أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس: الهدف المباشر الآن: تغيير ميزان القوى لصالح الانتفاضة














المزيد.....

تونس: الهدف المباشر الآن: تغيير ميزان القوى لصالح الانتفاضة


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6799 - 2021 / 1 / 26 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعب الذي يحتج ويتظاهر باليل والنهار ويواجه حرس النظام المسلحين بصدور عارية منذ عشرة أيام في كل جهات البلاد وكل أحيائها وفي شوارع المدن الكبيرة هو تلك الجماهير التي وعت أخيرا أن المنظومة القائمة التي ورثت نظام بن علي لم يعد لها ما تفعل ولابد من إسقاطها.
شهر جانفي الذي عملت حكومة هشام المشيشي كل ما في وسعها لتتجاوزه دون احتجاجات ودون انتفاض ها هو يسجل وبالرغم عنها وعن حرسها المسلح وعن أبواق دعايتها المرتزقون من أجهزة إعلام التدجين والتطويع بداية مسار انتفاض جماهيري يطالب برحيل منظومة ورثة بن علي وبإسقاط ما يسمى بـ "الانتقال الديمقراطي"
إنه طور آخر من مسار 17 ديسمبر الثوري الذي يعود من جديد ولكنه هذه المرة مسلّح بخبرة عشر سنوات من المقاومة التي كانت تعلو وتنخفض في كل مرة حتى صارت اليوم في طريقها لقلب الأمور جميعا وتحقيق ما عجزت عنه في العشر سنوات الماضية.
الذين يمارسون السياسة سياستهم هم اليوم ويريدونها سياسة للتأسيس للتغيير الجذري ليسوا لا حزب النهضة ولا حزب عبير موسى ولا حزب نبيل القروي ولا أحزاب البرلمان ولا معارضاتهم ولا قيس سعيد صاحب طرح التغيير بالشرعية والدستور ولا بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل التي استبدلت موقع نصير الخدام بموقع رجل مطافئ العصابة الحاكمة.
الذين يمارسون السياسة اليوم ويطرحون على أنفسهم الإطاحة بالانقلاب والمنقلبين هم تلك الأغلبية التي وعت بالفعل معنى شعار " يا مواطن يا مقموع زاد الفقر زاد الجوع" ومعنى شعار "الشعب فد فد طرابلسية جدد" ومعنى شعار "لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب" ومعنى شعار "شغل حرية كرامة وطنية" ...
الذين يمارسون السياسة اليوم في الساحات العامة وفي أحيائهم وجهاتهم هم المليون بطال هم شباب أحياء أحزمة الفقر هم الموظفون المفقرون هم شباب المعاهد والجامعات هم ربات البيوت ... إنهم تلك الأغلبية التي عجزت عن قلب ميزان القوى لصالحها سنة 2011 ليتوطد على أنقاض ذلك انقلاب ورثة بن علي ويستمر متأزما منذ يومه الأول يخرج من أزمة ليدخل أزمة أخرى أعمق لا يقدر سوى على إنتاج الأزمات.
الجماهير المنتفضة اليوم تجاوزت في حركتها كل الأطر الفوقية الرسمية وغير الرسمية.
إن ما يجري اليوم هو التجسيد العملي لمهمة الاستقلالية التي أخفق فيها عنصر 17 ديسمبر الذي ثار. إنهم يجسدون بالفعل مهمة الاستقلال الذاتي التنظيمي والسياسي التي ظل القائلون بها منذ ديسمبر 2010 يتعثرون في تجسيدها وأكثر من ذلك لقد أحيوا أيضا تلك المهمة التي ظهرت في ديسمبر 2010 وسريعا ما غابت مهمة الدفاع الذاتي في أبسط أشكالها. الشباب المنتفض هذه الأيام يعرف أعداءه بدقة ولا يمكن تركيعه أو المناورة عليه بالأيديولوجيا إنه يدشن مسار افتكاك الحقوق بكل ما في الكلمة من معنى كل الحقوق: الحق في العيش في مجتمع متحرر عادل الحق في العيش في مجتمع يحقق لهم سيادتهم على قرارهم وسيادتهم على ثروات بلادهم والحق في كل قرار يهم مستقبلهم. إنه يجسدون مشروع الحركة التي تقطع بشكل جذري مع الانقلاب ومع المنقلبين حكومة وأحزابا وجمعيات ونقابات وتحسم مع المقولات التعويمية الفضفاضة لكل الفوق الفاسد المنقلب ولكل أولئك الذين برروا لانخراطهم في مسار الانقلاب والتشريع له.
الانتفاض الجماهيري في بدايته وكل العوامل والظروف تؤكد أنه لن يتعثر ويخمد دون تحقيق مهمة إسقاط الانتقال الديمقراطي. مهمة إسقاط النظام التي تكثف كل المهام الأخرى ها هي تعود إلى الواجهة بوصها المهمة التي دونها تتعذّر كل مهام التغيير الجذري الأخرى.
مهمة إسقاط النظام اليوم تشترط تجاوز العجز الذي ولده وقف مسار 17 ديسمبر في حدود الشعار الديمقراطي والدستوري إلى اقتحام مجال الحق في الثروة وفي الموارد ووسائل الإنتاج وتسييرها ذاتيا لصالح الأغلية عبر مجالس محلية لا امتيازات مادية أو سياسية لأعضائها.
الطور الثاني من مسار 17 ديسمبر يتقدّم نحو إنجاز هذه المهام فقد كانت سنوات الانقلاب العشر الماضية كافية للوقوف على كل هذه الحقائق.
قد تتعثر الحركة لكن التاريخ لا يمكن أن يتوقف والنظام لن يستمر إلى ما لا نهاية في الخروج من أزماته بمزيد إنتاج الأزمات والحركة بدورها ستلفظ عجزها وتخلص نفسها من الميّت فيها وتتقدم متجاوزة كل المسارات التي تشدها لعجزها ومراوحتها في نفس المكان والرهان اليوم هو في مزيد انخراط الأغلبية التحاق كل المقهورين بالانتفاضة والحسم مع مسارات الحوار والوفاق وخوض معركة السيادة على قاعدة شروطها الجديدة التي لا يمكن أن يؤمنها غير الاستمرار في الانتفاض وفرض الجديد على القديم الفاسد على كل الأصعدة عبر.
الهدف المباشر الآن ليس أقل من تغيير ميزان القوى لصالح الأغلبية لصالح الانتفاضة ولن يكون ذلك إلا بتجاوز الشعار إلى فرض مشروع التغيير الجذري الذي لا يكون اليوم دون الاستمرار في الانتفاض عبر تكوين هيئات للدفاع الذاتي وحماية المنتفضين في الأحياء والجهات تنبثق عنها شبكة لتنسيق التحركات حتى قلب ميزان القوى لصالح الجماهير ولتحديد المهام المطروح تحقيقها المتعلقة بالسيادة على الموارد والثروات ووسائل الإنتاج وبالسيادة على القرار وبمحاسبة منظومة الفساد القائمة وكل المتسببين في ما آلت إليه الأوضاع بعد 2011.
26 جانفي 2021



