أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عثمان عبدالله مرزوك - نظرية في تكون الاديان الابراهيمية















المزيد.....


نظرية في تكون الاديان الابراهيمية


عثمان عبدالله مرزوك
ناقد و باحث و اكاديمي

(Othman A. Marzoog)


الحوار المتمدن-العدد: 6766 - 2020 / 12 / 20 - 23:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل كل شيء يجب ان نحدد اننا لا نحاول تغيير فكر احد، ونتمنى ان تبقى على افكارك ذاتها حتى تموت بها. ولكن نحن نستخدم حق التعبير عن ما نعرفه فقط، المقصود بنظرية تكون المقدسات هي محاولة لتفكيك وفهم البنى المشتركة الاديان الابراهيمية وبشكل ادق اساطير المنطقة. تعتبر هذه المقدسات اديان حالية لا تزال مقدسة فلا يزال الحديث عنها يمس عاطفيا مجموعة من البشر في مناطق معينة. طبعا نقول انها نظرية كونها تعدت الفرضية وهناك ما يؤكد هذه النظرية اثاريا وليس مرويات تاريخية.
في البداية يجب ان نعرف من اين ظهرت هذه المقدسات ولماذا بأسماء معينة ولغات معينة, فمن الغريب ان نص ديني معين يتوجه للعالم ككل يكتب بلغة اشخاص لا يتعدى تعدادهم واحد بالمائة من سكان الارض وبلهجة معينة بدون مراعاة التطور المستقبلي الذي شهدناه والذي سيشهده العالم من بعدنا. يرى جيمس فريزر ان اصل الدين هو السحر الذي يمثل محاولات بشرية للسيطرة على الطبيعة بدون تزلف الى كائن من كائنات ما وراء الطبيعة، فالدين هو مجاملة هذا الكائنات المفترضة واسترضائها لجعلها تقف الى جانب الانسان بذلك الدين بجنبتيه النظرية؛ وهي الايمان بوجود تلك القوى الخفية، والعملية محاولات استرضاء تلك القوى يمثل مرحلة من مراحل تطور العقل البشري. السحر هو تسلسل منطقي لاحداث فعل غير منطقي. والدين هو تسلسل غير منطقي لحدث غير منطقي، وهذا مناقض للعلم تماما حيث ان العالم تحكمه قوانين فيزياء صارمة لن تتغير بالعواطف مهما يكن السبب. والعداء بين رجال الدين والسحرة يثبت الصراع بين الاثنين في البحث عن الجاه والسلطة التي كانت للسحرة حتى فترة الفراعنة ثم اصبحت لرجال الدين ولا تزال لهم، ولا يزال رجال الدين يمقتون السحرة ويعتبرونهم انجاس، حتى اصبحت كلمة ساحر ترتبط بالقيمة الاخلاقية بدلا من القيمة المعرفية عند الاطلاع عليها.
كثيرا ما اتفقت الاعياد الوثنية مع اعياد الاديان الابراهيمية بكل بساطة واتفقت اكثر في اغلب الصفات الاخرى مثلا يتفق اتيس و ادونيس و تموز على صفة عودة الاله بعد الموت وهذه الصفة تم منحها للمسيح اضف الى ان هؤلاء الالهة لم يولدوا من جماع جنسي وهذا ما لم يحصل مع ام المسيح و كل هؤلاء يتفقون بوجود امراة مقدسة بين ام اوعشيقة او زوجة، ويتفق عيد عودة المسيح مع الاعتدال الربيعي دائما حيث ان كل هؤلاء بما فيهم المقدس الابراهيمي يمثلون عودة الربيع والخضرة وانتهاء الجفاف واليبوس، اصول هذه الاسطورة تنبع من اصل واحد ونشوئها في مكان واحد. اساطير البعث كثيرة وهي في الغالب ترتبط بالجدب والقحط الذي يصيب الارض مثل اسطورة اقهات ابن دانيال الذي قتله عناة من خلال الحيوان يطفن لتنتقم اخته يوغات بقتل يطفن، ويشبه ذلك اسطورة اوريون الاغريقية وبنفس الطريقة اسطورة انانا مع الفلاح شوكليتدا وذلك يشبه حكاية يودبيث و هولموفيرن في العهد القديم، و ولادة اقهات تشبه ولادة اسحاق و شمشون و صموئيل ويوحنا المعمدان في العهد القديم، مرة اخرى صبر دانيال اب اقهات يشبه صبر ايوب في المرويات الاسلامية وصبر كرت و ساجيل كينا موبيس وشوبش مشري شكان هذه هي البنى الاسطورية المتداخلة للمنطقة. يذكر جيمس فريزر ان اعياد الميلاد كانت تتفق مع اعياد العودة للاله الوثني اتيس لكن تم الاتفاق على تغييرها وهذا ما حصل عندما اتفق في الاسلام على تغيير مواعيد الصيام والعطل لانها تتفق مع المواعيد اليهودية.
