أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - فولتير يعلن تفاؤله على خشبة المسرح القومي بمصر















المزيد.....

فولتير يعلن تفاؤله على خشبة المسرح القومي بمصر


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


المتفائل عرض مسرحي يقدمه المسرح القومي المصري عن رواية "كانديد – التفاؤل" للكاتب العالمي فولتير وأعدها للمسرح المخرج الشاب إسلام إمام.
وربما من الإنصاف قبل التعرض لنقد عمل مسرحي مأخوذ عن رواية عالمية أن نتعرف على الدوافع التي أنتجت هذه الرواية أصلاً فلكل عمل فني رمز وكل رمز يسير إلى حكاية، فما هي الحكاية التي دفعت فولتير ليكتب روايته عام 1759م؟.
كانت الفترة من عام 1750 وحتى 1765 من أسوأ الفترات التي عاشتها أوروبا على الإطلاق، حروب دامية في كل مكان أو ما سميت لاحقاً بحروب السنوات السبعة، وتفشي أوبئة فتاكة، وانتهاءً بزلزال " لشبونة " عام 1755م الذي أثر على أوروبا كلها لأكثر من عشرة سنوات بسبب موجات الأعاصير والفيضانات التي سببها وتسببت بحرق مدن كاملة وجوع الناس وموت مئات الآلاف وانهيار تام للاقتصاد في أوروبا، ولما كان الأوروبيين في حالة يأس كامل وغضب شديد خرج كثير من الفلاسفة والحكماء في أوروبا لتبني نظرية اسمها " التفاؤل " أسسها الفيلسوف الألماني " ليبنتز " والتي تقوم على حكمة أن كل شيء سيسير للأفضل في أفضل العوالم الممكنة، ليخففوا من حدة اليأس والخوف والغضب عند الناس، وكان من أشهر الفلاسفة المؤمنين بتلك النظرية في ذلك الوقت هو الفيلسوف " جان جاك روسو " الذي أرسل لفولتير بينما أوروبا كلها تحترق كتاب " العقد الاجتماعي" فلما أنتهى فولتير من قراءته أعلن أن هذا الكتاب الذي يسوق لنظرية التفاؤل ما هو إلا كتاب يدفع من يقرأه أن يمشي على أربع – أي يتحول لحيوان – ثم أضاف: بصراحة أنا لا أحب روسو ولا مؤلفاته وتبدلت محبة "روسو" لفولتير الذي كان يعتبره مثلاً أعلى له إلى عداوة شديدة، استمرت حتى وفاتهما في عام واحد ودفنا في نفس المقبرة !
ولما وجد فولتير أن كثيراً من حكماء أوروبا يتبنون نظرية "التفاؤل" التي وضعها "ليبنتز" رغم كل الكوارث المحيطة بهم فاجأ العالم كله بسخريته من النظرية ومن واضعها ومن معتنقيها، وأخرج لهم لسانه في رواية من تأليفه عام 1759م أطلق عليها ساخراً اسم النظرية نفسها، رواية "التفاؤل" والتي أطلق عليها فيما بعد أسم "كانديد"، وكان هدفه من الرواية ليس فقط السخرية وإنما إعلاء شأن العقل والمنطق والعلم في علاج الآلام والكوارث والمشاكل التي تعترض الإنسان في حياته ليصل إلى السعادة التي يستحقها بغض النظر عن لونه أو عرقه أو مذهبه.
