أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نزاع الصحراء ألعوبة أممية















المزيد.....

نزاع الصحراء ألعوبة أممية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6769 - 2020 / 12 / 23 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدعوى من ألمانيا ، عقد مجلس الامن دورة غير عادية ، لبحث قرار الرئيس الأمريكي ، مقايضة الاعتراف بمغربية الصحراء ، بإخراج تطبيع النظام المغربي الإسرائيلي الى العلن ..
فهل الاتجاه الذي سار عليه مجلس الامن و بالإجماع ، حين دعا الى التمسك بالمشروعية الدولية التي هي قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة التي تتخذها بناء على التوصية التي ترفعها لها اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار كل سنة ، هو رفض لمقايضة الرئيس ؟ .. وأوْجه الغرابة هنا ، انّ السفير الأمريكي بالأمم المتحدة ، كان واحدا من اجماع كل دول مجلس الامن الخمسة عشر ... وهنا نتساءل :
--- هل السفير الأمريكي بالأمم المتحدة ، تابع لكاتب الدولة في الخارجية ، الخاضع للرئيس مباشرة ، ام انه شخص مستقل لا علاقة له بوزارة الخارجية الامريكية ... ؟
--- وكيف نفهم ان يغرد السفير الأمريكي ، ضد قرار الرئيس الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء ، مقابل إخراج التطبيع بين النظام المغربي والدولة العبرية الى العلن ...
--- فهل الرئيس الأمريكي في واد ووزارته في الخارجية في آخر ؟
--- هل فقد الرئيس المنتهية ولايته كل سيطرة على اجهزته ، ام انّ ما حصل بمجلس الامن ، كان بأوامر الرئيس شخصيا ، من جهة لأثبات التمسك الأمريكي بالشرعي الدولية ، ومن جهة نفض اية مسؤولية للرئيس فيما حصل في مجلس الامن ، ومن جهة سل شعرته من فخ مقايضة اخراج التطبيع بين النظام المغربي والدولة العبرية بدون دم ؟ أي ارجاع المسؤولية لمجلس الامن الذي ساير السفير الأمريكي بالأمم المتحدة اجماع المجلس ، ولم يستخدم حق الفيتو لنقض قرار الاجماع ... ؟
ان كل ملاحظ مهتم ، سيلاحظ انّ ما خرج به مجلس الامن ، فيه تناقض مفضوح ، لأنه حاول إرضاء اطراف النزاع كاملة .. من جهة لم يشر الى واقعة معاجلة الجيش المغربي لواقعة الغرغرات ، وما يستشف من هكذا موقف ، هو مواقفة المجلس على ما حصل ، وموافقته على ما يحصل من تغيير من قبل الجيش المغربي بمعبر الغرغرات ، وهنا يكون المجلس قد ارضى الرباط . لكن رفضه لقرار ترامب الأحادي بالاعتراف بمغربية الصحراء ، واعتبار ان القضية من اختصاص ، وبيد مجلس الامن ، هنا يكون المجاس قد ارضى الجزائر والبوليساريو ..
امْ انّ ما جرى بين الرئيس الأمريكي ، وبين سفير الولايات المتحدة الامريكية ، هو مناورة محبوكة ومخدومة ، تقاسم فيها اللعب الرئيس الذي اعترف شخصيا ومن جانب واحد بمغربية الصحراء ، وبين المؤسسات السياسية الامريكية ، ومنه مؤسسة الكونغريس الذي يجب ان يناقش قرار الرئيس ويخضعه للتصويت ، لأنه لا يعقل ان يصدر قرار مقايضة من الرئيس يعترف بمغربية الصحراء ، وممثل الولايات المتحدة الامريكية الذي هو السفير يتماشى ويتباهى مع اجماع كل دول مجلس الامن ومن دون استثناء ، برفض اعتراف الرئيس ، عندما اعتبروا ان نزاع الصحراء هو من اختصاص مجلس الامن ، ويخضع للمشروعية الدولية ..
