أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية نساء وبلاء رنين دراغمة















المزيد.....

رواية نساء وبلاء رنين دراغمة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 5 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


رواية نساء وبلاء
رنين دراغمة
تمثل هذه الرواية صرخة المرأة العربية التي تعاني من ذكورية المجتمع، فالمآسي التي تتناولها الرواية متعددة ومتنوعة، وتطال الفتيات الصغار والراشدات، فنجد القتل، الضرب، التحرش، الاغتصاب، الإجبار على البغاء، الطرد، المنع من الزواج، المنع من الأولاد، التهدد والابتزاز بالصور والفيديو، الحرق، من هنا، من الصعب تناول الرواية دفعة واحدة، فالمتلقي يحتاج إلى (استراحة) قارئ، فالساردة كانت مندمجة في الرواية ومتوحدة مع الأحداث والشخصيات، لهذا لم تخرج عن العنوان، "نساء وبلاء"، فالعنوان ومتن الرواية متطابقان تماما.
إذن نحن أمام رواية نسائية عربية، تتحدث عما يتعرضن له النساء من وليلات المجتمع الذكوري، وقد أظهرت الساردة سخطها على المجتمع بقولها: "يسرقون الحب من نقاء عذرية النساء غلظة" ص6، وتبين ما يتعرضن له بقولها: "لطماتهم مسددة لنساء الضعفاء" ص7، بعدها تدخلنا إلى عالم اضطهاد النساء وما يعنين، فهناك أكثر من امرأة في الرواية، لكنهن بمجملهن تحدثن بلغة واحدة، لغة الساردة، فلم نجد فروقات في اللغة أو في صوت الشخصيات، فكانت الرواية بصوت واحد رغم تعدد الشخصيات، وبما أن الرواية نسائية، فقد تم تغيب صوت الذكور بصورة شبه كاملة، وهذا يشير إلى (انفعال) الساردة وانحيازها لقضايا المرأة.
سنعرض بعض النماذج مما يطرحنه نساء الرواية، من مشاهد الخطف:
"ـ أرجوكم أنقذوا طفلتي، سيقتلها أبيها، وعمها لم أجرؤ لذهاب للشرطة، ساعدوني، جاءوا وخطفوها بعيدا، أواه حسرتاه طفلتي تضيع مني" ص9.
من مشاهد الطرد:
"أهلي طردوني وأرادوا لي حياة جهنمية، المهم عندهم أن لا أكون مطلقة" ص25و26.
من مشاهد الحرق:
"...أرجوك لا تنسي أمر نوال مبارحة جاءت من المستشفى ونفسيتها سيئ للغاية، أخاف عليها التفكير بالانتحار، بعد أن حرق أخيها لوجهها" ص32.
الاغتصاب:
"...وجاء ذلك اليوم الملعون الذي اغتصبني فيه ابن أحد أصحاب المنازل التي أعمل فيها، ...ناجيتهم بدموعي وطلبت منهم أن يستروا علي ويزوجوني لابنهم،
...ـ أسمعي أيتها العاهرة، أوقعتي ولدنا في شباك أنوثتك بإغراء لكي تصلي لهذه النتيجة يالا وقاحتك... أمسك بشعري وشده بقوة حتى رفع كل ثقل جسدي بشعري، ووضع يديه الأخرى على فمي ليسكت صراخي من الألم، وقال ...وإلا سأتصل بالشرطة بتهمة السرقة، وأيضا سأقول أني امسكت بك مع أحدهم في منزلنا تمارسين الرذيلة" ص 45و46.
الاجبار على البغاء والتهديد بالصور والفيديو:
"...زوجي ليلا يجلب أصدقائه سكارى ويجعلني أرقص لهم وثم يستمتع بالنظر حين يبدؤون ممارسة الجنس معي أما عينيه بل ويطلب منهم ضربي قبل وأثناء وبعد، حدث ذلك عشرات المرات،... يهددني بفيديوهات مصورة لي معهم" ص66.