المسيح هو اتيس اله الخضرة الذي يتفق معه باعياد الميلاد والذي يحتفل به بشجرة صنوبر لا تزال تستخدم في اعياد الميلاد، اضف الى ان كلاهما ينقطعان عن الاتصال الجنسي مع النساء. وقد حرم اليهود والمسلمون اكل لحم الخنزير لان اتيس وفق الروايات قتله خنزير بري، ربما اخذ المسيحيون رواية اخرى لمقتل اتيس وهي انه اقتلع أعضائه التناسلية تحت شجرة صنوبر لاجل عودة الخضرة، ان اتيس هو ادونيس وتموز وهذا هو التفاعل البنيوي لنفس الافكار بصيغ مختلفة.
نعود الى اله العبرانيين؛ يهوا هو اله الهواء وهو ايل نفسه ويصر العبرانيين على عدم ذكر اسم الههم امام الناس كما يقول يوسيفيوس واستخدام ادون بدلا عنه، هذا يؤكد اكثر ان يهوا هو ايل لان ادون هو ابن ايل من زوجته اسيرا، بذلك يتكون دليل اخر هو اسم العبراننين الذي صار اسرائيل وهو دمج الزوج والزوجة في اسم واحد، هذا التحليل اكثر مقبولية من الناحية العلمية عما يرويه التوراة في الاصحاح الثاني والثلاثون في سفر التكوين (22-32)، كيف صرع يعقوب الله بذلك اصبحت (يصرع الله) كما يشير القس انطونيوس في شرحه لتلك الايات، اضف الى ان يهوا احيانا يسما شيما تخفيا وهو اب الاله ايل. وان اسماء الملائكة كلهم او جلهم ينتهون ب ايل مثل ميخائيل او ميكائيل أي من ك ايل رفائيل أي ايل يشفي، عمانوئيل أي ايل معنا، صموئيل أي الموسوم الى ايل، اسماعيل أي يسمع ايل. وهناك نص موجود يذكر كيف صار (ياوه) اهم الهة كنعان وهو يتحدث عن ايل الذي خلع ابوته عن بعل ونسبه الى اخيه (دابون) وحظى يهوى باهتمام ايل وظهر الاله يهوا في قطع خزفيه في مقاطعة السامرة وهو على عربة مجنحة.

لننتقل لفكرة اكثر وضوحا واشد عمقا في الفكر الابراهيمي اذا صح التعبير، لماذا ايل بالذات يتصل ب اسماء الملائكة مثل اسرافيل و ميكائيل، رفائيل، نثنائيل، حزائيل، اسرائيل، جبرائيل...من هو ائيل؟ لنحاول ان نفهم معا...
