أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - إسراء عرفات بورتريه لامرأة غائبة














المزيد.....

إسراء عرفات بورتريه لامرأة غائبة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 21:07
المحور: الادب والفن
    


إسراء عرفات
بورتريه لامرأة غائبة
في عصر الرواية تم تراجع العديد من الاشكال الأدبية، النصوص النثرية، المسرحيات، السيرة، القصص، وحتى القصيدة تراجع حضورها، واصبحنا نعاني من شح وجود أشكال أدبية غير الرواية، وحتى أننا في حاجة إلى التنوع والتعدد في اشكال الأدب المقدمة، لأن هذا يعد تمرد/ثورة على ما هو سائد، وبما أن دور الأديب/ة تجاوز العادي/الدارج وتقديم ما هو جديد، جاءت الأديبة "إسراء عرفات" لتقدم شكلا أدبيا (غير مرغوب) للقراء، "نصوص نثرية" وهذا يعد مغامرة منها، فهل استطاعت أن تقنعنا بأن هناك أشكلا أدبية جميلة وممتعة تستحق التوقف عندها، أم أنها محاولة بقيت في مكانها؟.
من العناصر التي تسهم في جعل الأدب مقبولا، إحداث المتعة للقارئ، فهو الفاتحة التي يمكن بعدها أن يتم قطف بقية الثمار، فبدون المتعة يمسي العمل الأدبي (دبش) لا شكل ولا مضمون، إما إذا قدم بطريقة جميلة، فبالتأكيد سيتقدم منه القارئ لنهل المزيد منه، تفاجئنا الأديبة بمدخل النصوص والذي يتحدث عن تعليق استاذها على بحث علمي قدمته: "هذا ليس بحثا، هذه قصيدة حب" فالأخيرة فقط هي من تعطيني موضعي بين ثلة الصعاليك الكتابين التي أحب" ص5، بهذا المدخل قدمت لنا الأديبة طبيعتها المتمردة، وأيضا عرفتنا على الصيغة الأدبية التي تنتهجها، فهي تعتبر الكتابة ـ مهما كان شكلها ـ ما دامت كتابة أدبية، تمثل ذاتها وتجد نفسها فيها.
وما يحسب لهذه النصوص أنها جاءت قصيرة، تتناسب وعصر النت والسرعة، وتُوصل الفكرة بلغة أدبية ممتعة، فالعمق في النصوص لافت وصاعق، ولكي نكون موضوعيين، سنقدم نموذج من هذه النصوص:
"حرمان
نظراتها في وداعها الأخير له كانت لا تفسر، رأيتها وهي تتفرس في ملامحه كاكتشاف أول ثم تتحس جلده البارد ويداها تزغردان كأنهما في عرس ملامسة أولى، لاحظت أن دموعها تنسكب لا من عينيها ولكن من هالاتها السوداء التي تؤرخ عمر تعب كامل، كأن في أربعينيتها امتزاج مخضرم من الفقر والحرمان، لم أدر وهي تحدثني أكانت تبكيه هو أم تبكي حرمانها منه على مدار عمرها الكامل؟، قالت لي: "كان هناك ارتباط غريب بينه وبين حنظلة، أفكاره الثورية كانت موجهة ضدي أنا، كل رفاقه كانوا يعرفونه وجها باستثنائي أنا فطالما عرفته ظهرا، كان يتلكم معي دائرا ظهره لي في الفراش الزوجية، حتى في شجاراتنا الكثيرة كان ظهره هو من يتولى توجيه الصفعات واللكمات الكلامية الجارحة" وانتهى حواري معها عند هذا الحد، وبعد أيام قلية مررت بجانب المقبرة الذي دفن فيها الرجل ورأيت المرأة الأربعينية واقفة بجانب قبره، ولا أدري لماذا ساوري شعور غريب بأن الترتيل الحزين قادم من ظهرها وأنه هو الذي يتلو عليها الفاتحة!" ص12، طريقة التقديم هي للافتة، فالكاتبة اعطتنا طبيعة العلاقة غير السوية بين هذا الرجل وامرأته، من خلال تركيزها على "الظهر" فهي توصل للقارئ النفور وحتى (الاشمئزاز) الذي يبديه الرجل للمرأة، وكان يفترض منها أن ترد على هذا الأمر، فتسعد للتخلص منه والانتهاء من (حرده/تكبره)، لكنها كانت خانعة، حتى أنها تزور قبره، وجاء موقف (السادرة) حاسم، يؤكد على أن المرأة تعاني من حالة ذل مازوشي، فجاءت الخاتمة بطريقة مذهلة وصاعقة، ليس للمرأة فحسب بل المتلقي الذي دهش من قدرة التعبير وجمالية الصورة التي قدم بها المشهد ـ رغم قسوة الصورة ـ.
وإذا ما توقفنا عند هذا النص نجده قريب من شكل القصة، حتى أن (الساردة) اسمعتنا صوت المرأة، فمثل هذا النص بالتأكيد ممتع، ليس لمضمونه وفكرته فحسب، بل للطريقة الأدبية التي قدم بها، لهذا نقول أن مثل هذا النصوص تعد فاكهة ممتعة وجميلة وذات رائحة طيبة، لهذا يتقدم منها القارئ.
المجموعة من منشورات وزارة الثقافية الفلسطينية، الطبعة الأولى 2020



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة والمرأة في ديوان -الحب يليق بحيفا- عبد الله منصور
- كميل_أبو_حنيش الحلقة الثالثة هواجس الكتابة في قلب السجن
- -ذكريات الزمن الآتي- كميل ابو حنيش
- كميل أبو حنيش الكتابة والسجن
- المرأة في رواية الشهيدة هيثم جابر
- صفوان ماجدي- العشق والإيقاع السريع
- العالمية في قصيدة القرن كميل أبو حنيش
- الأسماء ودلالاتها في مجموعة -العرس الأبيض- هيثم جابر
- ديوان -عدت يا سادتي بعد موت قصير- رامي نزيه أبو شهاب
- الأدب المقاوم والاشتراكي في مجموعة -لست وحيدا مثل حجر- سامي ...
- الجحيم الأرضي في قصيدة -في التيه- مفلح اسعد
- الاغتراب الوطني والشخصي في ديوان -الغجري- علي فوده
- يونس عطاري مرارتُ الكائنِ الرّاهن
- الماضي والحاضر في قصيدة - وتسألني- سامح أبو هنود
- الثنائية في قصيدة -في المدينة- للشاعر فراس حج محمد
- رواية عش الدّبابير والرّهان على النّاشئة لجميل السلحوت
- اتحادات فلسطين
- المكان الفلسطيني في رواية -رحلة البحث عن العريان- خليل عانين ...
- رسائل إلى قمر حسام زهدي شاهين
- البياض عند -وجية مسعود-


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - إسراء عرفات بورتريه لامرأة غائبة