والرواية في إيجاز شديد تحكي عن معاناة فولتير نفسه في شخصية بطل الرواية "كانديد" وتروي من خلاله فترة من أقسى وأسوأ الفترات التي عاشتها أوروبا على الإطلاق، فبطل الرواية "كانديد" يعيش في قصر خاله البارون مع زوجة خالة وابنة خاله، ويتعلم على يد معلم هولندي أسمه " بانغلوس" قيم الحياة وأهمها نظرية "التفاؤل" وأن كل شيء سيسير إلى الأفضل في أفضل العوالم الممكنة، ويؤمن "كانديد" بهذه الحكمة بسذاجة لأنه لم يتعلم نقيضها ويقرر أن يطلب من خاله الزواج من ابنة خاله "غوندا" ولكنه ينصدم برد خاله وزوجة خاله بالرفض العنيف بل وطرده من القصر وأن يلقى به في الشارع، أين إذن أفضل العوالم الممكنة مع كل هذا الرفض والطرد، ويتشرد "كانديد" في الشوارع، ثم يقع في يد الجيش البلغاري ويرغموه على أن يكون جندي مرتزق أو يقتلوه فيلتحق بالجيش البلغاري في سبيل أن يجد فيه ما يأكله ويشربه، لكنه ينصدم للمرة الثانية بصراعات وقتل وتدمير وهمجية، فيهرب من الجيش ويتوجه لهولندا حيث يجد استاذه القديم " بانغلوس" فقيراً ومعدماً بعد أن هرب من قصر خاله الذي حرقه جيش البلغار وأعدموا خاله البارون وزوجة خاله وحبيبته "غوندا" فينصدم مرة أخرى ويحزن حزنا شديداً على فراق حبيبته، ولكن تدفعه الأوبئة الفتاكة التي تجتاح أوروبا أن يهرب هو وأستاذه "بانغلوس" إلى لشبونة، وحين يصلوا يحدث زلزال عظيم يهز أوروبا ويحدث بها كوارث عظيمة، ويحاول "بانغلوس" أن يلقي تعاليمه هناك للناس، فيحكم عليه وعلى "كانديد" بالإعدام، لكن كانديد يتمكن من الهرب والنجاة، وأثناء هروبه يلتقي بخادمة محبوبته "غوندا" التي استطاعت الهرب لكنها الآن أسيرة لدى رجلين في غاية القسوة، فيحررها "كانديد" بقتل الرجلين ويهرب على أميركا الجنوبية، وهناك أثناء تشرده على سطح مركب في نهر بدولة "الباراجواي" يجد نفسه وسط شعب حضارة "الأنكا" الذي أختفى منذ آلاف السنين، ويستطيع أن يحصل على ثروة ضخمة من الذهب والماس، وأن يسمحوا له بأخذها إلى حيث يريد، فيقرر العودة بهذه الثروة لأوروبا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مدينته، لكنه يتعرض للسرقة، وفي رحلة عودته لأوروبا يتعرف على معلم جديد يؤمن بحكمة مناقضة لحكمة معلمه السابق "بانغلوس" وهي: كل شيء سيئ جداً ولا وجود للخير على وجه الأرض، وترسو السفينة في فرنسا ويقضي مع أستاذه الجديد يومين في باريس لا يجدوا فيها سوى القتلة والمحتالين واللصوص، فيهربوا على إنجلترا التي اجتاحها الوباء، فيقرروا الرحيل إلى البندقية في إيطاليا وهناك يصادف صديق قديم لخاله البارون يخبره أن "غوندا" حبيبته نجت من الموت وتعيش في تركيا، فيسافر هو وأستاذه الجديد لتركيا حيث يجد "غوندا" وقد صارت عجوزاً ويجد خاله وزوجة خاله وقد نجوا جميعاً من الموت ويجد حتى استاذه القديم "بانغلوس"، ويقرر أن يتزوج "غوندا" فمازالت حبه الوحيد، وسط رفقة شديدة التناقض، في اللون والجنسية والهدف والمذهب، لكنه يجد أن ثمة اتفاق بينهم رغم كل هذه التناقضات، وهي الإنسانية، وأن الحل الوحيد لبلوغهم السعادة أن ينصاعوا إلى لغة العقل والمنطق لا للتمنيات والأوهام وأن يجتمعوا معاً الآن ويزرعوا حديقتهم.