ايل هو الاله الكنعاني من الجيل الرابع حيث ان الجيل الاول هو ما قبل الانقلاب الذكوري، يبدأ الجيل الاول ب يمو اونمو كما عند الرافيدينيين وشبيهة تيمات الام الاكدية المذكورة في ملحمة الخليقة البابلية (اينوما ايليش) التي تحتوي عناصر الذكورة والانوثة معا وهي قريبة من الالة ام عند الاموريين، والجيل الثاني يتمثل بانجا ب يمو ل (شمتم او ثمتم) وهو اله السماء والارض حيث ان شم تعني السماء و تم تعني الارض، في حين الجيل الثالث هو شام وهو اله السماء و ادمة اله الارض، ولد الاله شام ولذلك سمي الشام نسبة لعبادة الالة الكنعاني شام وهؤلاء هم انفسهم الساميين لان كما معروف الشين والسين يستبدلان بالكنعانية، من ابناء شام ايل وهو الذي ورث السلطة عن ابيه. الوقائع الاثارية توحي الى ان شام هو سام وهو اله السماء وحام هو الاله حمون هو اله النار ويافث هو يابس اي اليابسة وقد كان اليبوسيون من سكان فلسطين، تبقى الاشارة الى ان بعض المصادر التوراتية غير المشهورة تؤكد على ان هناك ابن رابع ل نوح هو يام الذي يمثل اله البحر والماء. وفق هذه النظرية يكون هؤلاء الاربعة هم رموز المكونات الاربع الماء والهواء واليابسة والنار بذلك نكون عرفنا ابناء نوح هم ليسوا اكثر من الهة قديمة مثلت رموز للموجودات. اذا ما توصلنا الى ابناء نوح فنوح هو نوه بالعبرية وايل هو النسخة الكنعانية ل آنو او آن البابلي بذلك نوه هو آن.
في التصحيح العربي للإله العبراني يهوا اصبح اسم الاله مختلف وعاد الى الاب ايل ف اصبح ايل رسما الاله العربي مكرر مرتين كما يرى سليم مطر في كتابه "الذات الجريحة" ف ايل استخدم لحفظ الاشخاص والاسماء من الشرور وقد استخدم اسم ايل كمقدمة امام الاسماء لدى العرب الشماليون لتصبح الان ال التعريف، في حين استخدم العرب الجنوبيون (ها) للحفظ وهذا ليس اعتباطا حيث ان الشماليون يقصدون الاله ايل والجنوبيون بقصدون الاله يهوا للحفظ.
بهذا نكون عرفنا الالهة الثلاث وارتباطهم بالبنى المترابطة للمنطقة. الان نحاول ان نفكك بعض البنى الثانوية التي ترتبط ايضا بنفس المنظومة ونفس المنطقة. كيف ارتبط الاله شام ابو الاله ايل بالمسيح اذا عرفنا من الاثار ان رمز الاله شام هو النجمة الثمانية في 3000 قبل الميلاد تغيرت تدريجيا لتصبح في 600 قبل الميلاد الصليب وهناك الكثير من الشواهد الاثارية على ذلك, علما ان الكنعانيون ربطوا الههم بالزمان والمكان بدلا عن العشيرة كما فعل العبرانيون مع الههم. مرة اخرى نزيد على ذلك، الاشكال الذي وضعتنا امامه مخطوطات البحر الميت حيث ان الاناجيل اتي عثر عليها يعود تاريخها الى فترة قبل ميلاد المسيح وهذا يؤكد ما نطرحه هنا حيث ان الاشوريون هم من رفع الاله من الارض الى السماء ونسبوا له قوى الكمال وهذا مردوخ الذي لا معابد له، سوى معابد اشبه بالجوامع والكنائس.
الدليل الاخر على تفاعل هذه المنطقة دينيا هو العبادات التي سبقت الاديان الابراهيمية، مثلا عبد العرب ما يعرف بالغرانيق العلا والتي شفاعتهن ترجى، (اللات، العزى ، مناة)، من المعروف ان زوجة ايل عسيرا كانت تلقب ب اللات وهي الهة الشمس والشفاء والضوء. ظهر اسم اللات وهي ذاتها عسيرا وترد عند العبرانيين باسم "السارية" من سرى وتسرب في الليل فيرد في سفر الخروج " بل تهدمون مذابحهم وتكسرون انصابهم وتقطعون سواريهم" (سفر الخروج، 34، 13) ووردت في سفر القضاء والملوك، وكانت سارية الحجر او الخشب رمزا من رموزها. العزى ترتبط ب ايزيس، عزيز، عزو وهذه هو اله الصباح والسحر، في حين عند الكنعانيين مناة هي الهة الموت وهو اله التسليم والوداع فيظهر كنجمة في المساء. بذلك تصبح الالهة المصرية (ايزيس ونفتيس ) تتشابه مع الكنعانية (اللات و مناة) و سحر وسالم مع العربية (اللات والعزى و مناة). كما ان بنات بعل هن اللات والعزى و مناة.
