أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير الحامدي - تونس: انتفاض الفلاحين في -أولاد جاء بالله- و-البقالطة- ومهمة - السيادة على الغذاء -














المزيد.....

تونس: انتفاض الفلاحين في -أولاد جاء بالله- و-البقالطة- ومهمة - السيادة على الغذاء -


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6820 - 2021 / 2 / 21 - 19:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عندما تمعن الدولة في تخريب الفلاحة وتفقير الفلاحين الصغار والفقراء عبر البنوك والشركات الزراعية هذه المؤسسات التي اجتهدت طيلة عشريات وتمكنت من القضاء على البذور المحلية وعلى قطيع الحيوانات المحلي وعبدت الطريق لاستفرادها بالمضاربة في كل ما يهم الفلاحة المحلية لتنتصب في السوق كمتصرف وحيد له وحده يعود أمر جلب البذور بأنواعها والأعلاف وكل الإنتاج الفلاحي وتسعيره والمضاربة فيه لا شك أن ذلك سيقود إلى حالة من تعميم التفقير والاستغلال وسيكتوي بنارها المنتجون الفلاحيون الصغار والفقراء وستدفعهم إلى الانتفاض ورفض هذا الواقع وهذا ما يحدث هذه الأيام في جهة المهدية في قرية "أولاد جاب الله" في ملولش وفي قرية البقالطة وسينتشر في قادم الأسابيع و الأشهر ليشمل تونس كلها.
إن حالة التفقير المعمم حالة أصبح عليها كل الفلاحين الصغار والفقراء في تونس كلها ولا تنفرد بها جهة من الجهات. فالفلاحون الصغار والفقراء وفي كل مكان من بر تونس مستغلون من البنوك ومن شركات الاتجار في قطع الغيار ومن شركات البذور ومن شركات بيع الأعلاف ومن السوق المحلية المحتكرة من قبل رهط من الوسطاء يتصرفون دون رقيب أو حسيب في الأسعار وفي التخزين وفي التزود وكثيرا ما يتسببون عن عمد في إتلاف الانتاج المحلي [حبوب زيتون خضر حليب غلال...إلخ] مما ينجر عنه خسارات باهظة للفلاحين الصغار والفقراء بغاية المضاربة في الأسعار والتحكم في عملية التزويد وترويج الإنتاج المورد الذي بحوزتهم والذي عادة ما يكون إنتاجا رديئا أو فاسدا.
انتفاض الفلاحين في الساحل التونسي في "أولاد جاب الله" وفي البقالطة والذي كان تحت شعار من أجل السيادة الغذائية والذي هو في الأخير جزء من مطلب ومهمة تحقيق السيادة على الثروات والموارد ووسائل الإنتاج والتخطيط...إلخ مطلب غير مفصول عن بقية مطالب الشرائح الاجتماعية الأخرى المفقرة والمستغلة من البطال للخدام للموظف الفقير لباعة التفصيل الذين بدورهم يطحنهم نظام الاستغلال القائم الذي تسيطر على كل شرايينه مجموعة عائلات متنفذة بيدها كل قطاعات الاقتصاد من البنوك إلى التوريد والتصدير إلى السوق.
انتفاض الفلاحين في "أولاد جاء بالله ومهمة " السيادة على الغذاء " تذكر كثيرا بتلك الحركة التي انطلقت سنة 2011 في " Wall Street" بشعار كبير هو "نحن الـ 99% لن نسمح بفساد الـ 1% وسنقاومه "وتابعها العالم كله وانخرطت فيها بعض المجموعات السياسية في كل بلدان العالم.
من أجل " السيادة على الغذاء " هو المهمة التي ستطبع في قادم الأيام مقاومة كل فلاحي تونس الصغار والفقراء وهي نقلة نوعية في وعي هذه الشريحة الاجتماعية ومطلب من مطالبها التي تجعل منها أحد أهم الشرائح في مقاومة منظومة الفساد القائمة والعائلات المسيطرة فيها.
"من أجل السيادة الغذائية " ترجمته العملية اليوم في مواجهة سياسات سياسات الانتقال الديمقراطي برمتها هي نحن الأغلبية لن نسمح بفساد الـ 1 % لن نسكت عن حقنا في موارد وثروات ووسائل إنتاج البلاد إنها الخطوة التي وحدها تمكن من الخروج بالسياسة وبالفعل السياسي والنقابي من مساحة الصراع على السلطة لإدارة أزمة رأس المال مشغل الأحزاب والنقابات البيروقراطية إلى مشغل الجماهير المفقرة من أجل إدارة الثروة ووسائل الإنتاج والتخطيط ووو. ولكن يبدو ونظرا لمجريات الواقع أن الـ 99 % لم يتخطوا بعد في قناعاتهم عتبة الإصلاح إلى الثورة ومازال منطق "نطالب" هو المحدد في كل تعاطيهم مع مسألة سيادتهم على قرارهم ومسألة حقوقهم في الثروة وهو أمر مفهوم موضوعيا نظرا لهشاشة الكتلة الطبقية المكونة لمجموع الـ 99 % ولتناقضات الفئات الطبقية داخلها فالكل مازال ينظر بمرآة "السيد" البرجوازي الصغير الذي لا يطمح لغير الاستقرار وتحصيل لقمة العيش ولا ينتبه لانحداره المتواصل والمتسارع في السلم الطبقي والذي لن يتوقف دون فرض تغيير جذري وقلب الأمور جميعا.



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعبيرات الغضب
- احتجاجات جانفي 2021 واختلاف المواقف منها في الساحة السياسية ...
- تونس: الهدف المباشر الآن: تغيير ميزان القوى لصالح الانتفاضة
- تونس:الثورة تحدث ولكن يبقى التأسيس للتغيير الجذري هو المشكلة ...
- تونس مهامنا اليوم: إسقاط منظومة الحكم التي ورثت نظام بن علي ...
- تحقيق الأحلام ليس بالهيّن
- تونس: ماذا حدث في 17 ديسمبر 2010
- الدور القذر الذي تلعبه اليوم بيروقراطية الاتحاد العام لتونسي ...
- تونس:زمن راشد الغنوشي وعبير موسى
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- مأزق بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل الآن
- مبادرة الخروج من الأزمة... لقيادة إ.ع.ت .ش: محاولة يائسة لاس ...
- أزمة الفوق الفاسد وحدها لا تصنع التغيير الجذري
- لا مقاومة جذرية دون شبكة مقاومات ودفاع ذاتي في المحليات على ...
- اعتصام الكامور: استنتاجات مختصرة
- كرة القدم -طقس- لتجييش الجماهير والهدف دائما إضفاء -الشرعيات ...
- في تونس في ما تختلف قوى وأحزاب الفوق الفاسد وشخصياته السياسي ...
- تونس: حقيقة معارضى تحوير الفصل 20 من قانون اتحاد الشغل؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير الحامدي - تونس: انتفاض الفلاحين في -أولاد جاء بالله- و-البقالطة- ومهمة - السيادة على الغذاء -