شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 22:23
المحور:
الادب والفن
(فاتح العينين لكنّي ضرير)
كلّما مرّ مساء
مسح الحزن الفرح
هاتها جمراً تلظّى في القدح
ركضت فيّ الليالي
وانطوت أيّام عمري
في ظلام الحقب
لم أعد أحلم بالآتي
ولا بالسحب
أنا في الشمس
وفي بحر السراب
كلّما ميّزت بين الصفح
أو بين العقاب
طاش عقلي في هباب
صرت لا أدرك مذ جئت
وما يعني الذهاب
أنا مثل الطفل في المهدي
وفي مرحلة الكهل اُثاب
ربّ سبحانك
مازلت أنا العبد الفقير
فاتح العينين لكنّي ضرير
طامحاً في جنّة عرض السماوات
اُصلّي لك طوعاً
وارى ما بين عينيّ جحيماً وسعير
تلك للعاصين ربّ
وأنا العبد الفقير
أطلب الرحمة والغفران
من عمق الضمير
وأنا أعرج من سفر النهايات
الى كهف البدايات
وفي ظل أبي
جسدي الطينيّ لا يهبط الّا
في محيط الخائفينّ
ربّ رحماك على طين لغفران أصلّي
أصلْ الليل بصبحي
كوني العبد لربّ
حبل ميلادي يتدّ لآدم
ولحوّاء على دهر تقادم
منذ أن كنت أُغنّي يا ابن آدم
من تراب جئتَ
والعود الى ذاك التراب
ربّ ذرّاتكَ
ما زال يروّيها السحاب
لتغذّي شجر الليمون
في عقب الغياب.
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