أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - شعب فلسطيني موحد أم تجمعات سكانية؟














المزيد.....

شعب فلسطيني موحد أم تجمعات سكانية؟


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعب فلسطيني موحد أم تجمعات سكانية ؟
بقلم نهاد أبو غوش
تصدر بين الفينة والأخرى تصريحات ومواقف عن بعض الأوساط الفلسطينية تشكك في الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو تطعن في وحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني ، أو أنها تلحظ ما آلت إليه المنظمة من جمود وتكلس، فتتساءل- مشككة بوظيفتها- عما أنجزته طوال تاريخها، وكم شبرا أو مترا مربعا حررت المنظمة وفصائلها، لتنتهي إلى أن منظمة التحرير هي مجرد واحدة من المؤسسات الفلسطينية مثلما جاء في بعض وثائق مؤتمر استانبول الذي عقد مطلع العام 2017.
مشكلة هذا الطرح تتلخص في نقطتين، بل خطيئتين في واقع الأمر، وهما: تجاهل وربما جهل، الطبيعة المعقدة للنضال الوطني الفلسطيني، وطبيعة الخصم، أي التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني، الذي يواجهه هذا النضال منذ أكثر من قرن من الزمان. وهذه المقاربة التي تتوقع انتصارات مظفرة من صولة كفاحية واحدة، أو انتفاضة، أو حتى جولة مفاوضات، هي في الحقيقة مقاربة قصيرة النفس، سينتهي بها الأمر حتما إلى التسليم بواقع تفوّق المشروع المعادي، والقبول به عمليا مع مواصلة إنكاره لفظيا وتوجيه الشتائم له.
الخطيئة الثانية هي إنكار حقيقة استعادة الشعب الفلسطيني لهويته الوطنية التي هي الشرط الأول لانتزاع حقوقه الوطنية، لقد أدت النكبة الكبرى في العام 1948 إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وتشتيته، وتبديد هويته الوطنية. وحدها منظمة التحرير الفلسطينية هي التي مكنت هذا الشعب من استعادة هويته الوطنية، والفارق كبير جدا بين شعب يتمتع بالضرورة بحق تقرير المصير والسيادة على أرضه، ووحدته ووحدة حقوقه الوطنية، وبين مجموعات مشتتة ومتناثرة من السكان، لكل مجموعة منها حقوقها المعيشية في منطقة سكنها، ولقد لخص شاعرنا الكبير محمود درويش هذه الحقيقة حين وصف الشعب الفلسطيني، في معرض رثائه للرئيس الخالد ياسر عرفات، فقال عن " وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة، الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة، إلى فكرة الدولة، إلى واقع تأسيسها المتعثر..".
الشعب له حقوق وطنية وسياسية لا يمكن إنكارها، في حالتنا الفلسطينية الشعب له حق العودة وحق تقرير المصير، وحق إقامة دولته المستقبلة بعاصمتها القدس، وحق السيادة على أجوائه ومعابره وسمائه وأرضه وموارده، بنما السكان لا يملكون المطالبة سوى بحقوقهم المعيشية والمدنية، وفي حالتنا سوف يبقى أهلنا في غزة يطالبون بفتح معبر رفح، وزيادة حصتهم من البترول، وتوسيع مساحة الصيد البحري، وزيادة حصيلة حقائب المال القطرية! أما في الضفة فمطالبنا سوف تقتصر على قضايا مثل زيادة تصاريح العمل، وتمديد ساعات العمل على الجسور، وخفض عدد الحواجز الثابتة والطيارة، وربما المساح بتوسيع المخططات الهيكلية للبلدات والقرى، وهناك بالطبع مطالب حياتية أكثر تواضعا وأكثر إلحاحا لشعبنا في مخيمات سوريا ولبنان من قبيل السماح بإعمار المخيمات المدمرة، وإدخال بعض مواد البناء الممنوعة أو مزاولة بعض المهن.
