أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - كميل_أبو_حنيش الحلقة الثالثة هواجس الكتابة في قلب السجن















المزيد.....

كميل_أبو_حنيش الحلقة الثالثة هواجس الكتابة في قلب السجن


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 09:45
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


كميل_أبو_حنيش الحلقة الثالثة
هواجس الكتابة في قلب السجن
لكل موضوع صيغة أدبية تتناسب وطبيعة المادة المطروحة، الرسالة الثالثة التي قدمها الأسير "كميل أبو حنيش" جاءت كرسالة تعريف ومعرفة، (اكاديمية)، فهي تعرف القارئ على ما يلازم الكتابة من معيقات داخل السجن، وتؤكد أن الأسير ينظر إلى الكتابة كأحد أشكال التمرد الثورة وتحقيق الذات، وعدم الخضوع لواقع السجن، في البداية يقدم صورة عامة عن (الحياة) في السجن بقوله:
"والحياة في مجتمع الأسر، تنطوي على أنشطة ومجهودات متنوعة تنشئها الحاجة، ويمكن تقسيمها إلى: تنظيميّة، وطنيّة، اعتقاليّة، ماليّة، ثقافيّة، اجتماعيّة، نضاليّة، أكاديميّة، كلّها عناصر تتواشج مع بعضها لتنتج مجتمع السّجن." فرغم السجن ألا أن الأسرى استطاعوا أن يشكلوا (مجتمع) وهذا بحد ذاته انجاز للأسرى الفلسطينيين، الذي يمارسون (الحياة) رغم المعيقات وصعوبات، وهذا ما أوضحه لنا حينما قال:
"يدرك أنّ السّجن ما هو إلا ميدان آخر في عملية الصّراع"
لهذا على الأسير الكاتب/الأديب أن يتحلى بصفات وقدرات خاصة، ليقدم مادة أدبية ترفع من مكانة الأديب ومن أدب السجون: "يدرك الأسير المثقّف أنّه يتعين عليه تحويل خسارة سنوات العمر بين الجدران إلى فرصة لتثقيف الذّات والإبداع الأدبيّ والثّقافيّ، وبهذا يحوّل الخسارة إلى مكسب."
فالانتصار هو النتيجة التي تتحقق بفعل الكتابة، فالأسير يجير الوقت لصالحه، ولصالحة قضيته، ولصالح الأبداع ، ومن ثم سيكون هناك انجاز إنساني يتجاوز فلسطين وأسراها، ليكون مادة أدبية عالمية، متاحة لكل الناس، بصرف النظر عن مكان تواجدهم/ وفي الوقت ذاته عابرة لزمن، يمكن التقدم منها في أي وقت/زمن.
من هنا على الأسير الكاتب/الأديب أن يتحلى بصفات وقدرات خاصة، ليقدم مادة أدبية ترفع من مكانة الأديب ومن أدب السجون: ؛ فإنّ المعيار في الكتابة الإبداعيّة في الأسر يعتمد على الإدارة والذّكاء والتّحفز، والأهمّ من كلّ هذه العناصر الإيمان بالكتابة ورسالتها،" هناك شروط صارمة للكتابة وللكاتب، وأن يأتي هذا الأمر من (سجين)، فإنه هذا يؤكد على وعي "كميل أبو حنيش" وحرصه على أن تكون معايير الابداع واحدة بصرف النظر عن ظرف وطبيعة الكتابة.
