أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عثمان عبدالله مرزوك - اشكالية العقل العربي















المزيد.....

اشكالية العقل العربي


عثمان عبدالله مرزوك
ناقد و باحث و اكاديمي

(Othman A. Marzoog)


الحوار المتمدن-العدد: 5926 - 2018 / 7 / 7 - 11:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المقصود بالعقل العربي هو المحتوى المعرفي والتصورات والمفاهيم التي تكونت خلال فترة ما والمقصود هنا فترة عصر التدوين كأساس واطار مرجعي للعقل العربي. التدوين الذي يبدئ بعهد المنصور تقريبا 143ه .
العقل المكوِن والعقل المكوَن: العقل يتكون من محتوى متكوِن يسمى العقل السائد(مكوَن) والذي بدوره يكون عقلا اخر قيد التكوين ويسمى عقلا فعال(مكوِن). والعلاقة بينهما تأثير ومتأثر.
الفترة التاريخية للامتداد الثقافي للعقل العربي احد اهم الاشكاليات هي الفترة التي بدء بها تكون العقل العربي هل يمكن القول ان العقل العربي تكون من العصر الجاهلي ومر بالإسلام ثم بعصر النهضة اذا جاز التعبير؟؟
الانقطاع المعرفي الحاصل في العقل العربي, هل حصل انقطاع ثقافي بين العصر الجاهلي والعصر الاسلامي ؟ هل يجب ان يحصل انقطاع ثقافي بين العصر الاسلامي وعصر النهضة؟ ثم هل يجب ان نقطع الان العلاقة مع الموروث الثقافي والبدء مع عصر النانو تكنلوجي؟ كيف يمكن ان نساير الحاضر بمفاهيم الماضي؟ هل يمكن ان نحرم الصورة ونستخدم الهاتف او نشاهد التلفاز؟ كيف يمكن لمفهوم لا يفلح قوم ولو امرهم انثى او عبدا ان يواكب المفاهيم الحالية ؟!! كيف يمكن حل التناشز المعرفي بين الجواري المعروضات للبيع عاريات في المفاهيم الموروثة والمنقبات العفيفات في مفاهيم الحاضر؟!!
العقل المأسور والعقل الفعال, العقل السائد هو العقل المأسور والذي يتكون في اللاوعي المعرفي كما استخدم المصطلح بياجيه وهو ليس ببعيد عن مصطلح اللاوعي الجمعي الذي استخدمه يونغ. العقل السائد هو الذي يمثل السلطة الرسمية في اغلب الاحوال, كما مثل العقل المعرفي السني طيلة فترة حكم الامويين والعباسيين والعثمانيين والى 2003, عدى فترة انقلاب عبدالكريم قاسم واستلامه السلطة فهي سلطة بدون عقل معرفي جمعي تستمد منه سلطتها وماتت في ميلادها. اما ما بعد الغزو الامريكي للعراق ان لم يكن احتلالً فالوجه المعرفي السلطوي اصبح شيعيا معتمدا على الاساس نفسة الذي اعتمده الامويون بتسلمهم السلطة. تبلورت خلال فترة تكوين العقل العربي ثلاث انظمة, الاول تمثل بالنظام المعرفي العرفاني (روحي لا عقلي وسرية المعرفة "السفط:وعاء جعفر الصادق الذي يحوى علم كل شيئ على شكل رموز" كعلم الجفر, هذا كرس خطاب اللاعقل ونقل هذا لخطاب ونقله الى العامة والجمهور الامي لتتكون المجاميع الصوفية التي تمثل العائق امام كل ثورة علمية تعتمد التجريب والمنطق) و الثاني تمثل بالنظام المعرفي البياني(لغوي نحوي, قياس الغائب على الشاهد, الفرع الى الاصل, التشبيه, التمثيل) في حين النظام الثالث هو نظام البرهان (قياسي منطقي) وهو نظام مستورد للثقافة العربية من اليونان ومؤسسه ارسطو. العقل الفعال هو ذات العقل السائد في حالة استمراريه تكوين فهو لا يتوقف عن اجترار نفسه الا بثورة معرفية كالتي حدثت في فرنسا عام 1789م. العقل العربي في نهاية الامر اصبح يتسع لكل التصورات والرؤى اللاعقلية ويمنحها تبريرها بتأويل الجانب الغيبي في الدين تأويلا سحريا, التأويل الذي يعتمد على انكار السببية والقول بإمكانية قلب الطبائع والاتيان بالخوارق.
ما يحدث عندنا هو تراكم وليس تعويض مفاهيم اذا لا تقوم بنية جديدة من المعتقدات بمحو بنية قديمة, لكن ما يحدث هو ا ن يواصل القديم الحياة كعنصر بزي جديد, وقد يضل مخفيا في حالة من اللاوعي, او قد يعيش قديما بوعي جنب الى جنب الجديد, رغم غير قابليتهما للوفاق على الاقل من الناحية المنطقية ويحملهما نفس الشخص او المجتمع.
الاساس الاخلاقي القيمي للمعرفة والاساس المعرفي للأخلاق, هل تقوم المعرفة على اساس الاخلاق القيمية؟ أي على اساس الصحة والخطأ, وضرورة اصدار حكم قيمي, ام يجب ان تكون بلا دواعي قيمية؟ فالمعرفة هي التي تحدد الاخلاق بعد التفحص العلمي. كيف يمكن ان تجعل الاحكام بعد المعرفة وليس المعرفة لأجل تأكيد احكام مسبقة؟ عصر التدوين والفكر الهلنستي زرع فكرة الدفاع باستخدام المنطق اللاعقلي لدحض المنطق العقلي. الهدف هو الدفاع والهجوم بدلا من الشك للوصل الى اليقين, باعتبار التيه هو الطريق الى الطريق السليم.
اللغة والفكراذا كانت اللغة العربية تأسست على يد البدوا المعزولين عن المدينة وقامت على فرضية الفراهيدي الرياضية في تعداد الاحرف وتعداد الخيارت المتاحة, لينتج فرض لغويا على الواقع. والفاصل العميق بين الفصحى والعامية يصنع فراغ كبيرة بين المثقف الكاتب البسيط القارئ, حتى لكأنك تتحدث لغة اخرى, وهل يمكن ان يفرض التصور البدوي الحسي على الواقع المدني العراقي. ليأتي بعد ذلك وضع قوالب جاهزة لتوضع بها المفردات اذا شذت هذا خطاء لغوي؟
التدوين كأساس للفكر, يعتبر عصر التدوين هو العصر الذي تثبت به الفقه الاسلامي وهو منبع رئيسي اذ لم يكن الوحيد للثقافة السائدة بعيدا عن اذا ما كانت حقيقية او مزيفة. الثقافة العربية ثقافة فقهية ,مثلما الثقافة اليونانية فلسفية, تعتمد على الماضي للتحكم بحاضرها ومستقبلها. فقد بدئت الكتابة التي حفظت التراث على الورق بعد ان كانت محفوظة بصدور البشر. بهذا العصر ظهر الشافعي ومالك, وابن حنبل, وابو حنيفة ممثلين للمذهب السني, والامام جعفر الصادق ممثلا للمذهب الشيعي. العقل الجمعي مأسور الى اليوم بما ظهر في ذلك العصر من افكار وللدلالة على صحة راي يجب الرجوع الف عام للوراء فالتجديد مستحيل. مأساتنا تشبه دابة مربوطة بالأرض وقد اكلت كل ما تصل اليه من العشب حتى لم يبقى شيء واصبحت تقتل النباتات تحتها بأقدامها, تحاول الوصول الى اماكن اخرى بلا جدوى فهي مربوطة رغم انها ترى العشب حولها ينمو لكنها تضعف وتذوي يوم بعد يوم وقد تموت. مشكلة الثقافة العربية انها مربوطة بالماضي وكلما ندبت حضها تذكرت غابر مجدها لا تفكر بفك قيدها. اذا حضر النقل توقف العقل, هذا ما يعمل به الى اليوم ونحن في القرن الذي نرفض به الفرضيات العلمية للتطبيقات ونستمتع بالواقع التطبيقي للفرضيات, رغم ان اليوم هناك محاولات جادة في فك هذه المعادلة من قبل مقاتلين افذاذ امثال محسن الامين وكمال الحيدري ولا ننسى علي الطلقاني في المذهب الشيعي وعدنان ابراهيم في المذهب السني , لكن المعرفة تحتاج الى سلطة مادية بقدر السلطة المعرفية فكلا النظامين المعرفيين السني والشيعي انتشرا بالسلطة.
بدلا من منهج توالد الافكار اصبح الاجترار هو النظام الذي تسير عليه الثقافة. السلطة تعطي الشرعية للمعرفة كي تسود وتحدد نوعها وبذلك تصنع العقل الجمعي. القياس على مثال سابق جعل استقامة المعرفة امرا مستحيلا, فالنص هو المشرع الاول وهذا النص ممكن ان يكون اشكالي بحد ذاته. في العراق استخدم الدين للترأس والتجارة ,فمن تجر بالدين لم يكن له دين, لان من تجر بالشيء باعه ومن باع شيء لم يكن له, فمن تاجر بالدين لم يكن له دين حتما.




