أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - خمسمائة عاماً حتى تمكنت إمبراطورية التاج إقامة دولة اسرائيل ، فكما تحتاج أمريكا لإقامة دولة الأكراد ...















المزيد.....

خمسمائة عاماً حتى تمكنت إمبراطورية التاج إقامة دولة اسرائيل ، فكما تحتاج أمريكا لإقامة دولة الأكراد ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6779 - 2021 / 1 / 5 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ نعود إلى ذاكرة العربية الجمعية ، كما يصح القول ، تحديداً إلى ما أطلق عليه يوماً ما الملك عبدالثاني ، ملك الأردن بالهلال الشيعي ، ساعتها أنغمس جمهور عريض في ولوع وفضول يبحث وينقب وينبش وربما البعض وصل إلى نقطة الحيرة والإرباك حول المعنى الحقيقي للمصطلح ، أين يبدأ وأين ينتهي ، فالتصريح كان بمثابة إنذار مبكر ومباغت ، لكن مقاصد الملك كانت تختلف لما شاع بين أوساط المراقبين والناس العاديين ، على أنه مشروعاً إيرانياً بقدر أن المشروع في حقيقة الأمر هو أمريكيا بإمتياز ، كان ومازال يهدف إلى إنشاء دولة عربية شيعية وليست إيرانية شيعية ، في المقابل ، من المفترض إقامة ايضاً دولتين اخرياتين ، أولى فارسية إيرانية والأخرى كردية ، وبالتالي اليوم باتوا العراقيين يتحملون مسؤولية ومهام كبيرة تقع على عاتقهم بضرورة إعادة بناء دولتهم ، لأن إذ نجاح تقسيم العراق سيكون مفتاح الذي سيفتح باب التقسيم في العالم الإسلامي ، بل هو الخميرة التى ستعيد ترتيب القوميات في باكستان وأفغانستان وإيران وأذربيجان مروراً بدول كثيرة في المنطقة العربية حتى حدود لبنان ، الذي يعد له أن يكون دولة فينيقيا الكبرى ، وبالتالي منذ حرب العراقية الإيرانية الأولى ، بدأت صناعة تقليب الاثنية ودعم هذه الأقليات داخل الأوطان من أجل المطالبة بالانفصال ، من جانب آخر ، تم دعم الاستبداد من أجل أضعاف الدول ومن ثم تقسيمها على أساس مذهبي وعرقي وقومي ، لكن الجديد في الأمر ، ولكي يتحقق الانفصال لا بد للدول الجديدة الخضوع لهيمنة وسيطرة اسرائيل السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية .

هذه الخلاصة لا تلغي ، مع ذلك ، حقيقة أن الاكراد وحسب الاحصائيات للمؤسسات التابعة للخارجية الأمريكية ، تشير أن الأكراد أكبر إثنية على مستوى العالم وبالتالي في نظر واشنطن ، استحقوا دولة خاصة بهم ،ولكي تتحقق هذه الدولة ، لا بد اولاً تغذية الخلافات الداخلية واضعاف الدولة العراقية وضرب النسيج الاجتماعي بإثارة السرديات القديمة ومن ثم تشجيع كل من تركيا وإيران وإثيوبيا ببناء سدود مائية من أجل تحويل الدول المصب إلى أشباح مشابها لرواية البريطاني ( فرانكنشايني ) التى تحدثت عن العزلة وخلق لمخلوق المسخ ، لكن هذه المرة بأيدي إسرائيلية ، فدولة كردستان يمكن لها أن تمتد من ديار بكر ومروراً بتبريز وكركوك وجزء من الموصل وديالي وأجزاء كل من تركيا وإيران وسوريا وأرمينيا إلى أذربيجان ، إذن ما يفهم من استراتيجية هنري كيسنجر وزير الخارجية الأسبق والمستشار للامن القومي الأبرز بين إدارات البيت الأبيض ، بأن هناك دول من المفترض أن يقتطع منها أراضي لصالح قوميات أو مذاهب ، وأخرى سيضاف إليها سكان وأراضي ، لهذا كان أنفجار الربيع العربي هو الهاجس والخوف للأمريكان والاسرائيلين وايضاً للقوميات الانفصالية ، وصار لديهم توجس ورعب حقيقيين من تحقيق الأقانيم الثلاثة ، لأن الشعب العربي أقترب من تحقيق الهوية العربية المستقلة ، جوهرها ، الاقتصاد الحر وحقوق الإنسان والعدالة .

