أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السليمانية ..















المزيد.....

بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السليمانية ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6774 - 2020 / 12 / 29 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ التطورات الأخيرة خير كاشف للمنابت هذا الاحتشاد المبهم ، وأن الصراعات الراهنة توفر مأذونية غزيرة لمعرفة ما تفكر به القوى الكبرى ، في مقابل ، هناك عالم بأسره يقف متفرجاً على معاناة مفتوحة ، تتعاظم من يوم النكبة إلى يومنا هذا ويستمر صانعها بالسير نحو تحقيق أهدافه بإرادة جبارة ، ولقد بدأ التنقيب اليهودي في فلسطين بهدف البحث عن بقايا الهيكل أواخر القرن التاسع عشر واستمر بشكل متقطع حتى إحتلت إسرائيل القدس والضفة الغربية في عام 67 من القرن المنصرم ، وبفضل ذلك إرتفعت وتيرة الحفريات والتى سمحت للحكومة الإسرائيلية بناء مدينة كاملة تحت الأقصى تحديداً وايضاً على إمتداد حدود مدينة القدس القديمة ، لكن السؤال الذي ظل يهتز في رأسي ردحاً من الدهر إلى أن تبين لي أن الحفريات صحيح تبحث عن الهيكل ، لكن مقاصد اليهودي ومفهوم الهيكل لديه تختلف عن ما يعتقدونه الآخرين من البشرية ، فالحكاية ليست أحجار أو آثار كما جرت العادة في العالم ، بل في الواقع ، تشير المعلومات أنهم يبحثون عن خزائن النبي والملك سليمان وتلك القوة الفذة والوحيدة التى كان يمتلكها ، فدولة الملك سليمان بن داوود تحولت إلى قوة علمية وعسكرية واقتصادية لا مثيل لها على مرّ العصور ، بالطبع ، بفضل التركيبة النادرة التى اجتمعت فيها عناصر مثل الجن والطيور والحشرات والحيوانات بصفة عامة والرياح والماء والشجر عموماً كجزء من حكمه ، وبالتالي سخر اليهود نفوذهم المعرفي بالسحر لإخضاع القوى الكبرى في العالم أو بالأحرى تطويعها لإرادتهم ، كما أشار الدكتور فراس السواح المختص بعلم الأديان والتاريخ في كتابه تاريخ الأديان من السحر ، فالسحر ينقسم إلى أبيض وأسود ، والأسود يصنع للأذى والقتل والسرقة ، أما الأبيض للمنافع والتطبيب والتنبؤ ، وهذا كله له بُعد ضارب في عمق التاريخ وايضاً مرتبط بالتلمود والفرقة التى أسسها اليهود كمذهب وفلسفة اختصت بالسحر الأسود ، يُطلق عليها مدرسة القبلانية في كل من إيطاليا وفرنسا ، وبالتالي تسعى المدرستين منذ ذاك اليوم إلى فكفكت الشيفرات الخاصة لمملكة سليمان والتى مكنته بالتحكم بالجن والشمس والقمر والعلم ، والاحتفاظ بهم بخزائن مجهولة المكان حتى الآن .

خلاصة أخرى تصيب الأصول العقائدية للصهيونية ، المدهش هنا التداخل بين الماضي والحاضر ، فأن شعار من النيل للفرات هو المعنى الحقيقي للمملكة السليمانية السابقة ، ولأن الفارق بين الجنتي اليهودية والسومرية كبير ، عكس ذلك على ديمومة الأولى التى تتمثل بالراعي اليهودي واندثار الأخرى التى تمثلت بالمزارع ، فالثانية أقرب إلى الجنة الإلهية الأبدية التى لا شيخوخة فيها ولا أمراض وخالية من الحيوانات المفترسة وبالتالي طردت من أدبياتها الخلود الأرضي ، أما الأولى قد صاغوها على رغباتهم ، وهذه الصياغة تحولت إلى أدبيات ممنوع المساس بها وتحولت الأرض إلى الخلود ، لهذا ينصب البحث اليهودي بين ثلاثة دول أساسية لمُلّك سليمان ، القدس ودمشق وصرواح ( مآرب ) عاصمة مملكة سبأ في اليمن ، وهذا البحث يعتمد على المعرفية التى تنتجها مدرسة القبلانية من عالم الجن ، لكنهم مازالوا يواجهون صعوبات مختلفة ، ولأن عالم الجن واسع ومهما غاص به الإنسان تبقى معرفته محدودة ومرتهن للمعلومات التى تقدمها هذه المجتمعات ، بل هناك سباق محتدم بين اليهود والفرق الأخرى التى تشرعن التعامل مع الجن ، لأن الجهتان على يقين تام ، بأن من يصل الأول للمملكة السليمانية سيتحكم في العالم .