ومع هذا، يعرفنا على طبيعة الكتابة من داخل السجن وعلى ظروفها، بقوله: "فالحرمان من الحياة الطّبيعيّة يضعه في صراع متواصل مع الذّات، والحاجة الدّائمة للهدوء والاستقرار النّفسيّ، والخلوة اليوميّة مع النّفس... فالسّجن ساحة متوترة ومثيرة للأعصاب، مكتظّة بتفاصيل الأنشطة اليوميّة، ...إن أول هاجس يتلبس الأسير الكاتب يتعلّق بالوقت. وكيف يمكنه اقتطاع وقت للكتابة" طبعا، الكاتب لا يطرح هذا الأمر هذا من باب كسب التعاطف، بل من باب المعرفة، حيث جاءت الرسالة بمجملها لخدمة هذا الأمر، تعريف القارئ بطبيعة وكيفية الكتابة من داخل السجن وكيف يتم اخرجها للحياة وللقراء، والطرق المتبعة في ذلك، فهو يعرفنا على أن (السيطرة) على الوقت وتنظيمه هو الهاجس الأول عند الكاتب، أما الهاجس الثاني: "أما الهاجس الثاني الذي يتلبس الكاتب في السّجن فمرتبط بالكتابة ذاتها: ما هي الجدوى من الكتابة؟ ولمن يكتب؟ ولماذا يكتب؟ وعن ماذا يكتب؟ فالاحتجاز لسنوات طويلة خلف الأبواب الموصدة يحدّ من قدرة الأسير على معرفة ما يجري خارج الأسوار، من تطوّرات الحياة وتبدّلات الأمزجة والأذواق، وتقنيات الكتابة ومناهجها واهتمامات النّاس، وشروط الإبداع.. فالعالم يتبدّل بسرعة فائقة وما كان يصلح بالأمس قد لا يصلح اليوم، وما يصلح اليوم قد لا يصلح في الغد."
اعتقد أن هذه التساؤلات مشروعة وتؤكد على أن أهمية أدب السجون له ظروفه الخاصة، وأن الأدباء الأسرى، بحق، يستحقون الاهتمام والاحترام، فهم يكتبون بإمكانيات معرفية محدودة، ومع هذا عليهم أن يتألقوا أدبيا، أليس هذا انجازا فلسطينيا يستحق التوقف عنده؟.
يقدمنا "كميل أبو حنيش" أكثر من أدب السجون، والهاجس الثالث التي يؤرق الكاتب بقوله: "ويتساءل الكاتب: هل الكتابة للتّنفيس عن النّفس، أم أنها تمتلك خصائصًا وشروطًا يتعيّن على الكاتب أن يتقيّد بها، إذا أراد لها الانتشار والقدرة على التّأثير بالنّاس. وما هي شروط الإبداع، وهل كلّ ما يصدر من ساحات السّجون يعدّ صالحًا للنّشر؟ وهل كلّ كتابة في مجال الأدب تتوافق على ما بات يعرف بأدب السّجون؟ وكيف يمكن أن نروي رحلة المعاناة بين الجدران؟ وما هي معايير الإبداع: الذّات، أم الموضوع، أم اللّغة، أم السّرد، أم التعبير. يشكّل هاجس الإبداع، أحد أهمّ الهواجس الّتي تواجه الكاتب في الأسر.
إذ أنّ الجمهور والقرّاء ليس ملزمًا بالتّعاطي مع كلّ ما يصدر من السّجن ما لم يحمل سمة الإبداع." مجموعة أسئلة تعرف القارئ أكثر على ما (يدور) في ذهن الكاتب الأسير عند الكاتبة، فالكاتبة فعل ليس عادي، ولا يقدم عليه إلا المتميزين، لهذا نجد هناك تفاصيل كثيرة عن الكاتبة ماهيتها وشروطها، والحالة النفسية التي تواكب ممارستها، كل هذا يؤكد على أننا أمام رسالة تعريفية أكاديمية، فرضت هذا الشكل/الاسلوب المعرفي.
أما الهاجس الرابع فيتمثل في: "فهو هاجس السّجن وإجراءات السّجان ومداهماته وتفتيشاته، ومصادراته للمواد المكتوبة فضلًا عن سياسة التّنقلات والعقوبات." وهنا أيضا يضعنا "كميل أبو حنيش" أمام معلومة جديدة، تجعلنا نقف بذهول امام أهمية وكيفية كتابة المادة الأدبية، فظروف كتابتها صعبة وخطرة، ويمكن أن يتم (إعدامها) من قبل السجان، ويمكن أن تضيع/تفقد، وهذا طبعا يؤثر على الأديب الأسير، الذي يريد أن يحافظ على سلامة (الجنين) وأن يخرج للحياة سالما معافي، وهنا يأتي الهاجس الخامس:
وتمثّل عملية تسريب المادّة المكتوبة إلى خارج السّجن هاجسًا خامسًا في سلسلة الهواجس. فكل طريقة تنطوي على جهد ومخاطرة." التهريب هي الطريقة التي تخرج بها الكاتبة من المعتقل، فهي أسيرة كحال الأديب، وتخرج للحياة بطرق وأدوات وأساليب (خطرة)، قد تصيب المادة الأدبية ببعض العطوب والاصابات، ومع هذا تصلنا بشكل مقبول أن لم يكن جيد، لهذا تستحق تلك المواد أن نتوقف عندها متأملين فيها، فهي لم تصلنا إلا بعد أن شقت دروبا وعرة، وتعرضت للكثير من الأخطار والصعاب والمعيقات، لتُوصل لنا رسالة فكرية بصورة أدبية، لهذا تستحق القراءة .
ثم تأتي الخاتمة:"أما الهاجس الأخير للأسير الكاتب فهو هاجس الاسم، في البداية كنا نكتب بغرض التّنفيس ولم تكن الغاية من الكتابة الشّهرة والانتشار. ومع الوقت بات العديد من كتاب السّجن معروفين، وينتظر النّاس مؤلفاتهم، صار الجمهور ينتظر منّا الأفضل. يمتدحنا أحياناً، وينتقدنا أحياناً أخرى، ويقسو علينا في كثير من الأحيان."
أن النظر إلى المادة الأدبية من عدة مناظير يُصعب على الكاتب الأسير، وكما أن تعدد القراء وتعدد الرؤى التي ينظرون بها إل أدب السجون، تضع أدب السجون والأدباء الأسرى بحالة لا يحسدون عليها، فرغم قلة المعلومات والأدوات الأدبية التي يملكونها، عليهم أن يبدعوا أدبيا ويتألقوا، ورغم الحالة القاسية التي تواكب الكتابة والخطورة التي تلازم خروج المادة الأدبية من السجن، على الأسير الكاتب أن يلبي (طموح ورغبات) القراء، وهذا ما لا يطيقه، وحى لا يقدر عليه الكتاب (الأحرار)، فإرضاء الناس غاية لا تدرك.
بهذا يكون "كميل أبو حنيش" قد عرفنا على الظروف التي تواكب عملية الكاتبة داخل السجون، وعلى الطرق التي يتم بها إخراج المادة المكتوبة من السجن، وعلى (الرغبات) الجمهور التي قد تكون معيقات أمام الأدباء الأسرى.
الرسالة منشورة على صفحة شقيق الأسير كمال أبو حنيش.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ذكريات الزمن الآتي- كميل ابو حنيش
- كميل أبو حنيش الكتابة والسجن
- المرأة في رواية الشهيدة هيثم جابر
- صفوان ماجدي- العشق والإيقاع السريع
- العالمية في قصيدة القرن كميل أبو حنيش
- الأسماء ودلالاتها في مجموعة -العرس الأبيض- هيثم جابر
- ديوان -عدت يا سادتي بعد موت قصير- رامي نزيه أبو شهاب
- الأدب المقاوم والاشتراكي في مجموعة -لست وحيدا مثل حجر- سامي ...
- الجحيم الأرضي في قصيدة -في التيه- مفلح اسعد
- الاغتراب الوطني والشخصي في ديوان -الغجري- علي فوده
- يونس عطاري مرارتُ الكائنِ الرّاهن
- الماضي والحاضر في قصيدة - وتسألني- سامح أبو هنود
- الثنائية في قصيدة -في المدينة- للشاعر فراس حج محمد
- رواية عش الدّبابير والرّهان على النّاشئة لجميل السلحوت
- اتحادات فلسطين
- المكان الفلسطيني في رواية -رحلة البحث عن العريان- خليل عانين ...
- رسائل إلى قمر حسام زهدي شاهين
- البياض عند -وجية مسعود-
- قصة القبعات الملونة نزهة الرملاوي
- المجتمع والمرأة في رواية-المطلقة-


المزيد.....




- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - كميل_أبو_حنيش الحلقة الثالثة هواجس الكتابة في قلب السجن