أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - مسرحية لحظة حب على قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون في مصر















المزيد.....

مسرحية لحظة حب على قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون في مصر


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6754 - 2020 / 12 / 7 - 20:35
المحور: الادب والفن
    


وكأن المسرح في مصر صار ينتبه أخيراً لاستنشاق هواء الرومانسية في اعماله الجديدة التي يقدمها، هذا ما شعرت به أثناء حضوري ومشاهدة مسرحية "لحظة حب" على قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون بالقاهرة، درامة ناعمة من فصل واحد بطولة الفنان بهاء ثروت والفنانة لمياء كرم، ديكور حمدي عطية، ملابس رباب البرنس، ألحان أحمد محيى، استعراضات كريمة بدير، إضاءة أبو بكر الشريف، مخرج منفذ محمد حسين، تأليف محمد الصواف إخراج الفنان ياسر صادق، وتدور أحداث المسرحية حول شاعر مر بتجربة حب فاشلة فقرر أن يغلق قلبه أمام أي تجربة جديدة للحب، ودفعه ذلك القرار لأن يؤلف أشعاره في خدمة موقفه القاسي من الحب والنساء، وأن تكون قصائده ذات موقف سلبي من المرأة بشكل عام، وهو لا يدري أن هناك ثمة امرأة فنانة تشكيلية تقرأ أشعاره وبرغم قسوة تلك الأشعار أحبته وبدأت ترسم لوحاتها من وحي أشعاره بل وجعلت لكل لوحة اسم لقصيدة من قصائدة، التي عرفت من خلالها جزء كبير من حياته والدافع وراء كرهه للنساء، هذا الدافع الذي جعلها تؤمن أن كل هذه الكراهية التي تملأ قصائده ضد المرأة ماهي إلا حب عظيم ضل طريقه مع أمرأه لم تستطع أن تبادله ذلك الحب بالعطاء الذي يستحقه، ولأنها أحبته، قررت أن تدعوه كضيف شرف في افتتاح معرضها الفني الذي تطرح فيه لوحاتها، وحين ذهب للمعرض وجد أن كل اللوحات بأسماء قصائده، وأن الفنانة التشكيلية قد قامت بتشريح شخصيته وعواطفه في كل لوحة الأمر الذي أثار دهشته بل وبدأ في إثارة قلبه المغلق منذ زمن لينفتح على حب جديد قد يبدل شكه إلى يقين، وينهي جراح قلبه بدواء من العشق تسبغه عليه أمرأه مختلفة، امرأة على وشك الحدوث، امرأة يخشى إن فتح لها قلبه تستعبده فيعيش الحزن مرة أخرى، كما عاشه أول مرة، ومن ثم يمر بحالة من الصراع الداخلي بين انفتاح قلبه على الحب الجديد وبين الخوف من تكرار الهزيمة، وهي أيضاً أصبحت تمر بصراع بين حبها له وكبريائها كأنثي في الإعلان عن ذلك الحب بشكل قد ينهيه لحظة ولادته، وتحتدم وتتطور احداث الصراع النفسي والإنساني بين الشاعر والفنانة التشكيلية إلى أن تنتهي الحكاية بمفاجأة دائماً ما يرضى عنها أهل العشق والهوى.
وحكاية المسرحية تحمل بعض من روح وبعض من تصور يقترب ولا أقول يتطابق وقصة عدو المرأة لمؤلفها أمير الصحافة محمد التابعي.
الإخراج:
لعل أهم ما في العرض المسرحي هو شخص المخرج نفسه، فالمخرج ياسر صادق كان يحمل إبداعاً خاصاً به جعل من رؤيته في إخراج العرض بطلاً للرواية، فقد اعتمد المخرج على لغة التماثل الهندسي فجعل خشبة المسرح وكأنها لوحة رسم يتماثل فيها وجود الجزء اليمين مع وجود الجزء اليسار كجناحي طائر، فجعل اليمين ذكوري واليسار أنثوي، حيث قسم المسرح إلى ثلاث مستويات، مستوى أول وهي أرضية القاعة أمام المتفرجين وخصصها للراقصين، شاب وفتاه، بحيث يبدأ الشاب وتنتهي حركته من جهة اليمين والفتاة تبدأ وتنتهي من جهة اليسار، وأعتمد في الرقص على التعبير برائحة الباليه، ثم المستوى الثاني عبارة عن جناحين يمين ويسار خشبة المسرح، فجعل جناح اليمين لعازف التشيللو الذكر، وجناح اليسار لعازفة الفلوت الأنثى، ثم المستوى الثالث خشبة المسرح، فجعل عمق يمين المسرح لغرفة مكتب الشاعر الذكر، ومقدمة يسار المسرح لأتيليه الفنانة التشكيلية الأنثى، هذا التماثل، المرآة، جعل عين المتفرج ومشاعره من أول لحظة دخوله القاعة وحتى خروجه منها لا يعتريها ملل أو فوضى، ومن هذا المنطلق استطاع المخرج أن يقدم صورة رومانسية شديدة النعومة وشديدة التدفق.
الفنان بهاء ثروت:
بملامحة الهادئة والجادة استطاع توصيل الهدف والمعنى المراد من الشخصية كأدق ما يستطيع القيام به فنان واعي لدوره، فقد كان أداؤه لدور الشاعر الذي مر بهزيمة في حبه الأول ثم محاولة الثأر بالكلمات لنفسه ليطرد عنه شبح الهزيمة، ثم صراعه النفسي والذكوري مع ظهور حب جديد في حياته، كان أداءً في غاية الإتقان، كما أن نبرات صوته العميق المعبر عن تطور المراحل النفسية والمملوء بكبرياء رجل جرحته أمرأه ثم راودته أمرأه أخرى عن قلبه، كان لوقعها تأثيراً إيجابيا على مشاعر المتفرج.
الفنانة لمياء كرم:
أدت دور أمرأه ناضجة تحمل طابع الفنانة التشكيلية وعلاقتها بألوان المشاعر في ذات الوقت طابع العاشقة القوية القادرة على الإعلان عن حبها دون أن يمس هذا الإعلان كبريائها كامرأة في أن يتم خدشه أو يؤخذ على محمل العبث، وهو دور تمكنت بموهبتها أن تصيغه على خشبة المسرح بانضباط ومسئولية دون تشتيت بصري أو جسدي للمتفرج في أزيائها وحركتها وأدائها فخرجت علينا بحضور راق وتناغم ملفت مع الفنان بهاء ثروت، بحيث كونا ثنائياً بطعم الموسيقى تآلف مع صوت التشيللو والفلوت وألحان أحمد محيي والإيقاع الناعم للراقصين.
النص:
للشاعر أحمد الصواف، ولا شك أن النص الشعري للعرض كان جيداً من حيث قواعد الشعر العامي الذي يعتمد في مجمله على الإيقاع الموسيقى، حيث استطاع الشاعر أن يستحوذ على أذن المتفرج المستمع وأن يجعلها تطمئن لموسيقى الشعر وجمال بعض الصور الشعرية في المجمل، والنص الشعري للعرض هو نص استاتيكي، ساكن، ولكنه حتماً سيأسرك بالكامل إن استمعت له داخل صالون شعري حين يلقيه المؤلف في جلسة، فهو مكتوب بلغة مستساغة خالية من التعقيد، لكن ما نأخذه على النص كنص للمسرح أرى – في تقديري - أنه من الناحية الدرامية خال من الأحداث التي من شأنها أن تحدث انتباهه وترقب لدي المتفرج، كما أنه لم يتعمق في شرح الصراع النفسي والعاطفي عند البطل أو الصراع بين الرغبة والمشاعر عند البطلة، ولولا رؤية المخرج الكاملة والمتميزة لخرج علينا العرض فاقداً للمنطق في تصوير حالة حب شديدة التعقيد بين رجل هزمته قصة حب سابقة ويخشى من قصة حب جديدة قد يولد فيها من جديد أو ينسحق.
الخلاصة:
ربما يفرض علينا عرض مسرحية لحظة حب أن نتمنى وأن نأمل من مسرح الدولة الاهتمام بالعروض المسرحية الرومانسية لكونها عروض تكاد تكون نادرة اليوم رغم أنها تتميز بكونها العروض التي تأخذ مكانها بين العروض الكوميدية وبين العروض التراجيدي، رغم أنها أول ما قدم على أول خشبة مسرح تم انشائها في مصر الحديثة سواء كان عرضاً لقصة حب رومانسية عن نص أجنبي كأوبرا عايدة الذي تم تقديمه في افتتاح دار الأوبرا المصرية عام 1869م وكان من تأليف ميريت باشا وموسيقى الموسيقار الإيطالي فيردي أو أول نص مصري يقدم كأول نص عربي على دار الأوبرا المصرية وكان عرضاً لقصة حب رومانسية عن نص "هناء المحبين" للكاتب "أسماعيل عاصم" المحامي والتي قدمته فرقة إسكندر فرح على دار الأوبرا المصرية عام 1893م، وحيث أهتم بعدها المسرح المصري بتقديم روايات لقصص حب رومانسية لاقت نجاحاً منقطع النظير كمسرحية عزيزة ويونس الرومانسية التي قدمها المسرح المصري عام 1946م من تأليف بيرم التونسي، ومسرحية حسن ونعيمة لكرم مطاوع على مسرح الجيب عام 1966م، ومسرحية كليوباترا وانطونيو لفاروق الدمرداش عام 1977م، ومسرحية مجنون ليلى للمخرج عادل هاشم عام 1982م، ومسرحية ايزيس لكرم مطاوع على المسرح القومي عام 1985م، ومسرحية "انقلاب" تأليف صلاح جاهين وإخراج جلال الشرقاوي عام 1988م.