الان نحاول الدخول الى المرويات الابراهيمية من الداخل، من هم الانبياء الذين سبقوا نوح وهل هناك ما يشير الى ارتباطهم بملوك المنطقة، كتب خزعل الماجدي عن عشرة ملوك سومريين تحولوا الى عشرة انبياء توراتيين بالادلة الاثارية المقنعة وكيف حدث الطوفان المقصود به طوفان مدينة اريدو وليس طوفان الارض غير المنطقي، وقصة ادم وكيف عاشوا فترات وصلت الى اكثر من الف سنة وكيف فسر كل هذا.
اول ما يمكن ان نشير له هو اسطورة الخلق، لو نضرنا الى اسطورة الخلق الكنعانية سنجد ان الاله شم صار شاميم و "تم" تحول الى اديم وهي ادمة او اله الارض المراة الاولى فهي "دم" او "دمه" و "ادم" وهي تشابه اله الارض ولذلك اعطيت اسم اخر موجود في الميثولوجيا السومرية وهو "ننتي" وهي احدى الهات الشفاء تعني السيدة التي تحيي أي حواء بهذه الطريقة اصبحت ادمه حواء واصبح اسم حواء دال عليها والاسم ننتي له معنى اخر هو سيدة الضلع بذلك الاسطورة العبرانية والقول بخروج حواء من الضلع تكونت من هنا خصوصا اذا ما عرفنا ان ننتي قامت بشفاء ضلع انكي. بينما اصول اسم ادم الانسان الاول وفق العبرانيين حيث قام العبرانيون بتذكير اسم ادمة وجعله مرادفا ل "شم" حيث صار "ادم".
من "شم" و "تم" او "ادم" و "ادمة، حواء"، (يظهر شم) اب ايل و اسوس اخ اب ايل، ابيل و قابيل وتحدثت الاسطورة السومرية عن العداء بين الراعي والفلاح، حيث يقوم قابيل بقتل هابيل ويظهر نسل اوسوس، ليقوم العبرانيون بإضافة الاله سيتون ك (شيث) او سيت الذي تنحدر منه سلالة البشر الانقياء، انوش، مهلائيل، يارد، اخنوخ، ميتوشالح، لامك، نوح عند العبرانيين.
عام 1929 عثر على لوحين من الطين باللغة الاوغاريتية يعودان الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد في سوريا، هذين اللوحين يحويان اسطورة الخلق الكنعانية كاملة فهي تبدأ ب حياة ايل و عسيرا، وكيف قام الاله حوران بالتسلق على شجرة الكروم او شجرة الحياة محاولا تحويلها الى شجرة موت بعد ان يتسلق عليها كثعبان وكيف يقوم ايل برميه من اعلى الجبل ويطرده من مزرعته ليتحول حوران الى شيطان شرير فيرسل ايل اليه الاله ادم ليضع حدا له لكن حوران يلدغ ادم و يسمه لتقوم الالهة شماش التي تعالج لدغات الثعابين بمعالجة ادم وتقوم هذه الالهة بصنع حواء من طين طيب ويتواصل ادم جنسيا، فتلد له ولد وهو تخلى عن كونه الها خالدا واصبح ارضيا بهذا يكون ادم سقط نتيجة لمحاولته قتل الشيطان حوران. وهو بذلك سقط من الاعلى حيث يسكن في اعلى الجبل مع ايل وهذا السقوط والاغواء من الافعى يتفاعل مع نفس الموضوع في الاديان الابراهيمية. وهناك تفسير لما يعرف بالنفخ في ادم كما في نفخنا فيه من روحنا حيث ان اسم ادم يتكون من مقطعين "اد" و "ام" والتي تعني ريح وهو الاله الذي نفخ فيه الريح.
