أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - نظرة على تاريخ المسرح العربي في مصر














المزيد.....

نظرة على تاريخ المسرح العربي في مصر


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


قبل أن أشرع في كتابة هذا المقال طرأ في ذهني سؤال:
هل يتم تأريخ حدوث مسألة كمسألة المسرح العربي في مصر على أساس كونه ذلك المسرح الذي ترعاه الدولة مادياً وتفتح له مسارحها أم أنه المسرح بشكل عام سواء كان مسرحاً ترعاه الدولة أو مسرحاً على نفقة أصحاب الفرق الخاصة؟
فلو كان التأريخ يتم فقط على أساس المسرح الذي ترعاه الدولة ويتمتع بكل أشكال وبناء المسارح بالعالم من خشبة مسرح وصالة متفرجين وديكور وأضواء ونصوص مكتوبة لا تسمح بالارتجال، فلا يجوز لبعض المؤرخين - في توثيق هذه المسألة - التطرق لفرق القطاع الخاص من مثل فرقة "يعقوب صنوع" على سبيل المثال في أنها أول فرقة مسرحية بمصر ( 1871م – 1872م ) لكونها فرقة خاصة لا ترعاها الدولة بل واعتمدت في المقام الأول على الارتجال وعلى الحد الأدنى من القواعد المسرحية المتعارف عليها فنياً، كما يقول "صنوع" نفسه عن مسرحه أنه مسرح "بدائي" في فقرة ذكرها الدكتور على الراعي" في كتابه مسرح الشعب ص28 معلقاً على ملقن الفرقة الذي يدخل إلى خشبة المسرح ويهزأ بالممثل بسبب إلقاء دوره بسرعة وينهره بشده ثم يخرج، يقول:
"لو حدث مثل هذا في مسرح أوروبي لكان فضيحة، إلا أنه في ( مسرحي الذي كان لا يزال في دور الطفولة ) صادف نجاحاً كبيراً".
ومن ثم يستوجب التأريخ من بعض هؤلاء المؤرخين أن يتطرق فقط لفرقة "سليم نقاش" لكونها الفرقة التي نالت عطف "الخديوي إسماعيل" ومنحها من رعايته ورعاية الدولة ما جعلها تعرض عرضها الأول في مصر عام 1877م على مسارح الدولة، بل أن ذلك الأمر سيدفعنا أيضا لاحتساب أن أول مؤلف مسرحي مصري هو الأستاذ "إسماعيل عاصم" المحامي الذي تم تقديم مسرحيته ( هناء المحبين ) على مسرح دار الأوبرا الخديوية وبرعاية الدولة حيث قدمتها فرقة "اسكندر فرح" عام 1893م، وتجاهل وغض الطرف عن الطالب الأزهري الشيخ "محمد عبد الفتاح" الذي ألف تراجيديا تاريخيه قدمها "يعقوب صنوع" عام 1871م، أي قبل "إسماعيل عاصم" بحوالي ( 22 عاماً ) لكونه نص تم تقديمه في فرقة قطاع خاص لا ترعاها الدولة ولم تقدم على مسرح الدولة كمسرح دار الأوبرا الخديوية !
بل أن هناك من البعض من يؤرخ للمسرح العربي في مصر بزمن الحملة الفرنسية التي انشأت بعض النوادي الترفيهية وقدمت فيها بعض المسرحيات للترفيه عن جنودها كما ذكر الجبرتي في تاريخه بلغة لا يفهمها المصريين، مما يجعلنا نتساءل:
ما علاقة ما كانت تقدمه الحملة الفرنسية من مسرحيات فرنسية باللغة الفرنسية للترفيه بها عن الجنود الفرنسيين بتاريخ المسرح العربي في مصر؟
في الحقيقة لم أجد اروع من المستشرق الألماني "كارستين نيبور" الذي زار مصر في رحلة علمية للوقوف على الحالة الاجتماعية والسياسية والدينية في مصر عام 1762م ومكث بها ما يقرب من تسعة أشهر وكان ذلك في عهد "المماليك" وقبل الحملة الفرنسية على مصر بحوالي ( 37 عاماً ) إذ يقول منصفاً من منظور غربي وأوروبي لا يفرق فيه بين ما هو برعاية الدولة أو برعاية الأهالي:
"شاهدت في مصر ما يقرب من 178مسرحية باللغة العربية، وكنت لا أتوقع ولا أي إنسان أن يكون في مصر تمثيليات، والحق أن القاهرة فيها فرق تمثيلية كبيرة تتكون من مسلمين ومسيحيين ويهود، يأتون إلى بيت من يستطيع دفع أجورهم ويتخذون من الفناء الواسع ( مسرحاً ) ويصنعون في ركن منه ستاراً يغيرون فيه ملابسهم !"
يقول هذا الكلام قبل مسرح مارون النقاش ( 1853م ) بحوالي ( 55 عاماً ) مما يدفع بالأستاذ "مارون النقاش" في ريادة المسرح العربي والذي نقله إلى مصر إبن أخيه "سليم النقاش" ( 55 ) خطوة للوراء إذ أن المسرح في مصر ممتد بها وله جذور لم تنقطع أو تتحلل، ولولا مؤرخاً أوربياً قام بتوثيق هذا الحدث بالتفصيل ما عرفنا في وقتنا الحالي ( ريادة مصر ) في فن المسرح على وجه الخصوص، وأنه فن أصيل أصالة التاريخ، حتى وإن كنا لا ندري أسماء من حملوا على عاتقهم قديماً مهمة وجود واستمرارية فن المسرح في مصر منذ القدم، وأنه ربما لم ينقطع للحظة واحدة منذ أن أنشأ المصريون مسارحهم الرومانية بمئات السنين قبل الميلاد وحتى يومنا هذا، وإن كنا لا ننكر جهود من حمل على عاتقه دراسة فنون المسرح المعاصرة واللجوء لمصر ليقوموا بتقديم الجديد – في زمنهم – على خشبات المسرح المصري وعلى رأسهم "سليم نقاش" عام 1876م، و"يوسف الخياط" عام 1877م، و"سليمان حداد" عام 1881م، وسليمان قرداحي" عام 1882م، و"أبو خليل القباني" عام 1884م، و"أسكندر فرح" عام 1891م.



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في حياة سيد درويش
- ثورة الفلاحين في قرية -بهوت- هي من صنعت صلاح جاهين !
- فولتير يعلن تفاؤله على خشبة المسرح القومي بمصر
- مهرجان المسرح التجريبي 2020 الدورة السابعة والعشرون - تغطية ...
- هل سيكون ( لقاح ) كورونا وسيلة لإختراق دماغ البشر والتحكم بأ ...
- قراءة قصيرة في كتاب -مسرح الشعب- للدكتور -علي الراعي-
- الإنسانية .. العدالة .. الحرية ( من القصص السياسي )
- بهائم العمدة .. ( من القصص السياسي )
- سيدنا عاشور .. ( من القصص السياسي )
- عشق الخالدين ( رومانسية سياسية ليست من وحي الخيال )
- الأراجوز - من القصص السياسي
- فيلم شيء من الخوف أم .. الخوف كله ؟؟
- مصادر وتاريخ الموسيقى العربية
- قصة فيلم الزوجة الثانية
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الرابع )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثالث )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثاني )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الأول )
- لماذا تثور الشعوب – في ذكرى ثورات الربيع العربي
- النبي يقوم من الأموات في .. طوكيو !


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - نظرة على تاريخ المسرح العربي في مصر