أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - الأراجوز - من القصص السياسي














المزيد.....

الأراجوز - من القصص السياسي


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 17:31
المحور: الادب والفن
    


بقلم محيي الدين ابراهيم
كاتب وإعلامي مصري

قديماً .. في زمن سحيق .. زمن الوردة والديناصور .. كان بقريتنا فنان متجول .. يحمل فوق ظهره غرفة صغيرة من خشب بالي .. يضع بداخلها ( أراجوز خشب ) وأدوات متواضعة لمسرح الأراجوز .. في كل ساحة أو ميدان صغير .. كان ينصب الغرفة .. يدخلها .. يرتدي في يده الأراجوز كقفاز .. يرفعه لأعلى حتى يظهر من شباك المسرح الصغير .. ثم يغني بصوت عال: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ) .. هنا .. وهنا فقط .. كانت أطفال القرية تهرول من البيوت .. في زمن الوردة والديناصور .. لتشاهده .. فيصرخ فيهم: ياللا ياللا .. فيهلل الأطفال فرحين وهم يرددوا ورائه: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ) .. ولكن في زاوية من زوايا الحكاية .. في زمن الوردة والديناصور .. كان هناك أصحاب ( الجلابيب السود ) .. كانوا لا يتحدثون مع أحد .. كانوا يأخذون القرية جيئة وذهاباً .. ليلاً ونهاراً .. حتى أنهم كانوا يزورون الناس في أحلامهم وهم نيام .. كانوا ينصتون لكل شئ .. وأي شئ .. حتى صوت الجنين في بطن أمه .. ثم يدونوا كل شئ .. حتى اللاشئ .. وفي عصر ذلك اليوم المشئوم .. قبل سحق الوردة بقليل .. بينما الأطفال يضحكون ويهللون وراء الأراجوز: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ) .. جاء الديناصور .. أخرج الفنان من غرفة الأراجوز .. أخرج الفنان من ثيابه .. ربط ذراعيه بالحبال ثم قام بسحله حتى أختفى عن الأنظار .. في شعلة غضب الديناصور لم يلتفت للأراجوز الخشب .. رغم أن الأراجوز هو بطل الغناء .. هو من يسخر من سيدنا .. هو صاحب الذنب .. هو مالك التهمة .. كان الأطفال قد هربوا فزعين .. إلا طفل واحد .. طفل واحد فقط .. ظل بجوار الأراجوز وغرفة الأراجوز .. حين هدأ المشهد .. بفضول طفولي أمسك الطفل بالأراجوز .. دقق النظر فيه .. أرتسمت على وجهه ابتسامة فرح .. أرتدي الأراجوز كقفاز كما كان يفعل الفنان .. وبصوت خفيض خائف أخذ يردد: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ) .. ثم بدأ يعلو صوته شيئاً فشيئاً حتى سمعه الأطفال فخرجوا من بيوتهم نحوه .. فوجدوه يردد: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ) .. فصرخوا فيه: ياللا ياللا .. حينها دخل الطفل غرفة الأراجوز .. ثم رفعه لأعلى حتى يظهر من شباك المسرح الصغير .. ثم أخذ يغني بصوت عال: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ) .. والأطفال تردد ورائه: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ) يغني بصوت عال: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ) .. والأطفال تردد ورائه: ( يالطيف إلطف يالطيف .. سيدنا حكم بالسيف .. وياحسرة وألف خسارة .. قال عامل فيها شريف ).



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم شيء من الخوف أم .. الخوف كله ؟؟
- مصادر وتاريخ الموسيقى العربية
- قصة فيلم الزوجة الثانية
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الرابع )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثالث )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثاني )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الأول )
- لماذا تثور الشعوب – في ذكرى ثورات الربيع العربي
- النبي يقوم من الأموات في .. طوكيو !
- تلقيح الكلام المصري ومسائل أخرى
- أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان
- مجروح العبيط .. قصة من رابع المستحيلات
- على وجه الخلوص
- كلمات عبثية جداً
- غناوي من وحي الرباعيات
- أنا ربكم الأعلى - ( مجموعة قصص قصيرة جداً )
- مثواها الأخير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
- اليوم العالمي للحمير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
- ضاق الكل حتى اتسع الفراغ! - مجموعة قصص قصيرة جداً
- الثورة المضادة وكيف اغتالت مفجر ثورة الصعيد في مصر 1919


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - الأراجوز - من القصص السياسي