في العودة الى ايل واخوته محاولة لفهم اكثر فله عدة اخوة اولهم بيتل Betyl، والتي تعني بيت ايل أي بيت الله, الجلجال او بطريقة ابسط الاحجار الاثني عشر التي نصبها يشوع في ذكرى عبور الاردن وتذكر القصة ان يعقوب نام عند حجر وعرف ان الرب يكمن في هذا الموضع، فاخذ الحجر الذي تحت راسه ونصبه عمودا وصب عليه زيتا ليكرسه للرب وسمي الموضع بيت ايل وهناك بعض الشواهد المنتصبة والاحجار الهندسية الشكل في دنوب بلاد الشام بشكل خاص وقد يكون المكان في الضفة الغربية.
من تحولات بيتل او بيت ايل ما يسمى ب سرة الارض Omphalos وهو الحجر الذي ابتلعه كرونوس بدلا من زيوس بحيث اصبح هذا الحجر مقدسا، وحجر دلفي المقدس الذي تم وضعه في معبد ابولوا وحجر سيبيل Cybele Stone في رما والذي تم احضاره من بينيوس في اسيا الصغرى 204 قبل الميلاد، واخيرا الحجر الاسود المقدس في القرن الاول الميلادي نقل بيلينيوس الاكبر خبر عن حجارة سود مقدسة مدورة تعد مقدسة وترتجي شفاعتها عند محاصرة المدن وفي الحروب اسمها بايتولي وذكر فليون الجبيلي ان يورانوس استخدم حجارة اسمها بايتوليا في حربه ضد كرونوس والحجر الاسود المخروطي الشكل في كوكلي في قبرص الذي عبد على اساس انه عشتار ولاحقا على اساس انه افروديت، انتشرت فكرة الحجر الاسود الى ان وصلت الى العرب قبل الاسلام في مكة حيث اصبحت بيت ايل او بيت الله قبل الاسلام، ففكرة الحجر المقدس لم تكن حكرا على احد بل هي شائع معروف بين الناس فليس هناك من جديد حيث ان اخ ايل هو بيتل وهو يمثل بيت ايل.
فكرة جهنم او ما يمسى ب حمراي
ظهرت فكرة جهنم واضحة بعد ان قتل الاله موت الاله بعل ليذهب الى حمراي في الاثار الاوغاريتيه او حسب التورات محمروت وعند الاعراب صارت جهنم الحمراء بعد سبع سنين تقوم حبيبته وزوجته عناة بقتل موت وتصفي دمه بمصفاة وتحرق لحمة بالنار وتطحن عظامة بالطاحونة وترمي فتاته فوق الحقول ليكون سماد الارض ليكون مقدمة لبعث الحياة من جديد عاد بعل للحياة بعد حلم ايل به وبعد سبع سنوات جدب وفقر من هذا ظهر لنا حلم يوسف و السباعيات؛ تذكر النصوص الاثارية عن السباعيات التي تعني سبع سنين من القحط وسبع اخرى من الوفرة والانتعاش ، وهذا يذكرنا بالسبع العجاف التي ذكرها يوسف في السجن، والحلم يظهر به بقرات لان الثور هو رمز بعل في النهاية نعرف ان الاله بعل مكث في العالم السفلي ليضحي بنفسه لتبقى البشرية فقد مات لسبع سنوات وبعث من جديد. اضف اليها قصة تضحية ايل بابنه الوحيد لاجل انهاء الجفاف والتي تشبه تماما محاولة ابراهيم التضحية بابنه اسماعيل كما عند العرب او اسحاق عند العبرانيين. هذا الصراع يشبه صراع مردوخ مع ايرا و زو والليو البابلية. والتشابه الغريب ان احدي المعارك التي خاضها بعل في العالم الاسفل كانت مع تنين مائي ذا سبعة رؤوس يدعى لوثان وهو يقابل التنين العبري لوياثان المذكور في مزمور 74:14 والتنين ذا الرؤوس السبع مشهور جدا في العالم القديم فهو يماثل يتامت البابلية وهيدرا التي قتلها هرقل. ويعتقد ان من اساطير العذاب هو الافاعي ومصدر هذه الافاعي هو تيفون او يطفن وهو احد الوحوش التي تصارعت مع بعل في العالم الاسفل، لهذا دائما ما يصحب عذاب القبر وجود الافاعي مثل يطفن.