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على تاريخ المسرح العربي في مصر
- نساء في حياة سيد درويش
- ثورة الفلاحين في قرية -بهوت- هي من صنعت صلاح جاهين !
- فولتير يعلن تفاؤله على خشبة المسرح القومي بمصر
- مهرجان المسرح التجريبي 2020 الدورة السابعة والعشرون - تغطية ...
- هل سيكون ( لقاح ) كورونا وسيلة لإختراق دماغ البشر والتحكم بأ ...
- قراءة قصيرة في كتاب -مسرح الشعب- للدكتور -علي الراعي-
- الإنسانية .. العدالة .. الحرية ( من القصص السياسي )
- بهائم العمدة .. ( من القصص السياسي )
- سيدنا عاشور .. ( من القصص السياسي )
- عشق الخالدين ( رومانسية سياسية ليست من وحي الخيال )
- الأراجوز - من القصص السياسي
- فيلم شيء من الخوف أم .. الخوف كله ؟؟
- مصادر وتاريخ الموسيقى العربية
- قصة فيلم الزوجة الثانية
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الرابع )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثالث )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثاني )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الأول )
- لماذا تثور الشعوب – في ذكرى ثورات الربيع العربي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - مسرحية لحظة حب على قاعة صلاح جاهين بمسرح البالون في مصر