أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - فلسفة دوستوفيسكي














المزيد.....

فلسفة دوستوفيسكي


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 6808 - 2021 / 2 / 7 - 23:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يمكن تعريف الرواية الفلسفية برأي ديفيد كننغهام " أنها نوع أدبي تستخدم فيه العناصر المميزة للرواية كوسيلة لاستكشاف الأسئلة والمفاهيم الفلسفية. في شكله "الأنقى" ، ربما يكون الأنسب هو تحديد تلك النصوص المفردة نسبيًا والتي يمكن القول إنها تنتمي إلى كل من تاريخ الفلسفة والأدب ، وتحتل مساحة غير محددة بينهما. اليوم ، غالبًا ما يستخدم المصطلح بالتبادل مع المفهوم الأحدث "لرواية الأفكار" ، على الرغم من أن بعض المنظرين سعوا إلى إنشاء تقسيم واضح بين الاثنين"
الأمر يرجع إلى أن الفلسفة مهتمة بالعقل التحليلي الذي ينتج أفكار في صورة نثرية صريحة أما الأدب فمن قوامه الغموض.تاريخيا كان أفلاطون مرتابا من الفن لأن له القدرة على خلق أكاذيب لها القدرة على تعطيل سير الحقيقة وهذه نظرة متعسفة ومتطرفة ولكن لكل منهما موضوعه إلى أن التداخل يحدث ويحدث كثيرا فالفلسفة تهتم بما هو عام وكلي والأدب يهتم بما هو خاص ومحدد.الفلسفة تخلق الحقيقة وتكشفها والأدب يخلق الوهم. بالرغم من ذلك كان أفلاطون نفسه كتب في الحوارات بالأسلوب الروائي وغيره من الفلاسفة مثل نيتشه وشوبنهاور وسارتر يتمتعون بلغة أدبية عالية.ممكن أن تناقش الروايات مفاهيم فلسفية وهذا ما يقصد بالروايات الفلسفية فأدباء مثل دوستوفيسكي أو هيرمان هيسة لهم عاطفة فلسفية وحدس ورؤى ولذلك هناك تضافر وتبعية مشتَركة بينهم.وممكن أن نعد حوارات أفلاطون التي نقلها عن أرسطو أول شكل للروايات الفلسفية المعروفة لأنها نوع من السرد الصافي. الفلسفة لا تمتلك الكثير من الأسلوب الأدبي بطرائقه الكثيرة و لا يتضمن الأدب كذلك بالضرورة الحوار الفلسفي والمفاهيم الفلسفية والمعاني ولكن التفاعل موجود دائمًا وحاضر ومتجسد على مستوى معين ، ولا يمكن فهم الفلسفة والأدب بالكامل دون بعض الاهتمام بكليهما.فمثلا فلسفة التشاؤم يمكن فهمها من قراءة كتابات شوبنهاور وكافكا مثلا،فالرواية يوجد بها نثائر لأفكار فلسفية متعددة الاتجاهات.
رواية الأنسان الصرصار لدوستوفيسكي
رواية فلسفية بلسان راوي مجهول،وهو رجل كريه حاد الطباع،شديد الإدراك بشكل متطرف يحيا في سان بطرسبرج في ستينيات القرن التاسع عشر،موظفا ولكنه تقاعد لأنه ورث قدرا من المال.الرواية عبارة عن ما يشبه المذكرات لهذا المغترب بشذرات فلسفية متناقضة في الكثير من الأحيان.وغير متسقة وغاضبة على ذاته وعلى الجميع.يعاني فيما يسمى في علم النفس الحديث باضطراب المعالجة الحسية (SPD) هو حالة تؤثر على كيفية معالجة الدماغ للمعلومات الحسية (المنبهات). تتضمن المعلومات الحسية الأشياء التي تراها أو تسمعها أو تشمها أو تتذوقها أو تلمسها. يمكن أن يؤثر SPD على جميع حواسك ، أو واحدة فقط. عادة ما يعني SPD أنك شديد الحساسية للمنبهات التي لا يشعر بها الآخرون. لكن يمكن أن يسبب الاضطراب تأثيرًا معاكسًا أيضًا. في هذه الحالات ، يتطلب الأمر المزيد من المحفزات للتأثير عليك.
فهو شديد الإدراك ويقول ذلك بوضوح وأن هذا الإدراك الزائد يؤذيه،يشعر بافراط ويفكر بافراط ويبدو ذلك من تلك البلبلة والتردد في اللغة والتناقضات وعدم معرفته بماذا يعتقد؟يزدري نفسه ازدراءا شديدا ومخيلته نشطة دوما لتكبير المواقف والأفكار لمساعدته في ازدراء نفسه أكثر.
هو يعتقد أنه ذكي وأن هذا الذكاء والوعي من أسباب بؤسه وأن الخيبة كل الخيبة تأتي من تلك الفلسفة التي تغذي ذلك البؤس ومع تقديرة للأفكار الرومانسية إلا أنه لا يعتقد بإمكان تحققها في وجوده.وفي حين عالم القرن التاسع عشر سيطرت عليه العقلية النفعية فلم يجد مكانا لتحقيق إرادته الحرة
يؤكد على ملاحقة المعاناة حتى مع الفلسفات التي تدعو للطوباوية وفلسفات التقدم التقني أو الاجتماعي فهي تفترض أن طبيعة الإنسان خيرة وأن الشر ناتج عن تعقيد اجتماعي فاسد وأن القضاء على العوز ينتج قضاء على الجريمة. ولكنه يعتقد أن الأمر ليس في تحسين الدخل أو العمل الجيد..إلخ وهذه التقدمات ستغير فقط أسباب الألم فإن تخلصت البشرية من الجوع ستعاني من الجشع مثلا أو الملل من تلك الرفاهية، وفي ذلك هو يريد فقط اختيار نمط حياته الخاص ويريد التأكيد على أن النفس الإنسانية ليست مفهومة بالشكل الكامل وليست معروفة نوابعها.