محاولات شيطنة بعل ورمزه الثور بسبب عبادة بعض العبرانيين له لانه كان ينافس الههم الخاص، اخذ العرب هذا ووضعوه بعبارة العجل المصنوع من الذهب، في حين العبرانيين لديهم عجل بعل والعجل المصري ايبيس، بينما المسيحيون جعلوا بعل هو الشيطان وفي الحقيقة ان اصل عيد القديسين بالاخص في سامهاين ينطوي على عبادة ايل والتضحية له كما يذكر فريزر في الغصن الذهبي. اسطورة القتال بين بعل و موت هي ذاتها بين ادونيس و عشتاروت في القسم الاوسط والجنوبي ومن فينيقيا على الجانب الاخر شاعت بين بعل وموت في القسم الشمالي من فينيقيا. عجل بعل (اغليبال) وهو اله القمر الذي يتطابق مع الاله يرح الذي عبده العبرانيون كما تذكر التوراة وصنعو منه تمثالا من الذهب حيث صنعه هارون لارضاء بني اسرائيل وفي القران يذكر ان من صنعه هو السامري، وعبده العبرانيون باسم عجل بول.
بالعودة الى ابناء شام واخوة ايل فالاخ الثاني لايل هو اطلس ِAtlas والاخ الثالث هو عاي او ايا وهو الاله ايا الماخوذ من الميثلوجيا البابلية والرابع هو صيدون Sidon وهو ذاته بوسيدون والاله صيد هو اله كنعاني قديم قد يكون له علاقه بالاسم باسم حواء ام البشرية التي اغوتها الافعى وهو احد صيغ الالهة الرافيدينة عشتار، الالهة اللعوب في محاولة لخلطها مع الالة الام وجعلها اما. الجيل الخامس من الالهة هو بعل (المشتري) وعشتروت (الزهرة) من اشترت و ايل من القاب بعل وتلفظ بالاوغاريتية زيبول ولقبه الاخر هو راكب الغمام بهذا يتشابه مع الاله عفرون المذكور بالتوراة بعل زبوب ويذكر الهة الجديدة انه ممتطي الغمام. كانت الشمس الغاربة تسمى شليم ومن ذلك جائت تسمية مدينة اورشليم أي المدينة التي تغرب بها الشمس او مدينة الاله شليم وفي هذه المدينة بني معبد الاله شليم في بداية الالف الاول قبل الميلاد وسمي هيكل شليم الذي نسبه العبرانيون الى هيكل سليمان وهو شخصية غير تاريخية ولا يوجد أي اثر على وجودها وقد نسبت له الكثير من الخوارق والى ياه او يهوا هو اله الطقس الكنعاني وهو مرتبط بالهة اليهود يهوا وقد وجد من بين الاثار التي وجدت في فلسطين عام 1931م قطع من الخزف من العصر البرونزي 3000 ق ب عليها اسم اله كنعان (ياه) طبعا لم يكن ياهو الاه الوحيد بل كان للمؤابيين الههم وكان لملكوم اله وعمورا واخرين.
ما هي اصول فكرة الارض بسبع سماوات وفوقها الاله في السماء الثامنة، وما هو اول معراج الى السماء، في النصوص الاثارية نعرف ان او من ذكر السماوات السبع هو االحكيم ادب وهو احد الحكماء السبع؛ ابن الاله انكي الذي سار من الارض الى السماء الثامنة وفي كل سماء يلتقي بالهة معينة الى ان وصل الى الاله العظيم انكي وقد كشف انكي له اسرار السماء واراده ان يكون خالدا فرفض ادبا فطرده الى اريدو وهو مغتاظ منه، من المعروف ان شامايم هذه الكلمة تشير الى السماء حرفيا السماوات بالجمع وهو احد عناصر الكون الثلاث شمايم، ايرتس، اتيس و شيؤول منزل الاموات واتيس منزل الاباء في العالم السفلي. كثيرا ما صور مؤلفوا الكتاب المقدس الارض كقرص مسطح يطفوا في الماء مع السماوات اعلاه والعالم السفلي ادناه وفوقه وعاء ازرق مقلوب ليصورو اغراق الارض في سنة 300 قبل الميلاد الى ان تم استبدال هذا النموذج بالنموذج اليوناني الذي صور الارض مركز كره وفوقه سبع سماوات والاله في الثامنة اضافة الى الشمس والقمر، طبعا الوصف الاسلامي ايضا يتطور مع تقدم العلم حيث ان الاغلبية كانت تنكر كروية الارض لكن الان من ينكر ذلك يعتبر يهذي ودغمائي خارج عن المنطق.