صفقة القرن البائسة هي الترجمة العلية الدقيقة لتحويلنا من شعب إلى مجموعات سكانية، ونتنياهو كان واضحا وصريحا في أكثر من مناسبة إزاء هذا الأمر، فهو قال أن السلام مع الفلسطينيين في هذا الجيل يبدو مستحيلا، وأن أقصى ما يمكن إنجازه معهم هو السلام الاقتصادي، كما أنه لم يخف، ولم يتستر على ما يريده من تفتيت لوحدة الشعب الفلسطيني حين قال بكل صراحة أن الانقسام الفلسطيني هو مصلحة إستراتيجية إسرائيلية.
لقد نص قانون القومية اليهودي بوضوح على أن حق تقرير المصير في أرض إسرائيل ( أي في فلسطين) هو حكر على ما أسماه القانون "الشعب اليهودي"، وبالتالي فإن ليهود بروكلين والأرجنتين وفرنسا حقوق سياسية على هذه الأرض أكثر مما لسكانها الأصليين، وأن وجود الفلسطينيين على أرضهم هو وجود طارئ وعارض لا تترتب عليه أية حقوق سياسية، وكأنهم جالية تنتمي لشعب آخر خارج هذه البلاد.
سبق للمفاوض الفلسطيني، وللقيادة الفلسطينية بشكل عام، أن وقعوا في هذا الفخ قبل أكثر من ربع قرن، حين قبلوا بما ورد في نصوص اتفاق أوسلو وملحقاته حين جرى وصف الفلسطينيين ب"السكان" وليس ب"الشعب"، ولم يكن الأمر مجرد خطأ لغوي في التعبير، لأن أي عملية تدقيق في الحقوق والصلاحيات الممنوحة للفلسطينيين تشير إلى أنها تخص مجموعات سكانية وليس شعبان ومن الأمثلة الصارخة الدالّة على ذلك، إبقاء القضايا الجوهرية الكبرى كالقدس والاستيطان واللاجئين مفتوحة للتفاوض، وغياب أية إشارة صريحة أو ضمنية لهدف إنهاء الاحتلال، وطريقة مشاركة الفلسطينيين المقدسيين في الانتخابات عن طريق البريد، وكأنهم جالية تنتمي لشعب آخر وتقيم في بلد غير بلدها.
وربما نعمد نحن الفلسطينيين إلى إضعاف صفتنا كشعب، التي انتزعناها بالتضحيات، وعبر اعترافات متوالية من الدول الصديقة والشقيقة، ومن المجتمع الدولي عبر قرارات الأمم المتحدة، حين نوافق لأسباب مختلفة على التعامل معنا كسكان وتجمعات، وقد يصدر هذا الخطأ عمن يدعي أن المقاومة هي خياره الاستراتيجي بالقول أن منظمة التحرير لم تعد تمثلنا، ثم يمضي في البحث عن ترتيبات ثنائية لقطاع غزة بعيدا عن مبدأ الوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد يصدر عمن يعتبر أن منسق شؤون جيش الاحتلال في المناطق هو مرجعيتنا، وأن الارتباط المدني أو العسكري، أو وزارة الشؤون المدنية هي الإطار السياسي المركزي في تحصيل حقوقنا التي لا تعدو الحصول على أموال المقاصة!



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار العودة للتنسيق الأمني ومخاطره على المصالحة
- الجيش الإسرائيلي مركز السياسة والمجتمع في إسرائيل
- قرار صادم للقيادة الفلسطينية
- عن اعلان الاستقلال الفلسطيني
- الفلسطينيون ومرحلة جو بايدن
- عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني
- ياسر عرفات أبو الوطنية الفلسطينية
- حين يكون الرئيس الأميركي مديرا لعلاقات إسرائيل العامة
- من المستفيد من نجاح بايدن: الفلسطينيون أم إسرائيل
- تجديد برامج وبنى الحركة الوطنية الفلسطينية
- الآثار الكارثية لمرحلة ترامب والدور الأوروبي المطلوب
- التسوية الإقليمية على حساب الفلسطينيين
- استراتيجة الضم الإسرائيلية
- المسلمون في أزمة
- فساد الحكم في إسرائيل
- نتنياهو المعتدل
- هل يمكن للفلسطينيين إعادة بناء أوراق قوتهم
- إعادة إنتاج الهزيمة
- ديبلوماسية الموساد
- ذكريات عن نعيم الطوباسي


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - شعب فلسطيني موحد أم تجمعات سكانية؟