابوس كىونا -وكأن التاريخ يعيد نفسه -هبات تغيير بنوية عميقة وشاملة ، ستمس خطورتها على وجه الخصوص شيوخ وفقهاء تيارات التطرف المتأسلم ، الذين فضح وباء الذي ثبت فشلهم الدريع في مساعدة الناس لتجاوز محنهم مع مصابهم كورونا ، الذي تعاملوا معه بإنتهازيتهم الأنانية واللانسانية المستغلة لمآسي البسطاء وضنك عيشهم من أجل تأميم إيمانهم ومصادرة أوطانهم ، لفرض حضورهم البائس في الوجود العام ، كغاية قصوى لم يردعهم لا دين ولا أخلاق ولا مروءة ولا عقل على الوصول إليها، ضدا في كل ما يقتضيه واجب المواطنة ومنطق الوطنية وتعاليم الدين والمسؤولية المجتمعية في مثل هذه الظروف الحرجة، من المساهمة في تاطير الناس وتوعيتهم بما يحذق بهم من شرور الوباء ، السلوك الذي دأب عليه المتشبعون بالوطنية الحقة-افرادا وجماعات منظمات ومؤسسات وأثبت بما لا يدع مجالا للشك ، أنهم نجوم الدولة ولآلئها الأنّفع للناس في الأزمات من الشيوخ والفقهاء والدعاة والرقاة ، الذين برهنت أيديولوجياتهم المتخلفة عن فشلها في انقاد الناس من الأوبئة والجوائح التي حصدت آلاف الأرواح ، الفشل الذي لاشك أنه سيقوض آليّات مرتكزات طروحاتهم ، ويتسبب في اختلال علاقاتهم بالناجين ، الذين لاشك سينتقمون لأنفسهم منهم -حالما تنزاحُ عنهم الغمة - باستبدال استبداديّة توجهاتهم الظلامية ، بسلطة أكثر فاعليّة ، تقومُ على القيميّات التعاطفية التي أظهرها تجاههم وكل الذين جعلوا صحة المواطن أولى أولوياتهم من الأطباء والممرضين والمسعفين والعلماء والباحثين والمعلمين والأساتذة والقياد ورجال سلطة والجنود ، وكل الأطر والكفاءات العليا التي تزخر بها بلادنا في مختلف المجالات، وتبذل ما وسعها من المجهودات الجبارة والتضحيات الجسام ليسلم المواطن من الأخطار المحدقة ، وتستميت في إعادة الثقة والإطمئنان لنفسه ، ليعيش حياته في رغد وهناء ، بعيدا عن تصورات وسلوكات الجهلاء وممارساتهم اللاعقلانية التي جعل منها المتخلفون شرعا ومنطقا مقدسا -يخرب الأوطان كما يؤكد ذلك التاريخ – يضاعف أوجاع الناس ويزيد من هشاشة وضعهم الفكري والصحي في عز محنة الوطن والإنسانية.
وأمام هذا الوضع العالمي الجديد الذي لم نعهده من قبل والذي أيقظ الناس من حالة التخدير ، وأزال عنهم غبار الجهل والجهالة الذي راكمه فوق عقولهم وضمائرهم شيوخ التخلف ، وجعلهم يدركون أن العلم نور وأن مروجي التفاهة ليسوا إلا نجوم من ورق ، لا يسعني إلا أن أأكد أنه لا طاعة لرجل دين لا يعتبر صحة المواطنين أولى أولوياته ويبذل الجهود والتضحيات ليسلم جسمه من الأوبئة وعقله من الجهل.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا والإعجاز العلمي في القرآن - !
- الحجر الثقافي والفكري بدل الحجر الصحي.
- معركتنا ليست ضد الوباء، بل ضد الجهل و الغباء !
- التآزر والتضامن واجب مفروض في الأزمات بنص الدستور
- الظروف العصيبة أكبر محرض على المبادرات التطوعية التبرعية الإ ...
- كورونا بين أسئلة بقال الحومة وأجوبته !!
- الفواجع والمآسي أكبر محرض على الابداعات الساخرة
- كورونا واحتقار ذكاء المغاربة !!
- لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك -.
- المشروع الملكي -انطلاقة- وفتوى التحريم !!
- المجتمع الجامد مسؤول عن الإرهاب.
- نعم للتضامن مع فلسطين لا للإساءة لغيرها من البلدان !
- الأرقام ابلغ من أي لغة في العالم
- أغاية الدين أن تحرموا البهجة والحبور وحبّ الحياة ،يا أمة ؟
- خرجة ديماغوجية لن تصنع تنمية ولن تحل مشاكل اجتماعية !
- ماذا وراء الإنقلاب المفاجئ عن التريبورتور؟؟؟
- من تداعيات تدوينة شباط الأخيرة !
- تدوبنة شباط غير بريئة في عمقها ، ولا عابرة في مفعولها !
- قانون المالية وموقف البرلمنيين من ضرائبه المجحفة؟ !
- هل هو يوم عالمى للرجل أم للمرحاض؟؟


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - حميد طولست - بعض من تداعيات كورونا!