هذه باختصار شديد رواية "كانديد"، رحلة مليئة بالنكسات والانتكاسات وتدفع الناس – في زمن فولتير – للإيمان بالعقل، فهل وافق هذا المضمون ما جاء في إعداد هذه الرواية بالعرض المسرحي؟
الإعداد والإخراج "إسلام إمام"
من قرأ الرواية ولو قراءة سريعة ثم شاهد العرض المسرحي سيعلم مدى ما بذله معد ومخرج العرض "إسلام إمام" من مجهود إذ استطاع أن يحول 30 فصلاً من رواية "كانديد" إلى 6 مشاهد فقط على جزئين، كل مشهد مدته لا تزيد عن 25 دقيقة، وهي مسألة تحتاج من أي معد محترف لمدة قد تستغرق عاماً على الأقل هذا إذا التزمنا بكل ما ورد في الرواية من أحداث، لكن " إسلام إمام" يبدو أنه وجد أن الفترة التاريخية التي عاصرها فولتير وتحكي عن الكوارث التي مرت بأوروبا وسجلها في روايته لا تهم المتفرج المصري قدر ما يهمه الهدف المرجو في النهاية من العرض فالذوق المصري لا يميل بطبعة لمشاهدة الكوارث والفواجع ولكن يميل للأمل والتفاؤل والرغبة في الابتسام، ومن ثم فرض الذوق المصري سيطرته على عقل المعد فأخذ من الرواية ما يؤكد على روح التفاؤل، وفي الجزء الثاني من العرض تحديداً لم يلجأ " إسلام إمام للنص وإنما لجأ لرؤيته الخاصة فيما سيأخذه من النص، وبدلاً من أن يسخر من التفاؤل والمتفائلين كما سخر فولتير، دعم إيمانه بالتفاؤل والمتفائلين وكأنه يقول لفولتير أنا مع نظرية التفاؤل التي أسسها الفيلسوف " ليبنتز" في مشهد أنيق جداً دار فيه حوار بين "كانديد" ومعلمه " بانغلوس" بعد أن حاصرت "كانديد" المصائب من كل جانب أن كيف تطالبني بالتفاؤل وسط هذا المحيط العبثي من المصائب، فيجيبه المعلم أن التفاؤل هو الحل الوحيد، الأمل الوحيد، جوهر الإيمان الإنساني، وعلى "كانديد" إن لم يكن يؤمن بذلك أن ينتحر، أن يلقي بنفسه من سطح السفينة لعمق المحيط، وبالفعل يتحداه "كانديد" ويتحدى نظريته التي يراها غير مجديه ويجري نحو سطح السفينة ليلقي بنفسه في قاع المحيط لكن في آخر لحظة يتراجع وينظر إلى أستاذه وهو يردد: التفاؤل هو الحل الوحيد، الأمل الوحيد، جوهر الإيمان الإنساني، مشهد في غاية الروعة، سيطر فيه الذوق المصري على الرواية كلها، الروحانية التي هي جزء أصيل من طبيعة الوجدان المصري، كما ابتعد بذكاء شديد عن الجدل الفلسفي والصراعات العقلية والتأملية التي لا يميل الذوق المصري أن يخوض فيها كثيراً، فإن كان هدف فولتير من روايته هي إبراز الصراع بين النزعة التفاؤلية التي ترى بأن كل شيء في الحياة مصدره الخير وبين النزعة التشاؤمية التي ترى أن كل شيء في الحياة محكوم بالشر، فإن هدف المعد والمخرج " إسلام إمام" من عرضه المسرحي – في تقديري – هو أن النزعة التفاؤلية ( فقط ) هي بوابة الأمل لتحقيق هدف الإنسان وسط صراعات الحياة، وعليه فقد حاول "إسلام إمام" في إعداد وإخراج هذا العمل المسرحي الكوميدي، أن يعده ويخرجه بلغة زماننا نحن، لا زمن فولتير، وبالتأكيد نجح مادام قد تقبله الجمهور بقبول أعلنت عنه صالة المسرح كل ليلة عرض بكامل العدد.
الفنان سامح حسين
استطيع أن أصفه بالفنان الإنسان، فالكوميديان إن لم يتمتع بالإنسانية لن يصدقه المشاهد، وسامح حسين حتى قبل أن يرفع الستار استطاع أن يبرز إنسانيته في الترحيب بكل الحضور وحتى الأطفال رحب بهم، ولذلك كنت تجد ضحكات الأطفال والشباب تعلو جنبات المسرح مع كل حركة كوميدية يؤديها سامح، وتعاطف شديد مع كل مصيبة تصادفه، وربما من النوادر التي حدثت أثناء حضورنا للعرض مشهد بين جندي بلغاري وبين سامح حسين وحيث الجندي يصرخ في وجه سامح حسب ما هو مكتوب في المشهد، وإذا بطفلة صغيرة تبكي فزعة من صوت الجندي، وهنا يتوقف سامح حسين ثواني ثم يعاتب الجندي – من خارج النص - بأن صوته بغيض وتخشاه الأطفال، فيلتقط الجندي الإشارة ويخفف من حدة صوته، فتهدأ الطفلة وتكف عن الصراخ فتضج الصالة بالضحك، كان واضحاً أن سامح حسين وهو يعتلي خشبة المسرح القومي، يعتليها منتبها لجمهوره ومحترماً له ولقدومه، كذلك منتبهاً للشخصية التي يتقمصها وأهمية التغيرات النفسية والمعقدة للدور في الحركة الكثيفة بين تغيير الحال من الضحك للبكاء أو من البكاء للضحك في سرعة وخفة واحتراف وهي مسألة شديدة الإجهاد لكنه أداها ببراعة تليق بخبرته وتاريخه.
