أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حميد طولست - معضلة الانتخابات5














المزيد.....

معضلة الانتخابات5


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 12:35
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


معضلة الإنتخابات !5
تتنوع الخطط وتختلف الأساليب تبعاً لطبيعة الهدف المراد تحقيقه والغايات المرجوة منه ، وكلما كانت الأهداف كبيرة كانت الإستعدادات أكبر منها أو مساوية لها والعكس صحيح ، وبما أن أهداف الإنتخابات كبيرة وعاياتها عظيمة جدا لدى المتصارعين على السلطة ، فإن تحقيقها لا يكون إلا بإستعدادات أكبر منها وأعظم بكثير، وعلى رأسها الدعاية الانتخابية والإشهارات السياسية التي تعتمدها الأحزاب بشكل كبير للوصول للمصوتين لاقناعهم بصحة ومبررات ترشح أعضائها، وتلميع صورهم أمام المواطنين خلال العمليات الإنتخابية التي تقصر جل الأحزاب كل نشطاتها عليها، وتختزل سياساتها في الصراع المحموم بينها للظفر بها ، عن طريق خداع الناخبين بالدعايات الانتخابية المبالغ فيها، والإشهارات السياسي المموهة غير الصادقة ،التي تتجلى خطورتها في الشحن العاطفي الذي ازدهر في العقود الأخيرة مع تقدم وسائل الاتصال الإلكتروني ، وأصبح من أقوى أنواع الحروب النفسية المعنوية – كتلك التي استعملها "هتلر "في حروبه – التي تستهدف عقل الإنسان وتفكيره وقلبه ، وتحطم روحه المعنوية ، وتقضي على إرادة المواجهة لديه ، بالتشويش على الأفكار ، وخلق الأقاويل والإشاعات التي لا تستهدف التأثير على السلوك الاجتماعي للفرد وشخصيته فحسب ، بل تستهدف التأثير في اتجاهات الرأي العام، وتوجيهه لأغراض محددة، وتحريضه على تقبل فكرة معينة أو خطة محددة، أو هدف معين، ، وانصياعه صاغرا لتوجهات الطامعين في الفوز بالإنتخابات ، دون وعي منه وضد رغبته وإرادته.
ورغم أن الدعاية الانتخابية أصبحت علما يدرس في كليات الإعلام، ينتج مهنا متنوعة الأغراض، متنوعة التخصصات، متعددة المكاتب والشركات، كثيرة الوسائل والأجهزة والأدوات ، عميمة الأفكار المبتدعة والنظريات المبتكرة القادرة على ترويج وتسويق المترشح أمام جمهوره ، والتأثير في أفكار الناخبين وأفعالهم ، والدفع بهم للتصويت له ، رغم كل هذه التبدلات الجارية في العالم ، والتحوّلات العميقة في مفاهيم عملية الدعاية الانتخابية، فإن الفقر المدقع في الثقافة السياسية لدى المرشحين وأحزابهم ، وعدم إدراكهم له ، منع الكثير منهم من استغلال ذاك التطور العلمي للدعاية الإنتخابية التي هي حق من حقوقهم المشروعة، وكأنهم تعيشون في عالم لا يقبل التغيير ، مفضلين العودة إلى الوراء‍‍‍ لاعتماد على نفس الأفكار والسلوكات البالية الشاذة والمعادة في كل دورة انتخابية، والتي تتحول معها الدعاية الإنتخابية إلى مسرحيات فلكلورية متخلفة يتسابق فيها المترشحون نحو زيارة الناخبين في أحيائهم السكنية التي لم يسبق لأغلبيتهم أن فكروا في أحوال ساكنتها قبل هذه لحظة الحاسم، التي يُحيون فيها طقوس لقاءات "الجذبة والتحييرة "، وما فيها من تقبيل وعناق للمواطنين الذين كانوا إلى الأمس القريب يِأنفون حتى من النظر إلي وجوههم الشاحبة ، قبل أن تضطرهم الرغبة العارمة للرجوع لمجلس جماعي أو كرسي برلماني، والتمتع بامتيازاتهما الواسعة، وسلطهما اللامحدودة ، رافعين رايات وأعلام وبيارق الاستسلام والتسليم لكل أطياف البشر بمختلف ألوانها، من شمكارة وهداوة وباقي المهمشين وكل من لفّ لفّهم، مرددين بين أيديهم كلاما مكروار، بنفس النغمة، وبنفس الألفاظ، وبنفس المضمون، ونفس الشعارات المملة الموزعة بين خطاب ديني متصحر ظلامي ، وخطاب يساري وليبرالي استعلائي تافه مرتعش ، وخطاب تعادلي ننفاق انتهازي وطامع ، وغيرها من الخطابات المروجة لقوائم انتخابية باهتة، ورسوم لصور لقادة أحزاب ذابلة ، أملا في الحصول على لأصوات المواطنين.
وحتى لا تبقى الدعاية الإنتخابية في شكلها المتخلفة، الذي ينفر المواطن من عباراتها الجوفاء، ويشمئز من لافتاتها البلهاء المستخفة بذكائه، المحتقرة لفطنته ، المستهترة بحقوقه، والمتلاعبة بتطلعاته، التي تجاهد بها الأحزاب البالية ، لاستباحة الناخب وتعليبه وتحشيده خلف معتقدات مهترءة مصوغة في أقبية الإنتهازية المقيتة ؛ أعتقد أنه لم يعد كافياً إعلان المواطن عن مواقفه حيال ذاك المقت المبين، بالتّندر والتفكّه والتنكيت ، أو بالعزوف عن المشاركة في التصويت وبات يستوجب على كل وطني غيور إجبار الأحزاب و قيادتها ورموزها على احترام رأيه وتقديره رغباته .
وإلى حلقة أخرى من سلسلة"معضلة الإنتخابات" بحول الله وعونه.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التَّرحم مجاملة اجتماعية وليس عقيدة أو عبادة !
- معضلة الانتخابات!4
- معضلة الإنتخابات !3
- الوطنية لا تحتاج إلى دروس ، بل إلى أحاسيس صادقة !
- معضلة الإنتخابات !2
- معضلة الإنتخابات!
- كما لو كان ذلك قدراً مقدراً على حينا الشعبي !.
- سمو الإيديولوجية الإسلاموية على الوطنية !
- الأمل يضعف ولا يموت .
- لتطبيع بين السرية والعلن !
- ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ !
- وزراء لا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة .
- ماذا أقول في تأبين المجاهد الكبير والوطني الصادق عبد الرزاق ...
- أجمل كائن في العالم لن يعطي أكثر مما لديه !
- عندما تسمو الأيديولوجية على مصلحة الوطن ؟ !.
- المرأة المغربية في يومها الوطني .
- غباء أم استراتيجية ممنهجة؟ !!
- 6 اكتوبر اليوم العالمي للحمار ..
- أئمة المتأسلمين و الفضائح الجنسية !
- وحتى يؤتي الدعم أكله بإذن الله ..!


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حميد طولست - معضلة الانتخابات5