أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم هادي - العنف عقليّة تُغذّى














المزيد.....

العنف عقليّة تُغذّى


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 12:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خلال وبعد الثورة الصناعية احتاجت الرأسمالية كل مايمكن الحصول عليه من اعداد العمال فوظفت كل امكانياتها السياسية والاجتماعية صوب المساواة، وقد تم كتابة بحوث كثيرة في هذا الصدد تثبت مساواة المرأة بالرجل وامكانياتها الفكرية وابداعها في العمل قد يتجاوز الرجل لكن بتطور وسائل الانتاج والأجهزة الالكترونية التي اختصرت الوقت والجهد، وبالتالي إستوجب تقليص عدد العمال وبات على الرأسمالية التخلص من هذه الاعداد التي تطالب بالعمل او ضمان البطالة، فبدأت مرحلة جديدة تحتاج الى تقليص الاعداد واول هجمة كانت بتغذية النزعات الدينية والقبلية القائمة على تفوق الرجل واستقدام وتشجيع باحثين وعلماء لتأكيد تفوق الرجل بايلوجيا وعقليا بشكلٍ معاكس لما كانوا يفعلون. انا ازدياد العنف ضد النساء ياتي من هذه الارضية التي تمهد لاسباب تستطيع ان تظهرها للسطح مرة وتغمرها مرة اخرى حسب الحاجة. ان حاجة الرأسمالية هي التي تحدد حجم الحاجة لدفع المنطق العشائري والقبلي الى الواجهة وتغذية المنطق الديني بل وحتى الحكم الديني الذي تدعمه احول العالم وكذلك تغذية البحوث الغارقة في الرجعية ومنحها صفة علمية حضارية بتغيير بعض من جلدها ولمعانها.
يستطيع المعنف لزوجته مثلا إحضار الف عذر وتبرير لضربه لها لكن الانسان السويّ لايرفع يده عليها ولو بتوفر نفس الظروف والاعذار، حيث ان الضرب هو عقلية اولا، يغذيها المجتمع الذي يكتسب في فترة ما الصفات الرجعية المتخلفة بتاثير مباشر ودعم من السلطات الحاكمة ومن طبقة طفيليي المجتمع. ان العنف المنزلي خصوصا ضد النساء ينشط ويتراجع حسب مدّه وتغذيته بشروط القبلية، اذ نستطيع ان نرى العراق كمثال واقعي، حين لم يكن في فترة ما، حتى من باب التفاخر ذكر الاسم العشائري في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وبتأثير سيادة تيار حضاري متمدن هو ما كان وراء قلة وانحسار حالات العنف، إلّا انها عادت للنمو والازدياد في فترة الحرب العراقية-الايرانية ثم الحصار الاقتصادي، وبدعم الدولة وإعادة إنتاجها للعشائرية والقبلية ثم وصلت اوجها في العقدين الاخيرين بسبب صعود العشائر الى السلطة عدا عن تسلطها بالكامل في مدن لاتخضع اصلا لسلطة الدولة. ان تحول الحكم في العراق الى حكم عشائري ديني ميليشياتي جعل من المجتمع ارضية خصبة جدا لنمو الفطريات القبلية وسيطرة العقلية الذكورية.
بني الدين على اساس التفرقة الجنسية بغض النظر عن بعض الجمل البالية التي ليس لها معنى، في عالم لامساواتي بإمتياز. ان تعامل الدين وتعليماته تدفع ليس باتجاه التفرقة الجنسية والتفوق الذكوري وحسب بل للتحريض بشكل مباشر على الضرب والاهانة بل وحتى القتل المبرر. من السهولة جدا ملاحظة ارتفاع نسبة العنف المنزلي بشكل عام في الدول او حتى المدن التي تحكمها القيادات الدينية التي تتخذ من الاعراف العشائرية داعما لها في هذا المجال بينما تحارب الاعراف العشائرية التي لاتناسب وجودها. تشكل التعليمات الدينية تلك ليست سطوة تفوق عقلية وانما حث وتشجيع وحماية المعتدي بل وتمجيده في احيان اخرى، مما يسهل عليه ان لا يرى فقط ان اجرامه هو تصرف عاقل بل انه محط فخر، بدل ان يحاسب على جرم الاعتداء واعادة تأهيله ليعود إنسان من جديد تجد ان المجتمع المتغذي بالتعليمات الدينية يكافئه ويؤكد له انه قد فعل الصواب.
حين تهتم البحوث بإثبات تفوق الرجل وحين يكون الاخير مسحوقا في رحى العمل والظلم الاجتماعي وحين يعمل كل من في المنزل اكثر من عمل واحد دون القدرة على توفير المستلزمات الرئيسية لحياة كريمة، فان محاولة إثبات ذلك التفوق تنعكس داخل العلاقات الاسرية بشكل عنف اسري. حولت العقود الخمس الاخيرة المرأة الى خدمة مجانية للرجل الذي عليه ان يعمل اضعاف ساعاته أضعاف طاقته ليحصل على نصف ماكان يحصل عليه وهذه الخدمة المجانية تساعد على إعادته في اليوم التالي بطاقة جديدة، وفي الوقت نفسه فان وضع المرأة بهذا الشكل اعطى انطباعا لذلك الكائن المسحوق ان يشعر بهذا من خلال تفريغ غضبه عليها، هو من نتاج نفس العقلية القذرة التي اوهمته بالتفوق، بل وتؤكد حتى للرجل الذي لايطحنه العمل او المجتمع او انه في وضع مالي جيد انه متفوق اجتماعيا. ان مرتكبي الجرائم يستحقون السجن بالرغم من البحوث التي تؤيد تأثرهم التربوي وتأثير قسوة المجتمع وفي نفس الوقت يستحقون برامج إعادة التأهيل بينما ينعم الرجل بغالبية الحالات بالتهدئة والتطمين من قبل محيطه بانه تحت الضغوط والصعوبات يحق له ان يفعل ذلك، مع ان هذا التطمين هو جريمة بحد ذاته، من الجريمة ان تقول لرجل ضرب ابنته او زوجته او اي امرأة داخل المنزل انه كان تحت الضغوط اذا يجب ان يسجن اولا ثم يحق له بعد ذلك الاستفادة من برامج اعادة تأهيله ليكون انسان من جديد.
إيقاف العنف المنزلي يجب ان يسنّ كقانون بل ودستور ليشمل كل الجهات الحكومية والعشائرية والسلطات الدينية ومراكز البحوث التي تروج للعنف ضد المرأة او تبرره او حتى تعتبره رد فعل او ناتج عرضي، يجب تجريم اي مؤسسة حتى وان كانت قانونية او تشريعية لا تقبل بتجريم العنف. في حملتنا لوقف العنف ضد المرأة علينا ان نرى ان الذي يمر جنب شخص يضرب امرأة في الشارع دون ان يمنع ذلك مجرما بالضرورة. يجب ان يفهم كل من يساهم في الحملة ان نظرته واحترامه الى شخص يجب ان يمر من خلال تعامله ورفضه للعنف ليس كشخص فقط بل كجزء من المجتمع اي ان لا يرفض العنف داخله فقط بل يظهر ذلك داخل المجتمع ويقف بالضد من اي عنف لفظي او جسدي يمارسه اي رجل ضد اي امرأة في ذلك المجتمع، بدون بلوغ هذه الدرجة من اقتناء الحملة سنرى الكثير من الجرائم ترتكب قبل ان توقفها الانسانية.