المنع من الزواج:
"...وأنا أعيش مع أبي الذي يرفض أن يزوجني لأعمل وأصرف عليه وأخدمه" ص72.
الضرب:
"...ضرب وشتم كل يوم ولحظة والآن يهددني زوجي بالطلاق إن لم أنجب هذه المرة صبي" ص82.
وهناك العديد من النسوة اللواتي تعرضن لمثل هذا الأحداث، وهذا ما جعل الساردة تثور وتتمرد على هذا الواقع وبصورة مباشرة:
"ثورا يا معشر النساء تمردوا، فالواقع دماء في دماء لملموا أجزائكم وأغدو بالأرض شرفاء، لن ندنس بعد اليوم، وسنقتل فكر وثقافة الظالمين الأعداء" ص106، "ثورا يا مشعر النساء لا مكان للضعف بعد الآن، أخرجوا لشوارع بمسيرات احتجاج مزقوا تلك القوانين الظالمة، أحرقوا الحزن في نفوسكم، كفى تنازلات نحن نريد كرامات نريد أبا يحمينا أخ يواسينا أبنا لا يرمينا" ص196، إذا ما توقفنا عند الصيغة التي جاءت بها الثورة، تبدو وكأنها ثورة شعب/أمة ضد محتليها، فالعبارات المستخدمة كبيرة، ولا تشير إلى (امتعاض/سخط) اجتماعي، بل إلى تناقض وصراع وصدام، وهذا يعكس حجم المعاناة التي تتعرض لها النسوة، وهذه الثورة نجد لها أسبابها من خلال أحداث الروية وما تعرضت له النسوة فيها.
المكان والزمان
الساردة في الرواية لا تحدد المكان بالاسم، وتكتفي بالحديث عنه بصورة عامة: "هذه المدينة فارغة جدا" ص105، "وأهجر هذا المكان" ص151، ",,,تعرفت عليها بعيدا عن مدينتي وعشت معها بمنزلها حتى توفت" ص161، وهذا يخدم شمولية الفكرة التي تتجاوز المكان، لتكون قضية المرأة الشرقية والعربية، وليست الفلسطينية فقط، كما أن (تغيب) المكان وعدم تحديده، ابعد الرواية عن (الواقعية) بحيث لا يمكن لأي أحد أن يحاسب الساردة على ما جاء في الرواية، فهي لم تحدد المكان، ولا يمكن لأي كان أن يدعي أنه هو المقصود/ة في الرواية، رغم كثرة النساء المذكورات فيها.
كما أن تغيب الزمن وجعله زمن عام، غير محدد بسنة بعينها: "الأثنين 11ديسمبر الساعة الواحدة والنصف ظهرا" ص111، اسهم في (تحرير) الرواية من الزمن، وجعلها عابرة للزمن، بمعنى أنها رواية تصلح لكل الأزمنة، فمادام هناك مجتمع ذكوري، تكون الرواية ردا عليه، وتصلح لتبيان عيوب هذا المجتمع.
بعض مدارس النقد تعتبر أن تناول المرأة/الرجل في الأدب (المرأة بالنسبة للرجل، والرجل بالنسبة للمرأة) أحد عناصر الفرح/التخفيف التي يلجأ إليها السارد/ة وقت الشدة والضغط، إضافة إلى الكتابة، والطبيعة، والتمرد/الثورة، نجد هذه الآثار الايجابية على الساردة بهذه الفقرات، الكتابة وأثرها: "الكتابة هي عبارة عن تفريغ الكبت، والقهر الذي يعترينا والإلقاء فيها بين السطور لنشاهد موتنا أمانا يتلوى كالأفعى التي ستقذف بسمومها عند أحد الحروف العاقلة في حنجرة العجز والتعبير عما يجول في قلوبنا من مواقف مخزية" ص59، إذا ما تجاوزنا الفكرة المطروحة والمعنى الذي تحمله، نجد أن طول الفقرة والتي لا نجد فيها إلا فاصلة واحدة، تشير إلى أن الساردة تماهت مع أثر الكتابة، بحيث نسيت أن تضع فواصل بين العبارات، وهذا يمثل ذروة الانسجام والتوحد مع النص.
