أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المسيح والبعل في قصيدة -هو الصوت- إسماعيل حج محمد














المزيد.....

المسيح والبعل في قصيدة -هو الصوت- إسماعيل حج محمد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6769 - 2020 / 12 / 23 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


المسيح والبعل في قصيدة
"هو الصوت"
إسماعيل حج محمد
هو صامتٌ وبصمتهِ يتكلمُ
أعمى يرى لا سمعَ فيه ولا فمُ
قد ثارَ من قبل المسيح بمهدهِ
من نورِ كُوَّتهِ تنارُ الأنجمُ
والصوتُ يَعلو والرعودُ وبرقها
بينَ الغيومِ المثقلاتِ يحمحمُ
وبه الجراحُ كما النبيذِ أو الندى
فيفوحُ عطراً من شذاهُ العندمُ
والفجرُ إذ يأتي إليهِ تيمماً
فالليلُ فيه توضؤٌ وتبلسمُ
صلى على الأسفارِ نزفُ وريدهِ
ما بينَ سجدتهِ وركعتهِ دَمُ
لا تعرفُ الألوانُ إلا نبضهُ
كالنهرِ للأفكارِ وحيٌ مُلهمُ
هوَ للبنانِ كما البنانِ بنانهُ
كلُ الحروفِ بجوفهِ تتبسمُ"
معجزة المسيح الأولى كانت في تكلمه وهو في القماط، " فنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا (24) وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا (25) فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا (26) فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡ‍ٔٗا فَرِيّٗا (27) يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا (28) فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا (29) قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا (31) وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا (32) وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا (33" بمعنى أن الكلمة هي أول اشارة إلى مكانة المسيح وتميزه عن بقية الناس، كما أن بذرة تكون المسيح كانت كلمة: " يا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا"، إذن قبل أن يواجه المسيح الأخرين بالمعجزات المادية" شفاء المرضى، إحياء الموتى، المشي على الماء، كثر الطعام، وغيرها، كانت الكلمة، وأول شيء فعه التكلم والتحدث إلى أمه ثم إلى أهلها الذي استغربوا وتعجبوا من وجوده، الشاعر "إسماعيل حج محمد" يحافظ على هذا النسق في القصيدة من خلال استخدمه ألفاظا متعلقة بالكلام/بالكلمة/بالنطق: "صامت، وبصمته، يتكلم، سمع، فم، الصوت، يعلو" كل هذه الألفاظ لها علاقة بالكلام/بالكلمة.
ويأخذنا الشاعر إلى بداية البشارة بالسيد المسيح من خلال: "الأنجم"/متابعة المجوس للنجم، ونجد ألفاظا أخرى متعلقة بمعجزات السيد المسيح: مثل عودة البصر للأعمى/ أعمى يرى، مهد المسيح/"المسيح بمهدهِ"، معجزة تحويل الماء إلى خمر في قانا الجليل/" كما النبيذِ فيفوحُ عطراً"، الفجر كوقت مفصلي في حياة المسيح، بعد أن أخبر بطرس أنه سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك/"والفجرُ إذ يأتي"، أهمية ومكانة الصلاة والإنجيل الذي جاء به/" صلى على الأسفارِ"، النهر وتعمده بالماء/"كالنهر".
إذن هناك العديد من الألفاظ المجرد تمكن القارئ من التعرف على أن المقصود هو السيد المسيح، لكننا نجد جذور دينية قديمة ـ البعل/حداد ـ ما زالت عالقة في القصيدة، فعندما استخدم الشاعر:
" والصوتُ يَعلو والرعودُ وبرقها
بينَ الغيومِ المثقلاتِ يحمحمُ
وبه الجراحُ كما النبيذِ أو الندى
فيفوحُ عطراً من شذاهُ العندمُ" فالحديث هنا أقرب إلى "البعل" منه إلى السيد المسيح، فهو راكب السحب، وهو الذي يرسل البرق والرعد كإشارة على اقتراب حضوره، كما أن الحرج التي اصابته بعد معركته مع "الموت/الخنزير البري" نجدها في: "وبه الجراح"، وهذا يأخذنا إلى الأثر الثقافي الذي تركه "البعل" على المجتمع السوري/الفلسطيني حتى أثناء وبعد وجود السيد المسيح، فيبدو وكأن الشاعر يكتب القصيدة في ذلك العصر/الزمن، وما زال يحتفظ بالثقافة الدينية البعلية، لهذا لم تكن القصائد نقية/صافية من آثار البعل، بهذا يكون الشاعر "إسماعيل حج محمد" قد قدم قصيدة ليس في وقتنا الآن، بل في ذلك الزمن، زمن السيد المسيح، وهذا ما يجعل القصيدة (واقعية/حقيقية) وليست متخيلة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -غسان قلبي صلاح حزين
- مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية في السيرة الذاتية ناهض زقوت
- السعيد عبد الغني إلى خليل حاوي
- السرد الشعبي في رواية حارة القطط نبيل العريني
- حضور المرأة في قصيدة -ما زلت تحلم- كميل أبو حنيش
- كميل أبو حنيش الحلقة السابعة -خبر عاجل
- حرية الشخصيات في رواية -ولو بعد حين أو موت مؤجل- بسام أبو شا ...
- -امرأةٌ كانتْ عتمةْ- سمير التميمي
- لسجن مذاق آخر أسامة الأشقر
- نذر مفلح --إلى أمي
- حضور المكان في مجموعة -ذاكرة المخيم- نبيل العريني
- التماثل والاختلاف في قصيدة -أنا لستُ يوسفَ- كميل أبو حنيش
- مجموعة -ذاكرة المخيم- نبيل العربي
- الواقع والقصيدة -غزالة في بلاد الشمال- كميل أبو حنيش
- -سلاح أبيض- سامر كحل
- الكتابة والسجن الحلقة الخامسة -مكتبتي المتنقّلة- كميل أبو حن ...
- رواية نساء وبلاء رنين دراغمة
- رواية الخرزة منذر مفلح
- قصة زغرودة ودماء تحذّر من المفرقعات
- رواية -سكان كوكب لامور- أماني الجنيدي.


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المسيح والبعل في قصيدة -هو الصوت- إسماعيل حج محمد