ان اعتراف الرئيس الأمريكي ، وفي الوقت الضائع ، حيث لم يبق له اكثر من شهر لمغادرة البيت الابيض ، ومن دون المرور على المؤسسات المعنية ، كان مقلبا اسقط فيه النظام المغربي الذي يبحث عن اية قشة يستعملها ، لتجنيبه مخاطر الصحراء التي تنتظره ، وخاصة انّ اثناء مراسيم توقيع اخراج التطبيع الى العلن ، لم يحضر أعضاء الحكومة الإسرائيلية ، وحضره رجال الاعمال برئاسة صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الصهيوني كوشنير ، وحضره ذليلا " الله يعز ويذل من يشاء " ، الوزير الأول المغربي سعد الدين العثماني عن حزب ( العدالة والتنمية ) اللاّإخواني رغم تجارته الواضحة بالدين .. وهنا فان النظام المغربي الأشد مكرا وخبثا ، يكون قد الحق ذلاً وإهانة مقصودا بالعثماني ، وبحزبه ، وبشعاراته المضللة ، عندما تقدم شخصيا التوقيع على اتفاق اخراج التطبيع بين النظام وبين الدولة العبرية الى العلن ، خاصة وهو الذي ردد منذ مدة ليست بالبعيدة ، وفي تجمع حزبي ، انّ المغرب لن يطبع ، وان حزبه ضد التطبيع كذلك ، وخاصة وانّهم في بيعهم الأوهام للمصطّلين وللسذج ، كانوا يرددون " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود " ، و يا ما باعوا واشتروا باسم فلسطين التي هي منهم براء ..
ان اجماع مجلس الامن في اجتماعه ليوم الاثنين الفائت ، والذي شدد بالإجماع على الحل الاممي المبني على المشروعية الدولية لنزاع الصحراء ، فهو الى جانب رفضه اعتراف الرئيس الأمريكي الأحادي حتى من قبل سفير الولايات المتحدة الامريكية بالأمم المتحدة ، من جهة يؤكد على رفض المؤسسات الامريكية لقرار الرئيس الانفرادي بالاعتراف ، وهذا يعني ان قرار الرئيس عرف معارضة قوية حتى من اقرب المقربين اليه ، كرئيس لجنة الدفاع في الكونغريس ، ومن جهة يكون الجميع ، أي كل أعضاء مجلس الامن ، وبما فيهم السفير الأمريكي ، قد اعتبر ما قام به الرئيس قرصنة غير مقبولة لاختصاصات مجلس الامن ، ولاختصاصات الجمعية العامة ... وهذا في حد ذاته يطرح إشكالية للنظام المغربي ، الذي يتشبث بالاعتراف مع الإدارة القادمة ل " جون بايدن " ، التي تشير اغلب التوقعات انها ستتراجع عن قرار الرئيس في شق المقايضة بين الاعتراف بمغربية الصحراء وبين اخراج التطبيع الى العلن ، كما ترفض التشبيه والمزاوجة بين قضية الصحراء الغربية ، وبين القضية الفلسطينية ،لان الوضع القانوني الذي يحكم القضيتين يختلف في جوهره ، رغم ان قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، طبعت مع الدولة العبرية حين اعترفت بالدولة الإسرائيلية في سنة 1993 ، بمقتضى اوفاق " أسلو " الخيانية ، التي انتهت بعد مرور سبعة وعشرية سنة الى الإفلاس التاريخي المدوي للقضية الفلسطينية ، افلاس بيد خونته وافلاس عن طيب خاطر بسبب اللهفة على الدولار...
ان قضية الصحراء في شكلها وفي جوهرها ، هي لعبة اممية ، وصراعا إقليميا بالمنطقة ، كل واحد يوظفه بما يخدم بقاءه ، ويخدم مصالحه ..
--- فالدول الدائمة العضوية بمجلس الامن ، والدول الغربية ، تستعمل نزاع الصحراء لجرجرته ما امكن ، الى حين حلول وقت حله ، وحله لن يكون حسب المخططات الامبريالية الاّ كارثة على المنطقة ، وكارثة على شعوبها ...