نَفذت ساعة الرمل منذ هزيمة 67 ، لقد انتقلت إسرائيل من موقع المُحّاصر إلى أن باتت تحاصر المنطقة مائياً ، استطاعت تفكيك الطوق العربي بعد وجودها القوي في القارة الأفريقية ، المجال الاستراتيجي الحيوي، ففي عام 1960م كانت لديها 22 سفارة ، أما اليوم أصبحت تمتلك علاقات دبلوماسية مع 42 دولة بإستثناء البعض ، وبالمساعدة أمريكية وإنزواء العربي عن التمدد في أفريقيا ، سيطرت إسرائيل على بعض المشاريع الري المهمة في منطقة البحيرات وقدمت دراسات تفصيلية ومتطورة لكل من الدولتين زائير ورواندا لبناء ثلاثة سدود ، بل نشطة منذ فترة طويلة على تقديم برامج شاملة لأحكام السيطرة على مياه البحيرات الكبرى ، بالإضافة إلى كل ذلك ، باتت إسرائيل الشريك الاقتصادي الأهم لدول أفريقيا ، هناك تبادل تجاري كبير ، وهذا التسلل يندرج ضمن تحقيق ما يعرف بالأمن المطلق مقابل اللا أمن للدول العربية ، وفي معلومات من طراز آخر يخص ذات الملف ، وكما هو معروف وباختصار يستدعي المقام هنا الإشارة عنه ، قدمت تل ابيب نفسها كنموذج فريد في المنطقة ، الشعب المختار الذي لا سبيل للأفارقة التطور إلا من خلالهم ، وهذا بالطبع عبر مساعدتهم بالتقنية والتنمية والزراعة والصحة والتعليم والاقتصاد ، في المقابل ، ايضاً باتت تقطع بغواصاتها النووية من أدنى البحر الأحمر إلى أقصها وبالتعاون مع الدول المتشاطئة .

الأهم من ذلك وذاك ، في المقابل وتلك عاقبة أشنع بكثير من فرع هنا أو آخر هناك ، لا يبالغ المرء عندما يشير حول دور الكبير وأحياناً الحاسم الذي تلعبه الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا ، تعتبر ثاني أغنى جالية بعد الجالية اليهودية في الولايات المتحدة ، بالفعل من أغنى الجاليات على الإطلاق بين يهود العالم ، بل ايضاً وللتذكير المفيد ، تعتير مساهمات جالية جنوب أفريقيا للخزينة الاسرائيلية بالضخمة والأهم ، وبالتالي منذ قرار الكينست الإسرائيلي باعتبار اللغة العربية لغة خاصة وليست رسمية ، حسب القانون الذي قدمه آفي ديختر عضو الكنيست ورئيس جهاز الشباك السابق والذي بات يُعرف بقانون ديختر ، تحول الفلسطيني بالنسبة للدولة العبرية جزء من السكان التى ترغب بإدراتهم المملكة السليمانية الكبرى في المنطقة ، على الرغم من أن العربية لغة الأم لكثير من اليهود المهاجرين من الدول العربية والذين حرصوا على توارث ابناءهم وأحفادهم العربية إلى جانب العبرية لمعرفتهم بالانفتاح القادم على الوطن العربي ، إذن هذا النوع من الحروب ، تُعتبر واحدة من الحروب التى تحاول إسرائيل كسر التوازن لصالحها كما فعلت بالتفوق العسكري ، خاضت ومازالت حرباً ثقافية أمتدت منذ عام 1922م عندما شكلت مجموعة ضغوط على الاحتلال البريطاني بضرورة إضافة العبربة كلغة رسمية على الأوراق الحكومة وايضاً في المجال التعليم وغيرهما ، وبالتالي أخذ المشرع الصهيوني مدة 98 عاماً لكي يستطيع إنجاز تهويد المكان والإنسان وتكريس في الذهنية العربية أن هذه الأرض ، أرض إسرائيل حتى لو كان ذلك التكريس مقتصر فقط على التعاملات الرسمية ، فإنهم يكتفون بذلك حتى الساعة .