في التعبير الرحيم ، وهو أمر يجتمع عليه أغلب الذين يتذكرون المفاوضات والمشاحنات والصدامات الساخنة حول دخول الجيش العراقي للكويت أو تلك التى دارت حول السلاح الكيمياوي ، ففي الجوهر الوقائع الصريحة ، فعلياً تتطابق مع الواقع ، لأن باختصار واشنطن تمتلك خطة استراتيجية متكاملة الأبعاد والأطر والاتجاهات والأساليب والأهداف وترتكز معالمها على قوة التكنولوجيا المستدامة وعلى نقاط ضعف الطرف الآخر ، وطالما الأمة الإسلامية تفتقد لخطة استراتيجية مضادة تأسس لصراع المواجهة وإجبار خصمها الخضوع على أساس العلم المتنافس ، سيبقى التدافع بالمشاركة في المشروع الأمريكي هو الأمر الوحيد المتاح ، تماماً كما دفعت طهران فيلق بدر من أجل الإطاحة بالنظام العربي في بغداد ، وبالرغم من التاريخ القريب ، يعيدون الإيرانيين السيناريو ذاته عندما يتورطون في تضخم قوتهم كما تورط به العراق ، وبالتالي الواضح ، في أي حرب في المستقبل بين ايران والأمريكان ، الذي سيدفع ثمن الحرب هي الجغرافيا الإيرانية الحالية ، وايضاً سيباع الحرس الثوري وميليشياته في المزاد العلني كما فعلوا مع الجيش العراقي والشرطة العراقية .

لا عجب من ذلك ، ففي كتاب عنونه كاتبه ب( الذين تم بيعهم ، السياسه الخارجية الأمريكية والعرق والأكراد ) للكاتب الأمريكي برايان جيبسون ، إستاذ في جامعة باسيفيك هاواي ، يسرد علاقة الاكراد التاريخية مع واشنطن وكيف يتم بيعهم في كل مرة عندما ينتهي استخدامهم بالمهمة التى أوكلت لهم ، ففي العراق كان الرئيس الأسبق بوش الابن قد وعد العراقيين بالديمقراطية وللأكراد بدولة مستقلة وباقتصاد واعد للطرفين ، لكن لم يقول لهم صدقوني ، بل بكل بساطة ، تستطيع جهات مختلفة أن تكون خبيرة في مجال السياسة أو العسكرة وايضاً يمكن لهم الانفتاح لدرجة الانخراط بالإستراتيجية الأمريكية ، وايضاً من الممكن أو يجتازوا الاختبارات ، لكن يبقى السؤال الأهم ، هل يستطعون التمرد عندما ينكشف الوجه الحقيقي ، ابداً ، فالإيرانيون على سبيل المثال دفعوا الاسد الابن لتسليم السلاح الكيمياوي وكانوا قد نصحوه بالانسحاب من لبنان ، بالطبع بعد مشاركتهم في تدمير العراق ، لأن اعتقدوا بجهل ، بأن تفكيك قوته سيمنحهم موقعه في المنطقة ، وهذا الاعتقاد الخاطئ ، كان قبئذ الشاه قد وقع فيه ، ولم يستفيد النظام الخميني من تجربة الشاه محمد بهلوي ، لأن الأخير كان همه الوحيد إنهاء النظام العربي بأي ثمن وبأي طريق من خلال دعم الاكراد العراق ، لكن صدام حسين فاجأ الجميع بعقد إتفاق مع السوفيات عام 1972م من القرن الماضي ، عقد معاهدة الصداقة والتعاون التى مكنته من الاستحواذ على السلاح الجديد ووضعته على طريق التفوق ، وهذا كان قد ذكره كسينجر ، مهندس العلاقات العربية الأمريكية كما يحب السياسيين العرب الإطلاق عليه ، تحديداً بكتابه ( سنوات التجديد ) الصادر عام 1999م ، يتحدث الكتاب عن النقلة الفارقة في عام 1974م ، عندما خاض الجيش العراقي بدعم من مستشارين عسكرين روس حرب ضد الاكراد ، المدعمون من الشاه وواشنطن ، وصل الدعم الأمريكي آنذاك للأكراد ب28مليون دولار ، وهذا التفعيل ليس بالمفاجئ ، لأن الأمريكيون يعتبرون الاكراد قوتهم العسكرية ، إذن غير مقبول أضعافها لأن بفقدانها سوف يتزعزع حلفهم بالمنطقة ، في عبارة أخرى ، صحيح الشاه محمد بهلوي كان الواجهة وهكذا ظل حتى خلعه ، لكنه تنبه لقوة الجيش العراقي المتصاعدة والتى ستجعل إيران في أي مواجهة تقع في دائرة الاستنزاف ، الذي دفعه ذلك بأخذ قرار التمرد على واشنطن ، عندما وقع على إتفاق الجزائر الشهير ، وبالتالي الأمريكان اعتبروا الاتفاق في مضامينه ، تخلي عن حليف أساسي وتعريض مشروعهم للفشل أو دفعه إلى المستقبل المجهول ، فالرجلان إدريس برازني ومحمود عثمان تعود علاقاتهم مع وكالة المخابرات الامريكية CIA إلى عام 1972م .