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس:الثورة تحدث ولكن يبقى التأسيس للتغيير الجذري هو المشكلة ...
- تونس مهامنا اليوم: إسقاط منظومة الحكم التي ورثت نظام بن علي ...
- تحقيق الأحلام ليس بالهيّن
- تونس: ماذا حدث في 17 ديسمبر 2010
- الدور القذر الذي تلعبه اليوم بيروقراطية الاتحاد العام لتونسي ...
- تونس:زمن راشد الغنوشي وعبير موسى
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- مأزق بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل الآن
- مبادرة الخروج من الأزمة... لقيادة إ.ع.ت .ش: محاولة يائسة لاس ...
- أزمة الفوق الفاسد وحدها لا تصنع التغيير الجذري
- لا مقاومة جذرية دون شبكة مقاومات ودفاع ذاتي في المحليات على ...
- اعتصام الكامور: استنتاجات مختصرة
- كرة القدم -طقس- لتجييش الجماهير والهدف دائما إضفاء -الشرعيات ...
- في تونس في ما تختلف قوى وأحزاب الفوق الفاسد وشخصياته السياسي ...
- تونس: حقيقة معارضى تحوير الفصل 20 من قانون اتحاد الشغل؟
- تونس أين تتجه الأوضاع بعد استقالة إلياس الفخفاخ من رئاسة ال ...
- حركة النهضة في تونس لا تسقط إلا بسقوط الانتقال الديمقراطي
- لمن لا يرون سوى القلعة: انتبهوا قليلا للعنكبوت المعشش داخلها


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس: الهدف المباشر الآن: تغيير ميزان القوى لصالح الانتفاضة