أما أثر الرجل فنجده في هذه الفقرة:
"اصطدمت بشاب من النظر الأولى كما يقولون اخترق قلبي كسهام من وردة جميل ومؤلم لم يكن بالحسبان أتوقع في الحب وقتها ولم أكن أومن بوجود الحب في هذا العالم لما اسمع وأرى من قصص مأساوية أصابت المحبين بالانكسار والحزن" ص61، أيضا لا نجد أي فواصل في هذه الفقرات، وهذا يشير إلى أن الساردة، اندمجت في الحديث عن الحب الذي أنساها أن تضع الفواصل بين الفقرات، وهذا يشير إلى أن العقل الباطن هو الذي يُكتب الساردة، فهي تكتب من داخلها وبمشاعرها واحاسيسها، وليس بوعيها فحسب.
ونجد التمرد على المجتمع الذكوري بهذا الشكل:
"وسأقف وجه لوجه أمامه لست خائفة لست أبكي بل سأطعنه حتى ينزف كل الماضي ويموت ولن أنسى أعدائي بعد الآن فظلم المجتمع لم ينساني، أنه الافعى التي تغرس أنيابها في حقوق النساء وأنا قتلت الأفعى وسمها بات شرابا أحتسيه خمرا كل مساء حتى الثمالة لأبدأ بالرقص على جثثهم المتعفنة أتمايل وجعا أنوح على نفسي التي ذهبت حسرات" ص88، الفكرة واضحة، لكن وجود فاصلة واحدة في هذا المقطع يشير أن الساردة عندما تستخدم عناصر التخفيف/الفرح تتوحد مع النص، بحيث لا تعود تذكر أهمية وجود الفواصل بين الفقرات والعبارات.
من هنا نقول أن الرواية صادمة للقارئ، لما فيها من أحداث مؤلمة، لكن وجود فقرات تشير إلى اللاوعي في عملية السرد، (برر) للقارئ هذه القتامة وهذا السواد، وجعله ينحاز للمرأة ويقف ضد ما تتعرض له من أذى في مجتمع الذكوري متسلط.
الرواية من منشورات دار الإعلام لنشر والتوزيع، نابلس فلسطين.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية الخرزة منذر مفلح
- قصة زغرودة ودماء تحذّر من المفرقعات
- رواية -سكان كوكب لامور- أماني الجنيدي.
- الكتابة والسجن الحلقة الرابعة أكتب... كرسائل البحر كميل أبو ...
- إسراء عرفات بورتريه لامرأة غائبة
- الكتابة والمرأة في ديوان -الحب يليق بحيفا- عبد الله منصور
- كميل_أبو_حنيش الحلقة الثالثة هواجس الكتابة في قلب السجن
- -ذكريات الزمن الآتي- كميل ابو حنيش
- كميل أبو حنيش الكتابة والسجن
- المرأة في رواية الشهيدة هيثم جابر
- صفوان ماجدي- العشق والإيقاع السريع
- العالمية في قصيدة القرن كميل أبو حنيش
- الأسماء ودلالاتها في مجموعة -العرس الأبيض- هيثم جابر
- ديوان -عدت يا سادتي بعد موت قصير- رامي نزيه أبو شهاب
- الأدب المقاوم والاشتراكي في مجموعة -لست وحيدا مثل حجر- سامي ...
- الجحيم الأرضي في قصيدة -في التيه- مفلح اسعد
- الاغتراب الوطني والشخصي في ديوان -الغجري- علي فوده
- يونس عطاري مرارتُ الكائنِ الرّاهن
- الماضي والحاضر في قصيدة - وتسألني- سامح أبو هنود
- الثنائية في قصيدة -في المدينة- للشاعر فراس حج محمد


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - رواية نساء وبلاء رنين دراغمة