ان استمرار النزاع مفتوحا منذ اكثر من خمسة وأربعين سنة والى الآن ، الغاية منه استنزاف المنطقة ، واغراقها في الازمات المختلفة ، وتعطيل التنمية التي تحرم منها الشعوب اليوم ، بفعل ديمومة النزاع الذي يستنزف الميزانية في الأغراض العسكرية المختلفة ...
ان لعب الأدوار المتبادلة بين دول مجلس الامن صاحبة الفيتو في التعامل مع النزاع ، يدل على ان الغرض المتوخى من هذه الأدوار، هي الاستنزاف ، وجلب المصالح ، والحيلولة دون الحلول الجادة في إيجاد الحل الجاد ... فرغم ان روسيا من المفروض فيها انها ( حليفة ) الجزائر ، الاّ انها تتصرف ضد طموحات ومرامي الجزائر .. ففي الاجتماع الأخير بين الاتحاد الافريقي وموسكو ، لم تستدع روسيا الجمهورية الصحراوي ، كما انها ابرمت اتفاقية للصيد البحري مع النظام المغربي ، تشمل مياه الأقاليم الصحراوية .. ومؤخرا فان أحد مسؤوليها الكبار قام بزيارة ميناء بوجدور ، كل هذا وغيره كثير يحصل ، امام اعين وانظار النظام الجزائري ، لكن لا حول ولا قوة له ، لأنه رمى بكل بيضه في السلة الروسية ، فأضحى اسيرا عندها ، وهي التي تتصرف حسب مصلحتها ، ولا تتصرف حسب مصالح النظام الجزائري المتلاشية في المنطقة .. ...
كذلك فرغم ان فرنسا المفروض فيها انها ( حليفة النظام المغربي ) ، فهي لا تعترف بمغربية الصحراء ، وكل مؤسساتها الرسمية ، وشبة الرسيمة ، والمستلقة عندما تعرض خريطة المغرب ، فبدون الصحراء التي تصوت لصالح قراراتها بمجلس الامن كما حصل يوم الاثنين الماضي ..
--- اما النظام المغربي ، فرغم ادعائه مغربية الصحراء ، فوظيفته الأساسية منها ، هو استعمالها كحاجب ينجيه من أي سقوط ، ولا يستعملها كتاريخ ، وجغرافية ، وشعب ، كما يهمه منها مجرد خيراتها وثرواتها من فوسفاط ، واسماك ، واعتبارها امتدادا تجاريا لمختلف السلع نحو افريقيا ، ولا يهمه الانسان الصحراوي ، كالإنسان المغربي في شيء .. والدليل هو اقتسام الصحراء مع موريتانية بمقتضى اتفاقية مدريد الخيانية ، وبناءه جدارا صخريا ورمليا احتفظ فيه بثلثي الأراضي النافعة ، في حين ترك الثلث المتبقي الذي مساحته اكبر من مساحة العديد من الدول ، خارجا عن ثلثي الأرض التي يحميها الجدار ... وهنا سنجد انّ النظام يتغافل او يتجاهل الوضع القانوني لتلك الأراضي التي تسمى بالأراضي العازلة ، رغم ان البوليساريو تصول فيها وتجول ، لانّ على عاتقه مسؤولية بالنسبة لتلك الأراضي لا تعفيه من المسائلة . ومن جهة سنجد ان الأمم المتحدة المفروض فيها انْ ترعى تلك الأراضي ، لأنها يجب ان تخضع لقوانين الأراضي العازلة ، لا تقوم بما فرضته عليها اتفاقية 1991 التي أنشأت المينورسو ... والسؤال هنا :
-/- هل سلم النظام المغربي في الثلث من الأراضي الخارج عن الجدار ؟
-/- وهل صمت الأمم المتحدة عن تجاوز البوليساريو وخرقه لاتفاق 1991 ، هو اعتراف من الأمم المتحدة غير معلن عنه ، بصحراوية ذاك الثلث من الأراضي الذي من الممكن ان تقيم فيه جمهوريتها ، وإنْ كان الامر كذلك ، فإننا سنكون هنا امام تقسيم ثاني بعد التقسيم مع موريتانية ، يُفْرض امام اعين النظام المغربي الذي يلزم الى الآن الصمت ، والصمت طبعا دليل الرضى ، أي ان النظام المغربي بدوره لا يجد مشكلة إنْ اكتفت البوليساريو بذلك الثلث لبناء دولتها .. فهل ما يجري اليوم بين ثلثي الأراضي التي يسيطر عليها النظام المغربي ، وثلث الأراضي الغير النافعة الخارجة عن الجدار ، هو تقسيم ثاني تتعرض الأراضي المتنازع عليها .. ؟ .