إذن ، المشروع الصهيوني يأخذ الشعب الهيودي رهينة للفكرة التوراتية ولا يعبأ بأي شأن أخر سوى تحقيق الأهداف الكبرى ، وكما أستطاعوا تقطيع المجتمع العربي داخل فلسطين إلى أجزاء ، ايضاً اجتثت الصهيونية ذاك الانتماء القومي والحضاري من الحياة اليومية ، وبقى الانتماء مقتصر على اللفظ ، وبالتالي كما راهنت سابقاً على تهويد القدس وفلسطين ، اليوم تعمل على إدخال اللغة العبرانية بين المجتمعات العربية من خلال الانفتاح عليهم اقتصادياً وثقافياً وعسكرياً وأمنياً وسياسياً ودبلوماسياً ، وهذا حصل تماماً عندما جزأت الفلسطينين إلى أجزاء ومن ثم أعادت ربطهم عبر إدارتها وثقافتها ، لقد استطاعت الصهيونية تسجيل ضربات مهمة للغة العربية بين الأجيال الناشئة وجعلتها من الخليط الثقافي ، فلغة الأم انحسرت على الماضي ( التاريخ ) ، أما العبرية أصبحت الحديثة والمتجددة بحكم إنتاج التكنولوجيا الكثيفة ، وهكذا تراهن مجدداً الصهيونية للوصول لحزائن مملكة النبي والملك سليمان من أجل أن تطبق نموذجها في داخل فلسطين على المنطقة بالكامل لكن هذه المرة بقوة المملكة السليمانية . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع الأسود أي زمن هذا ...
- الجميع يتجسس على الجميع ...
- التاريخ فن قبل أن يكون علم / المغرب الأقصى والارتباط التاريخ ...
- فرسان التيار
- الطاقة الإيجابية / بين العقد الاجتماعي والاستعمار والاجتهاد ...
- عدم استقرار المغرب ، فرصة للعبث في شمال أفريقيا ...
- من الضروري للمعارضة العربية مراجعة الطريقة التى تفكر بها ...
- الشعار الأول والثاني والعاشر لجهاز الموساد ( أقتل اولاً ) .. ...
- ها نحن نعود معاً كما حلمنا يا صديقي ..
- البحث عن الهواء النقي ...
- لم يكتفي بملامستها بل كانت لصيقة حذائه ...
- كما الماء حق للجميع ، ايضاً من حق الجميع بناء دولة قوية ...
- في أمريكا الجميع حبساء الدستور ...
- المماطلة ستأتي بعقوبات أوسع وربما أبشع ...
- المسكوت عنه ، الإدمان الأقدم في التاريخ ...
- نظرية مطاردة الأرنب في المضمار البيضي ، الأمريكي يراهن على إ ...
- كن معي وأصنع ما تشاء ...
- أربعة مناسبات لا تقترب منهم ، تماماً كأيام الحظر الوبائي ...
- إبليس والموت والسد بين مواريث آدم وذي القرنين / أمريكا الحدث ...
- قيمة العملة من قيمة الإنتاج ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السليمانية ..