إذن ، بماذا يمكن لكتاب مثلي أن يوصي مجموعة لا تستمع سوى لصوتها ، لكن على الرغم من معرفتنا مسبقاً بذلك ، ليس أمامنا سوى قول ما يجب قوله ، لا يوجد جهة تستطيع تحقيق مشروعها دون أن تكون الأمة حاضنة لها ، وبالتالي اليهود قبل وصولهم إلى فلسطين صنعوا ما يسمى اليوم بالليبرالية اليهودية وايضاً فككوا علاقة الكنيسة مع الدولة ، فأصبحت الأمة الليبرالية هي الحاضن الحقيقي للمشروع الثنائي الغربي اليهودي . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا وجد المخرج الجيد يمكن ايجاد عمل مميز ..
- بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السل ...
- الربيع الأسود أي زمن هذا ...
- الجميع يتجسس على الجميع ...
- التاريخ فن قبل أن يكون علم / المغرب الأقصى والارتباط التاريخ ...
- فرسان التيار
- الطاقة الإيجابية / بين العقد الاجتماعي والاستعمار والاجتهاد ...
- عدم استقرار المغرب ، فرصة للعبث في شمال أفريقيا ...
- من الضروري للمعارضة العربية مراجعة الطريقة التى تفكر بها ...
- الشعار الأول والثاني والعاشر لجهاز الموساد ( أقتل اولاً ) .. ...
- ها نحن نعود معاً كما حلمنا يا صديقي ..
- البحث عن الهواء النقي ...
- لم يكتفي بملامستها بل كانت لصيقة حذائه ...
- كما الماء حق للجميع ، ايضاً من حق الجميع بناء دولة قوية ...
- في أمريكا الجميع حبساء الدستور ...
- المماطلة ستأتي بعقوبات أوسع وربما أبشع ...
- المسكوت عنه ، الإدمان الأقدم في التاريخ ...
- نظرية مطاردة الأرنب في المضمار البيضي ، الأمريكي يراهن على إ ...
- كن معي وأصنع ما تشاء ...
- أربعة مناسبات لا تقترب منهم ، تماماً كأيام الحظر الوبائي ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - خمسمائة عاماً حتى تمكنت إمبراطورية التاج إقامة دولة اسرائيل ، فكما تحتاج أمريكا لإقامة دولة الأكراد ...