الفنانة سهر الصايغ
فنانة تقف على خشبة المسرح لأول مرة، كانت مجتهدة ومخلصة، ولكن كونها بطلة عرض كان لابد أن تؤكد على ما يميز بصمتها كممثلة، وأن يكون لها شخصيتها المستقلة بعيداً عن الاقتراب من شخصيات فنية نسائية بعينها في بعض مشاهد المسرحية، وهذا لا يقلل إطلاقاً من قيمة أدائها المجتهد كبطلة للعرض وإنما يذكرها بأن الجمهور مازال يرى بدايات شخصيتها المميزة في دور الطفلة أم كلثوم في المسلسل الأشهر أم كلثوم عام 1999م.
الفنان يوسف إسماعيل
كان صاحب حضور متميز، وكان واعياً لحجم دوره وما يتخلله من تناقضات عنيفة، فهو في بداية العرض يقوم بدور أمير ثم ينتهي به الحال إلى مواطن عادي، وقد أدى هذه التركيبة المعقدة على نحو إنساني بارز، أكد بها على ثراء تاريخه الفني.
الفنان عزت زين
درس شخصية الدور بعناية شديدة، ولم يخرج عن إطار شخصية المعلم الكلاسيكية في عصور فلاسفة اليونان القدامى، مع خفة ظل غير مفتعله وإنما خفة ظل تليق بالحكماء في زمانهم، واستمر حتى نهاية العرض محافظاً بشكل لافت على الخط الدرامي للشخصية، وهي مسألة استحق عليها ثناء الجمهور.
الفنانة سوسن ربيع
رمز للفنان الملتزم، فقد أدت دور البارونة والأم على نحو منضبط ولم يخرج أدائها تقليدياً أو يشبه أداء فنان آخر وإنما استطاعت أن تضع شخصيتها كما هو مرسوم لها بكل جدية.
الفنانة آيات مجدي
ملكة الجزيرة الخيالية، رغم قصر المشهد إنما استطاعت أن تؤكد حضورها في العرض كممثلة تعي تماما أبعاد الشخصية، خاصة في أدائها الغنائي الذي أحتل معظم دورها في المشهد.
أما عن باقي فريق الممثلين وكلهم بلا استثناء من الشباب فقد كان أدائهم ينم عن حب وانتماء شديدين للمسرح وعن وعي والتزام جاد في الأداء وتقمص الشخصية والحركة وخاصة من أدوا دور الجنود البلغار ومن أدى دور القرصان.
موسيقى وألحان هشام جبر
مؤمن أنه قرأ النص بعناية شديدة، فالموسيقى التصويرية وليدة الحدث بالفعل، أما الألحان فقد راعى فيها أن تعبر عن النمط الأوروبي دون أن تستغربها الأذن المصرية، أي أنه وازن بذكاء بين ماهو غربي وبين تقبل الذوق المصري له، باستثناء لحن ( راب ) لأغنية قصيرة جداً أعتقد أنه تخطى به زمن الرواية والقرن الثامن عشر رغم جماله.
تصميم الديكور حازم شبل
حازم شبل أثبت بالفعل أنه مصمم ديكور واعي جداً للمنظور ثلاثي الأبعاد في عمارة القرن الثامن عشر سواء في الديكور الداخلي للقصور والحانات أو الخارجي لشوارع أوروبا وأميركا الجنوبية ومملكة الخيال التي راعى فيها أن تكون مليئة برسومات حضارة "الأنكا" التي لم يذكر أسمها صراحة في المشهد، وإنما أظهرها هو في رسومات جدران المعابد، كما أنه كان واعياً تماماً للمنظور ثنائي الأبعاد لتلك اللوحات والستائر التي ملأ بها عمق المسرح لتظهر لنا المدن الأوروبية والأمريكية وحتى الجزيرة الخيالية، ومن ثم فالديكور كان بطل رئيس للعرض لم يثري العرض فقط وإنما أكد على قيمته في مسرح بقيمة المسرح القومي.
