أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - السعيد عبدالغني - مراجعة لرواية هيرمان هيسة -ذئب البراري-














المزيد.....

مراجعة لرواية هيرمان هيسة -ذئب البراري-


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 6765 - 2020 / 12 / 19 - 17:40
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مراجعة لرواية هيرمان هيسة "ذئب البراري
رواية عبارة عن نثر مهلوس شعري للبطل الغرائبي هاري هالر ،رجل في منتصف عمره بقلق واضطراب رهيبين ولكن رغم حدتهما فهو ساحر،يحيا في مكان مجهول ويختفي عندما يمل من وجوده وله بعض التفاصيل الأثيرية مثل النبيذ المفضل،مع معاناة جسدية وقلق وإحراج من التقدم في السن ولكن على الرغم من ذلك فهذه الأشياء الواقعية تخفف من جنونه.

ارتباطه بالفنون كبير فهو مرتبط جدا بالموسيقي وبعمق شديد ويظهر ذلك واضحا أثناء التغيرات التي طرأت عليه خلال السيمفونية في جزء من الرواية وأعظم ملحن له هو "موتسارت" وذلك يوضح الثقافة الألمانية الرومانسية التي كانت تقدر الموسيقى على كل الفنون لأنها لا يتم تصوير أي شيء مادي كالفنون الأخرى.
حبه للرقص بجانب الموسيقى وتعليمه أن الرقص يجمع بين الحياة الجسدية والروحية وبابلو الذي يجعل الروح والجسد منسجمين.
.أطلق عى نفسه "ذئب البراري"والتكهنات كثيرة ميتافيزقية عن هوية ذلك الذئب المجازي وهل هو ينقسم في ذاته بين الذئب والإنسان ؟ إنه ينقسم فعلا بين الشخص الذي يريد الراحة البورجوازية وبين الذئب الثائر الهمجي بعبثية عليها وهذا ما أظهره هيرمان من الذوات بينما في الحقيقة هو يتكون من عدد كبير من الشخصيات وهذه فكرة متأصلة في الفكر الشرقي من التناسخ والتشكل بشكل لانهائي.هو انعكاس لهيرمان هيسة وعلى خلاف مع المجتمع والعالم أو هكذا يقتنع ومع الطبقة البورجوازية الذي يستاء منها طوال الوقت والوجود الفاتر للطبقة الوسطى ويجد عزاءه في الموسيقى والملحنين الكلاسكيين.
في ظل يأسه يلتقي بإمرأة تنشِط الحيوية فيه وتريد الاستفادة من كونه على قيد الحياة شاء أم أبي فهو حي ! وهذه سمة لهيرمان النهاية السحرية المضغوط فيها أمل كبير. تعلمه الرقص ويقع في حبها وينظروا معا للحياة بسوداوية فهذا أفضل من عينه الوحيدة التي كانت ترى العالم سوداويا ويبحثوا عن طرق للسلام الصافي.يدخلوا عدة دوائر اجتماعية ويتم إغراءه بالجنس وفي النهاية يهلوس كثيرا بسيناريوهات عن من أحبهم من النساء والذوات الحية فيه والملحنين الذين يعشقهم.
الرواية تمثل أن كل شيء فيه من جنس شخصية هاري لكن ليس بالكامل ،تمثيل جزئي للحقيقة بينما الحقيقة الكلية ليست مضغوطة في شيء ولا حتى هارى يعلمها كما لو كان الإنسان عند هيسة نموذج لانهائي لأناس كثيرة.
وأن الفهم هو السمة الأساسية للعلاقات فبعد أن تغير هالر بتزامن مع وجود هيرمين في حياته،تفاجأ أنها تفهمه عندما اعترف لها بحبه أكثر من حتى.وأن الإمكانية للتغير موجودة مهما كانت صرامة الوحدة النفسية وقوتها الشديدة في الإنسان وأن الملذات الحسية لا تعطل رحلته الروحية.
في النهاية تصل مخاوف هالر لذروتها عندما يدعو بابلو هاري وهيرمين للاستمتاع بمسرحة السحري الذي لا يمكن أن يفَعَل إلا بالضحك وهو تظهر فيه أجزاء الشخصية وبمجرد دخوله يختار العالم الذي به كل النساء اللواتي رغب بهن في حياته.ينتهي في غرفة حيث جثتي هيرومين وبابلو عاريتين على الأرض فيطعنها هاري بسكين طفر بشكل سحري في جيبه مع موسيقى لموتسارت.



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة بوذية للاكتئاب ترجمة السعيد عبدالغني
- أنا خيال أو طيف أو فكرة ميلانكولية في صدر العالم والله
- عن آنا أخماتوفا وشِعرها
- تأملات في قصيدة الشاعر آرثر رامبو -المركب السكران-
- اصطفتني الالهه للعنتها المطلقة
- قصيدة هان دونغ -يوجد ظلمة- ترجمة السعيد عبدالغني
- الرقص الصوفي والهندوسي معناه وتاريخه
- شعرنة سينما اللاوعي
- في تعانق شفتينا
- المطلق البرزخ بين العقل والجنون
- قصيدة إلى هلدرلين
- ربما أنتحر لقلة الغموض في العالم وفي ذاتي
- يا رب الغوامض
- معنى الفن التجريدي
- أولي إكسير غامض وآخري سم معلوم
- العالم خارج غرفتنا سجن مفتوح
- قراءة نقدية في شعر وفاء الشوفي
- في الصومعة السماوية
- نص صوفي -كل أحد روحن ذاته وروحن العالم وجده-
- حوار مع الشاعرة وفاء الشوفي أجراه السعيد عبدالغني


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - السعيد عبدالغني - مراجعة لرواية هيرمان هيسة -ذئب البراري-