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيّام أنارت درب هذا اليوم
- أمريكا الديمقراطية
- الفرديّة ليست حرّية
- هل تحارب امريكا الإرهاب؟؟
- في نقد التخبّط
- طرفي الصراع هما طرف واحد ضد الجماهير
- خطوة حاسمة تتطلبها الاحتجاجات
- مؤتمرات المعارضة العراقية بدائل رجعية
- البراءة من التنظيم، مرض القرن
- الفلوجة والخضراء ليسا معاركنا
- ماذا يمكن للسيستاني ان يعطي ل بان كي مون
- كيف هي الخيانة
- إنتخابات العصر الداعشي
- لمحة عن المناظرات الدينية
- -متاسلمون- تضليل فج
- قزوينكم ام مدّنا من سيضحك أخيرا؟
- حوار ... برئ
- القبانجي ليس بثائر ...
- أبي وأمي ليسا فداءا لأحد
- إحتفال القتل البربري


المزيد.....




- الكويت.. تداول فيديو شغب بسجن النساء والداخلية ترد
- -المرأة التقدمية- في منتدى الاستثمار العالمي لرواد الأعمال - ...
- فرنسا: توجيه تهمة الاغتصاب ضد وزير التضامن السابق داميان أبا ...
- مطالبات شعبية في مصر بوقف “أوبر” و”كريم” احتجاجًا على العنف ...
- anem.dz.. رابط منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 وأهم شروط ا ...
- عداد جرائم النظام الأبوي.. من 9 إلى 17 أيار/ مايو
- “منحة بقيمة 800 دينار جزائري“.. خطوات التقديم على منحة المرأ ...
- البرازيل تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم النسائية في 20 ...
- من بين 3 قضايا.. توجيه تهمة الاغتصاب لوزير المعاقين الفرنسي ...
- القضاء الفرنسي يوجه تهمة الاغتصاب إلى وزير سابق من حزب ماكرو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم هادي - العنف عقليّة تُغذّى