--- اما ما يهم النظام الجزائري من تورطه في حرب الصحراء ، من جهة تكسير شوكة النظام المغربي الذي يتصارع معه تمثيل المنطقة ، ومن جهة محو عار هزيمة حرب الرمال في سنة 1963 ، وهو ما قد يكرر حالة ثأر" اذر بذجان " مع " أرمينيا " حول الإقليم المتنازع عليه " ناگورني كرباخ " ، ومن جهة الوصول الى مياه المحيط الأطلسي لتطويق ، وحصر ، وخنق ليس النظام المغربي ، بل تطويق ، وحصر ، وخنق المغرب ، والشعب المغربي ...
الآن النظام الجزائر تورط في مستنقع لا يمكنه الخروج منه بسلام ، الاّ وضريبة تغيير النظام جذريا ، تلقي بظلالها عليه ، كما تلقي نفس الظلال على النظام المغربي الذي تهدد وجوده الصحراء .
ان الأطراف المتشابكة في حرب الصحراء ، واعية كل الوعي ، ان خسارتها ستكون خسارة النظام الذي خسر الصحراء ، ويستوي هنا في هذه الخسارة النظام المغربي والنظام الجزائري على السواء ...
--- وفي ما يخص موريتانية التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية في سنة 1979 ، وجدد تأكيد هذا الاعتراف مؤخرا الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ، فهاجسها الأوحد الوحيد الذي يؤرقها ، هو تاريخ الامبراطوريات المغربية . ومع تأكيد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال ، وغيره ، بمغربية موريتانية ، فان تأسيس الجمهورية الصحراوية ، هو حاجب حفاظ لموريتانية من الطموح الامبراطوري المغربي ، وقد زاد مؤخرا عن هذا الخوف الغير مبرر ، الترويج لفكرة اجتياح لجيش النظام المغربي ل ( الگويرة ) الخاضعة لسلطة الجيش الموريتاني ..
ان ( لگويرة ) هي جزء من أراضي ما قبل 1975 ، وجزء من أراضي ما قبل 1979 ،حين سلمت نواكشوط وادي الذهب للبوليساريو ... فلا بد من تصحيح الخلل بالعودة السريعة ( للگويرة ) الى المغرب ، وهو امر يبقى متوقعا اذا حسم النظام المغربي معركة الصحراء امميا . فهل يستطع النظام المغربي تحقيق نصر على دول مجلس الامن أصحاب الفيتو ، وعلى الغرب ، وروسيا ، والصين الذين يخططون لتفتيت المنطقة على طريقة تيمور الشرقية .. ؟
ان مثل هذه الاشاعات المقصودة ، والتي لا أساس لها من الصحة ، هي التي تجعل ساسة موريتانية ، يشجعون دولة صحراوية تفصل بينهم وبين المغرب ، الذي يحلم حسب نظرهم ، بالوصول الى السينغال ..
لقد لعب الاعتراف الأحادي للرئيس الأمريكي بمغربية الصحراء ، مقايضة بإخراج تطبيع العلاقات بين النظام المغربي وبين الدولة العبرية ، دورا في كشف مواقف أطراف أخرى ، مرة هي مع المغرب في حل الحكم الذاتي ، ومرة هي ضده ، وكما تقول هي مع المشروعية الدولية .. وهنا نذكر بالموقف الذي اتخذه الاتحاد الأوربي ، حين رفض التماثل بين قضية الصحراء وبين القضية الفلسطينية ، ورفض الاعتراف الأحادي للرئيس الأمريكي بمغربية الصحراء ، الذي اعتبره من اختصاص مجلس الامن والأمم المتحدة ، وانه لا يمكن لشخص ولو رئيس ، الاعتراف بشيء لا يملكه ولا يخصه ، لكنه ، اي الاتحاد الأوربي أشاد بإخراج التطبيع بين النظام المغربي وبين إسرائيل الى العلن ، عوض بقاءه في دهاليز الكتمان ، كما يُعتقد انه كان ، رغم انه كان معروفا للقاصي والداني ..
