أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إذا وجد المخرج الجيد يمكن ايجاد عمل مميز ..














المزيد.....

إذا وجد المخرج الجيد يمكن ايجاد عمل مميز ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ حسناً ، كيف نبدأ مع الموت المفاجئ ، هل نفتح هذا المقال من الموت الذي غيب المخرج العربي حاتم علي أو مِّن مقولة أفلاطون ، الذي كان قد قال ذات مرة ( أن النفس تستدعي وجود الزمان وهي التى تخلقه وتحتفظ له مع كل ما يقوم من أعمال ) ، ولأن حاتم تخطى مسألة الدراما التقليدية عندما جعل لعمله القدرة على التواصل مع المشاهد ولم يكتفي بتحويله إلى شريك بل نقله إلى مربع الحقيقة والمعرفة ، وهذا التميز صنع له جمهور عريض يتفقده بعد كل غياب ، فكيف له أن لا يحزن على غياب أبدي سيحرم الجمهور من إنتاجات حملت أعمال وأفكار عميقة كانت تبحث داخل أعماق الذات بغية البحث عن زمن فائت ، بالفعل هي أعمال نادرة وجديدة وإبداعية أدخلها العلي على الشاشة الصغيرة .

ليست هذه هي الانحناءات الدرامية الوحيدة المباغتة الوحيدة ، بل أعماله جعلت العربي أن يستوعب الفارق بين إدراك الحياة / الذات وبين المعاناة / العزلة / الغربة عن الذات وايضاً المجتمع الذي يعيشه ، وبالتالي أهمية حاتم ، عندما صنع للحظة قيمة بالدراما العربية ، ودفع المتلقي إلى منطقة القلق والشكوك والرغبات ، إذن ، أن يمضي المرء وقتاً مع أعماله ، صار يعلم مسبقاً سيكون بمأمن من تضيع للوقت ، بل ترجم في أعماله الفنية تلك الأحلام الكامنة في اللاوعي واللاشعور ، وهنا تماماً تكمن قدرته العالية وتمايزه عن الآخرين عندما أستطاع تحويل اللامنطق إلى منطقاً ، لأن فكفكت ما يدور في النوم من غموض ، ثم نقلها إلى مادة ومن ثم عرضها على الشاشة بطريقة متسلسلة ومترابطة معاً، ليست بالمهمة اليسيرة أو المتاحة للجميع ، بل تعتبر واحدة من الإنجازات الكبرى على الإطلاق ، لهذا كل من عمل معه تمكن أن يصعد إلى القمة في المجال التمثيلي .

صحيح أنه غادر الحياة الدينا لكن فلسفته الإخراجية بالتأكيد لم تغادر نفوس الناس ، لقد أعتمد في جميع أعماله على شخصيات من الطراز الثقيل والحضور وايضاً التأثير العميق الذين كانوا لهم الدور الكبير في ربط المشاهد بمشاعر حقيقية وحوارات عميقة ، بل في كل عمل كانت الروح لا تستطيع سوى التشبث باللحظات التاريخية أو الإنسانية كما حصل مع مسلسل عمر بن الخطاب أو ثلاثية الأندلس أو في التغريبة الفلسطينية الذي كشف بنفسه عن ذلك الارتباط بين أهل الجولان المحتل والذي هو واحد منهم وأهل فلسطين كما ايضاً تذكرنا أرض الجولان المحتل ، بشهيد الثورة السورية والمنشد وقائد الهتافات الشهيرة ضد النظام الأسد والتى تحولت إلى أغاني ، لاعب كرة القدم السوري عبدالباسط الساروت، ولأن الكارثة لم تنتهي مع النزوح الأول بل تواصلت مع نشأته في مخيم اليرموك الحاضن للاجئين الفلسطينيين والتى عززت لديه شعور بالغربة عن وطنه بالرغم أنه مازال في حدود جغرافية الوطن الكبير ، وهذا يفسر كيف كان أول من تركوا سوريا بعد الثورة لأسباب كان قد عبر عنها بطريقة مهذبة تعكس حجم الأدب الذي يمتلكه ، قال بالحرف ، سوريا ليست بخير ، الدم يفوح في الشوارع ، والعودة باتت صعبة طالما هناك نظام أبدى تخليه منذ اليوم الأول عن تقديم أضعف الإيمان تجاه الجولان وأمعن في إذلال السوريين حتى وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم ، بل المفارقة الطريفة ، كان يوما ما قد أبتكر الاسد الابن تقسيمه فريدة لا يأتي بها سوى من هم من تلك السلالة الأسدية ، عندما قال بأن الدولة مسؤوليتها في الجولان سياسية والشعب له الحق في مقاومة الاحتلال .

الفضيحة الأهم في المسألة السورية ، عندما أقدم نقيب الفنانين الأسبق في سوريا على طرد شخص بقيمة حاتم علي ، أهي كانت دعاية إيجابية للمخرج العربي أم سخرية سوداء كما كل شيء أسود في البلد ، بل كانت واقعة الطرد واحدة من الأكثر الدلالات بين الآلاف الوقائع السياسية والأدبية والفنية والاقتصادية والاجتماعية التى جميعها سمحت لي أن أواكبها على مدار الثورة ، بالفعل كانت الأكثر جاذبية ، مع الفارق أن هذا الإجراء ليس سوى لافته للزينة والمراوغة واستغفال البشرية ، وهنا يتساءل المراقب ، لو كان الموت غيب صاحب قرار الطرد (النقيب السابق للفنانين ) ، هل كانت الوسائل الاجتماعية والإعلامية عامةً عجت بالتغريدات والبوستات والمقالات والقنوات العربية بخبر الوفاة وتحويل الخبر إلى عنوان أول ورئيسي ، تتدفق النعوات شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً كما حصل مع الراحل حاتم علي ، رحمك الله يا حاتم ، رحمك الله في الحياة وفي الممات ، لأنها الحياة لم تترك له منذ الصغر فرصة التنفس . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السل ...
- الربيع الأسود أي زمن هذا ...
- الجميع يتجسس على الجميع ...
- التاريخ فن قبل أن يكون علم / المغرب الأقصى والارتباط التاريخ ...
- فرسان التيار
- الطاقة الإيجابية / بين العقد الاجتماعي والاستعمار والاجتهاد ...
- عدم استقرار المغرب ، فرصة للعبث في شمال أفريقيا ...
- من الضروري للمعارضة العربية مراجعة الطريقة التى تفكر بها ...
- الشعار الأول والثاني والعاشر لجهاز الموساد ( أقتل اولاً ) .. ...
- ها نحن نعود معاً كما حلمنا يا صديقي ..
- البحث عن الهواء النقي ...
- لم يكتفي بملامستها بل كانت لصيقة حذائه ...
- كما الماء حق للجميع ، ايضاً من حق الجميع بناء دولة قوية ...
- في أمريكا الجميع حبساء الدستور ...
- المماطلة ستأتي بعقوبات أوسع وربما أبشع ...
- المسكوت عنه ، الإدمان الأقدم في التاريخ ...
- نظرية مطاردة الأرنب في المضمار البيضي ، الأمريكي يراهن على إ ...
- كن معي وأصنع ما تشاء ...
- أربعة مناسبات لا تقترب منهم ، تماماً كأيام الحظر الوبائي ...
- إبليس والموت والسد بين مواريث آدم وذي القرنين / أمريكا الحدث ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - إذا وجد المخرج الجيد يمكن ايجاد عمل مميز ..