لقد تحول الالهان ملكيل و عجلبل الى ملاكين صغيرين في تدمر كما تبين الاثار، وان الاله ملكارت ( هرقل) هو اله صور، والاله المؤسس لمدينة قرطاج ويعني اسمه (ملك المدينة) وله رمز النسر و الهراوتان المتقاطعتان، ولقد بنى الاله ملكار صور واسطول بحري لغزو البحر المتوسط، وهو اله النار الذي لا تنطفئ النار فوق معابده، وعندما وصل مضيق جبل طارق سمي المكان باعمدة ملكار الذي بدله الاغريق الى اعمدة هرقل، على ما يبدوا ان الكنعانيون نشرو عبادة الاله ملكارت في حروبهم وسمي البحر المتوسط (راش ملكار) ودائما ما يظهر الاله ملكار مع اشمون الهين للقسم كما في العقد الموقع بين الملك الاشوري اسرحدون مع بعل ملك صور. بعل كرم اللوز وهو اله جبل الكرمل الذي خاض صراعا مع اله بني اسرائيل يهوا كما يذكر العهد القديم (سفر الملوك الاول، 18: 19: 40) واستمرت عبادته حتى القرن الثالث والرابع.
ميزة المسيح هي السير على الماء والقدرة على الشفاء وهذه كانت ميزات الهة السابقين اذا ما عرفنا ان الالهة اسرت الاوغاريتية او عسيرا الكنعانية تسيران على الماء وفي الاوغاريتية (اثرت يم) تعني ربة اليم واثيره واثر تعني السير في الاوغاريتية، واشرت العبرية السرى وبالعربية تشير الى الفعل سرى او سار ولها اسم اخر هو ايلات وهو اسم ميناء العقبة القديم. وعنا زواج اسيرا من ايل انجبت سبعين الها بمعنى سبعين فرقة دينية, وعندما شاخ ايل اصبح اثر التقبل والحضن مساوي لاثر الوطئ فيحدث الاخصاب بالتقبيل. تعتبر عنات ابنة ايل من الحظن والتقبيل فقط، و دائما كانت تنسب الى عناة القتل لكنها بنفس الوقت كانت تعتبر الام من القابها العذراء (بتلت) وهذه الصفة تسربت الى شخصية مريم العذراء المسيحية. قد تكون مريم مشتقة من الاله مراح الكنعانية وهي الهة الخير والرحمة ويرتبط معنى مراح MRH في اللغة الفينيقية ب (العشيقة) (افضل) او (مرارة) وهي بذلك تجمع النقيضين ولفظ هذا الاله يمكن ان يكون جذر لاسم مريم والدت المسيح.
الالهة الابراهيمية هي اله وثنية صعدت الى السماء لتصبح كلية القوى وقاتل اصحابها ليجعلوها تسود كما ساد الاله ملكارت البحر المتوسط وليس هناك ما هو فوق الطبيعي في هذه الديانات سوى ان البشر جعلوها اهم منهم وهم الذين صنعوها بكل تلك القدسية والاحترام.



#عثمان_عبدالله_مرزوك (هاشتاغ)       Othman_A._Marzoog#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السحر والدين
- اصنعوا سلاما
- لماذا نتزوج
- العقل الغربي في الفلسفة
- العقلانية والاعجاز في العقل العربي الاسلامي
- كيف تطبخ كونا
- الاكتأب
- رحلة الجهل
- انا ظل لظلِ
- الجهل المركب
- شيكسبير يكتب السونيتة الثامنة عشر من جديد
- اشكالية النهضة العربية
- اشكالية العقل العربي
- رجال الدين والتقدم
- التخلف بنية اجتماعية
- الى حبيبتي
- احتلال فلسطين وفتح العراق
- اقالة العقل العربي
- استقالة العقل العربي
- عشق بغداد لبابل


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عثمان عبدالله مرزوك - نظرية في تكون الاديان الابراهيمية