أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تعبيرات الغضب














المزيد.....

تعبيرات الغضب


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 31 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مظاهرة الشببة أمس في شارع بورقيبة لا يمكن إلا مساندتها والانخراط فيها و الدفع لتجذيرها بإعتبار أنها تمثل نقلة نوعية في أشكال الاحتجاج برغم أنها مازالت شكلا ومحتوى مجرد " تعبيرات غضب ورفض " لا أكثر غضب من كل شيء ورفض تقريبا لكل شيء: غضب من عنف الدولة المباشر عضب من عنف الأسرة غضب من عنف المنظومة الأخلاقية السائدة غضب من الأوضاع التي تعيشها هذه الفئة العمرية والتي لا ترى من حل لما هي فيه غير إسقاط كل شيء ورفض لسيطرة البوليس ورفض لسيطرة السياسات القائمة رسمية ومعارضة ورفض لكل قيادة ورفض لكل هرمية ورفض للقانون الذي لا يطبق إلا على الضعفاء إنه غضب ورفض للسائد برمته ولكل أنواع الضبط والتطويع والإبعاد.
غضب الشبيبة الذي وقع ترجمته في مظاهرة أمس بالطريقة التي رأيناها سوف لن يبقى على تلك الصورة وستعرف أشكاله تطورا كبيرا في قادم الأيام وهذا التطور ستفرضه طبيعة الحركة الاحتجاجية هذه نفسها بوصفها حركة مواجهة ورفض خصوصا عندما يغير الجهاز القمعي من خطط مواجهته ولا أظنه سيستمر بالشكل الذي ظهر عليه أمس. كما لا أعتقد أن أساليب و أشكال مواجهة الشبيبة أنئذ ستكون بعيدة عن أشكال و أساليب مجموعات الـ" BLACK BLOCS" كما ظهرت في ألمانيا في ثمانينات القرن الماضي أو في فرنسا أثناء حركة"Les Gilets jaunes" أو في كثير من البلدان الأخرى.
في مظاهرة أمس البوليس غير من أساليب حضوره في الشارع ولا يمكن أن يغيب عن أحد أن ذلك لم يكن إلا لامتصاص الغضب الجماهيري المتصاعد ضده بعد قمعه العنيف للاحتجاب الأخيرة وايقافه وإحالته للقضاء أكثر من ألف شاب فيهم نسبة كبيرة من القصر أغلبهم التقطهم من خارج الاحتجاجات.
الشبيبة التي تظاهرت أمس في شارع بورقيبة والتي يعتبر كل مشارك فيها أن كل بوليس هو في الحقيقة رصاصة تتربص به ستلجأ بدورها لتطوير أشكال مواجهتها حين يغير البوليس من أشكال مواجهته سيختفي الدهن المائي وأحمر الشفاه والجونته وستعوض كل ذلك أشكال غضب ورفض للقمع أخرى وليس هناك من طريقة غير مواجهة عنف أجهزة الدولة القمعية المسلحة المباشر بعنفهم المباشر. ستلجأ الشبيبة إلى أشكال أكثر راديكالية في المواجهة بتطور الاحتجاجات وبدخول فئات اجتماعية مسرح الاحتجاج وحين تتحول الاحتجاجات لبداية حركة مقاومة جماهيرية للسيستام وتتخذ لها طابعا سياسيا جذريا مستقلا وواضحا.
في الحقيقة إن السيستام لا يمكن أن يتأثر كثيرا حين تستمر الحركة مجرد حركة غضب شبابية. إن التغيير يتطلب حركة طبقية عارمة ومشروعا واضحا للتأسيس على أنقاض القديم الفاسد.
وهنا بالضبط يكمن المأزق مأزق كل المعنيين بهذا التغير.
السيستام اليوم يطحن الكل وليس الشبيبة فقط والمعنيين بإسقاط السيستام ليس الشبيبة فقط بل كل الأغلبية المستغلة المقموعة والمبعدة عن كل قرار يهم حاضرها ومستقبلها. ولئن فتحت الشبيبة اليوم وكل أشكال الاحتجاج التي مارستها الطريق لإسقاط المنظومة الحاكمة الفاسدة فهي لن تتمكن لوحدها من الذهاب بعيدا في ذلك إن لم تول أمر ضرورة انخراط كل المعنيين في هذه الاحتجاجات ولم تسعى لتذليل صعوبات ذلك عبر انتظام هذه الشبيبة الغاضبة الرافضة أولا ودفع بقية الفئات للانتظام والتنسيق الأفقي بين هذه الانتظاميات ثانيا.
أمر أخير لابد من الإشارة إليه وهو مسألة تنظيم الدفاع الذاتي الذي صار اليوم أحد أهم المسائل لتغيير ميزان القوى بين الجماهير والحاكم وخصوصا أثناء المظاهرات والمواجهات مع البوليس ففرض الحقوق اليوم لم يعد ممكنا دون مواجهات ودون انتظام أفقي ودون استقلالية ودون دفاع ذاتي إنها الأسس التي لابد منها لكل حركة مقاومة لكل حركة تفكر وتعمل من أجل التغيير الجذري.
هنا أين يجب أن تنظر الشبيبة وهنا أين يجب أن يكون النقاش وهنا أين يجب أن يكون التفاعل.



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتجاجات جانفي 2021 واختلاف المواقف منها في الساحة السياسية ...
- تونس: الهدف المباشر الآن: تغيير ميزان القوى لصالح الانتفاضة
- تونس:الثورة تحدث ولكن يبقى التأسيس للتغيير الجذري هو المشكلة ...
- تونس مهامنا اليوم: إسقاط منظومة الحكم التي ورثت نظام بن علي ...
- تحقيق الأحلام ليس بالهيّن
- تونس: ماذا حدث في 17 ديسمبر 2010
- الدور القذر الذي تلعبه اليوم بيروقراطية الاتحاد العام لتونسي ...
- تونس:زمن راشد الغنوشي وعبير موسى
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- تونس: عشر سنوات على 17 ديسمبر: بعض استنتاجات للمعنيين. (الجز ...
- مأزق بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل الآن
- مبادرة الخروج من الأزمة... لقيادة إ.ع.ت .ش: محاولة يائسة لاس ...
- أزمة الفوق الفاسد وحدها لا تصنع التغيير الجذري
- لا مقاومة جذرية دون شبكة مقاومات ودفاع ذاتي في المحليات على ...
- اعتصام الكامور: استنتاجات مختصرة
- كرة القدم -طقس- لتجييش الجماهير والهدف دائما إضفاء -الشرعيات ...
- في تونس في ما تختلف قوى وأحزاب الفوق الفاسد وشخصياته السياسي ...
- تونس: حقيقة معارضى تحوير الفصل 20 من قانون اتحاد الشغل؟
- تونس أين تتجه الأوضاع بعد استقالة إلياس الفخفاخ من رئاسة ال ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تعبيرات الغضب