تصميم الأزياء نعيمة عجمي
استطاعت نعيمة عجمي أن تدرس كل تفصيله في أزياء القرن الثامن عشر، سواء في أوروبا أو أميركا الجنوبية أو مملكة الخيال، فأقنعت الجمهور بالحالة النفسية لزمن حدوث الرواية، فظهر كل ممثل من كل جنسية بما يتوافق مع أزياء كل بلد، حتى الراقصين والراقصات رغم تعدد اللوحات والبلاد لم تبخل في الاعتناء بكل لمسة حتى لا يفقد العرض روح زمنه.
أشعار طارق علي
كان الشعر أو الشاعر هو رمانة ميزان العرض، فالفصول التي تخطاها الإعداد في الرواية وكانت أكثر من 24 فصلاً استطاع الشعر أن يرمز إليها تلميحاً تارة وتصريحاً تارة أخرى وأعتقد أن هذه المسألة تمت بتعمق شديد بين الشاعر والمخرج، كما أن الشاعر كتب أشعاره بلغة غاية في الرقي وغاية في الانضباط والفهم العميق لدور أشعاره شديد الحساسية في دراما العرض وهو أمر نجح في القيام به.
تصميم الاستعراضات ضياء شفيق
كانت الاستعراضات تحمل أناقة حركية في فضاء المسرح، فلا فوضى، ولا انفعال، ولا ضوضاء، وإنما جمع بين فن الباليه وبعض اللمسات المقتبسة من الرقصات الشعبية لكل بلد أوروبي أو أمريكي، بمعني أن كل استعراض كان من الذكاء بحيث أنه قد تم تصميمه من روح اللوحة نفسها وليس دخيلاً عليها أو شاذاً عنها.
العرض في حد ذاته بطلاً لكونه قد تم تقديمه في زمن الكورونا، أبطال العرض وكل من شارك في العرض هم بالفعل أبطال لكونهم شعروا بأن الناس في زمن الكورونا بحاجة ماسة للخروج من دوامة الخوف والوباء العالمي لبوابة الأمل في استعادة الحياة الطبيعية، بوابة الإيمان عن يقين بأن غداً أجمل، إنه عرض استحق المشاهدة، ولا أجد أروع مما قاله سامح حسين مخاطباً فيه ( الله ) في العرض لأختم به:
أنا عندي يقين
إن أنت شايفني بعين راضية
لو حتى الناس ما كانوش راضيين
أنا عندي يقين
لو لوم الناس ضربات قاضية
قادر تنصرني ف غمضة عين
أنا عارف إنك هنا جنبي
وإنك ها تطبطب على قلبي
بدعيلك في الشدة يا ربي
ما تفرح فيا البني آدمين
أنا عندي يقين



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان المسرح التجريبي 2020 الدورة السابعة والعشرون - تغطية ...
- هل سيكون ( لقاح ) كورونا وسيلة لإختراق دماغ البشر والتحكم بأ ...
- قراءة قصيرة في كتاب -مسرح الشعب- للدكتور -علي الراعي-
- الإنسانية .. العدالة .. الحرية ( من القصص السياسي )
- بهائم العمدة .. ( من القصص السياسي )
- سيدنا عاشور .. ( من القصص السياسي )
- عشق الخالدين ( رومانسية سياسية ليست من وحي الخيال )
- الأراجوز - من القصص السياسي
- فيلم شيء من الخوف أم .. الخوف كله ؟؟
- مصادر وتاريخ الموسيقى العربية
- قصة فيلم الزوجة الثانية
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الرابع )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثالث )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثاني )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الأول )
- لماذا تثور الشعوب – في ذكرى ثورات الربيع العربي
- النبي يقوم من الأموات في .. طوكيو !
- تلقيح الكلام المصري ومسائل أخرى
- أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان
- مجروح العبيط .. قصة من رابع المستحيلات


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - فولتير يعلن تفاؤله على خشبة المسرح القومي بمصر