#عثمان_عبدالله_مرزوك (هاشتاغ)       Othman_A._Marzoog#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال الدين والتقدم
- التخلف بنية اجتماعية
- الى حبيبتي
- احتلال فلسطين وفتح العراق
- اقالة العقل العربي
- استقالة العقل العربي
- عشق بغداد لبابل


المزيد.....




- قصي خولي في أول تجاربه بالدراما التركية المعربة مع ديمة قندل ...
- هل يمكن أن تستهدف إيران منشآت النفط في الخليج إذا تعرضت لهجو ...
- كيف يبدو مستقبل علاقة دول الخليج مع إيران؟ علي الشهابي يجيب ...
- -حزب الله- يقصف قاعدتين إسرائيليتين في الجليل والجولان السور ...
- أوباما يلقي بثقله لدعم حملة هاريس
- -ميتا- تكشف عن أداة ذكاء اصطناعي تنتج مقاطع صوت وصورة
- جونسون: عثرنا على جهاز تنصت في حمام مكتبي بعد زيارة نتنياهو ...
- حسن نصر الله.. هل دفن جثمان الأمين العام لحزب الله سرا؟
- هاشم صفي الدين.. أنباء عن استهداف إسرائيل للخليفة المحتمل لن ...
- أسعد درغام في بلا قيود: رفضنا منذ البداية جبهة الإسناد ووحدة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عثمان عبدالله مرزوك - اشكالية العقل العربي