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطمر في رأسي نسبوية مطلقة
- أنا ابن الخراب لا أهل لي هنا على الأرض.
- عرافتيّ عيونكِ
- لا تجفوني في رأسي ببقاء الحجب
- غريبة منسية في صدر عارف
- رسالة لطيف سيلفيا بلاث
- قصيدة إلى أناييس نن
- هلدرلين شاعر الفلسفة
- النور المطلق والظلمة المطلقة والخوف منهما
- هل ستزهر أيها العالم يوما بمعنى لك أم أرحل وفيّ شوكك ونبل تو ...
- آويني يا زهرات بين بتلاتكم
- يا إلهي أنا أكفر بالعالم
- لماذا نجد صعوبة في فهم بعض الشعر الحقيقي ؟
- العبثية وريفيو لرواية ألبير كامو -الغريب-
- ما هي السينما الشعرية؟
- سينما روي أندرسون ومراجعة لفيلم -حول اللانهاية-
- الشعر بين القرآن ونيتشه
- أليخاندرو جودورفسكي وسينمائيته الشاعرية
- مراجعة لرواية هيرمان هيسة -ذئب البراري-
- نظرة بوذية للاكتئاب ترجمة السعيد عبدالغني


المزيد.....




- إصابة حارس أمن بطلق ناري خارج منزل المغني دريك.. هل له علاقة ...
- محاكاة من -ناسا- تُظهر كيف سيكون الأمر عند ابتلاع الثقب الأس ...
- -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع ...
- السعودية.. أول تعليق من تركي الدخيل بعد إدانته بمخالفة نظام ...
- جورج قرداحي ينفي صحة تصريح منسوب له تضمن وصف -الأعراب- وانتق ...
- آخر 24 ساعة.. طفل عمره 4 أشهر بين 35 قتيلاً نُقلوا إلى مستشف ...
- متحدث باسم نتنياهو: عملية إسرائيل في رفح لا تخالف معاهدة الس ...
- تضم 49 جثة.. غزة: اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة في مستشفى الشفاء ...
- مصدر لـCNN: مسؤولون إسرائيليون حذروا واشنطن من تأثير تعليق ش ...
- بعد تعويم الجنيه.. الصندوق السيادي السعودي يقدم عرضًا لشراء ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - فلسفة دوستوفيسكي