وفي هذا الاطار كذلك ، ستكشف اسبانية عن وجهها الحقيقي إزاء نزاع الصحراء ، ولتنزل بكل ثقلها وضغطها الدولة الاسبانية ، حكومات وأحزاب ، ضد اعتراف الرئيس الأمريكي الأحادي الجانب بمغربية الصحراء .. وادعاءها تشبتها بالمشروعية الدولية ، وبكون الاعتراف من عدمه ، هو بيد الأمم المتحدة ، وبيد مجلس الامن ...
وهنا تنجلي الحقيقية الدامغة ، انّ موقف اسبانيا المتماهي نفاقا مع النظام المغربي ، عند ادعاءها مساندة حل الحكم الذاتي ، هو مجرد كذب لا غير ، لإغراق المغرب في طول الوقت والجرجرة ، ما دام ان الوضع الغير سوي قانونا ، يخدم المصالح الاسبانية بدرجة أولى ... لكن ما ان اعترف رئيس اكبر دولة بمغربية الصحراء ، اصبح الاعتراف غير قانوني ، واصبح الوجه القانوني هو الوقوف ضد مغربية الصحراء ..
الخطورة من هذه الحقيقة التي تكشفت بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بمغربية الصحراء ، هو ان قضية الصحراء هي قضية اممية ، وانْ طال الزمن ، فالمجمع الدولي الذي يحكم العالم ، يسير في طريق فصل الصحراء عن المغرب ، وتأسيس دولة صحراوية تفصله عن موريتانية ، لكن سيكون الوصول الى هذه الهدف الاسمى باستعمال الديمقراطية التي يختصرونها في تقرير المصير على طريقة تيمور الشرقية .. فالمخطط القادم سيكون اخطر واسوأ ، واطرحوا السؤال : لماذا لا تعترف فرنسا بمغربية الصحراء ؟ ولماذا حين تعرض قنواتها ومؤسساتها خريطة المغرب ، فدائما بدون صحراءه ، وهي نفس الشيء تقوم به قناة الجزيرة القطرية ...
ان إدارة الحزب الديمقراطي برئاسة الرئيس المنتخب " جون بايدن ) ، سوف لن تزيغ عن هذه الحقيقة ، وسوف لن تخرج عمّا يريده ويخطط له أصدقائها الاوربيين ، والروس ، والصينيين ، وسوف يصبح اعتراف الرئيس دونالد ترامب بمغربية الصحراء ، مجرد نكتة في الدبلوماسية الدولية ، حصلت في زمن 20/20 عشرين/عشرين ، سنة غزو الوحش كورونا بامتياز ...
ان المخطط واضح ، والمشروع أوضح .. ويجب انتظار أي شيء وتوقع أي شيء ... لان المنطقة مهددة بالدمار والخراب ، ومهددة بالتفتيت والتقسيم ، حيث مع اشتداد الازمة ، وسيادة الدكتاتورية المؤدية للانفجار ، وبروز ، بل طفح تهديد الانفجار العرقي والاثني المُعطّل .. فشمال افريقيا والمغرب الكبير ، في فوهة مدفع الغربيين ، الإمبرياليين ، والصهاينة ...
لقد ظهر الوجه المكشوف الذي لم يكن مستترا ، الاّ عند من لا يحق المخططات . انّ معارضة مغربية الصحراء ، هي معارضة غربية بالأساس ، قبل ان تكون معارضة النظام الجزائري ، ونظام بريطوريا / جنوب افريقيا ، ولا كوبا ...
