أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - تطور الانتاج جاء بالأديان!














المزيد.....

تطور الانتاج جاء بالأديان!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 6817 - 2021 / 2 / 18 - 19:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا اتفق مع القائلين ان المجتمع المشوه بالغيبيات الدينية يُنتج اقتصادا مشوها ، بل المجتمع المشوه والمتخلف والبدائي يسعى على الدوام لبناء اقتصاد افضل ، في سياق بحثه الغريزي عن تحسين حياته .
فوسط غابة من السجالات النظرية حول الاوضاع في بلادنا وفي مقابل وجهة النظر التي ترى بان التخلف الثقافي هو السبب الرئيسي في تخلف بلادنا وبالتالي فان دعوات البعض من المفكرين تركز على التنمية الثقافية والوعي المجتمعي
فيما اعتقد واحاول ما استطيع ان ابرهن علميا على ان الاقتصاد اي انتاج الخيرات المادية هو الذي يلعب الدور المركزي في تطور ثقافة المجتمع ..
لا ادعي انني اكتشف نظرية جديدة مثلا وان جل ما اقوم به هو استلهام ما ابدعته افكار علماء الاجتماع والاقتصاد السياسي في تحليل وسبر غور المسيرة الانسانية للمجتمعات البشرية وعلى الاخص منطقتنا العربية في سياق تقديم رؤيا قد تساهم الى جانب ما يقدمه السادة والسيدات من مفكري شعوب هذه المنطقة للارتقاء باوضاع بلادنا وشعوبنا .
ان زيادة المساهمات التي تتجه للتحليل والدراسة والبحث في سياق التوجه نحو فهم التطورات التي شهدتها بلادنا ومن اهم المفاهيم التي يتحتاج الى تركيز هو فهم الديانات نفسها تمهيدا للوصول الى قناعة بان كل الديانات كانت ظواهر ايجابية في عصرها وكان هدفها الثورة على اوضاع قائمة وانها اضطرت للاختباء خلف خالق اسطوري لا تدركه الحواس ولا يستوعبه العقل.

في الحقيقة ان الاقتصاد المشوه هو احد درجات الاقتصاد المتخلف فالبعض مثلا يعتقد ان ثراء بعض الدول يعني انها ذات اقتصاد متطور
فالاقتصاد الخليجي مثلا هو اقتصاد غني وثري من حيث العوائد المالية .. لكن الاقتصاد في معظم دول الخليج هو عبارة عن اقتصاد ريعي يخلق بني اقتصادية مشوهة وهامشية ولذا لا يمكن القول بان الاقتصادات الخليجية متطورة وبنفس الوقت لا توصف بانها اقتصادات متخلفة حيث يوجد في الخليج انتاج راسمالي عالي الكثافة كانتاج البتوركيماويات ومشتقات البترول .. لكن الهيكل الاقتصادي في تلك الدول مشوه ومرتبك وغير شامل او منوع لذا تستورد تلك الدول الجزء الرئيسي من غذائها وملبسها
وكذلك هناك اقتصادات كثيرة توصف بالمشوهة كاقتصاد البرازيل ومعظم دول امريكا اللاتينية وفي منطقتنا الاقتصاد المصري او المغربي وفي جوارنا الاقتصاد التركي او الايراني او الباكستاني
كما يعتري الاقتصاد الهندي وحتى الصيني الكثير من مظاهر التشوه الاقتصادي.
اما الاقتصاد المتخلف البدائي فانه ما زال موجودا في ارياف دول العالم الثالث بما في ذلك اندونيسيا وماليزيا وكوريا والفلبين وايضا في ريف بلاد العرب واكثر صور الاقتصاد المتخلف شاهدتها في ارياف الدول الافريقية حيث ما زالت وسائل الانتاج تعود للعصر البدائي.
ان تطور الانتاج المادي جاء بالاديان جميعها او ما نطلق عليها تبجيلا الديانات السماوية ، اي انها اتت من السماء ، فعندما كان نمط الانتاج بدائي منذ الالاف السنين والمعتمد على صيد الفرائس لم تكن سلوكيات وتصرفات انسان ذاك العصر تشذ عن تصرفات باقي الحيوانات ، فجل تنظيمه الفوقي لم يتعد في تلك الفترة الدفاع عن نفسه، وتمكنه من توفير غذائه. ومن خلال العمل الجماعي والاضطرار للتعاون وفي سياق البحث عن الامن والغذاء (مقوات البقاء للانسان ) طَّور الانسان وسائل انتاجه ومن ثم ارتقت حياته قياسا بما كانت عليه سابقا فاخترع الملابس والاسلحة واكتشف بعض الادوية من ثمار وسيقان الاشجار والاعشاب .
لم يكن الانسان البدائي بحاجة للاديان لان وعي الانسان االبدائي كان غريزيا ، ممارسة السلوكيات الغريزية كالتكاثر المنطلق من غريزة الحفاظ على الجنس ، وتوفير قوت يومه للمحافظة على البقاء، وامتلاكه عناصر القوة لمواجهة الاعداء مني بني جنسه او من الحيوانات او الطبيعة ، ومع ظهور تشكيلات مجتمعية اكثر تنظيما ، وبناء الممالك وتطور طراءق الانتاج وتطور مستوى الوعي ، كان لا بد من تنظيم السلوك المجتمعي الذي ينظم شؤون حياتها ، ومع تطور تطور الحياة البشرية وتعقد بنائها التحتي ، اي الاقتصادي وما نتج عنه من وعي جمعي وما نتج عنه من فراغ هائل بين وعيها وبين الحقائق الموضوعية والطبيعية منها فظهرت الاديان .



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الاتمتة!
- الصغير والصغارة!
- نظام التفاهة!
- هل يوجد فائض قيمة في الاتمتة!
- الرجعية البرجوازية في الفكر المثالي
- مستقبل الماركسية!The Future of Marxism
- حول فائض القيمة!
- الواقع المادي من يحدد مستوى التطور البشري!
- تأملات في الاقتصاد السياسي!
- ثبات معدل الربح!
- ماركس ما زال حياً!
- هل ممكن تخطي الراسمالية!
- الحجاب!!
- الوعي!
- امريكا تتقوى بالٌّدين!
- الارادة واهميتها في حياة البشر!
- الخدمات !
- هل الماركسي ملحدا!
- دفاعاً عن المادية!
- امتلاك المعرفة ام امتلاك الوعي!


المزيد.....




- لا للعدوان الصهيوني -الامبريالي ضد ايران، نعم لفلسطين مستقلة ...
- لمحة عن التكنولوجيا المستخدمة في ملاجئ الأغنياء
- الشيوعي العراقي يدين العدوان الامريكي ويدعو إلى وقف الحرب ال ...
- تحميل كتاب شابور حقيقات: إيران من الشاه إلى آيات الله، حول ا ...
- أممية رابعة : اختتام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمدرسة الإقل ...
- في مواجهة الحرب بين إيران وإسرائيل، ثمة طريق ثالث ممكن!
- لجنة من أجل حياة النساء وحريتهن: لا للحرب . لا لهجوم إسرائيل ...
- -ليس للرئيس الحق!-.. شاهد رد فعل بيرني ساندرز عند علمه بالضر ...
- م.م.ن.ص// دروس الحرب: اختراق الجدران
- قناة السويس ليست ممراً للعدوان.. أوقفوا مرور سفن أمريكا وإسر ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - تطور الانتاج جاء بالأديان!