لقد نجح الرئيس الأمريكي " البزْناسْ " ، في اسقاط النظام المغربي في فخ مقايضة اخراج التطبيع بينه وبين الدولة العبرية الى العلن ، مقابل اعتراف الرئيس الأمريكي ، وليس المؤسسات الامريكية بمغربية الصحراء ، وهو الاعتراف الذي يسمى بضربة مْعلّمْ Un coup de professionnel . ولو كان لاعتراف الرئيس من قيمة قانونية وحتى سياسية ولا أقول سيادية ، هل كان لسفير الولايات المتحدة الامريكية بمجلس الامن ، ان ينظم الى اجماع أعضاء المجلس الذي بإقرارهم الحل الدولي لنزاع الصحراء عبر المؤسسات الدولية ، مجلس الامن ، يكون مجلس وبإجماع كل اعضاءه ، وبما فيه السفير الأمريكي ، قد رفض اعتراف الرئيس الشخصي بمغربية الصحراء ؟
ان الهرولة الغير مضبوطة الإيقاع ، بمقايضة اخراج تطبيع النظام المغربي وليس الشعب المغربي ، الى العلن ، مقابل اعتراف شخصي لرئيس ولايته منتهية ، ومن دون المرور عن المؤسسات الدستورية ذات الاختصاص ، كان من جانب الرئيس مقامرة ، وكبزْناسْ ضليع في عالم الاعمال ، فهو ربحها ، وكانت إساءة الى الصحراء ، حين تم ربط الاعتراف بها من قبل شخص ذئب بإخراج التطبيع الى العلن ، وكانت ضربة للقضية الفلسطينية التي خضعت لمنطق المساومة وللبيع والشراء ...
--- ان أي تطبيع والقدس أصبحت عاصمة إسرائيل الأبدية ، وباعتراف الرئيس دونالد ترامب نفسه ..
--- وان أي تطبيع وقد ابتلعت إسرائيل اكثر من تسعين بالمائة من أراضي الضفة، وأصبحت مرقعة كجلد Le jaguar ...
--- وان أي تطبيع مع إسرائيل والجولان العربي قد اصبح إسرائيليا بالضم ...
--- وان أي تطبيع مع إسرائيل وهي تتجهز لضم غور الأردن الغني بالمياه ...
هي خيانة كبرى لقضايا الامة ، وللقضايا القومية ، وعلى راسها فلسطين ، والقدس ، والجولان ... فماذا تحقق حتى يهرول الحكام العرب الى التطبيع ومن دون خجل ... وإسرائيل متمادية في غيّها حين تعتبر الضفة ، والأراضي العربية المحتلة ، إسرائيلية ... فما تبدل بين الامس واليوم ...
وكما اضر اخراج التطبيع الى العلن بالقضية الفلسطينية ، فهو قد اضر حتى بقضية الصحراء المغربية ... لا نه شكك النظام في مغربيتها ..

والسؤال : من هم الأطفال الذين يسيرون المغرب ؟ امنياً ، سياسياً ، ودبلوماسياً ؟
من زلة الى اكبر منها ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ماذا تريد منّي يا محمد السادس - . البوليس الفاشي والجهاز ا ...
- فرض سيادة الشعب
- هل كان اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء الغربية ، فخ سقط ...
- الجهاز البوليسي والسلطوي في المغرب
- مغاربة يعارضون مغربية الصحراء
- هل تسحب موريتانية اعترافها بالجمهورية الصحراوية ؟
- الوساطة الموريتانية
- - اللجنة التأسيسية المعارضة للنظام الملكي بامريكا -
- تقنين اساليب القمع السياسي والايديولوجي لاضفاء مشروعية جبرية ...
- حزب النهج الديمقراطي وقضية الصحراء -- بيان الكتابة الوطنية - ...
- بيان وزارة الخارجية الجزائرية
- البوليساريو تنتحر
- الصحراء الغربية
- من يتحمل مسؤولية ما يجري بالگرگرات ؟
- الوضع القانوني لمعبر الگرگرات
- أخطاء جبهة البوليساريو
- قرار مجلس الامن 2548 حول نزاع الصحراء ، كان صفعة مدوية في وج ...
- تقييم الوضع في الصحراء .
- ماذا يختمر بالگرگرات .. ؟
- نعم انها فعلا حرب يخوضها النظام الجزائري ضد المغرب ..


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نزاع الصحراء ألعوبة أممية